محمد عبدالرحمن عريف هو “جلال حسام الدين نور الله نوري الطالباني” (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 1933 – 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) (بالكردية: جەلال تاڵەبانی‏) هو سياسي عراقي، كُردي ورئيس جمهورية العراق السابع في الفترة من 2005 إلى 2014، كما شغل منصب رئيس مجلس الحكم العراقي، ويعد أول رئيس غير عربي لجمهورية العراق، يعرف بين الشعب الكردي باسم «مام جلال» أي «العم جلال».

كان الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وهو أحد الأحزاب الكردية الرئيسية، وكان عضوًا بارزًا في مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي تأسس بعد الإطاحة بنظام حزب البعث بغزو العراق في عام 2003، وكان طالباني مناصرًا لحقوق الكرد والديموقراطية في العراق منذ أكثر من 50 عامًا، وعلى الرغم من أنه كردي، إلا أنه يجيد اللغة العربية واللغة الفارسية واللغة الإنجليزية. وبعد عام 2007 كان يعاني الرئيس جلال طالباني من وعكه صحية إثر أزمة قلبية، ذهب إلى ألمانيا لكي يحصل على العلاج، توفي هناك عن عمر يناهز الرابعة والثمانين عن مرض العضال. ولد جلال الطالباني يوم 12 نوفمبر/  تشرين الثاني 1933 في قرية كلكان على سفح جبل كوسرت المطلة على بحيرة دوكانفي محافظة السليمانية العِراقية، ويعرف عند الكرد باسم «مام جلال» أي «العم جلال» وذلك لذكائه وقدرته القيادية. وأكمل الدراسة الثانوية في كركوك عام 1952م وثم دخل كلية الحقوق في بغداد عام 1953، لكنه اضطر لترك الدراسة في عام 1956 هربًا من الاعتقال بسبب نشاطه في اتحاد الطلبة الكردستاني. وفي يوليو/ تموز 1958، بعد الإطاحة بالملكية الهاشمية العراقية، عاد طالباني إلى كلية الحقوق وتابع عمله كصحفي ومحررًا لمجلتي خابات وكردستان، وبعد تخرجه عام 1959 اُستدعي لتأدية الخدمة العسكرية في الجيش العراقي حيث خدم في وحدتي المدفعية والمدرعات، وكان قائدًا لوحدة المدرعات. وأصبح عضوًا في الحزب الديمقراطي الكُردي عام 1947م، وتميز بنشاطه وكفاءته في أداء الواجبات والمهمات الحزبية التي كان مكلفًا بها، وعندما اندلع التمرد الكردي ضد حكومة عبد الكريم قاسم في سبتمبر/ أيلول 1961 كان الطالباني مسؤولًا عن جبهتي القتال في كركوك والسليمانية. وفي منتصف الستينيات تولى عدد من المهام الدبلوماسية التي مثّل فيها القيادة الكردية في اجتماعات أوروبا والشرق الأوسط، وعندما انشق الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1964 كان الطالباني عضوًا في مجموعة المكتب السياسي التي انفصلت عن مصطفى بارزاني. وفي عام 1975 عقب انهيار الثورة الكردية، أسس الطالباني مع مجموعة من المفكرين والنشطاء الأكراد الاتحاد الوطني الكردستاني. وفي عام 1976 بدأ تنظيم المعارضة المسلحة داخل العراق، وخلال الثمانينات قاد المعارضة الكردية للحكومة العراقية من قواعد داخل العراق إلى أن قام صدام حسين بحملة عسكرية المسماة بالأنفال لسحق هذه المعارضة في 1988. هي البدايات حضرت مع هذا الكتاب في حصيلة نضال سياسي لما يزيد عن نصف قرن، لشخصية قيادية كردية كبيرة ومثيرة للجدل، تركت بصمات واضحة على مسيرة النضال التحرري المعاصر للشعب الكردي من أجل الحرية، وحل قضية سياسية وقومية شائكة شغلت المنطقة والعالم لعقود طويلة. كان لهذه الشخصية دور ريادي موازٍ لدور من سبقوها من الزعماء الكبار الذين قادوا ثورات الشعب الكردي في الأجزاء المختلفة من كردستان، فمذكرات “جلال طالباني” توثق لمرحلة عصيبة من مراحل النضال القومي نحن أحوج ما نكون إلى التعرف عليها، هذا النضال الذي قاد صاحبه من بلدة مغمورة إلى تقلد أعلى المناصب القيادية في العراق الجديد؛ ليكون أول كردي في تاريخ شعبه يتولى منصب رئيس جمهورية العراق.  ولد “طالباني” في صيف عام 1933، وحسب قوله أنَّه سأل والدته عن تاريخ ولادته،  فقالت له: ”إنَّ ذلك في عام ظهور الفلس العراقي، وهذا يعني عام 1933، أو 1934 على أبعد تقدير ولكنه يرجح عام 1933، ثم يرصد بعد ذلك تولي والده التكيه الطالبانية ولدخوله كلية الحقوق وتأسيسه في أثناء ذلك لاتحاد طلبة كردستان -وكان وقتها سكرتير الاتحاد- وأصدر كتيبًا بعنوان ”اتحاد طلبة كردستان لماذا؟” وكان أول خطاب يكتبه في بداية حياته السياسية، ومهد خطوته لتأسيس اتحاد الشبيبة لاحقًا، وهكذا أصبح هناك اتحاد طلبة وشبيبة، وفي الحقيقة فاتحاد الشباب لم يتحول إلى منظمة كبيرة ولكن اتحاد الطلبة توسع وأصبح منظمة نشطة فاعلة. في أحد الأسئلة للسيد “طالباني” بمناسبة تأسيسه للحركات والفعاليات التركية عن كيف كنتم تربطون بين المسألة الكردية والعراقية؟ فقال: “كنا نتطلّع إلى نظام ديمقراطي شعبي بقيادة الطبقة العاملة، ولأول مرة رفعنا وقتها شعار إسقاط النظام الملكي، كما رفعنا شعار حق تقرير المصير، وكان المقصد هو تأسيس جمهوريتين في العراق ديمقراطية شعبية كردستانية، وأخرى ديمقراطية شعبية عربية تندمجان معًا لتأسيس جمهورية عراقية ديمقراطية شعبية على أن يكون لجمهورية كردستان الحق في التمثيل بالأمم المتحدة وعقد الصلات الخارجية، هذه الأفكار تمت صياغتها عام 1953، ولكن بداياتها تعود إلى عام 1951. أمَّا أول نشاط سياسي خارج كردستان كان المؤتمر القومي العربي، وكان السيد “طالباني” أول كردي يتحدث في ذلك المؤتمر وتحدث وقتها عن الأخوة العربية الكردية والنضال المشترك للشعبين، وكان الشيوعيون منزعجين جدًا وأثاروا ضجةً كبيرةً واتهموهم باليمينية والرجعية؛ لأنَّهم تعاونوا مع القوميين العرب. وهناك نشاط سياسي أخر للسيد “طالباني” خارج العراق في مهرجان (وارسو) للشباب عام 1955، وموسكو عام 1957 وبعد ذلك مقابلته الهامة مع السيد “مصطفى البارزاني” تحدث عن تأسيس الحزب الديمقراطي في سوريا وبالطبع كان الشيوعيون منزعجين جدًا من تشكيل هذا الحزب.  