تستضيف المنطقة الخضراء في COP28 غدا مجموعةً من الفعاليات الممتعة والملهمة المصمّمة خصيصاً للأسر والأفراد المهتمين بالعمل المناخي.

وتركّز الفعاليات على موضوعات الترفيه والتعليم، فيما تتيح الأفلام الوثائقية الملهِمة التي سيتم عرضها أمام الأسر فرصة الاطلاع على أبرز المبادرات البيئية. وسيحظى داعمو العمل المناخي بإمكانية المشاركة في مناقشات تتناول موضوعات التمويل والتجارة والمساواة بين الجنسين وغيرها.


وتتاح أمام زوار المنطقة الخضراء خيارات متنوعة للأطعمة والمشروبات يقدمها أكثر من 90 مطعماً ومقهى وتتضمن أطباقاً من مختلف المطابخ العالمية، ومجموعة متنوّعة من الخيارات النباتية المقدّمة في حدائق شاحنات الطعام المتنقلة، بالإضافة إلى “الكيبولان”، وهي أول قاعة طعام متخصّصة بالمطاعم الإفريقية في العالم.
ومن بين أبرز هذه المطاعم، مطعم “أسيمبلي” للمقبلات والمشويات، ومقهى “ألِف”، ومقهى “بي إكس بي”، هذا بالإضافة إلى أربع حدائق تضمّ شاحنات طعام متنقلة، وإلى مقهى “كيو كوفيه”، ومطعم “هايد أواي”، ومطعم “ريفورم”، ومطعم “توست”، وغيرها.

وللاستمتاع بأشهى هذه الخيارات المتاحة في المنطقة الخضراء، يوصى بإجراء حجز مسبق فيها عبر تطبيق “إيت”، وبزيارة مزرعة مدينة إكسبو واكتشاف مجموعة المحاصيل والفواكه والخضروات المزروعة.

وتتضمّن فعاليات يوم 4 ديسمبر المنعقدة في المنطقة الخضراء:
– النفايات البلاستيكية: أكبر تحدّيات البشرية..
ويتناول الممثل ومنتج الأفلام الوثائقية التركي ، إنجين آلتان دوزياتان، موضوع النفايات والجسيمات البلاستيكية الدقيقة في فيلمه الوثائقي الثاني الذي يتطرّق إلى تسليط الضوء على تحدّي التلوث البلاستيكي الذي يهدد الكائنات البحرية على مستوى العالم. وقد دعمت شركة “سوكار” التركية، وبنك الإمارات دبي الوطني – دينيز بنك، وشركة “بي سي أس دي” التركية، جهود إنتاج هذا الفيلم الوثائقي. وفي هذا الإطار، ستعرض الفعالية المنعقدة من الساعة 1:00 وحتّى الساعة 1:45 ظهراً حلولاً مقترحة في مجال الاقتصاد الدائري.

المناخ والإنسان: فهم تداعيات تغير المناخ على الصحة العامة..

وتتناول هذه الفعالية، التي تقام من الساعة 3:00 وحتّى الساعة 3:45 عصراً، العلاقة بين تغير المناخ وصحة البشر، حيث يعرض كلٌ من شركة “بي بي سي ستوري ووركس” – BBC StoryWorks – والتحالف العالمي للمناخ والصحة مجموعةً من الأفلام السينمائية التي تتناول التحدّيات القائمة والحلول المقترحة لتحسين حياة البشر على كوكب الأرض، وتسلّط الضوء على جهود المجتمعات لحماية أفرادها من تداعيات تغير المناخ.

– فرص محدودة..

وتناقش الجلسة الأثر العميق للبحر في حياة البشر، وتعرض فيلماً وثائقياً يتناول تأثير البحر على وجود الإنسان وعاطفته ويؤكد على الدور الأساسي للبحار والمحيطات في تشكيل النظم البيئية ودورات التنوع البيولوجي الضرورية لاستمرار الحياة على كوكب الأرض. وتُعقد الجلسة من الساعة 4:20 وحتى 4:50 عصراً.

– أصوات المحيط.. أُمسية من أجل المحيطات..

