شراع : واشنطن من تقود حرب الإبادة فـي غزة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
أنْ يشاركَ أنتوني بلينكن وزير الخارجيَّة الأميركيُّ في اجتماع مجلس الحرب الصهيونيِّ غداة استئناف النازيَّة الجديدة إرهابها على قِطاع غزَّة، قَدْ يبدو الأمْرُ عاديًّا بحُكم علاقة التحالف الاستراتيجيِّ القائمة بَيْنَ الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة وكيان الاحتلال الصهيونيِّ. لكن أنْ يصلَ بلينكن بالتزامن مع شحنة قنابل تزن الواحدة مِنْها (2000) ألفَيْ رطلٍ لِتُلقَى على الأجساد الغضَّة والطريَّة للأطفال والنِّساء وكبار السِّن في غزَّة، فهذا يؤكِّد الحقيقة الَّتي لا مناصَ مِنْها وهي أنَّ مَنْ يَقُودُ حرب الإبادة على قِطاع غزَّة أميركا.
ومع احتدام المشهد، واكتظاظه بأنهار الدِّماء البريئة المسفوكة ظلمًا وعدوانًا على أرض غزَّة، أخذَ رعاة الإرهاب والنازيَّة الصهيونيَّة يُسرفون في المزيد من وسائل الإجرام بَيْنَ الدَّعم المُطْلَق وبَيْنَ التواطؤ وبَيْنَ الخيانة والعمالة، لِمَ لا؟ وسيِّدهم الأميركيُّ هو مَنْ يَقُودُ هذه الحرب، ويمارس هوايته في اللعب على الحبال، ويراقصُ الجميع كلًّا حسب هواه، لذلك ليس غريبًا أنْ يخرجَ بعد مشاركته في اجتماع مجلس الحرب الصهيونيِّ الَّذي تمخَّض عَنْه قرار مواصلة النازيَّة الجديدة إرهابها على غزَّة، بعدَّة تصريحات لافتة للانتباه، لكنَّها كاذبة ومخادعة وموجَّهة بالدرجة الأساس إلى الداخل الأميركيِّ، حيث الناخب وضرورة مداعبته وملاطفته بكلام عاطفيٍّ لِيُعيدَ اتِّجاه البوصلة من جديد نَحْوَ التصويت في الانتخابات القادمة لإعادة انتخاب جو بايدن.
وممَّا قاله بلينكن «ناقشت أنا ورئيس الوزراء «الإسرائيلي» الجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وتسريع إيصال المساعدات الإنسانيَّة المنقذة للحياة إلى غزَّة. وشدَّدت على ضرورة أنْ تتخذَ «إسرائيل» كُلَّ التدابير المُمكنة لتجنُّب إلحاق الأذى بالمَدنيِّين» و»في لقائي مع وزير «الدفاع الإسرائيلي» جالانت، أكَّدتُ مُجددًا دعم الولايات المُتَّحدة لحقِّ «إسرائيل» في حماية نفسها وفقًا للقانون الإنسانيِّ الدوليِّ، بَيْنَما حثثتُ «إسرائيل» على اتِّخاذ جميع التدابير المُمكنة لتجنُّب إلحاق الضرر بالمَدنيِّين». وفي لقائه بمحمود عباس رئيس السُّلطة الفلسطينيَّة ناقش التدابير الرامية إلى تحسين الأمن والحُريَّة للفلسطينيِّين في الضفَّة الغربيَّة، مُجدِّدًا التأكيد على التزام الولايات المُتَّحدة بالمُضي قُدُمًا في إنشاء الدَّولة الفلسطينيَّة». عِند التدقيق فيما قاله بلينكن نجد أنَّ الالتزام الأميركي بقيادة الحرب ثابت، فقَدْ جاء بلينكن من واشنطن (كما في الجولة من العدوان) لِيعطيَ الضوء الأخضر لاستئناف حرب الإبادة، ولِيوفِّرَ الهدوء في الضفَّة الغربيَّة وتأمين عدم انفجارها، ولِيستمرَّ أبو مازن في تنسيقه الأمني بالضرب بيَدٍ من حديد لمقاومة الضفَّة