تأرجح الفكر بين الإيجابية والسلبية
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
أحمد بن موسى البلوشي
الفكر مُهم في حياة الإنسان، ويلعب دورًا حاسمًا في حياته، وهو الذي يوجه تصرفاته وقراراته، ويجعله ينجح أو يفشل. فهو العملية العقلية التي تتضمن تحليل المعلومات وفهمها، وتكوين أفكار جديدة، وإصدار أحكام، وكما تتأرجح الحياة بين السعادة والحزن، والنجاح والفشل، كذلك يتأرجح الفكر بين الأفكار الإيجابية والأفكار السلبية.
وفي مقالي هذا، سأضرب مثالين فقط متعلقين بطريقة الفكر الحالية لمجموعة من البشر، ومنتشرين في هذه الفترة في أوساط وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة؛ أولهما: فكر المقاطعة؛ الذي يُعرف على أنه رفض التفاعل مع شخص، أو مؤسسة، أو دولة معينة، أو منتج معين؛ وذلك كشكل من أشكال الاحتجاج أو الضغط أو الرفض لسلوك ما، وقد يكون هذا التفاعل على شكل رفض لشراء منتجات محددة أو خدمات تقدمها بعض الشركات، أو المؤسسات، أو التعامل، أو التواصل معها بشكل مباشر أو غير مباشر، أو الاعتراف بها.
الغالبية العظمي من البشر تُؤكِّد وتتفق على أنَّ "المقاطعة" أداة فعالة يمكن استخدامها لتحقيق مجموعة من الأهداف؛ لأنها ترسل رسالة قوية إلى الشركات والمؤسسات والحكومات؛ من خلال رفض شراء منتجاتها أو التعامل معها، ويحق للناس إظهار رفضهم لبعض الممارسات التي تعتبر غير عادلة أو غير أخلاقية من قبل هذه الجهات. وفي كثير من الأحيان يُؤدي ذلك إلى الضغط على الشركات والحكومات لتغيير سياساتها أو ممارساتها. وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" في العام 2023، فإن 75% من الأمريكيين يعتقدون أن المقاطعات هي أداة فعالة للتغيير.
وهناك الكثير من المؤشرات الايجابية الحالية حول موضوع مقاطعة المنتجات التي تدعم العدوان الإسرائيلي، وقد أثبتتْ نجاحها في الكثير من المواد والسلع والمنتجات المختلفة، ولكن يأتيك صاحب الفكر المختلف ويحاول أن يقنعك بأنَّ المقاطعة ليست ذات جدوى ويقدم الحجج والبراهين الواهية، ويضرب الأمثلة التي لا تَمُت لهذه الفكرة بصلة، ويُبيِّن قيمة الضعف الذي وصل له البعض في التفكير، وأننا لا نستطيع العيش بدون هذه المنتجات والأدوات، وفي نفس الوقت وجدنا أنَّ هناك الكثير من البدائل والحلول لهذه المنتجات، فنحن ربما سيطرت علينا هذه المنتجات الداعمة في التعامل معها، وأصبحتْ لدينا فكرة بأنها هي المنتجات الوحيدة التي نستطيع العيش بها، ولكنَّ القضية الفلسطينية في الوقت الحالي كشفت الغمامة عن وجوه الكثيرين منا بأنَّ هناك الكثيرَ من المواد التي تدعم الكيان الصهيوني يُمكننا التخلص منها واستبدالها بمنتجات وطنية أو منتجات لشركات غير داعمة، وأننا يمكننا أن نقاطع كل منتج يدعم هذا الكيان.
عزيزي صاحب الفكر المختلف، فكرك يبقى لك ونحترمه، ولكن أن تفرضه بهذه الحجج والهوان فأنت تفكر بتفكير عقيم وسلبي.
وثانيهما: فكر "المقاومة"؛ الفكر الذي يختلف فيه مجموعة من البشر في طرحهم له في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو عدم أحقية المقاومة الفلسطينية فيما فعلته وتفعله، بأي منطق حكمت عليهم؟ وبأي فكر أصدرت رأيك؟ أليس من حق الأفراد والمجتمعات في الدفاع عن أنفسهم ومجتمعهم وتحقيق حقوقهم الوطنية والإنسانية؟ أليس ردة فعل المقاومة تأتي كرد فعل طبيعي ضد الاحتلال والانتهاكات الواضحة للقانون الدولي؟ شعب يتعرَّض للقمع والتنكيل يوميًّا منذ عقود، أليس له الحق في أن يبحث عن حريته ويسترجع وطنه؟ لا تحكم على المقاومة وأنت تعيش في وطن يُعزك ويحترمك، تعيش في أمان بين أسرتك وأهلك، فهم يبحثون عن أبسط حقوقهم في أرضهم.. فكر برَويَّة وتأنٍّ قبل أن تصدر حكمًا عليهم.
