العراق يدعو لعقد جلسة طارئة للبرلمانات العربية تخص غزة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
الوفد النيابي العراقي يؤكد ضرورة توثيق التعاون في مجال تبادل الطاقة والاستثمار والنقل البري والسككي بين البلدين الجارين
التقى السيد محسن المندلاوي، رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة ، اليوم الأحد ، في مبنى مجلس الشورى الإيراني، بالسيد محمد باقر قاليباف، رئيس المجلس، بحضور اعضاء الوفد النيابي العراقي وعدد من اعضاء مجلس الشورى الإيراني.
وبحث الوفد النيابي مع مجلس الشورى برئاسة قاليباف سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعد كافة لا سيما البرلمانية ، وأهمية تنشيط دور لجنة الصداقة العراقية - الإيرانية، وتفعيل مذكرات التفاهم، فضلاً عن توثيق التعاون في مجال تبادل الطاقة والاستثمار والتجارة والمجالات الطبية والنقل البري والسككي .
ودعا المندلاوي بأعتباره رئيسا للاتحاد البرلماني العربي بالإنابة إلى عقد جلسة طارئة لرؤساء البرلمانات العربية لا سيما بعد استمرار مسلسل الإبادة الصهيونية ضد غزة وضرورة اتخاذ قرارات رادعة تجبر الكيان الصهيوني على وقف انتهاكاته الوحشية ، والتعجيل بإدخال المساعدات لإهالي قطاع غزة، مؤكداً اهمية تنسيق الجهود والمواقف النيابية بين البلدين في المحافل الاقليمية والدولية وبما يعزز من استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها.
من جانبه رحب رئيس مجلس الشورى الإيراني السيد محمد باقر قاليباف، بالوفد النيابي العراقي برئاسة المندلاوي، مشيداً بمكانة العراق ودوره المحوري في بناء الحوارات الاقليمية وتقريب وجهات النظر بين دول المنطقة، داعياً إلى توسيع الشراكة التجارية وتسهيل نقل البضائع والمسافرين بين البلدين، فيما اعرب عن شكره لشعب وحكومة العراق على استضافة الزوار الايرانيين.
المكتب الإعلامي
للنائب الأول لرئيس مجلس النواب
٢٠٢٣/١٢/٣
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: بین البلدین مجلس الشورى
إقرأ أيضاً:
التقسيم والدولة الشيعية: جدل جديد في الفضاء السياسي العراقي
مارس 16, 2025آخر تحديث: مارس 16, 2025
المستقلة/- تعيش الساحة السياسية العراقية في الفترة الأخيرة حالة من الجدل حول فكرة “التقسيم” و”الدولة الشيعية”، وهو نقاش غير مسبوق في تاريخ العراق الحديث. لطالما كانت فكرة “الإقليم السني” تثار بين الحين والآخر خلال الأزمات السياسية المتعلقة بالمكون السني، ولكن ظهور فكرة “الدولة الشيعية” يشكل تحولًا دراماتيكيًا في الطروحات السياسية.
البداية كانت مع تصريح لزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، في أحد البرامج التلفزيونية، عندما قال إن الشيعة قد “سينفردون بالنفط” إذا ما تم إجبارهم على التقسيم. هذا التصريح أثار موجة من النقاشات السياسية والشعبية، ودفع النائب حسين مؤنس، عضو كتلة حقوق، إلى الترويج لهذه الفكرة، التي تتجاوز مفهوم “الإقليم” إلى فكرة “دولة شيعية” تحت اسم “دولة العراق الشيعية”.
من اللافت في هذه الدعوات أن الحديث لم يعد يدور حول مجرد إقليم مستقل بل حول “تقسيم” العراق وإنشاء دولة جديدة تقتصر على المحافظات الشيعية التسع. كما تم طرح فكرة تغيير علم العراق، باستبدال عبارة “الله أكبر” بعبارة “علي ولي الله”، ما جعل هذا النقاش أكثر إثارة للجدل والتساؤلات حول خلفياته وأهدافه.
الحديث عن تقسيم العراق إلى دول شيعية، سنية وكردية، ليس أمرًا جديدًا، لكن ما يميز هذه المرة هو توقيت طرحه، خاصة مع تراجع تأثير “الهلال الشيعي” في المنطقة بعد فقدان إيران لموقعها الاستراتيجي في بعض الدول العربية مثل سوريا ولبنان. يعتقد البعض أن هذا الطرح يأتي في سياق محاولات لتحصين “الحاكمية الشيعية” في العراق في مواجهة أي محاولات لتغيير توازن القوى داخل البلد أو حتى في المنطقة.
وقد أثار هذا الموضوع قلقًا واسعًا بين السياسيين والمثقفين السنة، وبعض المدونين الليبراليين، الذين شككوا في وجود توجهات خفية تعمل على تأسيس “دولة شيعية” وفقًا لخطة سياسية تستهدف إعادة رسم الخارطة السياسية للعراق. وربط بعضهم هذا الجدل بمحاولات للحد من قوة وتأثير الحاكمية الشيعية في العراق، في وقت تتصاعد فيه التكهنات حول إعادة ترتيب النفوذ في المنطقة بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها بعض الدول العربية.
التفاعل مع هذا الموضوع لم يقتصر على السياسيين، بل انتقل إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث شهدت الكثير من النقاشات والمواقف المعادية لهذه الفكرة، معتبرة أن هذا الطرح قد يهدد وحدة العراق ويقوي الانقسامات الطائفية، في وقت يشهد فيه البلد أزمات اقتصادية وأمنية تتطلب توحيد الجهود للتصدي للتحديات الداخلية والخارجية.
في ختام هذه القضية، يمكن القول إن الدعوات التي ظهرت مؤخرًا حول تقسيم العراق إلى “دولة شيعية” تعد استثنائية وتعكس تحولًا في الخطاب السياسي الشيعي الذي كان يعارض بشدة أي حديث عن التقسيم، وهو ما يعكس حالة من الضبابية حول المستقبل السياسي للعراق. يتبقى أن نراقب كيفية تطور هذه الدعوات وما إذا كانت ستظل مجرد حديث في الغرف المغلقة أم ستتحول إلى مشروع سياسي حقيقي في المستقبل.