جريدة الوطن:
2025-04-23@07:21:36 GMT

شراع : واشنطن من تقود حرب الإبادة فـي غزة

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

شراع : واشنطن من تقود حرب الإبادة فـي غزة

أنْ يشاركَ أنتوني بلينكن وزير الخارجيَّة الأميركيُّ في اجتماع مجلس الحرب الصهيونيِّ غداة استئناف النازيَّة الجديدة إرهابها على قِطاع غزَّة، قَدْ يبدو الأمْرُ عاديًّا بحُكم علاقة التحالف الاستراتيجيِّ القائمة بَيْنَ الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة وكيان الاحتلال الصهيونيِّ. لكن أنْ يصلَ بلينكن بالتزامن مع شحنة قنابل تزن الواحدة مِنْها (2000) ألفَيْ رطلٍ لِتُلقَى على الأجساد الغضَّة والطريَّة للأطفال والنِّساء وكبار السِّن في غزَّة، فهذا يؤكِّد الحقيقة الَّتي لا مناصَ مِنْها وهي أنَّ مَنْ يَقُودُ حرب الإبادة على قِطاع غزَّة أميركا.

ولعلَّ ما يزيد الحقيقة وضوحًا أنَّ مجلس الحرب في اجتماعه الأوَّل بُعيْدَ السَّابع من أكتوبر حضرته الولايات المُتَّحدة بجلال قدرها بدءًا من رئيسها ووزيرَيْ خارجيَّتها ودفاعها إلى رئيس أركانها، وصولًا إلى مباشرةِ الجسر الجوِّيِّ من الأسلحة الفتَّاكة وحاملات الطائرات والغوَّاصات النوويَّة، ومشاركة وحدة دلتا، ثمَّ الحديث عن مشاركة طيَّارين أميركيِّين في حرب الإبادة.
ومع احتدام المشهد، واكتظاظه بأنهار الدِّماء البريئة المسفوكة ظلمًا وعدوانًا على أرض غزَّة، أخذَ رعاة الإرهاب والنازيَّة الصهيونيَّة يُسرفون في المزيد من وسائل الإجرام بَيْنَ الدَّعم المُطْلَق وبَيْنَ التواطؤ وبَيْنَ الخيانة والعمالة، لِمَ لا؟ وسيِّدهم الأميركيُّ هو مَنْ يَقُودُ هذه الحرب، ويمارس هوايته في اللعب على الحبال، ويراقصُ الجميع كلًّا حسب هواه، لذلك ليس غريبًا أنْ يخرجَ بعد مشاركته في اجتماع مجلس الحرب الصهيونيِّ الَّذي تمخَّض عَنْه قرار مواصلة النازيَّة الجديدة إرهابها على غزَّة، بعدَّة تصريحات لافتة للانتباه، لكنَّها كاذبة ومخادعة وموجَّهة بالدرجة الأساس إلى الداخل الأميركيِّ، حيث الناخب وضرورة مداعبته وملاطفته بكلام عاطفيٍّ لِيُعيدَ اتِّجاه البوصلة من جديد نَحْوَ التصويت في الانتخابات القادمة لإعادة انتخاب جو بايدن.
وممَّا قاله بلينكن «ناقشت أنا ورئيس الوزراء «الإسرائيلي» الجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وتسريع إيصال المساعدات الإنسانيَّة المنقذة للحياة إلى غزَّة. وشدَّدت على ضرورة أنْ تتخذَ «إسرائيل» كُلَّ التدابير المُمكنة لتجنُّب إلحاق الأذى بالمَدنيِّين» و»في لقائي مع وزير «الدفاع الإسرائيلي» جالانت، أكَّدتُ مُجددًا دعم الولايات المُتَّحدة لحقِّ «إسرائيل» في حماية نفسها وفقًا للقانون الإنسانيِّ الدوليِّ، بَيْنَما حثثتُ «إسرائيل» على اتِّخاذ جميع التدابير المُمكنة لتجنُّب إلحاق الضرر بالمَدنيِّين». وفي لقائه بمحمود عباس رئيس السُّلطة الفلسطينيَّة ناقش التدابير الرامية إلى تحسين الأمن والحُريَّة للفلسطينيِّين في الضفَّة الغربيَّة، مُجدِّدًا التأكيد على التزام الولايات المُتَّحدة بالمُضي قُدُمًا في إنشاء الدَّولة الفلسطينيَّة». عِند التدقيق فيما قاله بلينكن نجد أنَّ الالتزام الأميركي بقيادة الحرب ثابت، فقَدْ جاء بلينكن من واشنطن (كما في الجولة من العدوان) لِيعطيَ الضوء الأخضر لاستئناف حرب الإبادة، ولِيوفِّرَ الهدوء في الضفَّة الغربيَّة وتأمين عدم انفجارها، ولِيستمرَّ أبو مازن في تنسيقه الأمني بالضرب بيَدٍ من حديد لمقاومة الضفَّة الغربيَّة، وكذلك ليوفِّرَ الهدوء عِند الخطِّ الأزرق الفاصل بَيْنَ جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلَّة، وهو ما ناقشه بلينكن مع جنرالات الحرب الصهاينة؛ لكَيْ تتركزَ الجهود على قِطاع غزَّة وتدميره عن بكرة أبيه، وإفراغه من سكَّانه وفق المُخطَّط الصهيوـ أميركي وتوزيعهم (سكَّانه) على عددٍ من الدوَل العربيَّة. ويبدو أنَّ مجلس الحرب الصهيونيَّ قَدْ أخَذ قرار استئناف إرهابه على المَدنيِّين في غزَّة بناءً على ما حاول الحصول عَلَيْه من معلومات أثناء في فترة الهدنة المؤقَّتة عَبْرَ الأسرى الصهاينة المُفرَج عَنْهُم، وربَّما عَبْرَ مَنْ دخلوا القِطاع من العملاء والجواسيس عَبْرَ قوافل المساعدات. كما أنَّه من الوارد أنَّ حكومة الحرب الصهيونيَّة بقيادة النتن ياهو بعد أنِ استعادت مَنْ تَصِفُهم بـ»المَدنيِّين» أنْ تضحِّيَ بمَنْ تبقَّى من العسكريِّين، فَهُم رقم صغير بالمقارنة مع مَنْ قُتِلوا وأصيبوا؛ حتَّى لا تكُونَ عمليَّة الإفراج عن الأسرى العسكريِّين لدى القسَّام مقابل تبييض السجون الصهيونيَّة هزيمة كبرى وصادمة كيَوْمِ السَّابع من أكتوبر، خصوصًا وأنَّ النتن ياهو بدأ يعدُّ ساعات نهايته وليس أيَّامها، لذلك فهو يهرب إلى الأمام بمواصلة ارتكاب جرائم الحرب لتأخير نهايته أو تجاوزها بتدمير غزَّة وتهجير سكَّانها.. ولكن السؤال هو: هل المقاومة ستمنحه الفرصة لتحقيقِ ما يريد؟ لِنَرَ ذلك.

