تفاصيل تفشي التهاب الكبد الوبائي في مراكز إيواء «الأونروا».. كارثة كبرى تهدد غزة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
حرب شرسة، عادت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى شنها على قطاع غزة، بعد 7 أيام من الهدنة، ورغم شراسة الحصار والقصف المستمر، فإنه لم يصبح المأساة الوحيدة التي تهدد أهالي القطاع وأطفاله.
كارثة كبرى، كشف عنها توماس وايت، مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، بعدما أكد تفشي التهاب الكبد الوبائي أ في إحدى مدارس اللاجئين التابعة لهم.
تفشي التهاب الكبد الوبائي، أكده صالح الهمص، مدير التمريض بمستشفى غزة الأوروبي، قائلا «قطاع غزة دخل دائرة والوباء والأمراض المعدية» مؤكدا أن النزلات المعوية والإسهال والجفاف والسعال بين الأطفال انتشر بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأوضح مدير التمريض بمستشفى غزة الأوروبي، في تصريحات خاصة لـ«الوطن، تردي الأوضاع الإنسانية والمهيئة لانتشار الأمراض: «حدث ذلك مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة دون وجود ملابس ثقيلة ولا مياه نظيفة في ظل الحرب الدائرة من الاحتلال الإسرائيلي.
كارثة صحية جديدة تهدد مدارس الإيواء في قطاع غزةكارثة صحية جديدة تهدد مدارس الإيواء في قطاع غزة، سبب صادم كشفه «وايت» في تصريحات نقلها الحساب الرسمي للوكالة على موقع «X» (تويتر سابقا)، بعدما أكد أن تلك المدارس تم إنشائها من أجل إيواء 1500 لاجئ فقط، إلا أنها في ظل الحرب الدائرة الآن أصبح يبلغ متوسطها أكثر من 6 آلاف مواطن.
تصريحات وايت، جعلت الأمم المتحدة تطلق تحذيرا من تفشى المرض داخل مراكز إيواء غزة، بعد رصد 15 حالة إصابة خلال الأيام الماضية.
مخاوف من انتشار التهاب الكبد الوبائي في مدارس الإيواء بقطاع غزةمخاوف من انتشار التهاب الكبد الوبائي في مدارس الإيواء بقطاع غزة «مخيم الشاطئ للاجئين»، هكذا كشفت الأمم المتحدة عن مكان انتشار العدوى بين الأطفال والبالغين، وسط محاولات كبيرة من أجل السيطرة على الأمر ومنع حدوث كارثة داخل مراكز الإيواء.
ويستهدف المرض الكبد، وهو مرض معد، يتسبب في فيروس قاتل، وينتقل عن طريق شرب المياه أو تناول طعام ملوث.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة فلسطين حرب غزة الاحتلال التهاب الکبد الوبائی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
لن تكون هناك دولة.. تصريحات وزير إيراني تكشف كارثة قادمة
كيف تتحول أمة شابة إلى مجموعة من كبار السن؟ سؤال يشغل بال الإيرانيين والمسؤولين أنفسهم، بعد السقوط الحاد لمعدل الخصوبة في البلاد.
هذا الاتجاه يهدد بأن يكون واحدا من بين كل ثلاثة إيرانيين مسنا في غضون 17 عاما فقط، وفق نص تصريح لوزير الصحة الإيراني، علي رضا رئيسي، في آخر تحذيرات السلطة الإيرانية من تغير ديمغرافي يهدد مستقبل البلاد.
وفي مؤتمر صحفي الأحد، قال الوزير، وفق ما نقلته وكلة الأنباء "إرنا"، إن أحد أولويات وزارته بقاء السكان شبابا بعد هذا المعدل المخيف في انخفاض الخصوبة. وهو يتوقع أن يتجاوز معدل الوفيات معدل المواليد في المستقبل المنظور، إذا استمرت الاتجاهات الحالية.
وقال رئيسي: "عندما ينخفض عدد سكاننا إلى 42 مليونا، سيكون لدى بعض الدول المجاورة 550 مليونا و350 مليونا، ومع هذه الأرقام، يجب أن نفهم عمق الكارثة".
وأضاف أن إيران الدولة الوحيدة في العالم، التي انخفض معدل المواليد فيها من متوسط 6 أطفال لكل أسرة إلى طفل واحد في غضون 10 سنوات فقط، مضيفا: "إذا استمر هذا الاتجاه، فلن تكون هناك دولة تسمى إيران في 100عام. هذه قضية خطيرة ويجب أخذها على محمل الجد".
وتتوافق هذه التصريحات مع الأرقام الصادرة من منظمات دولية التي تشير إلى تسارع الشيخوخة. ووفق معهد الشرق الأوسط، فقد تجاوزت نسبة من تزيد أعمارهم عن 60 عاما 10في المئة من إجمالي السكان عام 2022. وفي الوقت ذاته، يبلغ معدل النمو السكاني في إيران 0.7، وهو أدنى معدل خلال السنوات الـ25 الماضية.
صحيفة طهران تايمز نقلت في وقت سابق عن حسام الدين علامة، أمين المجلس الوطني لكبار السن، أن معدل الخصوبة في البلاد اليوم هو نحو 1.6 طفل لكل امرأة، بعدما كان 6.5 طفل لكل امرأة في عام 1986.
ويتوقع أنه في عام 2032، سيصبح حوالي 14 في المئة من سكان إيران مسنين، وسيتم إدراج إيران رسميًا في قائمة الدول المسنة.