أمَّا عن موقف “نوري السعيد” من تقارب الأحزاب العراقية، وما كان عليه دور الأحزاب اليسارية؟  فالإجابة كانت أنَّ “نوري السعيد” حل جميع الأحزاب وسدَّ عليها أي سبيل للاعتراض القانوني أو الدستوري ومنع الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال والجبهة الشعبية فتحولوا جميعًا إلى النضال السياسي وأصبح السيد “طالباني” وقتها لاجئ سياسي في سوريا، وتم تخصيص راتب شهرى بمبلغ (300) ليرة وكان ذلك مبلغًا كبيرًا في ذلك الزمن.   في نقطة أخرى أو سؤال أخر حول البعثيين وتوجهاتهم لحل المسألة الكرديّة؟. فكان الرد أنَّ مواقفهم كانت جيدة، حتى أنَّهم أكدوا تأييدهم؛ لتثبيت حق الحكم الذاتي في الدستور العراقي الدائم، وفى حال انضمام العراق إلى الجمهورية العربية المتحدة فإنَّهم سيعملون لجعل كردستان إقليمًا رابعًا في تلك الجمهورية. أمَّا عن دور الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق المعروف بـ(البارتي) في ثورة 14 يوليو فقد كان للحزب علاقة متينة بالضباط الكرد في الجيش، وتألفت مجموعة من الضباط الكرد في ”كركوك” ومعهم عدد آخر من ضباط المناطق الأخرى، وكان هؤلاء مقربين من (البارتي) وكان السيد “طالباني” هو حلقة الاتصال بينهم وبين الحزب، وتلقى الحزب بعض المعلومات عن الضباط الأحرار ولكن لم تكن هناك أيَّة علاقة مباشرة بينهم وبينه. يقول أيضًا: ”أنَّ الضباط الأحرار كان يقودهم شعوبيون وقوميون، ولذلك لم يكونوا راضين عن آرائهم“، ففي أول خطاب أمام وزارة الدفاع تطرق السيد/ إبراهيم أحمد إلى كيفية نشوء العراق على يد الإنجليز وحرمان الكرد من حقوقهم، وكيف أنَّ هذا العراق قد أُنشئ بميزان مختل وأنَّه حان الوقت؛ لكي يتم تصحيح ما جرى ووجوب إعادة بناء العراق على أساس مساواة حقيقية وتحقيق الحقوق الكردية والاعتراف بالحكم الذاتي، وبالطبع هذه الطروحات لم تعجب الضباط الأحرار.  أمَّا عن احداث سبتمبر 1961، حيث قرر الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق المشاركة في الانتفاضة، حيث كانت ذكرى ثورة السادس من سبتمبر 1930، قد حلَّت ووصل إنذار من “عبد الكريم قاسم” بشأن الانتفاضة، ولكن الرفاق في ”بهدنان” حسب قول السيد “جلال طالباني” وبدون علم اللَّجنة المركزية للحزب هاجموا في (9 سبتمبر 1961) “زاخو” و”العمادية” ومناطق أخرى، وهكذا أرسل يوم 11 سبتمبر طائراته وجيشه للهجوم على تجمعات العشائر في “دربنديخان” و”خلكان” وقضى عليهم خلال يومين فهرب الجميع وعادوا إلى منازلهم وهناك أبرقوا لـ”قاسم” برقيات الوفاء والإخلاص، وبقى كوادر الأحزاب بدون سلاح. أمَّا عن النضال العلني للحزب بدأ بعد حركة 14 يوليو فصحيح أنَّ مسيرة النضال كانت متواصلة قبل الثورة، ولكنَّه كان نضالًا سريًا، ومع انتهاء احداث 14 يوليو، تقدم الحزب خطورة للأمام وبدأ العمل من خلال إصدار المنشورات وعقد العلاقات السياسية مع الأطراف الأخرى، ولذلك فإنَّ الفترة الممتدة من (14 يوليو إلى 11 سبتمبر عام  1961) كانت فترة نضال سياسي من خلال إصدار الصحيفة انتقالًا إلى النشاط الحزبي وعقد الصلات مع الأحزاب الأخرى والتي بدأت مع جبهة الاتحاد الوطني. وعن علم الحزب بالانقلاب البعثي في (8 فبراير 1963)، فقال السيد “طالباني”: “نعم نحن كنا على علم بذلك، فاتصالاتنا مع الانقلابيين كانت قائمة على طريقين مختلفين: الأول عن طريق الضباط الذين سموا أنفسهم الضباط الأحرار، والطريق الآخر كانت الاتصالات بين الحزب العربي الاشتراكي والبارتي،  وكان الطرفان قد أقرا مبدئيًا مسألة الحكم الذاتي، وقال البعثيون: ”أنَّهم مستعدون لمنحهم الحكم الذاتي وكذلك إجازة الحزب”، وقالوا أيضًا: “أنَّ دورهم في كردستان سيكون موازيًا لدورهم في عربستان. يتحدث “طالباني” بعد ذلك عن مقابلته جمال عبد الناصر، وذلك في إبريل عام 1963، فعند الاستقبال تحدث جمال عبد الناصر حول مسائل مهمة منها قوله: ”أنَّه ليس سعيدًا بعمليات القتل في العراق، ومنها مقتل “عبد الكريم قاسم”؛ لأنَّه مُفجّر ثورة وله دور في تأسيس الضباط الأحرار ولم يكن يستحق هذا المصير، صحيح أنَّ “قاسم” قتل بعض الناس وعارضنا معارضة شديدة، لكن أنا حزين من أجله“. أمَّا عن مطالبهم من “عبد الناصر” فكانوا يريدوه حَكَمًا بينهم، حيث قال طالباني: ”إنَّنا نراك حَكَمًا مُؤيّدًا لنا؛ لأنَّنا نعتبرك أخًا كبيرًا لنا ونحن مظلومون ولنا حق على الطرف الآخر، ووعدهم بدراسة الأمر وفي اليوم التالي واصل السيد “طالباني” الحديث؛ وذلك لإجادته اللغة العربية وتحدث عن المسألة الكردية والاتفاق مع البعثيين، فسأله عن صيغة وشكل الحكم الذاتي الذي يطالبون به وقال: “هل سيشمل الجيش والعلاقات الخارجية؟ وأجابه: لا، فرئاسة الدولة والمالية العامة والجيش والعلاقات الخارجية والنقد وغيرها ستكون من الصلاحيات الحصرية لسلطة بغداد، لكننا سندير شؤوننا الداخلية فقط، فقال عبد الناصر: مثل تجربة “يوغسلافيا“، فرد عليه: نعم، وحتى لو كان أقل من ذلك فنحن راضون به. واستطرد: “هناك ثلاث تجارب أمامنا من دول العالم فاختاروا الصيغة التي ترونها مناسبة لكم ونحن سنقبل بها. الأولى تجربة “يوغسلافيا”، والثانية تجربة ”الهند”، أو تجربة ليبيا، فـ(ليبيا) في عهد “السنوسي” تتألف من ثلاث ولايات وهي ولاية “برقة” و”بنغازي” و”طرابلس”، ولذلك خيرتهم بين أيٍّ من الصيغ سيتفقون معهم حولها، فهذه ثلاث صيغ: حكم عربي أو أسيوي أو اشتراكي وأصحابهم دول صديقة لكم. وقد لمح طالباني الارتياح في وجه عبد الناصر والقبول ولكنه لزم الصمت ثم قال: ”سأدرس الموضوع“. ذلك اللقاء ترك لدى طالباني انطباعًا جيدًا وبعد ذلك سافر إلى الجزائر؛ لمقابلة الرئيس ”أحمد بن بلا“. وفى (18 نوفمبر 1963) سقط النظام البعثي واتصلت الحكومة الجديدة فورًا بهم، ويعتقد أنَّ الاتصال جرى بطلب من “جمال عبد الناصر”؛ لأنَّ “عبد السلام عارف” كان يعتبر نفسه ناصريًا، وكان انتماءٌ مزيفًا على حد قول السيد “طالباني”، وحين استلموا مقاليد الحكم قال لهم “عبد الناصر”: أنَّه ضد قتال الأكراد، وكانوا يعلمون هذا الموقف من طلب “عبد الناصر” مسبقًا، ولذلك فتحوا قناة اتصال. يتجه طالباني بحواره إلى فلسطين والعمل معهم، حيث كانت هناك ملحوظة هامة وهى حصر عمله مع الجبهة الشعبية دون المنظمات الفلسطينية الأخرى، حيث يقول أنَّ سبب عمله معهم هو تقاربهم الفكري معه، وكانوا هم أكثر ثورية من الآخرين، كما كانت علاقتهم مع القوى الثورية الشرقية وطيدة أكثر من القوى الأخرى، ومن المهام التي كُلّف بها أثناء تلك العلاقة هي المهمة التي قُتل فيها “باسل الكبيسي” أحد القادة القدامى لحركة القوميين العرب العراقية “فالفلسطينيون أرادوا القيام بعملية خطف طائرة إسرائيلية من مطار روما، ولتنفيذ المهمة أعدُّوا أربعة أشخاص في “جنيف” لهذه المهمة على أن يتجهوا من هناك إلى أسبانيا ومنها بالقطار إلى إيطاليا وكانوا هؤلاء يحملون جوازات سفر إيرانية مزورة، وفي روما اتصلوا بصديق يدعى ”أبو الفداء” الذي كان مسؤولًا عن العملية، وكان مقررًا أن يساعدهم هناك بإدخال الأسلحة إلى المطار عن طريق “طه محيى الدين معروف” وكان سفيرًا للعراق في روما -آنذاك باعتباره يتمتع بالحصانة الدبلوماسية، وكانت الخطة أن يعود السيد “طالباني” إلى باريس ويلتقى بـ“باسل الكبيسي” ثم يمزق جواز سفره ويذهب إلى الشرطة ويبلغ عن فقدانه، وبحسب الخطة وصل فرنسا وعمل ما طُلب منه لكن قبل إتمام العملية كان الإسرائيليون قد علموا بمخطط” باسل الكبيسي” وقتلوه قبل أن يتمكن من تنفيذ المهمة.  ثم يعود بالحديث عن تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني الذي وُفق في إقناع السوريين وأبدوا استعدادهم لدعمهم في تأسيسه، وكان هناك تنظيم عراقي في دمشق بِاسم (التجمع الوطني العراقي) تعهَّدوا أيضًا بتقديم الدعم، وقد التقى بالليبيين وأبدوا بدورهم استعدادهم للمساعدة، وتباحث مع الروس ودعوه إلى زيارة موسكو، وفى شهر إبريل بدأ النشاط بالاستعداد -وكان في دمشق آنذاك بعض الرفاق- وعقد في دمشق اجتماعًا وتم إعداد مسودة البيان الأول؛ لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني وكان هناك سبعة أشخاص في الهيئة التأسيسية للاتحاد الوطني الكردستاني، وتم تكليف طالباني بإعداد مسودة البيان في (22 مايو من عام 1975)، وفى رأى طالباني أنَّ يوم التأسيس هو 22 مايو وليس الأول من يونيو؛ لأنَّ البيان الأول كتب بهذا اليوم، وتم إرسال نسخة منه إلى الرفقاء في أوروبا فرحبوا  بذلك رغم إجراء التعديلات عليه. وبعد فترة قصيرة تم إصدار كراسًا بعنوان (الاتحاد الوطني الكردستاني لماذا؟) ومنذ اللحظة الأولى بدأ الاتصال بالداخل والخارج وبالذين علموا بصدور بيان التأسيس بعد إذاعته من راديو دمشق ولذلك سارعوا بإرسال مندوبين عنهم، وكان رفاق الداخل مسرورين جدًا بتأسيس الاتحاد بالشكل الذي حصل واعتبروه عملًا إبداعيًّا، حيث أنَّه سيتيح لهم بناء العصبة كتنظيم سياسي وفكري مستقل يعمل ضمن إطار حركة جماهيرية واسعة وقرروا أن تبقى العصبة في الداخل وتصبح خميرة الحركة وتعمل على كسب الناس للالتفاف حول الاتحاد الوطني الكردستاني كتنظيم جديد. أمَّا عن علاقة الاتحاد الوطني والبارتي في كردستان، فكانت علاقة متوترة على طول الخط ويشوبها التوتر الذي وصل إلى حد المعارك بين قوات كلّ منها، وبعد فشل جهود كثيرة؛ لتحقيق المصالحة بينهما تدخلت أمريكا ونجحت في عقد اتفاقية “واشنطن”؛ لتحقيق السلام والمصالحة وتم ذلك بعد توقيع اتفاقية “أنقرة” في (31/10 / 1996)، وعن الأهمية السياسية للاتفاق بالنسبة للقضية الكردية يقول طالباني: ” أنَّه رغم كل الثغرات الموجودة في تلك الاتفاقية، ولكنه اعتبرها خطوة كبيرة ومهمة جدًا لصالح المصلحة القومية والإستراتيجية، فهذه المرة الأولى التي تتدخل فيها أمريكا عبر وزير خارجيتها في قضية خلافية داخلية كردية، وهى المرة الأولى التي تهتم فيها بالقضايا الكردية على أعلى المستويات السياسية”.  