خميس بن حبيب التوبي
khamisaltobi@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الحرب الصهیونی الولایات الم ت حرب الإبادة مجلس الحرب الم دنی

إقرأ أيضاً:

صنعاء تربك حسابات البنتاغون: تقرير أمريكي يحذر من تغيّر قواعد الحرب بسبب اليمن

يمانيون../
كشف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تقرير حديث أن القرار اليمني بحظر شركات السلاح الأمريكية يشكل تهديداً مباشراً لسلاسل الإمداد العسكري للولايات المتحدة، مؤكدًا أن الموقف اليمني من مضيق باب المندب بات عاملاً حاسماً في قدرة واشنطن على إدارة حروبها خارجياً.

ووفقاً لما ورد في التقرير الصادر عن المعهد المعروف بولائه لكيان العدو الصهيوني، فإن اليمن يعيد تشكيل معادلات الانتشار العسكري الأمريكي، موضحاً أن الاعتماد الكبير على الشحن التجاري – الذي تمر عبره نحو 80% من مواد الدفاع الأمريكية – أصبح نقطة ضعف مكشوفة بفعل الهجمات اليمنية المتكررة.

وأشار التقرير إلى أن السفن غير المسلحة التي تنقل الإمدادات العسكرية باتت عاجزة عن التحرك الآمن، في ظل التهديدات اليمنية المتصاعدة، لافتاً إلى أن اللجوء إلى المسارات البديلة مثل طريق رأس الرجاء الصالح يزيد التكلفة التشغيلية بنحو مليون دولار إضافي لكل شحنة.

وأضاف المعهد أن تأخر الإمدادات بسبب الحظر اليمني أدى إلى تباطؤ قدرة الجيش الأمريكي على إعادة الانتشار السريع بين الجبهات الممتدة من المحيط الهندي حتى الهادئ، ما وضع وزارة الدفاع الأمريكية أمام خيارات كلها مكلفة أو محفوفة بالمخاطر.

وحذّر التقرير من أن النقل الجوي، رغم كونه بديلاً ممكناً، لا يُعوّل عليه كثيراً بسبب محدوديته وكلفته الباهظة، بينما يعاني المشروع البري الأمريكي المار عبر الجزيرة العربية من اختناقات جمركية وبُنى تحتية غير مكتملة، فضلاً عن أن “الممر الإسرائيلي-الإماراتي” المقترح لا يعد خياراً آمناً كونه ضمن مدى الضربات اليمنية.

وخلص التقرير إلى أن عمليات صنعاء في البحر الأحمر وباب المندب قلبت معادلة التوازن الاستراتيجي في المنطقة، وأجبرت البنتاغون على إعادة النظر في استراتيجيات الانتشار السريع وتحركات القوات، مؤكداً أن قدرة أمريكا على خوض الحروب لم تعد مجرد مسألة إمكانيات، بل باتت رهناً بحسابات صنعاء وخياراتها في ساحة المواجهة.

مقالات مشابهة

  • صنعاء تربك حسابات البنتاغون: تقرير أمريكي يحذر من تغيّر قواعد الحرب بسبب اليمن
  • شركة “ميرسك” تعترف بنقل قطع “أف 35” للعدو الصهيوني
  • حماس: استهداف العدو الصهيوني للمرافق المدنية يعكس نهج الإبادة
  • وسائل إعلام صهيونية تعترف بتدهور أداء الجيش الصهيوني في غزة ووقوع خسائر فادحة في صفوف لواء “جولاني”
  • 5 استفسارات توضح مسار الحرب الروسية الأوكرانية
  • استطلاع: 56% من الإسرائيليين يريدون اتفاقا يُعيد الأسرى وينهي الحرب
  • الحرب التجارية بين واشنطن وبكين: فيتنام في الخط الأمامي
  • نائب الرئيس الأميركي يبدأ زيارة إلى الهند
  • خبير إسرائيلي: المعارضة لإسقاط نتنياهو "وهمية".. وأمريكا الوحيدة القادرة على إنهاء الحرب
  • عاجل:- السفير الصيني في واشنطن يدعو للتعايش السلمي ويحذر من تداعيات الحرب التجارية