وتقول نيكولاس إيبرستادت، من معهد أميركان إنتربرايز (AEI)، إن معدل الخصوبة في إيران انخفض بنسبة 70 في المئة على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وهو أعلى انخفاض في تاريخ البشرية، من وجهة نظرها.
ويحذر خبراء ديموغرافيا من أن إيران من بين أسرع البلدان شيخوخة في العالم، وسوف تتحول من سكان شباب إلى سكان مسنين في غضون ثلاثة عقود فقط، مقارنة بدول أخرى مثل إيطاليا (61 عاماً)، والسويد (85 عاماً)، وفرنسا (115 عاماً).
ويتوقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، أن تبلغ نسبة كبار السن في إيران أكثر من 30 في المئة، بحلول عام 2050، ما يجعل إيران موطنا لأكبر عدد من كبار السن في الشرق الأوسط
ووفق دراسة نشرت على مجلة لانسيت، العام الماضي، فإن شيخوخة السكان تثير مخاوف بشأن النمو الاقتصادي للبلاد، وزيادة تكاليف النظام الصحي وكفاءته، ورفاهية وجودة حياة كبار السن.
وتضع أيضا تحديات على كبار السن أنفسهم الوحيدين أو غير المتزوجين. ويبلغ عمر حوالي 30 في المئة من كبار السن الذين يعيشون بمفردهم 80 عامًا أو أكثر.
ماذا حدث؟وخلال 4 عقود، حدثت تغييرات ديمغرافية كبيرة في إيران أدت إلى حدوث الوضع الحالي.
وفي أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979، شهدت البلاد طفرة في المواليد خلال الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988، مع دعوة النظام السكان إلى زيادة الإنجاب من أجل تعزيز القوة العسكرية.
وفي عام 1986، بلغ معدل الخصوبة في البلاد أكثر من 6.5 طفل لكل امرأة.
لكن إيران، التي مزقتها الحرب، سرعان ما واجهت تحديات اقتصادية في التعامل مع زيادة عدد السكان بعد الحرب.
لذلك تحولت الدولة إلى سياسة تنظيم الأسرة عام 1988، وروجت لحملة "أطفال أقل، حياة أفضل"، وكان الهدف طفلين لكل أسرة، ونجحت الحملة في خفض معدل الخصوبة في البلاد من 6.5 طفل لكل امرأة في عام 1986 إلى أقل من 2.5 طفل لكل امرأة بحلول عام 2010، ثم إلى نحو طفل في المتوسط حاليا.
وبعد تعداد عام 2011، باتت السلطات تدرك التهديد الذي تشكله شيخوخة البلاد، حتى على لسان مرشد البلاد، على خامئني، الذي أقر علنا بأن سياسة تنظيم الأسرة السابقة بأنها "خطأ"، ووصفها بأنها "سياسة الغرب العدائية" ضد الدول الإسلامية.
ودعا المرشد في أول اجتماع له مع أعضاء الحكومة الجدد، أواخر أغسطس الماضي، وزير الصحة إلى اتباع سياسات من شأنها تشجيع الإنجاب والنمو السكاني.
وتقدم الحكومة قروضا منخفضة الفائدة للمتزوجين لتشجيع الزواج والإنجاب، وزادت المبالغ المعروضة في السنوات الأخيرة، كما يقدم كل من الجيش الإيراني والحرس الثوري الدعم المالي للأزواج المصابين بالعقم الذين يسعون للحصول على العلاج.
لكن على مدى العقد الماضي، انخفض العدد السنوي للزيجات في إيران من حوالي 800 ألف إلى 480 ألفا، وفقا لمنظمة التسجيل المدني في إيران.
ويعزو خبراء أسباب هذا الاتجاه إلى تدهور الظروف الاقتصادية، وارتفاع معدل الهجرة، وتغير أنماط الحياة، وانعدام الأمل في مستقبل أفضل لدى الشباب الذين يسعون إلى مزيد من الحرية الاجتماعية والسياسية.
الآلام الاقتصادية تحول احتياجات الإيرانيين اليومية إلى "أحلام" يعاني الشعب الإيراني من ضغوطات اقتصادية هائلة بعد تراجع سعر صرف العملة المحلية ونقص المنتجات الأساسية، فيما يتحدث مواطنون لشبكة "NPR" عن سوء الإدارة والفساد والعقوبات كأسباب لتردي الوضع الاقتصادي لإيران.
ويشعر عد كبير من الشباب الإيرانيين من الطبقة المتوسطة بتشاؤم إزاء مستقبل بلادهم، مما يجعلهم عازفين عن الإنجاب في ظل الوضع الاقتصادي الحالي.
وكانت المشكلات الاقتصادية عاملا مشتركا خلال العديد من موجات الاحتجاج في إيران على مدى السنوات العديدة الماضية، وكانت هناك مظاهرات على خلفية انخفاض العملة عامي 2017 و2018. وفي عام 2019، أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى دفع حشود ضخمة إلى الشوارع
وأحد أسباب انخفاض معدلات الزيجات والمواليد أيضا، وفق صحيفة فايننشال تايمز، يعود إلى أن العديد من الإيرانيين الأصغر سنا في المناطق الحضرية يعتقدون أنهم سيفقدون حريتهم بسبب الزواج.
ويساور العديد من النساء شكوكا في أن السلطات تسعى من خلال زيادة المواليد إلى إبقائهن في المنازل.
ويقول معهد الشرق الأوسط إنه مع "السخط الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المتزايد بين العديد من الإيرانيين، يظل المستقبل الديمغرافي للبلاد غير واضح".