غزة بعد التهدئة.. (إسرائيل) تواصل المذبحة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
“هذا حلم أم حقيقة.. قل لي”، تسأل الطفلة مرح التي لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات، الطبيب الذي يضمد جراحها في أحد مشافي قطاع غزة المحاصر، ورغم طمأنته لها بأنها بخير وقوله لا تخافي.. تصرخ الصغيرة من الألم وتنظر إلى يديها المدماتين المغطاتين بغبار ركام منزلها الذي قصفه الاحتلال الإسرائيلي، وتكرر السؤال باكية أكثر من مرة.
هي حقيقة إرهاب الاحتلال الذي جدد على مرأى العالم عدوانه الوحشي على القطاع بعد انتهاء التهدئة المؤقتة يوم الجمعة الماضي، حيث لم يترك شبراً إلا وقصفه، مرتكباً عشرات المجازر راح ضحيتها نحو 1000 شهيد، منهم 700 ارتقوا أمس، 300 منهم جراء قصف الاحتلال بعشرات الصواريخ والقنابل مربعاً سكنياً في حي الشجاعية بمدينة غزة، و100 شهيد في قصف مماثل استهدف مخيم جباليا شمال القطاع، إضافة إلى مئات المصابين وتدمير عشرات المنازل.
المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمد بصل كشف تفاصيل المذبحة التي ارتكبها الاحتلال في الشجاعية قائلاً: الاحتلال قصف بأكثر من 10 قنابل شديدة الانفجار 50 منزلاً مأهولاً، تضم أكثر من 1000 من سكانها ونازحين لجؤوا إليها، وانتشلت طواقمنا جثامين 300 شهيد، وأنقذنا عدداً قليلاً من الجرحى، ما يدل على أن كل من كان في هذا المربع السكني قد استشهد، وما زالت هناك أعداد كبيرة تحت الأنقاض لم تتمكن الطواقم من الوصول إليهم، بسبب كثافة القصف وعدم توافر المعدات اللازمة.
بدوره ذكر مصدر طبي في مخيم جباليا أن الاحتلال قصف منزلاً مكوناً من ستة طوابق، وتم انتشال جثامين 100 شهيد، بينهم 50 طفلاً و30 امرأة من أصحاب المنزل وأقاربهم الذين لجؤوا إليهم، ولا يزال هناك كثيرون تحت الأنقاض.
الموت والدمار والرعب ليس المعاناة الوحيدة التي يعيشها أهالي القطاع المحاصر، حيث يواجهون في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال عليهم بدعم من الإدارة الأمريكية ظروفاً كارثية على جميع المستويات، إذ يمنع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإمدادات التموينية والوقود، لتعطيل عجلة الحياة في القطاع بشكل كامل، وبالتالي الحكم على 2.4 مليون فلسطيني في القطاع بالإعدام.
المكتب الإعلامي في غزة أوضح أن الاحتلال يقصف عشرات المنازل بشكل متزامن، ويوغل في دماء الفلسطينيين ويخلف مئات الشهداء والجرحى، مبيناً أن الاحتلال قصف القطاع منذ بدء عدوانه عليه في السابع من تشرين الأول الماضي بنحو 100 ألف قنبلة وصاروخ، منها قنابل تزن 2000 رطل من المتفجرات، وارتكب 1450 مجزرة بهدف التخلص من الفلسطينيين إما بالقتل أو بالتهجير القسري.
صباح الجمعة الماضي وبعد تهدئة استمرت سبعة أيام عادت غزة إلى إحصاء ضحاياها من الشهداء والجرحى والمفقودين، وعاد العالم للاكتفاء بمشاهدة أشلاء الفلسطينيين وجثامينهم المتفحمة، وسيارات الإسعاف تهرع إلى المنازل المدمرة، لنجدة من نجا من قصف الاحتلال أو لنقل الشهداء الذين ما كانت أعدادهم لتعاود الارتفاع لولا دعم الولايات المتحدة والغرب للاحتلال وحمايته من المساءلة، وتخاذل المجتمع الدولي في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، كمقدمة من أجل تمكينه من ممارسة حقة في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
سميرة سعيد: “الديفا” التي تواصل إبداعها وتنجح في كل العصور (بروفايل)
تحتفل اليوم الفنانة سميرة سعيد بعيد ميلادها، وهي واحدة من أبرز وأهم الأصوات في تاريخ الغناء العربي.