الغربيَّة، وكذلك ليوفِّرَ الهدوء عِند الخطِّ الأزرق الفاصل بَيْنَ جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلَّة، وهو ما ناقشه بلينكن مع جنرالات الحرب الصهاينة؛ لكَيْ تتركزَ الجهود على قِطاع غزَّة وتدميره عن بكرة أبيه، وإفراغه من سكَّانه وفق المُخطَّط الصهيوـ أميركي وتوزيعهم (سكَّانه) على عددٍ من الدوَل العربيَّة. ويبدو أنَّ مجلس الحرب الصهيونيَّ قَدْ أخَذ قرار استئناف إرهابه على المَدنيِّين في غزَّة بناءً على ما حاول الحصول عَلَيْه من معلومات أثناء في فترة الهدنة المؤقَّتة عَبْرَ الأسرى الصهاينة المُفرَج عَنْهُم، وربَّما عَبْرَ مَنْ دخلوا القِطاع من العملاء والجواسيس عَبْرَ قوافل المساعدات. كما أنَّه من الوارد أنَّ حكومة الحرب الصهيونيَّة بقيادة النتن ياهو بعد أنِ استعادت مَنْ تَصِفُهم بـ»المَدنيِّين» أنْ تضحِّيَ بمَنْ تبقَّى من العسكريِّين، فَهُم رقم صغير بالمقارنة مع مَنْ قُتِلوا وأصيبوا؛ حتَّى لا تكُونَ عمليَّة الإفراج عن الأسرى العسكريِّين لدى القسَّام مقابل تبييض السجون الصهيونيَّة هزيمة كبرى وصادمة كيَوْمِ السَّابع من أكتوبر، خصوصًا وأنَّ النتن ياهو بدأ يعدُّ ساعات نهايته وليس أيَّامها، لذلك فهو يهرب إلى الأمام بمواصلة ارتكاب جرائم الحرب لتأخير نهايته أو تجاوزها بتدمير غزَّة وتهجير سكَّانها.. ولكن السؤال هو: هل المقاومة ستمنحه الفرصة لتحقيقِ ما يريد؟ لِنَرَ ذلك.
خميس بن حبيب التوبي
khamisaltobi@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الحرب الصهیونی الولایات الم ت حرب الإبادة مجلس الحرب الم دنی
إقرأ أيضاً:
شلقم: علي عبد الله صالح “عريف” حكم اليمن في انقلاب عسكري ومات مقتولاً كسابقيه من الرؤساء
قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي إن في مطلع العقد السادس من القرن الماضي، دخل جهاز الراديو، وصوت العرب من القاهرة لا يخفت الصوت عن ثورة الشعب اليمني ضد نظام الإمامة المتخلف، الذي سجن شعبه خلف أسوار تعزله عن الدنيا. اشتعلت الحرب في اليمن بين الثوار ومناصري نظام الإمام.
أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أنه “بعد سنوات حلَّ السلام في صنعاء، ولكن بدأت مرحلة الانقلابات العسكرية في اليمن السعيد الجديد. ضابط برتبة صغيرة أو متوسطة يقود انقلاباً، ويتولى حكم البلاد وبعد شهور ينقلب عليه آخر ويقتله”.
وتابع قائلًا “توحيد شمال البلاد مع جنوبها كان حلم النوم واليقظة، لكن بعد ما تحقق انفجرت الحرب بين الإقليمين الشقيقين. الجنوب الذي تحرر من هيمنة بريطانيا وتبنى العقيدة الشيوعية، قام قادته بقتل بعضهم في اجتماع مجلس القيادة. الرئيس علي عبد الله صالح، الذي قفز من عريف في جيش اليمن الشمالي إلى رتبة مشير، تمكن من حكم البلاد ثلاثة عقود، بالرقص على رؤوس الأفاعي، كما قال هو، ولحق مقتولاً بسابقيه من الرؤساء. الخنجر الملتوي في الحزام على كل الصدور، هو الناطق البارز بما في الرؤوس”.