جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-16@23:42:11 GMT

تأرجح الفكر بين الإيجابية والسلبية

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

تأرجح الفكر بين الإيجابية والسلبية

 

 

أحمد بن موسى البلوشي

الفكر مُهم في حياة الإنسان، ويلعب دورًا حاسمًا في حياته، وهو الذي يوجه تصرفاته وقراراته، ويجعله ينجح أو يفشل. فهو العملية العقلية التي تتضمن تحليل المعلومات وفهمها، وتكوين أفكار جديدة، وإصدار أحكام، وكما تتأرجح الحياة بين السعادة والحزن، والنجاح والفشل، كذلك يتأرجح الفكر بين الأفكار الإيجابية والأفكار السلبية.

وفي مقالي هذا، سأضرب مثالين فقط متعلقين بطريقة الفكر الحالية لمجموعة من البشر، ومنتشرين في هذه الفترة في أوساط وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة؛ أولهما: فكر المقاطعة؛ الذي يُعرف على أنه رفض التفاعل مع شخص، أو مؤسسة، أو دولة معينة، أو منتج معين؛ وذلك كشكل من أشكال الاحتجاج أو الضغط أو الرفض لسلوك ما، وقد يكون هذا التفاعل على شكل رفض لشراء منتجات محددة أو خدمات تقدمها بعض الشركات، أو المؤسسات، أو التعامل، أو التواصل معها بشكل مباشر أو غير مباشر، أو الاعتراف بها.

الغالبية العظمي من البشر تُؤكِّد وتتفق على أنَّ "المقاطعة" أداة فعالة يمكن استخدامها لتحقيق مجموعة من الأهداف؛ لأنها ترسل رسالة قوية إلى الشركات والمؤسسات والحكومات؛ من خلال رفض شراء منتجاتها أو التعامل معها، ويحق للناس إظهار رفضهم لبعض الممارسات التي تعتبر غير عادلة أو غير أخلاقية من قبل هذه الجهات. وفي كثير من الأحيان يُؤدي ذلك إلى الضغط على الشركات والحكومات لتغيير سياساتها أو ممارساتها. وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" في العام 2023، فإن 75% من الأمريكيين يعتقدون أن المقاطعات هي أداة فعالة للتغيير.

وهناك الكثير من المؤشرات الايجابية الحالية حول موضوع مقاطعة المنتجات التي تدعم العدوان الإسرائيلي، وقد أثبتتْ نجاحها في الكثير من المواد والسلع والمنتجات المختلفة، ولكن يأتيك صاحب الفكر المختلف ويحاول أن يقنعك بأنَّ المقاطعة ليست ذات جدوى ويقدم الحجج والبراهين الواهية، ويضرب الأمثلة التي لا تَمُت لهذه الفكرة بصلة، ويُبيِّن قيمة الضعف الذي وصل له البعض في التفكير، وأننا لا نستطيع العيش بدون هذه المنتجات والأدوات، وفي نفس الوقت وجدنا أنَّ هناك الكثير من البدائل والحلول لهذه المنتجات، فنحن ربما سيطرت علينا هذه المنتجات الداعمة في التعامل معها، وأصبحتْ لدينا فكرة بأنها هي المنتجات الوحيدة التي نستطيع العيش بها، ولكنَّ القضية الفلسطينية في الوقت الحالي كشفت الغمامة عن وجوه الكثيرين منا بأنَّ هناك الكثيرَ من المواد التي تدعم الكيان الصهيوني يُمكننا التخلص منها واستبدالها بمنتجات وطنية أو منتجات لشركات غير داعمة، وأننا يمكننا أن نقاطع كل منتج يدعم هذا الكيان.

عزيزي صاحب الفكر المختلف، فكرك يبقى لك ونحترمه، ولكن أن تفرضه بهذه الحجج والهوان فأنت تفكر بتفكير عقيم وسلبي.

وثانيهما: فكر "المقاومة"؛ الفكر الذي يختلف فيه مجموعة من البشر في طرحهم له في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو عدم أحقية المقاومة الفلسطينية فيما فعلته وتفعله، بأي منطق حكمت عليهم؟ وبأي فكر أصدرت رأيك؟ أليس من حق الأفراد والمجتمعات في الدفاع عن أنفسهم ومجتمعهم وتحقيق حقوقهم الوطنية والإنسانية؟ أليس ردة فعل المقاومة تأتي كرد فعل طبيعي ضد الاحتلال والانتهاكات الواضحة للقانون الدولي؟ شعب يتعرَّض للقمع والتنكيل يوميًّا منذ عقود، أليس له الحق في أن يبحث عن حريته ويسترجع وطنه؟ لا تحكم على المقاومة وأنت تعيش في وطن يُعزك ويحترمك، تعيش في أمان بين أسرتك وأهلك، فهم يبحثون عن أبسط حقوقهم في أرضهم.. فكر برَويَّة وتأنٍّ قبل أن تصدر حكمًا عليهم.