وتقام الفعالية برعاية شريكين من المنظمات غير الحكومية العالمية هما “جمعية المحافظة على الحيتان والدلافين” و”أوشانك غلوبال”، وتستعرض تجربة استثنائية آسرة بعنوان “أصوات المحيط”، كما تتضمن الأُمسية عروضاً فنية متنوعة تشمل إلقاء أشعار بلغتين ومعزوفات موسيقية إلى جانب عرض لصور بحرية للدعوة إلى الحفاظ على المحيطات والاستفادة من حكمة وأساليب الشعوب الأصلية في حماية الطبيعة والبيئة. تُعقد الأمسية بدءاً من الساعة 7 مساءً وحتى 8 مساءً.
وإلى جانب الفعاليات العائلية، تستضيف المنطقة الخضراء في COP28 مجموعة متنوعة من الفعاليات الموجهة لداعمي العمل المناخي تركز على موضوعات التمويل والتجارة والمساواة بين الجنسين والإشراف والمتابعة. ومن أبرزها:

– قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة..

وتُعقد من الساعة 9:30 صباحاً – 2:30 ظهراً في مركز تواصُل للمؤتمرات. وخلال فترة انعقاد COP28، توفر قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة عالمية تجمع بين المنطقتين الزرقاء والخضراء من خلال عقد مناقشات حول السُبل الكفيلة بتحفيز العمل المناخي بين الأطراف المعنية والمفوَّضين المراقِبين والجمهور. حيث تتضمن الفعالية إلقاء كلمات لمتحدثين ومناقشات غير رسمية وحلقات نقاشية تُركِّز على النتائج المنشودة عبر موضوعات الاستثمارات المستدامة والابتكارات المناخية والشمول المالي لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة. ويتبع ذلك سلسلة من الجلسات الحوارية الخاصة بقمة أسبوع أبوظبي للاستدامة تركز على العمل المطلوب في COP28 وما بعده.

– استعادة الثقة في أسواق الكربون الطوعية..

وتُعقد فعالية “استعادة الثقة في أسواق الكربون الطوعية” من 10 صباحاً – 11 صباحاً في مركز التأثير الإيجابي، بالطابق الخامس من مبنى مجلس COP28، وتهدف للاتفاق على وضع إطار عمل شامل يتمتع بالنزاهة عبر كافة جوانب سلسلة القيمة الخاصة بأسواق الكربون الطوعية. وسيقدم دليل واضح للشركات التي تبدأ رحلتها نحو الحياد المناخي.

– تعزيز التمويل المُستدام وأسواق رأس المال في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا..

وتُعقد فعالية “تعزيز التمويل المُستدام وأسواق رأس المال في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا” من الساعة 10 صباحًا وحتى 11 صباحًا في مركز تواصُل للمؤتمرات وتسلط الفعالية الضوء على أهمية توفير التمويل المستدام والأخضر على مستوى العالم لمواجهة التحديات المناخية وتعزيز الاستثمار المسؤول، حيث يحتاج الانتقال إلى الاقتصاد منخفض الكربون بحلول 2050 إلى ما يقرب من 100 إلى 150 تريليون دولار وتوجيه استثمارات إلى دول الجنوب العالي تُقدر بنحو 60 إلى 80 تريليون دولار.

وتهدف دولة الإمارات إلى معالجة نقص التمويل عن طريق تحفيز أسواق رأس المال المستدامة والخضراء في المنطقة والاستفادة من الزخم الذي بناه COP28 لتعزيز دور دولة الإمارات كمركز إقليمي للتميز في مجال التمويل الأخضر والمستدام.

وسيعلن العديد من الشركاء والجهات المعنية عن مجموعة من المبادرات الرئيسية التي ستتم مناقشة دورها في تحفيز نمو السوق الإقليمية لتمويل العمل المناخي المستدام.

– أصوات ومشروعات: المرأة تتصدر مواجهة تغير المناخ..

وتُعقد فعالية “أصوات ومشروعات: المرأة تتصدر مواجهة تغير المناخ” من الساعة 10 صباحاً وحتى 11 صباحاً في ردهة الطابق الأول بمركز التأثير الإيجابي، وستؤكد على أهمية دور المرأة في عمليات صنع القرار وصياغة حلول مناخية شاملة وفعالة.