عندما يستخف الإنسان بفكره الذي يطرحه، فإنَّه يصبح عُرضة للنقد والاستهزاء من الآخرين، الفكر حقٌّ لكل شخص بشرط أن يتناسب مع الواقع والمعطيات، أما أن يكون الجميع متفقًا على فكرة معينة وتأتي أنت بما يخالفها، فمنك المعذرة؛ فأنت صاحب فكر عقيم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الدراما المصرية تحت المجهر.. مطالب برلمانية بمراجعة المحتوى الفني وتعزيز القيم الإيجابية
أشاد نواب البرلمان بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة مراجعة المحتوى الفني والإعلامي، مؤكدين أهمية تقديم أعمال درامية هادفة تعكس القيم المصرية الأصيلة، وتعزز وعي المجتمع.
واستنكرت النائبة هند رشاد، أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، المحتوى الدرامي الذي تم عرضه خلال شهر رمضان، مؤكدة أن بعض الأعمال لم ترقَ لمستوى المشاهد المصري، بسبب ما تضمنته من مشاهد عنف وبلطجة.
وأشادت رشاد، في تصريحات لها اليوم، بما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن ضرورة مراجعة ما يتم تقديمه في الفن والإعلام، مشيرة إلى أن الإعلام يعد صناعة مؤثرة تسهم في بناء المجتمع، ويجب أن يكون هدفها تقديم أعمال هادفة تدعم الأسرة المصرية، وتعزز وعيها بما يتماشى مع الأحداث والمتغيرات التي تشهدها البلاد.
وأعربت أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، عن تأييدها الكامل للتوجيهات الرئاسية التي تهدف إلى وضع رؤية مستقبلية للإعلام والدراما المصرية.
تطوير المنظومة الإعلامية والدراميةأوضحت النائبة هند رشاد، أن هذه الخطوة تعد محورية لتطوير المنظومة الإعلامية والدرامية، بما يتوافق مع جهود الدولة في بناء الإنسان المصري.
وأكدت أن الإعلام والدراما يجب أن يؤديا دورا رئيسيا في إبراز إنجازات الدولة، وعكس تطورات المجتمع المصري، مشددة على ضرورة أن يسهم الإعلام في تسليط الضوء على قصص النجاح والتقدم، إلى جانب تصحيح المفاهيم المغلوطة التي قد تعرقل مسيرة التنمية.
تعزيز الوعي العامأضافت النائبة هند رشاد، أن الإعلام لا بد أن يكون قادرا على إيصال رسالته إلى جميع فئات المجتمع بفعالية، مما يسهم في تعزيز الوعي العام والتفاعل الإيجابي مع قضايا المجتمع.
وشددت على أهمية دعم الإنتاج الدرامي الهادف، الذي يعد أحد الركائز الأساسية في تحقيق هذه الرؤية، مؤكدة أن الدراما تلعب دورا مهما في ترسيخ الهوية الوطنية، وغرس القيم المصرية الأصيلة.
إنتاج أعمال فنية إيجابيةأعربت النائبة فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، عن تقديرها لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة، التي شدد فيها على أهمية إنتاج أعمال فنية إيجابية تعكس قيم المجتمع المصري، مؤكدة أن هذا التوجه يمثل خطوة ضرورية لإصلاح الدراما المصرية، التي تعد إحدى أهم أدوات القوة الناعمة لمصر.
وأشارت النائبة في تصريحاتها إلى أن الدراما المصرية شهدت تقلبات عديدة منذ عام 2011، تباينت بين الإيجابي والسلبي، مما يستدعي وقفة جادة لمعالجة السلبيات التي أثرت على قيم المجتمع. وأوضحت أن بعض الأعمال الدرامية المعروضة خلال شهر رمضان 2025 تتضمن مشاهد عنف وإساءة للمرأة، وهو أمر غير مقبول تحت أي مبرر، حتى لو كان ذلك باسم الحرية الفنية.
صناع الدراما المصريةودعت النائبة صناع الدراما المصرية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه المجتمع، مؤكدة أن الفن المصري كان دائمًا سفيرًا لمصر والعالم العربي، ويجب أن يستعيد دوره الريادي في تعزيز القيم الإيجابية. وشددت على أن الحل لا يكمن في مقاطعة القنوات الأجنبية أو سحب الإعلانات، وإنما في إصلاح المنظومة الفنية نفسها، من خلال وضع معايير واضحة تضمن إنتاج أعمال ذات قيمة.
واختتمت النائبة فاطمة سليم بيانها بتوجيه تحية تقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، مثمنة وعيه العميق بدور الفن في بناء المجتمع، ومؤكدة أن إصلاح الدراما المصرية مسؤولية وطنية تضمن استمرار تقدم المجتمع وتماسكه.