عندما يستخف الإنسان بفكره الذي يطرحه، فإنَّه يصبح عُرضة للنقد والاستهزاء من الآخرين، الفكر حقٌّ لكل شخص بشرط أن يتناسب مع الواقع والمعطيات، أما أن يكون الجميع متفقًا على فكرة معينة وتأتي أنت بما يخالفها، فمنك المعذرة؛ فأنت صاحب فكر عقيم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جامعة حلوان تطلق مسابقة للأفلام القصيرة لمواجهة الفكر المتطرف

أعلنت جامعة حلوان إطلاق مسابقة للأفلام القصيرة تحت رعاية الدكتور السيد قنديل، رئيس الجامعة، الدكتور حسام رفاعي، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور أحمد عليق، مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية والجامعية.

ويأتى ذلك تنفيذا لمسابقة «معا» التي أطلقتها وزارة التعليم العالي، وذلك في إطار توجيهات وزير التعليم العالي، لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز القيم المجتمعية الأصيلة.

تعزيز الوعي الفكري

وأكد رئيس جامعة حلوان، أن هذه المسابقة تمثل خطوة مهمة في مسيرة تعزيز الوعي الفكري لدى طلابنا ومواجهة الأفكار المتطرفة، ونحن نؤمن بأن الفن يمثل أداة قوية للتعبير عن القيم الإيجابية وتعزيز الهوية الثقافية.

وأضاف أن الجامعة  تلتزم جامعة حلوان بدورها في بناء جيل واعٍ قادر على التمييز بين الأفكار البناءة والهدامة، وتشجيع الإبداع الفني كوسيلة للتعبير عن هذه القيم.

وتعد هذه المسابقة من أقوى مسابقات الأفلام القصيرة، حيث تقدم جوائز مالية قيمة للفائزين مع فرصة التأهل لمسابقة معا التي تنظمها وزارة التعليم العالي، وتتمحور المسابقة حول خمسة محاور رئيسية هي: نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، تعزيز السلام الاجتماعي، تدعيم قيم المواطنة، ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال، ومواجهة الأفكار المغلوطة والمتطرفة.

شروط المشاركة في المسابقة 

أما عن شروط المشاركة، يمكن للطلاب المشاركة بشكل فردي أو ضمن فريق لا يتجاوز خمسة أعضاء، مع إتاحة الفرصة لتشكيل الفريق من كليات مختلفة، شريطة أن يكون جميع المشاركين مقيدين بجامعة حلوان للعام الدراسي 2024-2025. وتشمل فئات المسابقة ثلاثة أنواع من الأفلام: التسجيلية، والروائية، وأفلام التحريك، على ألا تتجاوز مدة الفيلم دقيقة واحدة، مع اشتراط جودة FULL HD، ويمكن استخدام أي كاميرا متاحة بما في ذلك كاميرات الهواتف المحمولة.

ويجب أن يلتزم المحتوى المقدم بموضوع المسابقة وأهدافها في مواجهة الأفكار غير السوية، مع احترام المعتقدات الدينية والموروث الثقافي والمجتمعي المصري. كما يشترط أصالة العمل وعدم اقتباسه من أعمال أخرى، وألا يكون قد شارك في أي مسابقات سابقة أو عُرض على الإنترنت. 

مقالات مشابهة

  • «مجلس الفكر والمعرفة» يناقش رواية ريم بسيوني «الغواص»
  • النادي الثقافي يستعرض تجليات الفكر السياسي في مؤلفات سالم بن ذكوان والبرادي والشماخي
  • مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟
  • د. عبد الرحمن الصعفاني: عن حرية الفكر ومحتكري الحقيقة!
  • شقّير استقبل وفد جمعية الفرانشايز: لمواكبة التطورات الإيجابية
  • مخالفة مرورية يجهلها الكثير غرامتها 2000 دينار
  • رحلة محمد بن زايد سات.. من الفكر إلى المدار
  • «الطاقة الإيجابية اللي في حياتي».. زينة تشارك متابعيها مشهد طريف مع فيفي عبده
  • جامعة حلوان تطلق مسابقة للأفلام القصيرة لمواجهة الفكر المتطرف
  • دار فوز: حاضنة الفكر الثوري والإبداع الأدبي