وتهدف هذه الجلسة إلى تغيير المفهوم السائد عن المرأة ودورها في مواجهة تغير المناخ، كما ستستعرض التحديات والفرص وسبل توفير للتمويل المناخي بشكل منصف وعادل.

– إدارة الانتقال إلى الحياد المناخي..

وتُعقد فعالية “إدارة الانتقال إلى الحياد المناخي: من موجة العمل التطوعي إلى وضع الأسس العالمية للاقتصاد” من الساعة 11 صباحاً إلى 12 ظهراً في مجلس جناح المرأة. ويشارك فيها مجموعة من أساتذة جامعة أوكسفورد وممثلي القطاع الخاص لمناقشة دور القطاع الخاص في تحقيق الأهداف البيئية وتعزيز الحوار العالمي حول الإشراف والمتابعة، وتبادل الآراء حول أفضل الممارسات والقوانين والحلول المبتكرة لدفع عملية التغيير الإيجابي.

تمهيد الطريق للوصول إلى الحياد المناخي: كيف نحقق الانتقال إلى الحياد المناخي على مستوى العالم؟ ..

يشهد مجلس جناح المرأة، من الساعة 1:00 إلى 2:00 ظهراً، ورشة عمل تتناول تحديد دور وإمكانيات الشركات في تحقيق الحياد المناخي، وتعرض خطط الانتقال إلى الحياد المناخي وآليات تنفيذها، ومراقبة التقدم المحرز وإعداد التقارير. ويمكن للحضور التعرف على أدوات وأطر العمل التي تساعد على الانتقال إلى الحياد المناخي، من خلال أمثلة ذات صلة من مختلف القطاعات والأماكن.

– تمويل الاقتصاد المناخي الجديد..

وتدور الفعالية من الساعة 2:00 إلى 3:00 عصراً في قاعة المجلس بالطابق الخامس من مركز التأثير الإيجابي وتُركز على مناقشة التحديات الحالية التي تعيق الاستثمار في حلول المناخ، خاصة في الأسواق الناشئة والدول النامية. وتهدف الفعالية إلى إيجاد أدوات ومنهجيات مبتكرة للتغلب على هذه التحديات، وتيسير تدفق الاستثمارات على نطاق واسع في الحلول المناخية والتكنولوجية، خاصةً في الدول النامية.

تنمية المهارات الخضراء من أجل سلاسل توريد مستدامة: تُنظَم هذه الجلسة من الساعة 6:00 إلى 7:00 مساءً في قاعة المجلس بالطابق الخامس من مركز التأثير الإيجابي. وتتناول الجلسة ضرورة تنمية المهارات الخضراء في تطوير سلاسل التوريد المستدامة، وأهمية بناء القدرات من خلال تقديم دورات تدريب على المستويين المحلي والدولي، مع التركيز بشكلٍ خاص على تنمية رأس المال البشري والارتقاء به، خاصةً في سياق المهارات الخضراء من أجل تجارة مستدامة.

إلى جانب كل هذه الفعاليات، هذه نُبذة سريعة عن الفعاليات المتاحة للجميع.

في مركز الانتقال في قطاع الطاقة:
– آثار تغير المناخ على أمان المنشآت النووية، تقدمها الهيئة الاتحادية للرقابة النووية بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية – من 10ص إلى 12م -.

– أجندة الرؤساء التنفيذيين للاستدامة: تمكين المؤسسات لتحقيق الاستدامة باستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي، تقدمها شركة “آي بي إم” – من 4.30م إلى 6م -.

في مركز التمويل المناخي:
– دعم أسواق رأس المال الأخضر، يقدمها بنك الإمارات دبي الوطني من 4.30م إلى 6م.
في مركز المعرفة:
– من المليارات إلى التريليونات: الدفعة الجديدة من رؤوس الأموال الخضراء تقدمها شركة ماكنزي وشركاه.
– خدمات الذكاء الاصطناعي الطبية في استقبال الجميع من 2.30م إلى 2م.
– بناء الثقة في مستقبل مستدام، تقدمها شركة “إرنست ويونغ”.

