رأي اليوم:
2025-04-29@23:16:27 GMT

د. شذى جرّار: قصة: الجشعة

تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT

د. شذى جرّار: قصة: الجشعة

د. شذى جرّار – أينكِ يا أحلام، ماذا طهوت لنا اليوم؟ – لم أطهُ شيئًا –  تمضين الوقت كله على التيليغرام والتُكْتُك، وتتركيننا دون طعام! – اسمهما Instagram  و Tik Tok يا فالح! – المهم الآن أريد أن آكل؛ لأعود لعملي! – اذهب وتناول الطعام عند أمك، الوقت الذي سأزهقه في الطهو يدرّ عليّ مبالغَ طائلةً من “reel” واحدة على الإنستغرام حول دروس الطهو، أو “post” واحدة على التيك توك حول التنمية البشرية.

–  مبدعة يا زوجتي، دورس الطهو ، وأهل بيتك جياع، سأقترح عليك اقتراحًا، اصنعي أطباقُا نستطيع تناولها بعد التصوير، وبذلك تكونين قد ضربت العصفورين بحجر واحد. _ أرجوك أرجوك فالح، لا تتدخل في عملي. وفكُر في طريقة تزيد بها دخلك! _ أي عمل؟ وأي دخل؟ سيدتي، بنتك تراجعت في دراستها، وابنك يمضي وقته كله في الشارع باللعب مع أقرانه. وأنت غارقة بعالمك الافتراضي! _ إن كنت مقصّرة، فما رأيك أن تلتفت أنت إليهما؟ _ والدروس الخاصة التي التزمتُ بها لتغطي طموحاتك؟! هذه حالهما كل يوم، بعد أن أصبح لها مئات آلاف المتابعين. كانت أحلام طالبة في سنتها الجامعية الثالثة عندما تُوفيَ والدها، وتركها وأخاها لأم قانعة قابعة في منزلها، فوحيد ظهر نبوغه باكرًا، ولم تكن أحلام أقل من أخيها تميّزا، لكنّها بعد توعّك والدتها لفراق والدها المفاجئ اضطرت لترك الجامعة كي تعمل، الغريب أن من يسمع قصة تضحيتها من أجل أخيها يحسن الظن بها، لكنها كانت في الحقيقة تطمح، أو ربما تطمع، إلى ما لم تدركه أسرتها وهي صغيرة، كانت تحلم بأن تصبح مليونيرة، ولذلك اختارت دراسة الاقتصاد، بينما استطاع وحيد تلبية رغبة والديه بدراسة الطب.  والده، أستاذ التاريخ المثقف الملتزم الحسن الصيت. ووالدته، الأم البسيطة المكافحة التي تعمل في الحياكة لتساعد زوجها الكادح. تزوجت أحلام من فالح، أستاذ التاريخ، وكأن التاريخ يعيد نفسه، لكنها رفضت أن تعيش حياة الستر والتعفّف التي ارتضتها والدتها، وبقيت طوال الوقت تحلم بتحقيق حلمها. كانت كلما سنحت لها الفرصة منّنت أخاها، فقد أصبح طبيبًا ماهرًا بفضل تضحيتها، وعليه أن يؤديَ لها الجزية وهو صاغر. كانت تبتزّه كلما استطاعت. أتيحت لها فرصة إكمال دراستها غير مرة لكنها رفضت، فورقتها الرابحة التي تظهرها في وجه أسرتها ستفقدها إن هي همّت بالأمر. لطالما حثّها زوجها على تجاوز هذا الحاجز النفسي، وفي البدء أظهر تعاطفًا صادقًا معها، إلى أن باتت أطماعها تصرخ مفتضحة إياها كلما امتلكت مزيدًا من المال. لقد وجدت ملاذها في هذين التطبيقين: كلام تافه تنظّر به على نساء جاهلات، و طبخات بلا هُوية تبتكرها وتعرضها،  ويكون مصيرها القمامة بعد العرض. ومع كل روبية