مروان البرغوثي.. رهان الوحدة الفلسطينية
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
علي بن سالم كفيتان
بات من الضروري أن تعيد السلطة الفلسطينية التفكير في قيادة جديدة للشعب الفلسطيني، تحظى باحترام كل الحركات وجميع فصائل المقاومة، وهذا في حقيقة الأمر يصب في صالح جميع الأطراف، بمن فيهم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الغارق في خياراته السيئة ورهاناته على شخصيات باتت خلف الكواليس منذ فجر السابع من أكتوبر، ونعتقد أن خروج المناضل مروان البرغوثي من سجون الصهاينة وتوحيد الجبهة الفلسطينية هو الخيار الأنسب للتعامل مع الشتات الفلسطيني الحالي، فلا توجد شخصية توافقية في الوقت الحاضر تتمتع بصفات البرغوثي من حيث سجله النضالي وانتمائه لحركة فتح المناهضة لحركة حماس وشعبيته الطاغية بين الفلسطينيين وقبوله في العالم لقيادة مرحلة استقلال فلسطين كدولة كاملة السيادة، ليعيش من خلالها شعب فلسطين حياة الكرامة والاستقرار والأمن والتنقل بحرية، حتى يكتب لله لحظة التخلص من اغتصاب الصهاينة لكل فلسطين، وهو غير بعيد على الله تعالى.
لقد انتهج الغرب في العالم العربي تأييد قيادات ضعيفة لا تحظى بتأييد الشعوب، ليسهل عليهم خلعها متى ما أرادوا، لكن ذلك التوجه بات اليوم يهدد بقاء الثقافة الرأسمالية الغربية ويقلص النفوذ الأمريكي بالذات، فما حدث في فلسطين جرَّد الحكومات الغربية من شعبيتها في داخل بلدانها بعد خروج الملايين منددين بسياسات بلدانهم الوحشية وغير الإنسانية في غزة، فكيف يستطيع الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم شرح انحيازه العلني والمفضوح -مع كامل أعضاء حكومته- للكيان الصهيوني الذي ينفذ عمليات تطهير عرقي غير مسبوقة بقتله ما يربو على 16 ألف إنسان في خمسة أسابيع، جلهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل؟ ووسط هذه المعمعة كيف لرئيس السلطة الفلسطينية أن يجد له آذنًا صاغية بين أبناء جلدته المنكل بهم ليل نهار؟ ومن هنا نعتقد أنَّ السلطة الفلسطينية باتت مدعوة الآن وقبل فوات الأوان لتوحيد الصفوف، فخيار السلام الوهمي في "أوسلو" أصبح في مهب الريح، فبعد ثلاثين عامًأ من توقيعه لا دولة ولا سلام.
العالم الغربي المهيمن إلى الآن على القرار العالمي لن يسمح باعتلاء سدة الحكم لفصائل المقاومة ذات النهج الإسلامي مثل "حماس"، وتبين لنا ذلك من خلال حشدهم كل طاقاتهم العسكرية والسياسية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، وسعيهم لاستئصال شأفتها بدعم من بعض الأنظمة العربية التي يتم تخويفها باستمرار من بروز التيارات الإسلامية؛ لذلك يتوجب على الفلسطينيين أن يستشعروا المسؤولية لتوحيد جبهتهم في هذه الظروف العصيبة، وهذا يحتم اللجوء لمراجعات عميقة للسلطة الفلسطينية، وانتخاب قيادات جديدة تحظى بالقبول الشعبي وتمتلك المرونة المقبولة وليست المهينة مع الغرب، بحيث تحفظ خيار المقاومة وتفتح صفحة للسلام الحقيقي لكي يتنفس الشعب الفلسطيني نسمات الحرية والكرامة، ويؤسس لمرحلة الجلاء التام عن فلسطين التي بدأت منذ السابع من أكتوبر 2023.
وكأمة إسلامية وانتماء عربي، لا بد من دفع القيادات الفلسطينية لردم خلافاتها، واختيار سلطة تحرير وطنية يدعمها العالم الإسلامي ويحتضنها الانتماء العربي، وهذا سيسهل وجود مؤسسة يمكن التفاوض معها والوثوق بتعهداتها، وتحظى بتأييد شعبي فلسطيني، فلا يمكن للعالم أن يتعامل مع سلطة هشة ليس لها قرار أو مقاومة شرسة لا تفتح مجال للحديث والتفاوض، في الوقت الذي لا يختلف فيه اثنان على أنَّ "حماس" أبدت مرونة وذكاءً سياسيًّا في التعامل مع الحرب، وظهر ذلك جليًّا في ملف تبادل الأسرى والمحتجزين، وعظمت المكاسب السياسية والتأييد الإنساني للقضية الفلسطينية في مختلف أصقاع الدنيا، فخروج الأسرى والمعتقلين الصهاينة وهم يلوِّحون بأيديهم لعناصر المقاومة ويرسمون ابتسامات عريضة لهم، مسحت "البروبجندا" الغربية التي تُشَيْطِن "حماس" وتلطخها بالإرهاب، فقد نجحت "حماس" في تقديم نفسها كحركة تحرير وطنية، باعتراف كثيرين كانوا يؤمنون برواية الصهاينة وأمريكا. لكن هل تستطيع "حماس" أن تصل منفردة لقيادة المشهد الفلسطيني المبعثر والمخترق؟
يتمُّ تداول اسم المناضل الفلسطيني الذي قضى ما يزيد على 20 عاما في غياهب سجون الصهاينة كأحد الذين تصر حركة "حماس" على خروجه، بينما يشاع أن فصائل أخرى مناوئة تبذل قصار جهدها لمنع حدوث ذلك، خوفاً من تصدر الرجل للمشهد السياسي في فلسطين، فهل يخرج المناضل مروان البرغوثي من زنزانته في حيفا ويلتف حوله الشعب الفلسطيني ليقودهم إلى التحرُّر كما فعل نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا؟ هذا ما نتمناه.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المشاركون في المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة إلى الطوفان” يؤكدون على أهمية دور المقاومة في مواجهة التهجير
الثورة نت|
أكد المشاركون في المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة إلى الطوفان أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير” على الثوابت الفلسطينية المتمثلة في أن التهجير القسري الذي تعرض له الشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948م حتى اليوم، هو جريمة مستمرة تتناقض مع كافة المواثيق والقوانين الدولية.
