قصة قصيرة : ميت جاي ينشد عن حي
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
في زمن من الأزمان، أسرة تسكن في بلدة بدائية ساحلية، أغلب ما يجاورهم بيوت من العريش وبضع من الخيم، رقدت إلى جانب الطريق ذي التربة الصفراء الصبخة، بيوت عرشان تمر عليها نسائم الهواء مرة وتسعفها أيام الصيف مرات أخر، وإلى جانب هذه البيوت خور لمياه البحر. فرض الفطر البحري الأصفر اللون كنبات الذرة نفسه فوق هذه الأرض، وتناثر هناك وهو نبات ذو شكل هرمي مدبب أصفر اللون، وتتناثر على الجانب الآخر شجيرات نبات الهرم والأراك.
هنا يعيش الناس على ما تجود به الطبيعة، في يوم من الأيام أصيب أحد أبناء هذه الأسرة بمرض وأضحى طريح الفراش لأيام، مرت الأيام شديدة عليهم، قرر الابن الآخر للأسرة الذهاب إلى معلم في قرية نائية، يقرأ في (كتاب).
في يوم معربد قرر الابن الذهاب إلى تلك البلدة البعيدة للنظر في أمر أخيه، عند هذا المعلم، رجل عجوز صاحب إلتماعات، يعرف أمور شتى، رجل حكيم. سيرا على الأقدام مارا بطريق قفر، تحيط به أشجار مغسولة بالشمس، ما من أحد، ما من صوت، ظهيرة مسحورة ساكنة سكون عجائبي إلا من صوت طائر الرمل يُسمع من مكان قصي، ونعق البوم آتٍ من مكمن شجري عميق مجوف، تابع سيره على الأقدام، خبا النهار حين وصوله إلى وجهته.
بيت طيني بدائي عتيق له مدخل ونافذتان تنبئان عن سكون داخلها ضوء كهرماني خافت آت من آلة حديدية صدئة مغطاة بزجاجة، تسمى (صراي)…
الزائر :
السلام عليكم معلم، كيف الحال؟
المعلم:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي، الحمدلله بخير ونعمة ما شاكين بأس، كيف حالكم والأهل هناك في البلدة؟
الزائر:
الحمدلله أطياب، لكن يالوالد أنا جاينك في أمر أخي المريض، لم يجد معه دواء حتى الآن وهو طريح الفراش منذ أسبوع، قلنا نجي معك تكشف عنه في الكتاب.
المعلم :
إن شاء الله ولدي ما يهمك.
دقائق بعدها أخذ المعلم الكتاب من روزنة ذات تقويسة مزخرفٌ أعلاها بآي القرآن الكريم،.
أخذ المعلم الكتاب المغلف بقطعة قماش حفاضا عليه من تسربات السقف بمياه الأمطار ومن (الرِّمة) التي لا تبقي شيئا ولا تذر، كتاب ذو لون بندقي أوراقه من الرق المصقول القديم، فتح الكتاب وعليه الكثير من الرسومات والحروف والأرقام، كأنه مخطوطة أثرية قديمة، فتح المعلم الكتاب وتمعن فيه وأخذ وقته فيه، والزائر بانتظاره. فجأة سُحب لون وجه المعلم من هول ما وجد، لاحظ الزائر تغير لون المعلم فيما رأى، ولكن كلاهما لم ينبتا ببنت شفه، بعد انتهاء المعلم من الكشف في الكتاب، أخبر الزائر أن لا بأس لا تخف على أخيك هي حمى وستغادره.
وقال المعلم في نفسه هذه العبارة (كيف ميت جاي ينشد عن حي)… كيف لمن هو أقرب للمنية يأتي سائلا عن من العمر لازال أمامه، مرت الأيام وعادت للأخ صحته وعافيته، وتوفي الزائر.
مع هذه القصة والراوي وسامعيها تقوس الليل، وعتمت البلدة البكر، وبعثت الأشجار رائحة نفاذة، تلمس الابن طريقه عائدا، خلا الطريق من المارة وقت المغرب، ذلك الطريق الذي يعبق برائحة الليل والعودة، والقمر يومض منعكسا على أشجار الأراك والغاف، فتدفقت السكينة مع هذا الهدوء..
