السياسي والإعلامي بين الشراكة والتبعية
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
بقلم : ثناء العكيلي ..
السياسي رجلا كان أم إمرأة يحتاج الى مهارات أساسية ليواصل العمل والتفكير ووضع الخطط والآليات اللازمة لنجاحه في المهمة الصعبة، وفرق بين السياسي الذي يتخطى العديد من المراحل في الدراسة والعمل والتخطيط ورفقة كبار الساسة والزعماء ويتحصل على معلومات ويدرس السياسة كعلم وبين السياسي الذي يدخل السياسة فجأة ويحاول تحقيق الذات والإمكانات وتحقيق المهارات دون تجربة سابقة ودون تحصيل المعارف والعلوم اللازمة فيعاني في مواجهة من تمرسوا في السياسة وعانوا الأمرين حتى تمكنوا من أدواتهم وحصلوا على مكاسب معرفية وفكرية تنير لهم الطريق ليتعايشوا مع حال سياسي متقلب غير واضح لاثابت فيه وتحكمه المتغيرات السريعة ويكون السياسي في الغالب في ذلك الحال عرضة للانتقاد والتسقيط والتنكيل وربما سلك سلوك الاحتيال والتلاعب الوجداني ليصل بغيته ويجتذب الناس من حوله ويكون لديه جمهور ليس مهما إن كان جمهورا مضللا أم مدركا للعبة السياسة خاصة في البلدان حديثة التجربة التي يصل فيها السياسي الى وظيفته دون أن يكون سياسيا على وجه الحقيقة.
الإعلامي والصحفي مع الفارق في التوصيف خاصة مع التطور في العمل والتحول من الصحافة الورقية التقليدية الى مانسميه الاعلام الذي تعدى الورقة الى الصوت العابر للمسافات عبر الاثير والتلفزيون الذي ينقل الصوت والصورة ويذهل المشاهدين الى مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب والفيسبوك والانستجرام وسواها من أدوات توصيل مهمة جعلتنا ننظر الى الصحيفة بوصفها مادة أثرية فارقت الواقع ولامستقبل لها والى الراديو بوصفه دقة قديمة والى التلفزيون بوصفه مريضا يحتضر حتى صرنا لانعلم كيف نتوقع المستقبل وماهي الغرائب والعجائب التي ستنتجها التكنلوجيا الحديثة التي ستجعلنا وحتما نغادر الإعلام التقليدي الى الإعلام الأكثر حداثة عبر العالم الرقمي المذهل والذي قد يوصلنا الى مرحلة لانحتاج فيها الى قلم مطلقا ولاالى ورقة بالمطلق ولا الى إذاعة ولا الى تلفزيون وربما نحتاج فقط الى ايعاز من الدماغ ونحن ننظر في الجدار لتظهر لنا صورة خاصة او مباشرة او نتحدث الى رؤسائنا في العمل أو أصدقائنا.
نجح السياسي الى حد بعيد في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة والاعلام وكان الصحفي والاعلامي هما الحلقة الاضعف في المعادلة فالفاعل السياسي يمتلك المال والقرار بينما الاعلامي يمتلك المهارة والمهارة عادة ماتكون غير كافية اذا لم يتوفر لصاحبها قدرة القرار وتخصص لها الأموال لتوظف بطريقة صحيحة حيث إختلت المعادلة للاسف ولم تعد هناك شراكة في صناعة الرأي العام بل صارت المعادلة عبارة عن علاقة تحكمها عناصر القوة ويقابلها الضعف ولذلك صار الاعلام اداة بيد السياسي ولاضير في ذلك اذا مامارس السياسي دوره الطبيعي والانساني وانتج معادلة موضوعية لينور الناس ويصل الى غاياته ويجتذب فئات اجتماعية ليس بالتزييف والتضليل وحرف الحقائق بل من خلال المعلومة الدقيقة والرؤية الواضحة للأحداث وقراءتها بوضوح وتمعن واحترام الرأي العام وحينها تكون العلاقة بين الاعلامي والسياسي واضحة وصريحة وصادقة ومنتجة.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
البرهان يتحدث عن حكومية انتقالية.. دعا حزب البشير للعمل السياسي
جدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، السبت، عزمه تشكيل حكومة في الفترة المقبلة لاستكمال مهام المرحلة الانتقالية.