مال تضعها في خزنتها كانت تستنشق عطر الثروة. تُوهم زوجها بمساعدته في نفقات المنزل، بينما تقتصد بدهائها في مصاريفها المنزلية. وفي الوقت نفسه، تتصل بأخيها لتذكرٌه بتضحيتها، وبحال ولديها المزرية بسببه، وبسبب زوجها! زوجها فالح، الرجل الكريم القدوة، الذي رهن حياته لراحة زوجته المتمردة، ورَغَدِ عيش أولاده. أخنقته مقارنات أحلام أولادَها بأولاد أخيها، كما أشعرته بالعجز لحديثها المتعمّد عن مجوهرات زوجة أخيها! كيف له أن يرضيها؟ لقد وافق على مخططاتها لزيادة دخله؛ وارتضى لنفسه أن يعمل مساء رغم حاجته الاعتناء بصحته، فالعمل كَدّهُ، ومع ذلك، احتمل جبروتها وطمعها من أجل ولديه، أجمل جوهرتين في صندوق حياته، وكان كل الذي يطلبه منها الاعتناء بهما! – أحلام، التفتي لأولادك قليلا، ابنتك في سن المراهقة، وابنك لم يشتد عوده بعد. – وماذا عليّ أن أفعل بعدُ؟ أنا أبني مستقبلهما كما يجب أن يكون. – أن تبنين مجدك، وتركضين وراء أحلامك، ولا أدري ما نفعك من ذلك إن أصاب ولديك مكروهٌ. – كلام أساتذة التاريخ المحترمين جدًا في مدينة إفلاطون الفاضلة! – والدك _ رحمة الله عليه_  كان…. – والدي تركنا نملك العفاف، العفاف الذي اضطرني إلى التخلي عن شهادتي الجامعية. – ارضي بما قسمه الله لك، ولا تكوني معترضة على حكمته في توزيع رزقه على عباده. – طالما أنت خانع عديم الطموح سنبقى كادحين فقراء، وسيصبحان من بعدنا يتيمين محتاجين. – استغفري الله أيتها المغرورة، وهل أوتيتِ المال على علم عندك؟ – أنفقتَ نصف ساعة الآن وأنت تجادلني جدلًا بيزنطيًا، كم أهدرتَ من المال وأنت تحاورني؟ صرخ الولد: أمي، أريد أن أطلب وجبة delivery ؟ يا عيني عليك يابن بطني، توفر الجهد والمال على أمك! فتحت الإضاءة وأدارت الكاميرا، وبدأت بتسجيل درس افتراضي كاذب عن التربية الحديثة. قاطعتها ابنتها، تريد أن تشكوَ لأمها أمرًا يقلق مراهِقة بعمرها، فما كان منها إلّا أن تلقت وسادة على وجهها كانت بجانب أمها أثناء التصوير، وتوبيخًا سمعه الجيران بعده. ازدادت أحلام بخلا وأنانية يومًا بعد يوم، أصبحت تنفق أكثر من ثلثي يومها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتهتم فقط بشكلها عندما تظهر أمام متابعيها. أُصيب ولدها بتسمم غذائي غير مرة، وطلبت مديرة مدرسة ابنتها الاجتماع بذويها بشكل طارئ. ولكن أحلام مازالت غارقة! في يوم بينما كانت تسجّل حلقة في الطهو، قُرع الباب بشدة، الجار يحمل ولدها، بعدما دهسته مركبة وهو يلعب في قارعة الطريق. احتاج الولد لعملية جراحية، اتصلت بأخيها، وطلبت منه المال، تفاجأ الزوج، أمازلت تطلبين المال منه؟! بعد عدة أشهر من خروج الولد مجبور الساق من المشفى، استلمت أحلام قرار المحكمة بحضانة الأب وَلديه بعد الطلاق؛ بسبب فقد الأم الأهلية لحضانتهما! دكتوراه اللغة العربية/ اللغة والنحو البرازيل