في نقطة أخرى يتحدث عن المعارضة العراقية ودورها في معارضة “صدام حسين” حيث يقول: ”أنَّ هناك نقطتان يجب أن تُراعا فى تقييم ذلك الدور، الأولى قدرة تلك الأحزاب كل على حده، الثانية جدّية تلك الأحزاب بنضالها ضد النظام، مثل حزب طالباني الذى خاض نضالًا ضد حكومة البعث وألحقت به أضرارًا بالغة، وهناك أيضًا قوى أخرى كانت فاعلة على الساحة مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي ناضل وكبد نظام “صدام” خسائر فادحة، كذلك حزب الدعوة الذي ناضل وقدم تضحيات جسيمة في هذا المجال، أمَّا عن شروط الشعب الكردي للتعامل مع القوى العراقية الأخرى، فيقول: ”أنَّه يجب حصر الشروط ببيان هذه القوى وموقفها مما يلى:- أولًا: –مدى استعدادهما لتحقيق الديمقراطية في العراق. ثانيًا: –مدى استعدادها لقبول النظام الفيدرالي وتطبيقه في العراق كما يتم السعي له، بمعنى أن يكون نظام فيدرالي قائم على أساس إقليم له صلاحيات كاملة في جميع أنحاء كردستان، ويعتقد أنَّ هناك نوعًا من التفاهم والتوافق بين القوى العربية والكردية في هذا المجال، فعلى سبيل المثال هناك اتفاق موقع بينهم وبين المجلس الإسلامي -يتضمن الحديث عن عراق ديمقراطي فيدرالي برلماني، وتم التطرق أيضًا في هذا الاتفاق إلى مسألة حق تقرير المصير ضمن العراق، وكذلك لديهم اتفاقات مشتركة مع الحزب الإسلامي العراقي والحزب الشيوعي العراقي؛ إذن فمن المهم أن تكون هناك اتفاقات مماثلة مع بقية القوى والأحزاب السياسية العربية في العراق. -أمَّا عن الكرد في الأحزاب الأخرى من كردستان فمثلًا الكرد في تركيا فلا يوجد تأثير لكرد تركيا على كرد العراق بل العكس من ذلك فمثلًا قام الاتحاد الوطني العراقي بدور مهم وفاعل في تأسيس حزب العمال الكردستاني. -أمَّا الكرد في إيران فإنَّ الحركة التحررية في كردستان الإيرانية تتجه نحو مسارين مختلفين سيواصل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني مسيرته وفقًا لتركيبته الكلاسيكية الحالية وله أنصاره ، والعصبة الثورية لكادحي كردستان ستطرح نفسها كتنظيم عصري على الساحة السياسية، ويعتقد أنَّ هذين الحزبين الكبيرين (يساري وديمقراطي) سيواصلان نهجهما وسيتطوران مثلهما الحزب الوطني والبارتي وسيكونان أقوى حزبين هناك. -أمَّا كرد سوريا فيُرى أنَّ أغلب المناطق يعيش الكرد متفرقين بين العرب، ويضيف إلى ذلك أنَّ الغالبية العظمى من كرد سوريا جاؤوا أساسًا من الجانب التركي، ولذلك يُعتقد أنَّ تحرر الشعب الكردي السوري مرتبط تمامًا بتحرر الشعب الكردي بشمال كردستان، وقد بذل جهدًا لإقناع القيادات السورية بدعم الحركة الكردية في الجانب التركي إلى جانب دعمهم، واعتبر ذلك الدعم أولى من مطالبة القيادة السورية بتلبية مطالب الكرد هناك، ومع ذلك فقد تطرق معهم إلى المسألة الكردية في سوريا في مناسبات عديدة سنحت فيها الفرصة لذلك.  أمَّا عن دعم طالباني للعرب وصداقته مع العرب، فهو محب جدًا للعرب ويتمنى أن ينجح العرب في تحقيق حريتهم ووحدتهم الديمقراطية، وعن جميع الفصائل الفلسطينية فيقول: ”أنَّه يجب ألاَّ يُنظر إلى جميع الفصائل الفلسطينية بعين واحدة“، فهو كان مقربًا جدًا من الجبهة الشعبية وكذلك مع الجبهة الديمقراطية، وكانت مواقفهم إيجابية جدًا تجاه القضية الكردية بما فيها الحق في تقرير المصير وعارضوا القتال ضدهم وأيدوا حقوقهم وحصولهم على حكم ذاتي حقيقي. وهناك سؤال هام في أخر تلك المذكرات حول الأمة العربية فعندما سئل طالباني عن الأمة العربية هل هي واقع أم أنَّ العرب مجرد شعوب مختلفة؟. فأجاب أنَّ تسمية الشعوب العربية هي الأصح لحال العرب، ففي معظم الدول العربية هناك شعوب غير عربية، فالجزائر مثلًا والمغرب فيها البربر غير العرب، وفي جنوب السودان معظم الشعب غير عربي، وفي سوريا والعراق هناك الكرد، وعليه فإنَّه يرى أنَّ الأمة العربية بالمعايير الأوروبية ”Nation” من حيث كونها أمة واحدة لا وجود لها، وعلى هذا الأساس يمكن القول بأنَّ هناك شعوبًا عربية تسعى وتحاول أن تطرح نفسها كأمة واحدة. أمَّا عن مستقبل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، فيرى أنَّها تسير نحو المزيد من التعقيدات، فالسياسات الخاطئة للمنظمات الفلسطينية ستؤدي بهم إلى الهاوية، فهؤلاء الأخوة لم يفهموا شيئًا واحدًا وهو أنَّ العصر الحالي لم يعد عصر الكفاح المسلح بل هو عصر الحوار السياسي الدبلوماسي، والحلول السياسية تأتي غالبًا من أمريكا فبدلًا من أن يكسبوا ودّهم فإنَّهم يقومون بأعمال وتصرفات تبعدهم عنهم، وبهذا فهم يخدمون السياسة والمصالح الإسرائيلية من دون أن يشعروا بذلك. فى الختام يتحدث طالباني عن عملية تحرير العراق فيقول: “أنَّه في إبريل 2002، دعى هو و”مسعود البارزاني” إلى أمريكا والتقيا هناك بوفد أمريكي عالِ المستوى، ضم ممثلي العديد من المؤسسات الرسمية مثل (البيت الأبيض والبنتاجون والخارجية والمخابرات المركزية) وأبلغوهم باستعدادهم للتعاون شرط أن يُؤَسس العراق على نظام ديمقراطي اتحادي وبحثوا معهم (الفيدرالية) فوافقوا على تثبيتها في دستور العراق، وبعد هذا اللقاء ذهبوا مرة أخرى في أغسطس من ذلك العام برفقة وفد عراقي إلى “واشنطن” وبحثوا معهم نفس المواضيع السابقة وأبلغوهم باستعداد قوى المعارضة العراقية للعمل معهم؛ لإسقاط النظام وأبدوا جاهزيتهم للمشاركة في انتفاضة العراقيين، وقالوا لهم: “بأنَّ تحرير العراق عملية سهلة؛ لأنَّ “صدام” ضعيف حاليًا وسيسقط بسرعة، ولكن حكم العراق بعد السقوط أصعب، ولا تستطيع أمريكا وحدها أن