ووجه البرهان رسالة إلى حزب "المؤتمر الوطني" المحلول الذي كان يقوده الرئيس السابق عمر البشير، بأنه إذا أراد أن يحكم مستقبلا فعليه التنافس مع بقية القوى السياسية عبر الوسائل الديمقراطية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في ختام مشاورات عقدتها قوى سياسية ومجتمعية بمبادرة من بعض الشخصيات بشأن خريطة الطريق للحوار السوداني ـ السوداني بمدينة بورتسودان شرقي البلاد، وفقا لوكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وشارك في هذه المشاورات التي استمرت عدة أيام، قوى سياسية، وحركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام مع الحكومة، إضافة إلى زعماء قبائل، وشخصيات عامة تمثل المجتمعات المحلية بعدد من مناطق البلاد.
وقال البرهان في كلمته: "نريد لهذا الحوار أن يكون شاملا لكل القوى السياسية والمجتمعية".
وأضاف: "الفترة القادمة ستشهد تكوين حكومة لاستكمال مهام الانتقال".
وتابع: "هذه الحكومة يمكن تسميتها حكومة تصريف أعمال أو حكومة حرب".
وأوضح أن الهدف من تشكيلها "مساعدة الدولة على إنجاز المهام العسكرية المتبقية، والمتمثلة في تطهير السودان من المتمردين من قوات الدعم السريع".
وأشار البرهان إلى أن الحكومة المقبلة ستكون مكونة من الكفاءات الوطنية المستقلة.
وبعد عزل البشير إثر احتجاجات شعبية عام 2019، بدأت فترة انتقالية في السودان بين المجلس العسكري وقوى سياسية مدنية كانت مدتها 4 سنوات.
لكن لم تكتمل الفترة الانتقالية التي كانت ستفضي إلى تسليم السلطة لحكومة مدنية عبر انتخابات حرة ونزيهة، عقب إعلان البرهان في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2012 إجراءات استثنائية منها حل الحكومة الانتقالية واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ وإقالة الولاة.
وبعد هذه الإجراءات، شكل البرهان حكومة من وزراء مكلفين، يقودها رئيس الوزراء المكلف عثمان حسين.
وفي كلمته اليوم بختام المشاورات التي عقدتها قوى سياسية ومجتمعية للتوافق على وثيقة مشروع وطني يحمل رؤية لإنهاء الحرب، وللإجابة عن أسئلة اليوم التالي، والتمهيد لحوار سوداني شامل يعقد داخل السودان، اعتبر البرهان أن "هذا التداعي والحضور من القوى السياسية الوطنية والمجتمعية ينبغي أن نأخذ بتوصياته ومخرجاته لاستكمال مسيرة الفترة الانتقالية".
وأردف أن "هذه القوى ستكون جزءا أصيلا مما سيتحقق من نصر كامل في كل السودان".
ووجه رئيس مجلس السيادة، الجهات المختصة في الجوازات إلى عدم منع أي شخص من الحصول على الجواز والأوراق الثبوتية طالما هو سوداني.
وأضاف: "لا نعادي الناس بسبب آرائهم وأي شخص لديه الحق في الحديث ضد النظام وانتقاده، لكن ليس له الحق في هدم الوطن والمساس بثوابته".
وفي موقف لافت، قال البرهان: "إذا أراد حزب المؤتمر الوطني (الحاكم سابقا)، أن يحكم في المستقبل، فعليه أن يتنافس مع بقية القوى السياسية".
يُذكر أن حزب المؤتمر الوطني قد تم حله رسميا عقب سقوط نظامه، وذلك بموجب قانون تفكيك نظام الإنقاذ الذي أصدرته السلطات الانتقالية السودانية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
وفي سياق حديثه عن مستقبل العملية السياسية، أكد البرهان أنه سيتم اختيار رئيس وزراء جديد بعد إقرار الوثيقة الدستورية المعدلة، ليقوم بإدارة الجهاز التنفيذي للدولة دون أي تدخل من الأطراف الأخرى.
والوثيقة الدستورية هي وثيقة موقعة بين المجلس العسكري برئاسة البرهان آنذاك وتحالف قوى الحرية والتغيير لإدارة الفترة الانتقالية التي كانت مفترض أن تنتهي في يناير/ كانون الثاني 2023. وهذا أول إعلان من البرهان عن مساع لإدخال تعديلات على الوثيقة، دون توضيح ماهية هذه التعديلات.