في مركز التكنولوجيا والابتكار:
– تصحيح المفاهيم بشأن التمويل المناخي، تقدمها شركة “ريفل فينتشرز” – Riffle Ventures – من 10.45ص إلى 11.20ص.

– التمويل الحكومي لتعزيز الاستثمار الخاص، تقدمها منظمة “نيو إينرجي نيكسوس” – New Energy Nexus – من 11.20ص إلى 12م.

– توفير الشركات لتمويل تكنولوجيا المناخ، تقدمها شركة “ديلوات” – Deloitte – من 12م إلى 12.35م.

– وضع تمويل المشروعات المناخية على مستوى العالم. هل نسير بوتيرة سريعة؟، تقدمها شركتا “فينشر سوق” – VentureSouq – و”غلوبال فينتشرز” – Global Ventures – من 12.35م إلى 1.25م.

– هل الشركات العائلية هي الحلقة المفقودة في التمويل المناخي، تقدمها جمعية الإمارات للشركات العائلية من 2.50م إلى 3.40م.

– النوع الاجتماعي والاستثمار المناخي الذكي: مفتاح تطوير الحلول المناخية، تقدمها منظمة “تو اكس جلوبال” – 2X Global – من 4.30م إلى 5.35م.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الانتقال إلى الحیاد المناخی على مستوى العالم المنطقة الخضراء أسواق رأس المال العمل المناخی تغیر المناخ من الساعة 1 الخضراء فی فی مرکز

إقرأ أيضاً:

معلومات الوزراء يتناول تأثيرات التغير المناخي والصدمات على عملية التعليم

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً تناول من خلاله التأثيرات المباشرة وغير المباشرة التي يفرضها التغير المناخي على عملية التعلم، والحواجز التي تحول دون الحق في التعلم، بالإضافة إلى التحرك الدولي المطلوب لتكييف أنظمة التعليم مع تغير المناخ، مشيراً إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة وتيرة وشدة الأحداث الجوية المتطرفة، مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر الشديدة وحرائق الغابات، مما يؤثر بشكلٍ سلبي في عملية التعلم من خلال تعطيل الدراسة وإغلاق المدارس بفعل تدمير البنية التحتية لها، وهو ما يؤدي بدوره إلى خسائر في التعلم وانقطاع الطلاب عن الدراسة وعدد من التأثيرات طويلة الأجل.

وتناول التحليل التأثيرات المباشرة التي يفرضها التغير المناخي على عملية التعلم والالتحاق بالمدارس، حيث أوضح أن التأثيرات المباشرة للصدمات المناخية، كالأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات، تؤدي إلى الإضرار بجودة تقديم الخدمات التعليمية وبيئة الفصول الدراسية وإطالة مدة إغلاق المدارس بسبب استخدامها كمراكز للطوارئ والإيواء، علاوة على تدمير البنية التحتية للمدارس، وهو ما يؤدي بدوره إلى خسائر فادحة في العملية التعليمية، فعلى سبيل المثال، عندما ضرب الإعصار "فريدي" جنوب إفريقيا في مارس 2023، واجه ما يقرب من 5% من الطلاب في جميع أنحاء دولة ملاوي إغلاقًا للمدارس، كما سبق أُغلقت 42% من المدارس الابتدائية بسبب الجفاف في عام 2015، مما أجبر أكثر من 130 ألف طالب على ترك المدرسة. وفي دولة الفلبين، تغمر المياه أكثر من 21% من المدارس مرة واحدة على الأقل كل عام دراسي، ويمكن أن يحدث ذلك الأمر مرتين في الشهر في بعض المناطق، بالإضافة إلى ذلك، فقد ألحقت الأعاصير في دولة الفلبين في عامي 2009 و2013 أضرارًا بـ 4300 و19300 مدرسة على التوالي، مما أدى إلى إغلاق المدارس لفترات طويلة، وخلال فيضانات عام 2022 في دولة باكستان، أظهرت التقديرات أن 3.5 ملايين طفل تعطلوا عن الدراسة وأن مليون طفل قد يتوقفون عن الذهاب إلى المدرسة، وتولد هذه الإغلاقات خسائر فادحة في العملية التعليمية.