فتحية الفجرية
كاتبة عمانية
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مخلوق غامض.. ما قصة بيغ فوت ولِمَ يرتبط اسمه ببلدة أسترالية صغيرة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— لم تكن بلدة "كيلكوي" الصغيرة في أستراليا الموقع الأول، ولا حتى الأحدث، لمصادفة مخلوق "يووي" (Yowie).
رغم ذلك، وعلى مدى عقود، انتصبت نسخة طبق الأصل من الوحش الضخم كثيف الشعر فوق منصة وسط البلدة.
وهذا نُصُب تذكاري لمواجهة مذهلة حدثت قبل حوالي 45 عامًا، وصفها توني سولانو بلقاء لن ينساه أبدًا.
وقال سولانو الذي لم يتحدث عن تفاصيل ما حدث مدة 20 عامًا: "حتى يومنا هذا، ما زلت مقتنعًا حتّى الممات".
ويبلغ عدد سكان "كيلكوي" ألفي شخص فقط، وكان عددهم أقل في 28 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1979، عندما رصد سولانو وصديق له، كانا يبلغان من العمر 16 عامًا آنذاك، شيئًا مخيفًا وغير قابل للتفسير تقريبًا في الغابة.
يعتقد توني سولانو أنّه رأي المخلوق الغامض قبل عقود.Credit: Tony Solanoلم يعرفا ما كان آنذاك، لكن أصبح الحادث بمثابة جزء من الفولكلور، وعامل جذب للسيّاح إلى المجتمع الريفي الصغير الذي يبعُد ساعة واحدة شمال بريسبان بولاية كوينزلاند.
وقال سولانو إنّه وصديقه كان بحوزتهما مسدسين أثناء رحلة تخييم في ملكية خاصة قريبة من "ساندي كريك"، وشرح: "كنا نأمل بمطاردة بعض الخنازير".
وأصبحت ذكريات سولانو أقل وضوحًا من السابق، لكنه أكّد أنّه لن ينسى قط أصوات كسر الأغصان، والرعب الذي اجتاح جسده عندما أطلق صديقه النار على وحش يبلغ ارتفاعه مترين إلى ثلاثة أمتار في الشجيرات القريبة.
وعاد الصديقان بعد أيام عدة مع مدرس علم الأحياء لصنع قالب من الجبس لبصمة قدمه الضخمة ووقفوا لالتقاط صورة معه للصحيفة المحلية.
وأُصيبت البلدة بالجنون.
يقال إنّ هذا المخلوق يتجوّل في غابات البلدة.Credit: Hilary Whiteman/CNNوبعد فترة وجيزة، تم وضع وسم "يووي" التجاري على كل شيء، من الملاعق إلى القمصان، وخلال سنة، حصلت البلدة على أول تمثال منحوت للمخلوق صُنِع من جذع شجرة واحدة وُضِعت على قاعدة في وسط المدينة.
وبدأ التمثال الأصلي في التعفن فاستُبدل بنسخة خشبية أخرى عانت من الأمر ذاته، ما شجع على صنع نسخة من الألياف الزجاجية.
لكن في مارس/ آذار من عام 2022، اختفى التمثال رُغم تثبيته بشكل آمن على القاعدة.
صور ضبابية أصبح التمثال الخاص للمخلوق الغامض بمثابة معلم سياحي في البلدة الأسترالية. تُظهر هذه الصورة العمدة، جيسون ويندت، أمام التمثال.Credit: Hilary Whiteman/CNNتختلف التفاصيل، لكن يوصف مخلوق "يووي" بأنه أطول من رجل عادي بكثير، ومغطّى بالشعر، وذو رائحة كريهة تشبه كلبًا مبللًا واللحم المتعفن.
وتُعرف المخلوقات الشبيهة به باسم "بيغ فوت" (ذو القدم الكبيرة) في الولايات المتحدة، و"ساسكواتش" في كندا، و"هيباغون" في اليابان، و"ييرين" في الصين، و"ييتي" في جبال الهيمالايا.