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس: مصر كانت ملجأ للعائلة المقدسة

استقبل الرئيس أندريه دودا، رئيس بولندا، صباح اليوم، قداسة البابا تواضروس الثاني، والوفد المرافق لقداسته، في القصر الرئاسي في وارسو، وذلك في إطار جولة قداسة البابا الحالية في إيبارشية وسط أوروبا التي بدأها يوم الجمعة الماضي بزيارة بولندا.

لقاء رد المحبة 

رحب الرئيس دودا بقداسة البابا، معربًا عن سعادته بهذا اللقاء الذي وصفه بأنه "لقاء رد المحبة"، على خلفية زيارته لمصر في مايو ٢٠٢٢ ولقائه قداسة البابا بالمقر البابوي بالقاهرة.

وأكد الرئيس على المكانة العميقة التي تحتلها مصر في قلوب البولنديين قائلاً: "مصر صاحبة تاريخ طويل وكنيستها القبطية الأرثوذكسية صاحبة أقدمية روحية عظيمة، فبولندا عرفت المسيحية قبل نحو ألف عام، حيث دخل الإيمان المسيحي إلى أراضيها في القرن العاشر الميلادي."، معبرًا عن تقديره لتواجد الأقباط في بولندا وخدمتهم الرعوية في أجواء من الهدوء والسلام.

كما أشار الرئيس إلى أن بولندا تعد من أكثر الدول الأوروبية تدينًا، حيث تزخر بالعديد من الأديرة المفتوحة والمغلقة، لافتًا إلى إنه يحرص على زيارة هذه الأديرة بانتظام للصلاة، معربًا عن سعادته بمشاهدة شباب يكرسون حياتهم لخدمة الله والسلام وخلاص النفوس.

من جانبه، أعرب قداسة البابا في كلمته عن امتنانه العميق لحفاوة الاستقبال، قائلاً: “يسعدني أن أعبر عن خالص امتناني لفرصة زيارة بلدكم الجميل، بولندا، هذا البلد الذي يحمل داخله تاريخًا عظيمًا، مع قيادة حكيمة وشعب قوي يعتز بتاريخه ويعمل بجد من أجل مستقبله”.

مصر ملجأ للعائلة المقدسة 

وأشار قداسته إلى كلمات الرئيس دودا خلال لقائهما في القاهرة بأن مصر كانت ملجأ للعائلة المقدسة، وبالتالي فوجود الأقباط فيها منذ آلاف السنين مهمًا لكل للإيمان المسيحي، وعلق: "هذه الكلمات نحملها في قلوبنا ونفرح بوجودنا في بلاد نابضة بالحياة وجمال التاريخ"

واستعرض قداسة البابا لمحة عن تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مشيرًا إلى أنها كنيسة عريقة يعود تاريخها إلى نحو ألفي عام، تأسست في الإسكندرية على يد القديس مرقس الرسول.

الأنبا عمانوئيل يواصل استقبال الوفود لتقديم التعازي في انتقال البابا فرنسيسبطريرك الأقباط الكاثوليك يستقبل وفد الكنيسة الأرثوذكسية لتقديم التعازي في انتقال البابا فرنسيسالرئيس البولندي يستقبل البابا تواضروس الثاني في القصر الرئاسي بـ وارسوقداسة البابا تواضروس يزور رئيس أساقفة وارسو .. تفاصيل

وأعرب قداسته عن تقديره للدعم الذي يلقاه المصريون ومن بينهم الأقباط، من الدولة في بولندا، مثمنًا الجهود المبذولة لدعم كنيسة الأقباط الناشئة هناك وخدمتها تحت رعاية نيافة الأنبا چيوڤاني.

ودعا قداسة البابا الرئيس دودا لزيارة مصر مجددًا، مُرَحِبًا باستقباله في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وفي ختام كلمته قال: "أرفع قلبي بالصلاة إلى الله أن يبارك بولندا، قيادةً وشعبًا، وأن يمنحكم القوة والحكمة لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار، وأن يديم المحبة والسلام بين جميع شعوب العالم".

وفي نهاية اللقاء تم تبادل الهدايا التذكارية بين فخامة الرئيس وقداسة البابا.

طباعة شارك الرئيس أندريه دودا رئيس بولندا البابا تواضروس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

مقالات مشابهة

  • إيران اليوم ليست كما كانت
  • كانت معدّة للتهريب.. شاهدوا كميات البنزين الكبيرة التي تم ضبطها في عكار (صورة)
  • كانت بتتفسح .. مفاجأة في واقعة اختفاء فتاة المرج
  • فضل الصدقة على المسلم.. تبارك المال وتطهر القلب
  • وزير الخارجية القطري: إعادة إعمار سوريا «أحلام مؤجلة» تصطدم بالأزمات
  • البابا تواضروس: مصر كانت ملجأ للعائلة المقدسة
  • أحلام بإطلالة فريدة… فستان الهودي الذهبي يخطف الأنظار
  • "صحار الدولي" ينظم ورش عمل لتعزيز الثقافة المالية
  • إصلاح المصارف في لجنة المال الأربعاء
  • علي الأزهري: الرجل مطالب بالإنفاق على زوجته حتى لو كانت غنية