مشاريع الأمير محمد العملاقة.. تحديث تدريجي أم غسل للسمعة؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
ينفذ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مشاريع عملاقة طموحة للغاية يديرها مهندسون معماريون ومصممون مشهورون، وهي إما تندرج ضمن تحديث تدريجي أو غسل لسمعة الأمير والمملكة، بحسب روان مور في تقرير بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian).
مور الذي زار السعودية قال، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه من بين هذه المشاريع منتجع هابيتاس ووادي الفنون ومنتجع تروجينا للتزلج والميناء العائم ومدينة "ذا لاين"، و"الوجهة العالمية" لمدينة جدة المركزية، وبوابة الدرعية في العاصمة الرياض.
وتابع أن "الأمير محمد (38 عاما)، الحاكم الفعلي للمملكة، يعمل بمزيج من القوة الناعمة والقوة الصارمة للغاية، فهو يهدف إلى خلق ما يسميه الدكتور ديفيد ويرنج، المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة ساسكس، "مشهد الإصلاح". لا يريد أن يبدو قويا فحسب، بل رائعا أيضا".
وقالت إيونا بلازويك، التي كانت مديرة معرض "وايت تشابل للفنون" في لندن لمدة 21 عاما وتعمل حاليا في مشاريع بالسعودية: "نعتقد أنه يمكننا المساعدة في تغيير الوضع هنا، وخاصة بالنسبة للنساء".
وأردفت: "آمل أنه مع وجود الفن، سيكون هناك شعور أوسع بالتسامح وقبول الأفكار الجديدة.. وتوجد فوائد عديدة منها التوظيف والتقدم الاجتماعي والبيئي".
كما "أسمع أعذار جريمة قتل (الكاتب الصحفي السعودي) جمال خاشقجي (داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018)، وهي أن مَن نفذوها قد قُدموا إلى العدالة"، بحسب مور.
وأضاف: "ويرى رجل أعمال مغترب أن التدخل (العسكري السعودي) في اليمن (منذ عام 2015 لدعم القوات الحكومية ضد قوات الحوثيين المدعومين من إيران) هو نوع من الخطأ ارتكبه شاب جريء مثل الأمير محمد، وهو جزء من ثمن إنجازاته".
اقرأ أيضاً
فايننشال تايمز: السعودية تتوقع عجزا بالميزانية وسط تحويل الأموال للمشاريع العملاقة
تهجير قسري
مور قال إنه "في هذه القراءات، تعتبر وحشية الأمير علة وليست سمة، لكن طبيعتها المتعددة والمستمرة توحي بغير ذلك".
وتابع أن "أحد الأشخاص الذين لن يتمكنوا من تجربة ما يسميه الأمير محمد "طرق الحياة الجديدة" في (مدينة) نيوم هو عبد الرحيم الحويطي، الذي قتلته قوات الحكومة السعودية في أبريل (نيسان) 2020.. ومن غير المرجح أيضا أن يستمتع شادلي شقيق عبد الرحيم بحدائق ذا لاين المعلقة".
و"بحسب مجموعة القسط لحقوق الإنسان، فإن شادلي واحد من خمسة أفراد على الأقل من قبيلة الحويطات محكوم عليهم بالإعدام بموجب قوانين مكافحة الإرهاب السعودية، إلى جانب ما لا يقل عن 15 حكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين 15 و50 عاما، وجريمتهم هي الاحتجاج على هدم منزلهم والتهجير القسري للقبيلة من المنطقة التي سيتم بناء نيوم فيها"، كما زاد مور.
وشدد على أن "ممارسة التهجير الجماعي لا تقتصر على نيوم، إذ تطلب إنشاء مركز جدة المركزي تهجير أعداد كبيرة من الأشخاص، وغالبا ما يكون ذلك بأقل إشعار أو تعويض أو بدون إشعار".
اقرأ أيضاً
الدرعية.. بن سلمان يعلن خامس المشاريع الكبرى التابعة لصندوق الاستثمارات
حقوق العمال
و"مثل دول الخليج الأخرى، تمتلك السعودية سجلا مروعا كذلك في معاملة العمال المهاجرين، الذين غالبا ما يضطرون إلى العمل لفترة طويلة وشاقة في مستويات شديدة الحرارة والرطوبة"، وفقا لمور.
وتشكك لينا الهذلول من منظمة القسط في "مزاعم الإصلاح"، قائلة: "إذا ذهبت إلى هناك اليوم (المملكة) فسترى التغيير، ولكن المهم هو مدى استدامته، وما مدى صحته وعمقه".
ووفقا للكاتب والدبلوماسي السابق آرثر سنيل، فإن "مغامرات السياسة الخارجية للأمير محمد كانت عبارة عن سلسلة متتالية من الكوارث".
واعتبر مور أن "المشاريع العملاقة، إلى جانب برامج الفنون والتراث، تعد جزءا من عملية تؤدي إلى التغيير الثقافي، مع فرض الوضع السياسي الراهن، وهي تحدث أيضا لأن الأمير محمد يحبها".
وزاد بأن "الإسراف في بناء المشاريع العملاقة، وفي بعض الحالات الاعتماد على الطائرات والسيارات للوصول إلى الأماكن، سيكون له تأثير بيئي ضخم ومدمر، على الرغم من ادعاءات رؤية 2030 (التنموية) بالاستدامة".
