الخليج الجديد:
2024-09-18@05:29:32 GMT

الجذور العميقة لهذه الكراهية

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

الجذور العميقة لهذه الكراهية

الجذور العميقة لهذه الكراهية

هذه الثقافة المعبّأة بالحقد والعنف هي التي يجب أن تجعل من إسرائيل دولة منبوذة.

من أين يتغذّى خطاب الكراهية الفجّ والقبيح جدا المتفشّي داخل أوساط المجتمع الإسرائيلي؟

كيف نفسّر هذه الدرجة العالية من التوحّش الاسرائيلي الذي لم يستثن أحدا من البشر والحجر؟

همجية جديدة تسعى نحو التوسّع والهيمنة، لا يردعهم حقّ ولا أخلاق ولا قانون ولا مواثيق.

هذه الكراهية تجسّدت في سلوك المستوطنين الذين يحرّضون أبناءهم وجيشهم على قتل النساء والأطفال، ليدفعوا سكّان غزّة نحو مغادرة أرضهم نحو مصر والأردن.

ماذا فعل لهم الفلسطينيون حتى يعاملوهم بهذه القسوة النادرة، ويكرهوهم الى حد الحقد الأسود، ويعمدوا لاغتيالهم جسديا ورمزيا، وإن لزم الأمر إلغاؤهم من الوجود؟

* * *

كيف نفسّر هذه الدرجة العالية من التوحّش الاسرائيلي الذي لم يستثن أحدا من البشر والحجر؟

ماذا فعل لهم الفلسطينيون، كبارا وصغارا، حتى يعاملوهم بهذه القسوة النادرة، ويكرهوهم الى حد الحقد الأسود، ويعمدوا إلى اغتيالهم جسديا ورمزيا، وإن لزم الأمر إلغاؤهم من الوجود. أين ذهبت شخصية اليهودي الطيب والمضطهد التي أبدعت السينما الصهيونية في تصويرها منذ حادثة الهولوكست؟

عند استعراض ما حصل في الشهرين الماضيين بدقّة وموضوعية، يكتشف المرء السويّ الحجم الكبير للمغالطات التي استعملها الصهاينة في دفاعهم المستميت عن صورةٍ روّجوها عن دولتهم الشرّيرة.

لقد شاهد الجميع حجم الدمار الذي خلفته، ولا تزال، الآلة العسكرية لجيشهم، وهو ما يشهد على درجة الحقد الذي تعامل مع سكان غزّة من دون تمييز بين مدنيين ومسلحين. قائد عسكري يفجر منزلا بمن فيه هديّة منه إلى ابنته بمناسبة بلوغها السنتين.

ووزير يصف الشعب الفلسطيني بالحيوانات. وعندما تقارن بين معاناة الأطفال الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية الذين يتعرّضون للجوع والإذلال والضرب والبرد القارس، وبعضهم غادروا السجون وهم حفاة، مقابل المعاملة الانسانية التي تلقّاها رهائنهم الذين أطلقتهم كتائب القسام، تدرك من دون تردّد الفارق النوعي بين الطرفين.

من بين الشهادات العديدة الدالّة على أن داء الكراهية لم يُصب كل اليهود، فتاة يهودية أميركية ذكرت إنها تخلّت عن ولائها لإسرائيل منذ 2014، حين اكتشفت الحجم الكبير للبروباغندا التي تجاوزت الحد المقبول.

تشعر في البداية بالراحة عندما يقال لك في مطار بن غوريون "مرحبا في وطنك". ولكنك تكتشف، عندما يحدّثونك عن العرب، عمق الكراهية التي يحملونها لأصحاب الأرض.

هذه الكراهية التي تحدّثت عنها الفتاة تجسّدت في سلوك المستوطنين الذين يحرّضون أبناءهم وجيشهم على قتل النساء والأطفال، ليدفعوا سكّان غزّة نحو مغادرة أرضهم نحو مصر والأردن.

هذا حلمهم القديم الذي يعملون من أجل تحقيقه. وقبل شهرين من "طوفان الأقصى"، عرضت القناة العاشرة الإسرائيلية صورا من عرس لمتطرفين يهود، وكان الجميع يرقصون بينما كان أحدهم يحمل صورة طفل فلسطيني يحترق، فتتعالى المطالبة بإبادة الفلسطينيين عن بكرة أبيهم.