وفي السياق ذاته، يمكن أن يؤدي الطقس البارد أيضًا إلى تعطيل الدراسة والتعلم، حيث شهد بعض المناطق مثل آسيا الوسطى ومناطق في أستراليا وأمريكا الجنوبية زيادة في كل من الحرارة الشديدة والبرودة، ويمكن أن تتسبب موجات البرد والعواصف في أضرار بالممتلكات وانقطاع التيار الكهربائي مما قد يكون له عواقب على البنية التحتية والأنظمة التعليمية، وهو ما يترتب عليه إغلاق المدارس. ففي دولة منغوليا، كان الأطفال في سن الدراسة الذين يعيشون في المناطق المتضررة بشدة أثناء العواصف الشتوية أقل احتمالية لإكمال التعليم الأساسي بعد عشر سنوات من الصدمة المناخية، مقارنة بالأطفال في المناطق الأقل تضررًا.

وفي شهري يناير وفبراير 2024، تسببت العواصف الشتوية في إغلاق المدارس في وسط وشرق أوروبا والغرب الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية. وبشكلٍ عام، فإنه على مدار العشرين سنة الماضية، أُغلقت المدارس في 75% من الدول على مستوى العالم على الأقل نتيجة الأحداث الجوية المتطرفة التي أثرت في 5 ملايين شخص أو أكثر.

ومن ناحية أخرى، فإنه حتى في حالة عدم إغلاق المدارس، فإن الأحداث الجوية المتطرفة تقلل من الحضور والتحصيل الدراسي. فعلى سبيل المثال، تزداد حالات الغياب في دولة البرازيل خلال موسم الأمطار حتى عندما لا يتم تعليق الفصول الدراسية، ويرجع ذلك إلى التحديات التي يواجهها الطلاب في التنقلات، وبشكلٍ عام، يقضي الطلاب في المناطق المتضررة من الفيضانات وقتًا أطول في السفر من المنزل إلى الجامعة في أيام الفيضانات، وبالتالي فإن نسبة الطلاب الحاضرين للفصول الدراسية وجهًا لوجه تنخفض من 77% في الأيام التي لا تشهد فيضانات إلى 27% في أيام الفيضانات.

وعلاوة على ذلك، فإن التعلم عبر الإنترنت يمكن أن يتأثر بالأحداث الجوية المتطرفة، فقد انخفضت المشاركة الإجمالية على منصة التعلم عبر الإنترنت لدورات البكالوريوس والدراسات العليا بنسبة 20% بسبب حدثي إعصارين كبيرين أثرا في الفلبين في عام 2020.

وسلط مركز المعلومات الضوء على التأثيرات غير المباشرة التي يفرضها التغير المناخي في عملية التعلم والالتحاق بالمدارس، حيث يؤثر تغير المناخ سلبًا في نتائج التعليم بشكلٍ غير مباشر من خلال الصدمات الاقتصادية، وانعدام الأمن الغذائي، والصدمات الصحية، وتؤدي هذه المسارات غير المباشرة إلى انخفاض استعداد الطلاب للتعلم، وانخفاض الطلب على التعليم بسبب آليات التكيف الأسري، وتعطل الخدمات التعليمية، وذلك كما يلي:

-أثر الصدمات الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي على التعلم: حيث تفرض الأحداث المناخية المتطرفة ضغوطًا على موارد الأسر وتتسبب في انعدام الأمن الغذائي والهشاشة الاقتصادية وهو ما يؤدي إلى انخفاض الإنفاق على التعليم لسنوات بعد الصدمة، ففي دولة بنجلاديش، أدى التعرض للأعاصير والفيضانات والجفاف إلى زيادة حالات زواج الأطفال، حيث تستخدم الأسر مدفوعات العروس كآلية للتكيف مع الصعوبات المالية. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 170 مليون شخص إضافي سيكونون معرضين لخطر الجوع بحلول عام 2080 بسبب تغير المناخ، وسوف يؤدي الضغط الاقتصادي على الأسر الناجم عن الصدمات المناخية إلى خلق آثار سلبية على تعلم الطلاب وإنجازهم.

