بهدف ضم منطقة خاضعة لإدارة غويانا.. فنزويلا تجري استفتاء شعبيًا
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
كُتب على لافتات وضعت على الجدران في شوارع كراكاس في إطار الحملة المكثفة لحكومة الرئيس نيكولاس مادورو "إيسيكويبو لنا".
بدأ الفنزويليون الأحد الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تأمل كراكاس بأن يعزز مطالبها القائمة منذ قرن بضم منطقة إيسيكويبو الغنية بالنفط والخاضعة لإدارة غويانا المجاورة.
وكُتب على لافتات وضعت على الجدران في شوارع كراكاس في إطار الحملة المكثفة لحكومة الرئيس نيكولاس مادورو "إيسيكويبو لنا".
وقال مادورو بعدما أدلى بصوته في موقع عسكري: "نصوّت اليوم كفنزويلا بلون وشعور واحد. نصوّت ليتم احترام فنزويلا".
علاقة تاريخيةوفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة 06,00 بالتوقيت المحلي (10,00 ت غ) ومن المقرر إغلاقها عند الساعة 18,00. وأما النتائج، فيتوقع أن تصدر مساء.
وقال مادورو أمام حشد كبير خلال تجمّع في العاصمة الفنزويلية الجمعة: "يعود الأمر إلينا في رفع علم إيسيكويبو وبدء مرحلة جديدة في الاستعادة التاريخية لهذه الأرض".
أكدت حكومة مادورو بأنها لا تبحث عن مبرر لغزو أو ضم المنطقة الشاسعة كما يخشى البعض في غويانا التي كانت مستعمرة بريطانية.
وبغض النظر عن نتيجة الاستفتاء الذي يحق لنحو 20 مليون فنزويلي الإدلاء بأصواتهم فيه، فلن يحدث أي تغيير يذكر في الأمد القصير. ولن يصوّت سكان إيسيكويبو فيما يعد الاستفتاء غير ملزم.
لكن منسوب التوتر يرتفع بشكل ثابت منذ حصلت غويانا على مناقصات في أيلول/سبتمبر مرتبطة بعدة مناطق بحرية للتنقيب عن النفط وبعدما أُعلن في تشرين الأول/أكتوبر عن اكتشاف رئيسي جديد. تعد احتياطات المنطقة النفطية مماثلة لتلك التي في الكويت حيث تعتبر الاحتياطات النفطية الأعلى نسبة للفرد على مستوى العالم.
في الأثناء، شددت حكومة مادورو لهجتها وأجرت مناورات عسكرية في المنطقة.
كما عززت البرازيل تواجد قواتها قرب الحدود مع فنزويلا معربة عن قلقها من "مناخ التوتر".
تطالب فنزويلا بالسيادة على المنطقة منذ عقود، علما بأن مساحتها البالغة 160 ألف كيلومتر مربع تمثّل أكثر من ثلثي مساحة غويانا فيما يشكّل سكانها البالغ عددهم 125 ألفا خُمس إجمالي عدد السكان في غويانا.
تؤكد كراكاس بأن نهر إيسيكويبو الواقع شرق المنطقة يمثّل الحدود الطبيعية بين البلدين كما أُعلن عام 1777 في ظل الحكم الإسباني، وبأن المملكة المتحدة قسمت الأراضي الفنزويلية بشكل خاطئ في القرن التاسع عشر.
لكن غويانا تؤكد بأن الحدود أقيمت في حقبة الاستعمار البريطاني وثبتتها محكمة تحكيم عام 1899. وتقول إن محكمة العدل الدولية التي تعد أعلى هيئة قضائية أممية صادقت على هذا الاستنتاج.
"متهور ووقح"طلبت غويانا من محكمة العدل حظر الاستفتاء الذي اعتبرت أنه يرقى إلى انتهاك للحقوق الدولية، لكن من دون جدوى.
ودعت محكمة العدل الدولية الجمعة كراكاس إلى عدم اتخاذ أي خطوة من شأنها إدخال تغييرات على الأراضي المتنازع عليها، لكنها تجنّبت الإشارة إلى الاستفتاء. تعهّدت كراكاس بدورها المضي قدما بتنظيمه.
وأفاد رئيس غويانا عرفان علي الجمعة من الإمارات العربية المتحدة حيث حضر قمة "كوب28" الدولية للمناخ "نعتقد أن القضاء، لا القوة، يجب أن يكون الحكم في النزاعات الدولية".
والتقى علي في الإمارات بوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون لمناقشة المسألة.
رئيس فنزويلا يرحب بتخفيف بعض العقوبات الأميركية المفروضة على بلادهشاهد: مظاهرات في فنزويلا للمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيينندد مادورو بدوره بعلي الجمعة واصفا إياه بأنه "متهور ووقح" ومشيرا إلى أنه يعمل لصالح شركة الطاقة الأميركية العملاقة "إكسون موبيل".