هذا الرفض البغيض لكل حقوق أصحاب الأرض دليلٌ على أن هؤلاء ليسوا من طينة الشعوب المتحضّرة. هي همجية جديدة تسعى نحو التوسّع والهيمنة، لا يردعهم حقّ ولا أخلاق ولا قانون ولا مواثيق.

لهذا كانت نسبة المؤيدين للفلسطينيين في العالم بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي والـ13 منه في حدود 60%، ثم ارتفعت بعد الهجوم على غزّة إلى 95%، حسب ما ذكر أحد اساتذة العلوم السياسية في أميركا. لهذا السبب، تخلى بعض اليهود عن الجنسية الإسرائيلية حتى لا يلحقهم هذا العار.

من أين يتغذّى خطاب الكراهية الفجّ والقبيح جدا المتفشّي داخل أوساط المجتمع الإسرائيلي؟ مصادر هذا الخطاب متعدّدة. ولكن يمكن الإشارة إلى مصدريْن، بدأ دورهما يتضح في الشهرين الأخيرين.

- أولهما المؤسّسة العسكرية والأمنية التي بنيت على نفي الآخر الفلسطيني. يبرّر وزير الدفاع الحالي قطع مقوّمات الحياة عن غزّة من كهرباء وطعام ومياه ووقود بقوله "نحن نحارب حيوانات في شكل بشر".

- أما المؤسّسة الثانية المسؤولة عن ضخ الكراهية، فيمثلها جزء واسع من الحاخامات، حيث يؤكّد أحدهم: "لا تكن رحيما بالطفل، فهو سوف يكبر ويقتل، لأن العقيدة التي سيكبر معها أسوأ حتى من عقيدة والده.

لهذا جاء في التوراة سفر التثنية الإصحاح 16/ 22 أن قواعد الحرب لا تسمح لأي شخص من هؤلاء بالبقاء على قيد الحياة". لا تستثني هذه القاعدة أحدا من الرجال والنساء والأطفال.

من المؤكّد أن هذا الخطاب لا يمثل القراءة الوحيدة لليهودية، لكنه الخطاب المهيمن الذي تقف وراءه الأحزاب الدينية المتطرّفة، التي دفعت وزير التراث إلى القول إن إلقاء قنبلة نووية على غزّة يمثل أحد الاختيارات المطروحة للتخلّص نهائيا من حركة حماس والفلسطينيين.

هذه الثقافة المعبّأة بالحقد والعنف هي التي يجب أن تجعل من إسرائيل دولة منبوذة.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط في المجتمع المدني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الكراهية اليهودية الهولوكوست طوفان الأقصى الإبادة الجماعية حركة حماس هذه الکراهیة

إقرأ أيضاً:

خبير مقدسي: لهذه الأسباب تستهدف الجمعيات الاستيطانية جبل الزيتون

القدس المحتلة- قال خبير الخرائط والاستيطان في القدس خليل التفكجي إن 3 أسباب تقف وراء انقضاض المستوطنين على العقارات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة.

وذكر التفكجي، في حديثه للجزيرة نت، إن تلك الأسباب تدفع الجمعيات الاستيطانية للانقضاض على عقارات المقدسيين في بلدة الطور بشكل خاص.

واستولى المستوطنون، فجر اليوم الاثنين، على عقار جديد لمواطن من عائلة أبو الهوى في حي جبل الزيتون القريب من المسجد الأقصى المبارك والمطل عليه.

مستوطنون يستولون على شقة سكنية ببلدة الطور شرق #القدس#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/sKSVwWIwYd

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 16, 2024

ويضيف خبير الاستيطان: "وراء الأطماع في حي جبل الزيتون المعروف أيضا ببلدة الطور، أساطير يهودية بأن هذا الجبل والمقبرة اليهودية التي تقع فيه يفترض أن ينزل فيها المسيح المنتظر حاملا الهيكل المزعوم، وبالتالي تستخدم هنا الرؤية الدينية لأهداف سياسية".

وقال إن الدافع الثاني سياحي، إذ إن إسرائيل تهتم بهذه المنطقة المطلة على قبة الصخرة المشرفة والبلدة القديمة، وفيها أيضا ستكون إحدى محطات مشروع "التلفريك" التهويدي، ومن هنا يبرز الاهتمام أيضا بالعقارات القريبة منها.

وتابع أنه لا يمكن فصل الاستيلاء على منزل عائلة أبو الهوى عن ما يعرف بـ"الحوض المقدس" المحيط بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى حسب الرؤية اليهودية للمكان.

وفق التفكجي، فإن الجمعيات الاستيطانية تريد أن توصل رسالة مفادها أنهم يشترون القدس حجرا حجرا ليقولوا إنهم يشترون ولا يحتلون.