-أثر الصدمات الصحية الناجمة عن تغير المناخ في التعلم: حيث يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة ملوثات الهواء من خلال التغييرات في التفاعلات الكيميائية وهطول الأمطار، ومن المرجح أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تلوث الهواء العالمي والوفيات المرتبطة به، وقد أظهرت التوقعات أن 14٪ من الزيادة الإجمالية في حالات الوفاة المرتبطة بتلوث الهواء بالأوزون من عام 2000 إلى عام 2100 المقدرة في سيناريو الانبعاثات العالية ستعزى إلى تغير المناخ، كما يمكن أن تؤثر جودة الهواء الرديئة في التعلم والمدارس من خلال الإغلاقات والتأثيرات في الإدراك والإنجاز الأكاديمي، فعلى سبيل المثال، أثبتت الدراسات أنه في كلٍ من البرازيل وتشيلي والصين والهند وإيران وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، عملت درجات الحرارة المرتفعة على تضخيم آثار تلوث الهواء في صحة الأطفال وأدائهم الأكاديمي، حيث يؤدي التعرض للجسيمات الدقيقة (PM2.5) - وهي مواد جسيمية ملوثة صغيرة جدًا في الحجم ولا ترى بالعين المجردة - إلى انخفاض درجات الطلاب في الاختبارات وزيادة حالات الغياب عن المدرسة.

وفي السياق ذاته، يمكن أن يكون للصدمات المناخية كالجفاف والأعاصير وحرائق الغابات تأثيرات سلبية في الصحة العقلية للطلاب، ففي أعقاب إعصار كاترينا في الولايات المتحدة الأمريكية، عانى أغلب طلاب الأقليات العرقية المتضررين في الصف التاسع من أعراض خفيفة أو شديدة من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). كما عانى طلاب الكليات المتضررين من حرائق الغابات في مدينة فورت ماكموري في كندا من اضطراب ما بعد الصدمة بنسبة 11% بعد الحرائق، كما ثبت أن القلق المناخي يشكل مصدر ضغط متزايد الانتشار بين الشباب، ففي 50 دولة تغطي 56% من سكان العالم، يعتقد ما يقرب من 70% من الشباب تحت سن 18 سنة أن تغير المناخ يشكل حالة طوارئ عالمية يمكن أن تؤدي إلى زيادة التوتر والقلق، ومن المرجح أن تؤثر هذه العوامل بشكلٍ سلبي في الصحة العقلية للطلاب وعلى تعلمهم وذهابهم إلى المدرسة.

كما يوجد عدد من الحواجز أمام التعليم تؤثر بشكل أكثر سلبية في الفئات الأكثر حرمانًا، والفتيات والنساء والمجتمعات الريفية، وأولئك الذين لديهم مخاطر صحية قائمة مسبقًا والأشخاص ذوي الإعاقة. ومن ذلك، الحواجز اللغوية، حيث إنه عندما ينزح الطلاب بفعل تغير المناخ، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، فقد يضطرون إلى الالتحاق بمدرسة بلغة لا يفهمونها أو ليست لغتهم الأم. كما أنه ما يزال مفهوم النزوح المناخي غير مرئي في السياسات الوطنية في العديد من الدول، فالافتقار إلى الاعتراف القانوني أو السياسي يجعل من الصعب تطوير إجراءات مستهدفة وحقوق قانونية للأشخاص النازحين بسبب تغير المناخ، بما في ذلك الحق في التعليم.

وأوضح المركز أنه بناءً على ما سبق من المتوقع أن تزداد شدة الصدمات المناخية، وبدون اتخاذ إجراءات مستهدفة تعمل على الحد من التأثيرات السلبية للتغير المناخي على مستقبل الطلاب التعليمي، ومن المرجح أن تؤدي أزمة المناخ إلى تفاقم التفاوتات التعليمية، مما يترك العديد من الطلاب خلف الركب.

وأشار التحليل إلى أن هناك حاجة مُلِحَّة لتكييف أنظمة التعليم مع تغير المناخ وبناء أنظمة تعليمية وطنية قادرة على الصمود في مواجهة آثار تغير المناخ تضمن الحد الأدنى من انقطاع العملية التعليمية لجميع الأعمار أثناء عمليات النزوح. وفي هذا السياق، يمكن لصانعي القرار تنفيذ العديد من الإجراءات لزيادة قدرة أنظمة التعليم على التكيف والتعامل مع الضغوط المناخية المتزايدة الانتشار.