اقرأ أيضاً
تقرير: السعودية أنفقت 1.5 مليار دولار على أحداث رياضية لغسل سمعتها
المصدر | روان مور/ ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مشاريع عملاقة الأمير محمد الأمیر محمد
إقرأ أيضاً:
محمية الأمير محمد بن سلمان تعزز جهودها في حماية البيئة
عززت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية أعمالها البيئية بانضمام 66 مفتشًا ومفتشة، بعد اجتيازهم بنجاح برنامج التدريب المكثف الذي استمر 9 أسابيع، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للحياة البرية.
وتضم الدفعة الخامسة من المفتشين البيئيين 40 امرأة و26 رجلًا، جميعهم من أبناء المجتمعات المحلية داخل حدود المحمية، لينضموا إلى فريق المفتشين البيئيين القائم الذي يضم 180 مفتشًا، وضمن جهود المحمية في حماية البيئة وصون الحياة الفطرية.
وتُعد محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية موطنًا لأول وأكبر دفعة من المفتشات البيئيات في الشرق الأوسط، حيث تشكل النساء 34% من إجمالي المفتشين البيئيين البالغ عددهم 246، وهي نسبة تفوق بكثير المعدل العالمي البالغ 11%.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي للمحمية أندرو زالوميس “يؤدي المفتشون البيئيون في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية دورًا جوهريًا في تحقيق رؤية ورسالة المحمية، فهؤلاء الأفراد، من أبناء المجتمع المحلي، يعرفون طبيعة الأرض ونظمها البيئية وثقافتها، وهم الحماة الطبيعيون لتراث المملكة البيئي والثقافي”.
وقد استقبلت المحمية أكثر من 18,000 طلب للالتحاق ببرنامج التفتيش البيئي، حيث خضع المتقدمون لاختبارات كتابية وبدنية، إضافةً إلى عدة مقابلات تقييمية، للفوز بمقعد في البرنامج التدريبي للمفتشين البيئيين.
ويتولى الإشراف على البرنامج، الذي يمتد لـ 9 أسابيع، المشرف على بناء القدرات والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية في المحمية علي البلوي إذ يشمل البرنامج مجموعة من المهارات الأساسية، من بينها إدارة المحافظة البيئية، جمع البيانات، تنفيذ الدوريات البيئية، إدارة التراث الثقافي، تتبع الحياة البرية، اللياقة البدنية، الدفاع عن النفس، الإسعافات الأولية، وقيادة المركبات رباعية الدفع.
وحول البرنامج التدريبي، أكد البلوي أهمية ودور المفتش البيئي خاصةً إذا كان من المجتمع المحلي فهو يتمتع بالمعرفة وعلى قدر عالٍ من المسؤولية الأمر الذي يعزز الارتباط بين الإنسان وأرضه ودوره في حمايتها للأجيال القادمة.
وستنظم الدفعة الجديدة، إلى القوة الحالية التي تضم 180 مفتشًا بيئيًا، للعمل جنبًا إلى جنب مع القوات الخاصة للأمن البيئي وحرس الحدود لحماية الموارد الطبيعية والثقافية للمحمية، سواء في البر أو البحر، و تشمل مهامهم مراقبة الأنظمة البيئية لتوجيه إستراتيجيات الحفظ، ودعم إعادة توطين الأنواع المهددة بالانقراض، وإدارة أعداد الحياة البرية، والإشراف على المشاريع التنموية لضمان توافقها مع التقييمات البيئية والاجتماعية.
وتستثمر المحمية في كوادرها البشرية على المدى الطويل من خلال توفير فرص التدريب والتطوير المستمر، مما يتيح للمفتشين البيئيين إمكانية التدرج الوظيفي ليصبحوا قادة فرق أو مديري مناطق، وبناء مسيرة مهنية مؤثرة في قطاع حماية البيئة، الذي يعد من القطاعات المتنامية في المملكة، ويسهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتُعد محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية واحدة من ثماني محميات ملكية، وتمتد على مساحة 24,500 كيلومتر مربع، من سهول الحرات البركانية إلى أعماق البحر الأحمر غربًا، حيث تربط بين مشروعات نيوم، البحر الأحمر، والعلا، كما تحتضن المحمية مشاريع رائدة مثل مشروع وادي الديسة التابع لصندوق الاستثمارات العامة، ووجهة أمالا التابعة لشركة البحر الأحمر الدولية.
وتضم المحمية 15 نظامًا بيئيًا متنوعًا، ورغم أن مساحتها لا تتجاوز 1% من إجمالي مساحة المملكة البرية، و1.8% من مساحتها البحرية، إلا أنها تحتوي على أكثر من 50% من أنواع الكائنات الحية في المملكة، مما يجعلها واحدة من أكثر المناطق تنوعًا بيئيًا في الشرق الأوسط.
وتلتزم المحمية بإعادة تأهيل النظم البيئية وصون التراث الثقافي، بما في ذلك إعادة توطين 23 نوعًا من الكائنات الفطرية التي كانت تعيش تاريخيًا في المنطقة، ومن بينها النمر العربي، الفهد، المها العربي، ونسر الأذون، وذلك ضمن برنامج واسع لاستعادة التوازن البيئي.
وأنشئت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية بمرسوم ملكي، وهي تحت إشراف مجلس المحميات الملكية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- كما تتكامل جهودها مع المبادرات الوطنية الكبرى في مجال الاستدامة وحماية البيئة، بما في ذلك مبادرتا السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.