التقى الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى بالفريق شول طون بالوك وزير الدفاع وشئون المحاربين القدامى بجمهورية جنوب السودان والوفد المرافق له الذى يزور مصر حالياً.

حيث أجريت له مراسم إستقبال رسمية بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطنى لكلا البلدين .

تناول اللقاء مناقشة عدداً من الموضوعات ذات الإهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية وإنعكاساتها على الأمن والإستقرار داخل القارة الأفريقية .

وزير الدفاع

وأكد القائد العام للقوات المسلحة اعتزازه بعلاقات الشراكة التى تربط القوات المسلحة لدولتى مصر وجنوب السودان ، مشيراً إلى أهمية تنسيق الجهود وزيادة آفاق التعاون العسكرى بين البلدين مستقبلاً.

من جانبه أعرب وزير الدفاع وشئون المحاربين القدامى بجمهورية جنوب السودان عن تقديره لجهود مصر الداعمة لكافة قضايا القارة الإفريقية لإرساء دعائم الأمن والإستقرار ، متطلعاً أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التعاون المشترك بين القوات المسلحة لكلا البلدين .

حضر اللقاء الفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من قادة القوات المسلحة لكلا البلدين والملحق العسكرى لجمهورية جنوب السودان بالقاهرة.

IMG_8676 IMG_8675 IMG_8674 IMG_8673

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الدفاع الفريق أول محمد زكى جنوب السودان الفريق أسامة عسكر القوات المسلحة القوات المسلحة جنوب السودان وزیر الدفاع

إقرأ أيضاً:

خطورة قيام حكومتين في السودان- رؤية دولية وتجارب أفريقية

التحالفات الصفرية بين الأحزاب والحركات المسلحة في السودان: جدلية الصراع والانقسام منذ استقلال السودان عام 1956، عانت البلاد من صراعات سياسية متكررة بسبب التحالفات الصفرية بين الأحزاب السياسية والحركات المسلحة والكيانات المدنية والعسكرية. هذه التحالفات، التي قامت على مبدأ الإقصاء الكامل للخصوم بدلاً من البحث عن تسويات سياسية، كانت أحد العوامل الرئيسية التي أجهضت التجارب الديمقراطية وأدت إلى دورات متكررة من الانقلابات العسكرية والنزاعات المسلحة.
في العقود الأولى بعد الاستقلال، دخلت القوى السياسية السودانية في تحالفات مؤقتة ذات طابع انتهازي، حيث كان الهدف الأساسي لكل طرف هو الوصول إلى السلطة أو الحفاظ عليها، وليس بناء مؤسسات سياسية مستقرة. فعلى سبيل المثال، شهدت حقبة الستينيات تحالفات هشة بين الأحزاب التقليدية (الأمة والاتحادي الديمقراطي) والقوى اليسارية، سرعان ما انهارت بسبب تضارب المصالح، مما مهد الطريق لانقلاب جعفر نميري في 1969.
كما أن اتفاقيات السلام التي أبرمت مع الحركات المسلحة في جنوب السودان منذ السبعينيات لم تكن تهدف إلى تحقيق استقرار دائم، بل كانت تكتيكات مؤقتة لكسب الوقت، مما أدى إلى تفاقم الأزمة حتى انفصال الجنوب في 2011. بالمثل، تحالفات الحركات المسلحة في دارفور والنيل الأزرق مع الحكومات المركزية كانت دائماً قائمة على المصالح الآنية، وسرعان ما كانت تنهار عند تغير ميزان القوى.
وفي المرحلة الراهنة، يتكرر نفس المشهد، حيث تتحرك الأحزاب السياسية والمجموعات المسلحة وفق مصالح آنية دون رؤية وطنية جامعة، مما يجعل احتمالات إنهاء الحرب الحالية ضعيفة ما لم تتغير قواعد اللعبة السياسية. هذه الديناميكية تجعل السودان مهدداً بالانقسام بين سلطتين متنازعتين، ما لم يتم تجاوز عقلية التحالفات الصفرية لصالح شراكات سياسية أكثر نضجاً واستدامة.
______________________
أولًا: المشهد السوداني وخطر الانقسام السياسي
تواجه السودان خطرًا متزايدًا يتمثل في احتمال انقسام البلاد إلى سلطتين متنافستين، في ظل استمرار الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023. هذا السيناريو قد يؤدي إلى قيام حكومتين متوازيتين، إحداهما في بورتسودان بقيادة الجيش، والأخرى في مناطق سيطرة الدعم السريع.
إن ظهور حكومتين متصارعتين يهدد وحدة السودان ويزيد من حالة عدم الاستقرار، مما يؤدي إلى تفكك المؤسسات الوطنية وتعميق الأزمة الإنسانية، حيث تتعطل الخدمات الأساسية، ويصبح من الصعب إدارة الموارد والتعامل مع المجتمع الدولي بشكل موحد.
ثانيًا: رؤية المجتمع الدولي
المجتمع الدولي ينظر إلى احتمالية انقسام السودان بحذر شديد، حيث يخشى من أن يؤدي هذا الوضع إلى حرب أهلية طويلة الأمد، على غرار ما حدث في دول أفريقية أخرى مثل ليبيا والصومال. القوى الدولية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، تفضل وجود حكومة موحدة وقادرة على إدارة الدولة بشكل فاعل، حتى تتمكن من تنفيذ اتفاقيات السلام والاستقرار.
غير أن بعض الأطراف الإقليمية قد تدعم إحدى الحكومتين، مما يطيل أمد الصراع، كما حدث في ليبيا، حيث دعمت دولٌ مختلفة الحكومتين المتنافستين، مما أدى إلى استمرار الفوضى لسنوات.
ثالثًا: التجارب الأفريقية المشابهة
• ليبيا: بعد سقوط نظام القذافي عام 2011، انقسمت ليبيا إلى حكومتين متنافستين، واحدة في الشرق بقيادة خليفة حفتر، وأخرى في الغرب بقيادة حكومة طرابلس. هذا الانقسام أدى إلى حروب متتالية، تدخلات خارجية، وفوضى أمنية ما زالت مستمرة حتى اليوم.
• الصومال: منذ سقوط الحكومة المركزية في 1991، تحولت البلاد إلى مناطق نفوذ متعددة بين أمراء الحرب والجماعات المسلحة، مما أدى إلى انهيار مؤسسات الدولة، وانتشار الجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب.
• ساحل العاج: شهدت انقسامًا مشابهًا في 2010 بعد انتخابات متنازع عليها، حيث رفض الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، تسليم السلطة إلى الفائز المعترف به دوليًا، الحسن واتارا، مما أدى إلى نزاع مسلح أسفر عن آلاف القتلى، قبل أن يتم فرض حل دولي.
رابعًا: السيناريوهات المحتملة للسودان
• السيناريو الأسوأ: استمرار النزاع المسلح بين الطرفين، وتطور الأمر إلى انقسام فعلي بين حكومتين، مما يؤدي إلى عزلة دولية وفوضى داخلية، ويفتح المجال أمام التدخلات الخارجية، وربما يؤدي إلى تقسيم السودان على أسس عرقية أو جغرافية.
• السيناريو الأفضل: نجاح الوساطات الدولية والإقليمية في فرض حل سياسي يفضي إلى توحيد السلطة الانتقالية، وإطلاق عملية سياسية شاملة تؤدي إلى استقرار البلاد.
قيام حكومتين متنافستين في السودان سيكون كارثيًا على البلاد، كما أظهرت التجارب الأفريقية السابقة. المجتمع الدولي يسعى لتجنب هذا السيناريو عبر دعم الحلول السياسية، لكن ذلك يعتمد بشكل كبير على إرادة الأطراف السودانية في تقديم تنازلات لإنهاء الحرب، وتجنب الدخول في نفق الفوضى والتقسيم.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره بجمهورية غامبيا بذكرى عيد الاستقلال
  • السودان.. التحرك نحو تشكيل سلطة موازية
  • من القوات المسلحة اليمنية إلى “إسرائيل”!!
  • قوات حفظ السلام الأممية تعلن عن اشتباكات دموية في جنوب السودان
  • مساعد بوتين : روسيا تراقب عن كثب تصرفات الدول غير الصديقة في بحر البلطيق
  • معارك كردفان
  • قائد قوات الصاعقة المصرية: القوات المسلحة على أتم الاستعداد لأي مهمة
  • الحزاوي: التعاون بين القوات المسلحة والتعليم العالي يعكس الاهتمام بالارتقاء بوعي الطلاب
  • البرهان: كل الشعب السوداني يقاتل خلف القوات المسلحة
  • خطورة قيام حكومتين في السودان- رؤية دولية وتجارب أفريقية