تدير الحكم فيه، وعليه يجب أن يتعاونوا مع قوى المعارضة الفاعلة على الأرض العراقية، وقد أظهرت الأحداث اللاحقة صدقية طروحاتهم، وخاصة فشل الإدارة الأمريكية في إدارة شؤون البلاد بعد سقوط “صدام”. محطات النهاية لجلال طالباني سعى الطالباني لتسوية تفاوضية للتغلب على المشاكل التي اجتاحت الحكومة الكردية، بالإضافة إلى حقوق الأكراد، وقد استفاد هو ومسعود بارزاني من خسارة الجيش العراقي في حرب الخليج الثانية عام 1991م بإقامة إقليم كردي شبه مُستقل في شمال العراق، وبعد حرب الخليج الثانية وانتفاضة الأكراد في الشمال التي قابلتها الانتفاضة الشعبانية في الجنوب، ضد الحكومة العراقية، وإعلان التحالف الغربي مناطق حظر الطيران مما شكّل ملاذًا للأكراد، وقد بدأ التقارب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. ونظمت انتخابات في إقليم كردستان في شمال العراق، وتشكلت عام 1992 إدارة مشتركة للحزبين، غير أن التوتر بين الفصيلين أدى إلى مواجهة عسكرية بينهما عام 1996، انتهت بتوقيع البارزاني والطالباني اتفاقية سلام في واشنطن عام 1998م، بعد جهود أميركية حثيثة وتدخل بريطاني، وبعد الغزو الاميركي للعراق، دخل الطالباني والبارزاني العملية السياسية في العراق وشغلا مواقع قيادية بارزة، وشغل الطالباني منصب رئيس العراق. وانتخب البرلمان العراقي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010م الطالباني، رئيسًا للعراق في ولاية ثانية. مرضه عانى الطالباني في السنوات الأخيرة من حياته من مشاكل صحية، حيث أدخل إلى مدينة الحسين الطبية في الأردن في 25 فبراير /شباط 2007 بعد وعكة صحية أصابته، وأجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2008، وفي نهاية عام 2012 غادر العراق للعلاج في ألمانيا من جلطة أصيب بها ودخل على إثرها في غيبوبة، وكان قبل ذلك يتلقى العلاج في مدينة الطب في بغداد على يد فريق طبي مُختص، ومكث هناك في ألمانيا نحو عام ونصف حتى عاد للعراق في يوليو/تموز 2015، وخلفه فؤاد معصوم في رئاسة الجمهورية. وفاته في يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول 2017 الموافق 13 محرم 1439 هـ أعلن التلفزيون العراقي الرسمي، خبر وفاة رئيس الجمهورية العراقي السابق جلال الطالباني، وجاء في خبر عاجل بثه التلفزيون العراقي «رحيل رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني». وقد توفي في مستشفى بالعاصمة الألمانية برلين حيث يتلقى العلاج. وذلك عن عمر يناهز الرابعة والثمانين عن مرض العضال والذي عانى منه طوال 5 سنوات. ردود الأفعال تنوعت ردود الأفعال حول وفاة طالباني ما بين دولية ومحلية، ومن أبرزها: المحلية  العراق فؤاد معصوم: نعى رئيس جمهورية العراق، فؤاد معصوم، جلال طالباني، واعتبر أن «الشعب خسر برحيل مام جلال قائدا لامعا ومناضلا صلبا جمع بين الفكر القومي الإنساني والوطنية الصادقة والثقافة الرفيعة فضلًا عن الإيمان الراسخ بالفكر الديمقراطي التقدمي والإحساس العالي بالمسؤولية ومقارعة الظلم والاضطهاد، مستذكرا باعتزاز انخراطه في النضال من أجل خدمة شعبه منذ نعومة أظفاره». نوري المالكي: بعث رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، برقية تعزية بوفاة جلال طالباني، مؤكدًا أنه «سخّر حياته بخدمة الشعب العراقي». حيدر العبادي: قدم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، في بداية مؤتمره الأسبوعي، الثلاثاء، تعازيهُ إلى الشعب العراقي والكرد خصوصا بوفاة الرئيس السابق، جلال طالباني، مضيفا أن «قرارات الحكومة بشأن استفتاء إقليم كردستان تبتعد عن معاقبة المواطنين الكرد»، حسب قوله. وقد أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في أرجاء البلاد على وفاة جلال طالباني. مسعود البارزاني: أعلن رئيس إقليم كردستان، حداد لمدة أسبوع على وفاة جلال طالباني. مسرور بارزاني: قدّم مستشار مجلس أمن إقليم كردستان مسرور بارزاني تعازيه لعائلة وذوي رئيس العراق السابق والشخصية السياسية الكردية جلال الطالباني. وجاء في البيان: «لقد كان المام جلال شخصية مؤثرة في الميدان السياسي، في كردستان والعراق و المنطقة ولا شك في أنه ترك برحيله فراغًا كبيرًا». مقتدى الصدر: قدّم زعيم التيار الصدري، تعازيه إلى الشعب العراقي بوفاة رئيس الجمهورية السابق، وقال أن «تلقينا بحزن كبير نبأ وفاة رئيس جمهورية العراق السابق جلال الطالباني ورحيله إلى الرفيق الاعلى». الدولية  تركيا: قدّم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان تعازيه إلى عائلة جلال طالباني. Flag of the Arab League.svg جامعة الدول العربية: نعى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ببالغ الحزن والأسى الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني.  إيران: عزى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في برقية مواساة برحيل الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، الذي وافته المنية اليوم الثلاثاء. وقال ظريف في برقية المواساة «تلقينا بأسف بالغ نبأ رحيل الرئيس السابق للبلد الصديق والشقيق العراق الفقيد جلال الطالباني». شعار اتحاد الصحفيين العرب.jpg اتحاد الصحفيين العرب: قدم رئيس اتحاد الصحفيين العرب نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي، الثلاثاء، تعازيه للعراقيين بوفاة رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني. حيث قال: «نعزي الشعب العراقي وعائلة الرئيس السابق جلال الطالباني بهذا المصاب الجلل».  