وقد استعرض التحليل أبرز التوصيات المقترحة في هذا الصدد:

-دعم التخطيط لمخاطر الكوارث على مستوى قطاع التعليم، وذلك من خلال وضع سياسات تعليم، على المستويين الوطني والدولي، تعكس واقع تغير المناخ، وتشمل الجوانب المهمة التي تجب تغطيتها، والاستراتيجيات الرامية إلى تقليل التأثيرات في البنية التحتية ونتائج التعليم، وآليات التكيف الواضحة لإدارة استمرارية التعلم أثناء الصدمات المناخية، والخطط اللازمة لاستعادة عملية التعلم بشكل فاعل بعد الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى وضع نهج مناسب لإشراك المعلمين والطلاب وأسرهم في عملية التكيف الشاملة.

-الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر، وتنبيه المدارس في الوقت المناسب واتخاذ إجراءات مبكرة، وهو ما سيقلل من الضرر الناجم عن الأحداث المناخية الضارة على الطلاب والمعلمين والمدارس.

-تعزيز البنية الأساسية للمدارس، وذلك من خلال تعزيز مرونة المباني القائمة، وحماية الفصول الدراسية من الحرارة، وتبني أفضل الممارسات المبتكرة للمرونة والتبريد لأي مبنى جديد، وتنفيذ تدابير تهدف على وجه التحديد إلى منع جريان المياه والفيضانات على مستوى مبنى المدرسة.

-ضمان استمرارية التعلم في مواجهة الصدمات المناخية، وذلك من خلال إغلاق المدارس عند الضرورة القصوى فقط، وبذل كل الجهود لإعادة فتحها في أقرب وقت، وتقليل الوقت الذي يتم فيه استخدام المدارس كملاجئ للطوارئ، وفي حالة إغلاق المدارس، يجب اتخاذ إجراءات تعمل على تعزيز آليات التعلم عن بعد لضمان استمرارية التعلم، وتوفير دعم مالي موجه للطلاب الأكثر احتياجًا لإعادتهم إلى المدرسة.

وأوضح التحليل في ختامه أن تغير المناخ والصدمات المناخية تؤثر بصورة سلبية في العملية التعليمية، بشكلٍ مباشر من خلال الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات التي تُلحق الضرر بجودة تقديم الخدمات التعليمية وتُدمر البنية التحتية للمدارس في كثير من الأحيان، كما تؤثر الصدمات المناخية في التعليم بشكلٍ غير مباشر من خلال الصدمات الاقتصادية، وانعدام الأمن الغذائي، والصدمات الصحية، وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات تعمل على تكييف أنظمة التعليم مع تغير المناخ وبناء أنظمة تعليمية وطنية قادرة على الصمود في مواجهة آثار تغير المناخ، فسوف يؤدي ذلك إلى تفاقم التفاوتات التعليمية.

مقالات مشابهة

  • الرياض تستضيف أكبر تجمع في ( COP16).. السعودية تقود مبادرات مواجهة الجفاف في العالم
  • معلومات الوزراء يتناول تأثيرات التغير المناخي والصدمات على عملية التعليم
  • رزان المبارك تشارك في فعاليات مناخية بنيويورك
  • رئيس «COP28» يدعو العالم إلى تنفيذ «اتفاق الإمارات» لإنقاذ المناخ
  • رئيس Cop28 يدعو الدول للاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • رئيس “COP28”: أدعو قادة العالم إلى تنفيذ "اتفاق الإمارات" التاريخي والاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • سلطان الجابر يدعو لتنفيذ «اتفاق الإمارات» المناخي
  • سلطان الجابر يدعو قادة العالم إلى تنفيذ اتفاق الإمارات التاريخي
  • سلطان الجابر يدعو قادة العالم إلى تنفيذ “اتفاق الإمارات” التاريخي والاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • مركز الزبير يشارك في ورشة حول "طرق التمويل بصندوق المناخ الأخضر"