واستطاعت بموهبتها الاستثنائية أن تجمع بين الأصالة والتجديد، وفرضت نفسها كأيقونة فنية من خلال قدرتها على التكيف مع كل حقبة، مع الحفاظ على هويتها الفنية الخاصة، ويشتهر صوتها برنينه الفريد الذي لا يمكن أن تخطئه الأذن، وتتميز بقدرتها على تقديم أغاني تحمل روحًا شبابية رغم مرور الوقت.
سميرة سعيد
سميرة سعيد بدأت رحلتها الفنية في سن مبكرة، حيث أظهرت موهبتها منذ طفولتها في المغرب، فكانت تغني لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، عندما سمعها العندليب الأسمر لأول مرة، أُعجب بصوتها بشكل لافت، وقال لها إنه لا يمكن أن يكون هذا الصوت لطفلة، وحاول إقناع أهلها بأن تذهب إلى القاهرة لدراسة الموسيقى، إلا أن عائلتها رفضت لكونها كانت لا تزال طفلة.
ومع ذلك، تنبأ عبد الحليم حافظ لها بمستقبل فني كبير، وها هي اليوم تُحقق هذه النبوءة.
و على مدار مشوارها الفني، تعاونت سميرة مع أعظم الشعراء والملحنين العرب، بما في ذلك بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب في بداية مسيرتها، وعندما تطورت الموسيقى العربية وظهرت أسماء جديدة من الملحنين الشباب، لم تتردد سميرة في التجديد والابتكار لتواكب العصر، مما جعل كل ألبوم لها يحقق نجاحًا كبيرًا.
ألبوماتها دائمًا ما تحمل بصمتها الخاصة، سواء من حيث الكلمات أو الألحان التي تختارها بعناية.
سميرة سعيد، التي بدأت حياتها الفنية منذ أن كانت طفلة، أثبتت أن الإبداع لا يعرف سنًا أو حدودًا.
و بفضل موهبتها وحبها للموسيقى، استطاعت أن تظل على قمة النجاح طوال مسيرتها، مُحتفظةً بمكانتها كأيقونة فنية عربية.
و يذكرأن لقب “الديفا” الذي أطلقه جمهورها عليها ليس مجرد لقب، بل هو تعبير عن استمراريتها ونجاحاتها المتواصلة لعقود طويلة.
و في الوقت الذي اشتهر فيه هذا اللقب بالفنانات الأوبراليات، أضافه جمهور سميرة لها كعنوان يعبر عن التألق والازدهار المستمر.
في السنوات الأخيرة، نجحت سميرة في تقديم أغاني جديدة تواكب العصر، وكان أحدث أعمالها أغنيتها “زن” التي أطلقتها مؤخرًا، والتي لاقت تفاعلًا كبيرًا من جمهورها.
الأغنية تحمل رسائل إيجابية ومشاعر شبابية، مما يعكس روحها المتجددة.
سميرة سعيد ليست مجرد فنانة، بل هي ظاهرة فنية حقيقية أثبتت أن النجاح لا يتوقف على الموهبة فقط، بل على القدرة على التطور والتجديد، هي نموذج حقيقي للفنان الذي يصنع تاريخه الخاص ويترك بصمة لا تُنسى في عالم الفن.
في عيد ميلاد سميرة سعيد، نتمنى لها المزيد من النجاح والإبداع في السنوات المقبلة، وأن تظل دائمًا مصدر إلهام لكل الأجيال.