الكويت: بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، ببرقيتي تعزية إلى رئيس جمهورية العراق الدكتور فؤاد معصوم، ورئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي، عبّر فيهما عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة رئيس جمهورية العراق السابق جلال طالباني.  الأردن: أرسل الملك عبد الله الثاني، برقية تعزية إلى رئيس جمهورية الـعـراق فؤاد معصوم، بوفاة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني.  الولايات المتحدة: أعلن البيت الأبيض تقديم الولايات المتحدة تعازيها بوفاة جلال طالباني، وعبرت وزارة الخارجية الأميركية عن حزنها العميق حيال رحيل طالباني.  السعودية: بعث الملك سلمان بن عبد العزيز، برقية عزاء للرئيس العراقي، فؤاد معصوم، ففي وفاة جلال طالباني.  روسيا: أعربت وزارة الخارجية الروسية عن تعازيها للشعب العراقي في وفاة جلال طالباني.  سوريا: أرسل الرئيس السوري، بشار الأسد، برقية تعزية بوفاة جلال طالباني، تسلمها فؤاد معصوم.  مصر: وبعث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رسالة إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم للعزاء في وفاة جلال طالباني.  المغرب: بعث الملك المغربي محمد السادس برقية تعزية إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم بوفاة جلال طالباني. Flag of the Arab League.svg البرلمان العربي: تقدم رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، بالتعزية لجلال طالباني. جثمانه قبر جلال الطالباني أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني، أن جثمان جلال طالباني سيصل مطار السليمانية الدولي قبل ظهر الجمعة، وسيدفن في منطقة دباشان وسينقل جثمانه من الجامع الكبير إلى المنطقة. وصل جثمان جلال طالباني في 6 تشرين الأول/ أكتوبر، 2017، إلى مطار السليمانية الدولي على متن طائرة تابعة إلى الخطوط الجوية العراقية قادمة من ألمانيا، وسط استقبال عراقي وإقليمي ودولي، وتجمع العديد من العراقيين قرب جامع السليمانية الكبير حيث أقيمت صلاة الجنازة على جلال طالباني. وقد لُفّ جثمان جلال طالباني بالعلم الكردستاني، مما أثار جدلًا كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي، وعزفت موسيقى السلام الوطني للعراق ولإقليم كردستان العراق، وكان من المفترض أن يتم لفّه بالعلم العراقي وأن تَصل جنازته إلى بغداد إلا أن أهله لم يريدوا ذلك، مما يعتبر خرقًا للبروتوكولات الدولية، ولقد مثل الحكومة العراقية الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ووزير الداخلية قاسم الأعرجي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري. وقد كان بالحضور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وممثل عن أكراد إيران وسوريا وتركيا، وقد أوقفت قناة تلفزيونية بث التشييع وذلك لعدم لف جثمانه بالعلم العراقي. وقد انسحب العديد من نواب البرلمان العراقي خلال مراسيم التشييع، احتجاجًا على لف الجثمان بالعلم الكردي، وكذلك انسحب عدد من ممثلي المحطات الفضائية العراقية المحلية، ورافق ذلك استياء شعبي كبير داخل العراق. وعلى إثر ذلك، طالبت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني بفتح تحقيق حول ملابسات ما حصل خلال مراسيم تشييع جلال طالباني. وقد زار قاسم سليماني ضريح جلال طالباني. حياته الشخصية طالباني متزوج من هيرو إبراهيم أحمد، ابنة إبراهيم أحمد، ولديه ولدان، قباد طالباني، وبافيل طالباني، الأول يشغل منصب نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان في أربيل. مؤلفاته كردستان والحركة القومية الكردية. جلال طالباني: مواقف وآراء. الطريق إلى الأمام. حول القضية الكردية في العراق. لقد سعى الطالباني لتسوية تفاوضية للتغلب على المشاكل التي اجتاحت الحكومة الكردية، بالإضافة إلى حقوق الأكراد، وقد استفاد هو ومسعود بارزاني من خسارة الجيش العراقي في حرب الخليج الثانية عام 1991م بإقامة إقليم كردي شبه مُستقل في شمال العراق، وبعد حرب الخليج الثانية وانتفاضة الأكراد في الشمال التي قابلتها الانتفاضة الشعبانية في الجنوب، ضد الحكومة العراقية، وإعلان التحالف الغربي مناطق حظر الطيران مما شكّل ملاذًا للأكراد، وقد بدأ التقارب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. ونظمت انتخابات في إقليم كردستان في شمال العراق، وتشكلت عام 1992 إدارة مشتركة للحزبين، غير أن التوتر بين الفصيلين أدى إلى مواجهة عسكرية بينهما عام 1996، انتهت بتوقيع البارزاني والطالباني اتفاقية سلام في واشنطن عام 1998م، بعد جهود أميركية حثيثة وتدخل بريطاني، وبعد الغزو الاميركي للعراق، دخل الطالباني والبارزاني العملية السياسية في العراق وشغلا مواقع قيادية بارزة، وشغل الطالباني منصب رئيس العراق. وانتخب البرلمان العراقي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010م الطالباني، رئيسًا للعراق في ولاية ثانية. مرضه  عانى الطالباني في السنوات الأخيرة من حياته من مشاكل