وأوضح المشاركون في بيان صادر عن المؤتمر الدولي الذي شارك فيه شخصيات أكاديمية وحقوقية وناشطين من اليمن ومختلف دول العالم، أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجروا منها هو حق غير قابل للتصرف وحق ثابت شرعي وقانوني وسياسي لا يسقط بالتقادم.. مبينين أن القدس “بمقدساتها” كانت وستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين ولا شرعية لأي محاولات لطمس هويتها أو تهجير سكانها الأصليين.
وأشار البيان إلى دور الجهاد والمقاومة في مواجهة التهجير من خلال الجهاد والمقاومة بجميع أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة التي هي حق مشروع تكفله القوانين الدولية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال وهي ضرورة استراتيجية لمنع تنفيذ مخططات التهجير والاستيطان.
ودعا إلى توحيد الصف الوطني وإنهاء الانقسام وتعزيز العمل المشترك بين جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية باعتبارها حجر الأساس في مواجهة مشاريع العدو الصهيوني.
وشدد بيان المؤتمر على تكثيف التحركات الشعبية والاحتجاجات السليمة في الداخل والخارج لمواجهة سياسات التهجير، خاصة في غزة والقدس والضفة الغربية.
لفت إلى ضرورة العمل على محاسبة العدو الصهيوني، على جرائم التهجير والاستيطان أمام المحاكم الدولية وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية وإلزامه بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.. مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفاعل لوقف جرائم العدو الإسرائيلي ووقف سياسة ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وجددّ البيان التأكيد على رفض كافة مشاريع التوطين أو تصفية قضية اللاجئين، والتأكيد على ضرورة حماية حقوق الفلسطينيين في الشتات ودعم صمودهم.
وفيما يخص استراتيجيات دعم صمود الفلسطينيين، أكد البيان على تعزيز دور الإعلام الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي في كشف جرائم العدو الإسرائيلي وفضح سياسات التهجير والعمل على نشر الحقائق الفلسطينية في المحافل الدولية، ودعم المشاريع الاقتصادية والتنموية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة لتعزيز صمود الفلسطينيين أمام سياسات الحصار والتهجير القسري.
وحث على تشجيع المؤسسات الحقوقية والإنسانية وتكثيف جهودها في توثيق جرائم العدو الإسرائيلي ونشر التقارير الحقوقية التي تثبت الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني.
وبشأن تعزيز التضامن الدولي، دعا البيان الشعوب الحرة في العالم، والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى مواصلة الضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه العدو الإسرائيلي، وتعزيز الحملات الدولية لمقاطعة العدو الإسرائيلي سياسيًا واقتصاديًا وأكاديميًا BDS باعتبارها وسيلة مؤثرة لمحاسبته على جرائمه.
وأكد البيان على دور الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في الخارج على دعم القضية الفلسطينية ونقل معاناة الفلسطينيين إلى الرأي العام العالمي.
وبخصوص أهمية التوثيق، طالب بيان المؤتمر بالعمل على إنشاء أرشيف فلسطيني رقمي يُوّثق جرائم العدو الإسرائيلي من تهجير وهدم منازل واعتداءات.
وشدد على تشجيع إنتاج الأفلام الوثائقية والمحتوى الإعلامي الذي يعكس معاناة الفلسطينيين ويكشف زيف الدعاية الصهيونية.. مؤكدًا أن فلسطين ستبقى قضية إنسانية وأن التهجير القسري لن ينجح في اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وسيظل الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقوقه، مستمرًا في مقاومته المشروعة حتى التحرير والعودة.
وحيا المشاركون في ختام المؤتمر بكل إجلال وإكبار أبناء الشعب الفلسطيني الصامدين في القدس وغزة والضفة وكل فلسطين من النهر إلى البحر، والأسرى في سجون العدو الإسرائيلي.. مؤكدين أن المقاومة ستبقى مستمرة حتى تحقيق الحرية والاستقلال.