جبل الزيتون أو بلدة الطور تتميز بإطلالتها على البلدة القديمة من القدس والمسجد الأقصى (الجزيرة)

ووفقا لرواية عائلة أبو الهوى فإن نحو 50 مستوطنا اقتحموا المنزل في تمام الساعة الثالثة فجرا، واستولوا عليه دون أن تتمكن ابنة العائلة ابتسام أبو الهوى، التي تعيش في المنزل الملاصق للعقار المسرب من الحصول على أي معلومات، وقالت لها شرطة الاحتلال "اذهبي إلى المحكمة".

وقالت ابتسام أبو الهوى في فيديو نشره مركز معلومات وادي حلوة المقدسي إن مواطنا مقدسيا كان يستعد لإجراء بعض أعمال الصيانة للشقة السكنية، قبل السكن فيها، لكن هجوم المستوطنين كان مباغتا.

واتهمت المسنة المقدسية أفرادا من عائلتها بتسريب العقار (بيعه خلسة)، مؤكدة أنها ستلجأ إلى القضاء لاسترداده.

وأضافت: "تفاجأت بوجودهم (المستوطنين) بعد أن أيقظتني جارتي وأخبرتني بوجود رجال عند باب المنزل، استيقظت فوجدت المستوطنين يخلعون باب المنزل ويدخلون، علما أن الشقة فارغة، ويتحضر مستأجر جديد لاستلامها، كذلك استولوا على الأرض المحيطة به".

يذكر أن عدد البؤر الاستيطانية في جبل الزيتون ارتفع إلى ثلاثة بالاستيلاء على العقار الجديد، إذ سرب قبله عقار يطلق عليه المستوطنون اسم "بيت أورت"، وعقار آخر أسموه "بيت حوشن".

〽️ "مطل على المسجد الأقصى"
صور| "المنزل وقطعة الأرض التي استولى عليها المستوطنون فجر اليوم في بلدة الطور بالقدس.

أسلاك شائكة وقضبان حديدية وكاميرات مراقبة قاموا بوضعها حول المنزل. #معراج pic.twitter.com/sqp7zPEHut

— معراج (@M3rajNet) September 16, 2024

من جهته، قال أحمد أبو الهوى، الذي كان يستعد للسكن في العقار، إنه فوجئ ليلا باتصال هاتفي يبلغه باحتلال المستوطنين للمنزل.

وأضاف: "خرجت لكن نظرا للانتشار المكثف للجيش والمستوطنين لم أستطع عمل أي شيء، حضروا بقوة الجيش والشرطة، لقد اشتروا البيت بالاحتيال.. اشتروه من أحد المالكين دون علم بقية الورثة".

وفور الاستيلاء على العقار تمت إحاطته بالأسلاك الشائكة وتركيب بوابات حديدية ونصب كاميرات مراقبة في محيطه.

وتدفع الجمعيات الاستيطانية مبالغ كبيرة لشراء عقارات في القدس، وغالبا تتم من شخص دون علم بقية أفراد العائلة، ما دفع علماء المدينة وعلى رأسهم الشيخ عكرمة صبري إلى دعوة المقدسيين لوقف عقاراتهم وقفا ذريا (أهليا)، لمنع تسريبها.

ويقدر عدد المستوطنين الإسرائيليين في القدس بنحو 230 ألفا، المئات منهم ينتشرون في بؤر داخل الأحياء الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • خبير مقدسي: لهذه الأسباب تستهدف الجمعيات الاستيطانية جبل الزيتون
  • أبو الغيط يلتقي المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام ويؤكد: إسرائيل تزرع الكراهية وتقوض السلام
  • أبو الغيط: إسرائيل تزرع الكراهية وتقوض هيكل السلام الذي استقر لعقود
  • سكرتير بنى سويف يتابع  لجنة فحص سيارات المعاقين
  • تأشيرات شنغن: إيطاليا تفتح أبوابها لمساعدة مواطني هذا البلد
  • أقال 11 مستشارا.. هل يزيد السيسي بؤر أعدائه بالدولة العميقة والجيش والشرطة؟
  • بدء فحص ملفات سيارات المعاقين ببني سويف
  • فتوح يحذر من مخططات المستوطنين للمساس بالأقصى
  • فتوح يحذر من مخططات المستوطنين بالمساس بالأقصى
  • الغندور: هدف النصر صحيح لهذه الأسباب .. فيديو