صحية، حيث أدخل إلى مدينة الحسين الطبية في الأردن في 25 فبراير/ شباط 2007 بعد وعكة صحية أصابته، وأجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في أغسطس/ آب 2008، وفي نهاية عام 2012 غادر العراق للعلاج في ألمانيا من جلطة أصيب بها ودخل على إثرها في غيبوبة، وكان قبل ذلك يتلقى العلاج في مدينة الطب في بغداد على يد فريق طبي مُختص، ومكث هناك في ألمانيا نحو عام ونصف حتى عاد للعراق في يوليو/ تموز 2015، وخلفه فؤاد معصوم في رئاسة الجمهورية. وفاته  في يوم 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 الموافق 13 محرم 1439هـ أعلن التلفزيون العراقي الرسمي، خبر وفاة رئيس الجمهورية العراقي السابق جلال الطالباني، وجاء في خبر عاجل بثه التلفزيون العراقي «رحيل رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني». وقد توفي في مستشفى بالعاصمة الألمانية برلين حيث يتلقى العلاج. وذلك عن عمر يناهز الرابعة والثمانين عن مرض العضال والذي عانى منه طوال 5 سنوات. ردود الأفعال تنوعت ردود الأفعال حول وفاة طالباني ما بين دولية ومحلية، ومن أبرزها: المحلية  العراق فؤاد معصوم: نعى رئيس جمهورية العراق، فؤاد معصوم، جلال طالباني، واعتبر أن «الشعب خسر برحيل مام جلال قائدا لامعا ومناضلا صلبا جمع بين الفكر القومي الإنساني والوطنية الصادقة والثقافة الرفيعة فضلًا عن الإيمان الراسخ بالفكر الديمقراطي التقدمي والإحساس العالي بالمسؤولية ومقارعة الظلم والاضطهاد، مستذكرا باعتزاز انخراطه في النضال من أجل خدمة شعبه منذ نعومة أظفاره». نوري المالكي: بعث رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، برقية تعزية بوفاة جلال طالباني، مؤكدًا أنه «سخّر حياته بخدمة الشعب العراقي». حيدر العبادي: قدم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، في بداية مؤتمره الأسبوعي، الثلاثاء، تعازيهُ إلى الشعب العراقي والكرد خصوصا بوفاة الرئيس السابق، جلال طالباني، مضيفا أن «قرارات الحكومة بشأن استفتاء إقليم كردستان تبتعد عن معاقبة المواطنين الكرد»، حسب قوله. وقد أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في أرجاء البلاد على وفاة جلال طالباني. مسعود البارزاني: أعلن رئيس إقليم كردستان، حداد لمدة أسبوع على وفاة جلال طالباني. مسرور بارزاني: قدّم مستشار مجلس أمن إقليم كردستان مسرور بارزاني تعازيه لعائلة وذوي رئيس العراق السابق والشخصية السياسية الكردية جلال الطالباني. وجاء في البيان: «لقد كان المام جلال شخصية مؤثرة في الميدان السياسي، في كردستان والعراق و المنطقة ولا شك في أنه ترك برحيله فراغًا كبيرًا». مقتدى الصدر: قدّم زعيم التيار الصدري، تعازيه إلى الشعب العراقي بوفاة رئيس الجمهورية السابق، وقال أن «تلقينا بحزن كبير نبأ وفاة رئيس جمهورية العراق السابق جلال الطالباني ورحيله إلى الرفيق الاعلى». الدولية تركيا: قدّم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان تعازيه إلى عائلة جلال طالباني. جامعة الدول العربية: نعى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ببالغ الحزن والأسى الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني. إيران: عزى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في برقية مواساة برحيل الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، الذي وافته المنية اليوم الثلاثاء. وقال ظريف في برقية المواساة «تلقينا بأسف بالغ نبأ رحيل الرئيس السابق للبلد الصديق والشقيق العراق الفقيد جلال الطالباني». اتحاد الصحفيين العرب: قدم رئيس اتحاد الصحفيين العرب نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي، الثلاثاء، تعازيه للعراقيين بوفاة رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني. حيث قال: «نعزي الشعب العراقي وعائلة الرئيس السابق جلال الطالباني بهذا المصاب الجلل». الكويت: بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، ببرقيتي تعزية إلى رئيس جمهورية العراق الدكتور فؤاد معصوم، ورئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي، عبّر فيهما عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة رئيس جمهورية العراق السابق جلال طالباني. الأردن: أرسل الملك عبد الله الثاني، برقية تعزية إلى رئيس جمهورية الـعـراق فؤاد معصوم، بوفاة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني. الولايات المتحدة: أعلن البيت الأبيض تقديم الولايات المتحدة تعازيها بوفاة جلال طالباني، وعبرت وزارة الخارجية الأميركية عن حزنها العميق حيال رحيل طالباني. السعودية: بعث الملك سلمان بن عبد العزيز، برقية عزاء للرئيس العراقي، فؤاد معصوم، ففي وفاة جلال طالباني. روسيا: أعربت وزارة الخارجية الروسية عن تعازيها للشعب العراقي في وفاة جلال طالباني. سوريا: أرسل الرئيس السوري، بشار الأسد، برقية تعزية بوفاة جلال طالباني، تسلمها فؤاد معصوم. مصر: وبعث النظام، رسالة إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم للعزاء في وفاة جلال طالباني. المغرب: بعثت الملكية المغربية برقية تعزية إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم بوفاة جلال طالباني. البرلمان العربي: تقدم رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، بالتعزية لجلال طالباني.  أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني، أن جثمان جلال طالباني سيصل مطار السليمانية الدولي قبل ظهر الجمعة، وسيدفن في منطقة دباشان وسينقل جثمانه من الجامع الكبير إلى المنطقة. وصل جثمان جلال طالباني في 6 تشرين الأول/ أكتوبر، 2017، إلى مطار السليمانية الدولي على متن طائرة تابعة إلى الخطوط الجوية العراقية قادمة من ألمانيا، وسط استقبال عراقي وإقليمي ودولي، وتجمع العديد من العراقيين قرب جامع السليمانية الكبير حيث أقيمت صلاة الجنازة على جلال طالباني. وقد لُفّ جثمان جلال طالباني بالعلم الكردستاني، مما أثار جدلًا كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي، وعزفت موسيقى السلام الوطني للعراق ولإقليم كردستان العراق، وكان من المفترض أن يتم لفّه بالعلم العراقي وأن تَصل جنازته إلى بغداد إلا أن أهله لم يريدوا ذلك، مما يعتبر خرقًا للبروتوكولات الدولية، ولقد مثل الحكومة العراقية الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ووزير الداخلية قاسم الأعرجي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري. وقد كان بالحضور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وممثل عن أكراد إيران وسوريا وتركيا، وقد أوقفت قناة تلفزيونية بث التشييع وذلك لعدم لف جثمانه بالعلم العراقي. وقد انسحب العديد من نواب البرلمان العراقي خلال مراسيم التشييع، احتجاجًا على لف الجثمان بالعلم الكردي، وكذلك انسحب عدد من ممثلي المحطات الفضائية العراقية المحلية، ورافق ذلك استياء شعبي كبير داخل العراق. وعلى إثر ذلك، طالبت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني بفتح تحقيق حول ملابسات ما حصل خلال مراسيم تشييع جلال طالباني. حياته الشخصية طالباني متزوج من هيرو إبراهيم أحمد، ابنة إبراهيم أحمد، ولديه ولدان، قباد طالباني، وبافيل طالباني، الأول يشغل منصب نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان في أربيل. مؤلفاته -كردستان والحركة القومية الكردية. -جلال طالباني: مواقف وآراء. -الطريق إلى الأمام. -حول القضية الكردية في العراق.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

نور الميلاد المجيد يجمعنا

بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..

في أجواء عيد الميلاد المجيد، حيث تجتمع القلوب على المحبة والسلام، نتوقف أمام رسالة الميلاد الخالدة التي جاء بها السيد المسيح، كلمة الله وروح منه، الذي ولد بمعجزة أضاءت العالم بالمحبة والأمل. يقول الإنجيل: “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة” (لوقا 2:14). ويقول القرآن الكريم: “إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ” (آل عمران: 45).

في إحدى لقاءاتي، التقيت برجل مسيحي عاد إلى العراق بعد سنوات طويلة من الغربة. سألته لماذا ترك حياة الراحة في الخارج ليعود؟ فأجاب بابتسامة وكلمات من القلب: “احنا طلعنا من العراق، بس العراق ما طلع من عدنا”. كلمات بسيطة، لكنها لامستني بعمق وأكدت لي أن الوطن مو شعور يمشي ويانا وين ما نكون.

ومع إعلان مجلس الوزراء عيد الميلاد المجيد عطلة رسمية ، نجد في هذه الخطوة دعوة صادقة لتكريس قيم العيش المشترك، وتقديرًا للسلام الذي تنادي به رسالة الميلاد. في بلد مثل العراق، الذي يتزين بتنوعه الديني والثقافي، يصبح عيد الميلاد عيدًا للجميع، وفرصة ذهبية لتجديد المحبة ولمّ الشمل بين أبنائه.

بهذه المناسبة الجميلة، أبارك لأخوتنا المسيحيين في العراق وكل العالم عيد الميلاد المجيد. عسى تكون أيامكم مليانة بالفرح والمحبة، وتكون هالمناسبة فرصة جديدة لتقريب القلوب ولمّ الجراح

إن العراق، بما يحمله من تنوع ديني وطائفي، هو صورة نادرة لوحدة إنسانية عميقة، حيث تتجاور الكنائس مع المساجد، وتتلاقى الأعياد لتصبح أعيادًا للوطن كله. واليوم، ونحن نستذكر ميلاد المسيح، الذي دعا إلى السلام والمحبة، ندعو كل عراقي في المهجر أن يعود إلى حضن هذا الوطن العظيم.

العراق يحتاج أبناءه، من أطباء ومهندسين وعلماء ومبدعين، ليعيدوا بناءه كما يعاد بناء الروح في أعياد الميلاد. ليكن ميلاد المسيح مناسبة لإحياء أمل جديد في وطن نعيد إليه مجده بحبنا وإخلاصنا.

كل عام وأنتم والوطن بألف خير.

اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي

د. سعد معن

مقالات مشابهة

  • مسلسل فقرة الساحر يتصدر نسب المشاهدة في مصر
  • فوز الأزهر بلقب أفضل جامعة حكومية مصرية في دعم الابتكار
  • رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل رئيس وأعضاء الهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة
  • صدور الموافقة السامية على تشكيل مجلس إدارة هيئة الملكية الفكرية
  • موعد طرح فيلم «بضع ساعات في يوم ما».. بطولة أحمد السعدني وهنا الزاهد وأسماء جلال
  • ارتفاع جديد في سعر الدولار مقابل الدينار العراقي: ما هي التوقعات المستقبلية؟
  • نور الميلاد المجيد يجمعنا
  • رئيس لجنة الحكام السابق: الزمالك يستحق ركلة جزاء أمام طلائع الجيش
  • أخي رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني ” تحملني لطفاً!
  • رئيس الدولة يبحث العلاقات الأخوية مع رئيس وزراء العراق