من جانبه، أعرب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من دبي أيضا عن أمله بأن "يسود المنطق من جانب كل من فنزويلا وغويانا".
وقال "هناك استفتاء سيؤدي على الأرجح إلى النتيجة التي يأمل بها مادورو.. لكن إن كان هناك أمر ما لا نحتاجه، لا تحتاجه أميركا الجنوبية، فهي الاضطرابات".
خمسة أسئلةيتكوّن استفتاء الأحد من خمسة أسئلة تشمل مقترحات لتأسيس ولاية فنزويلية يطلق عليها "غويانا إيسيكويبو" ومنح سكانها الجنسية الفنزويلية إضافة إلى الدعوة لرفض الاختصاص القضائي لمحكمة العدل الدولية.
وتتوقع حكومة مادورو نتيجة إيجابية تعزز مطالبها.
لكن السياسيين المعارضين أبدوا تحفّظًا حيال الاستفتاء رغم أن معظمهم مؤيدون لمطالب كراكاس.
أما ماريا كورينا ماتشادو التي تأمل بمنافسة مادورو في انتخابات العام المقبل الرئاسية وصفت الاستفتاء بأنه محاولة "لتشتيت الانتباه"، مشددة على وجوب تعليقه فيما أكدت بأن السيادة ليست أمرا يطرح كسؤال، بل "تمارسه فحسب".
حشد مادورو حزبه وأبرز أعضاء حكومته في إطار حملة مكثّفة لكسب عدد كبير من الأصوات المؤيدة.
وأعرب العديد من الفنزويليين في شوارع كراكاس عن استعدادهم للتصويت.
وقالت ربة منزل تدعى مارليس بالميس "لدينا التزام حيال البلد.. أهنّئ أولئك الذين يوافقون وليحاكم التاريخ الآخرين".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كوريا الشمالية تؤكد أن قمر التجسس الذي أطلقته راقب مواقع رئيسية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية هجوم بسكين ومطرقة.. مقتل ألماني وإصابة شخصين قرب برج إيفل في فرنسا شاهد: صواريخ إسرائيلية تنهمر على مجمع حمد السكني الممول من قطر في خان يونس وتسويه بالأرض انتخابات استفتاء فنزويلاالمصدر: euronews
كلمات دلالية: انتخابات استفتاء فنزويلا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا حركة حماس طوفان الأقصى الشرق الأوسط إسرائيل قطاع غزة كرة القدم الفلبين زلزال ضحايا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا حركة حماس طوفان الأقصى الشرق الأوسط یعرض الآن Next محکمة العدل
إقرأ أيضاً:
غضب شعبي ومخالفات للدستور من إحالة المصريين للقضاء العسكري بمخالفات البناء
يظل ملف البناء في مصر أحد الملفات التي تضرر منها ملايين المصريين طيلة عهد النظام الحالي برئاسة عبدالفتاح السيسي، مع قراراته الحكومية المتتالية بين منع البناء، وهدم المخالف منه، ثم عبر قانوني "مصالحة" تبعها إرهاق مالي لملايين الراغبين في مسكن خاص، ومؤخرا باستبدال القضاء العادي بـ"العسكري" لمحاكمة المخالفين.
وقبل أيام؛ نشر متابعون خطابا حكوميا، متداولا برقم (4493) بين قطاع أمن الجيزة (غرب القاهرة) ومركز شرطة العياط بالمحافظة، يكشف عن اختصاص "القضاء العسكري" بالتعامل مع موضوعات التعديات بالبناء بدون ترخيص، اعتبارا من 16 نيسان/ أبريل 2025.
وهو ما أثار لغطا، ورفضه برلمانيون وسياسيون وخبراء في القانون، مؤكدين على مخالفة القرار للدستور المصري، ليعرب مصريون عن انزعاجهم من الأمر، خاصة وأن أحكام "القضاء العسكري" يصعب الطعن عليها، وتصدر في مجملها بالعقوبة الأقصى.
وتقرر "المادة 204"، من دستور (2014) أن القضاء العسكري "جهة قضائية مستقلة تختص دون غيرها بالجرائم المتعلقة بالقوات المسلحة، وضباطها وأفرادها ومن في حكمهم، والجرائم المرتكبة من أفراد المخابرات العامة أثناء وبسبب الخدمة".
"ولا يجوز محاكمة مدني أمام القضاء العسكري، إلا في الجرائم التي تمثل اعتداء على المنشآت العسكرية أو معسكرات القوات المسلحة أو ما في حكمها أو المنشآت التي تتولى حمايتها، أو المناطق العسكرية أو الحدودية المقررة كذلك، أو معداتها أو مركباتها أو أسلحتها أو ذخائرها أو وثائقها أو أسرارها العسكرية أو أموالها العامة أو المصانع الحربية... ".
وهو ما يعني وفق متحدثين لـ"عربي21"، عدم خضوع مخالفات البناء التي لا تتعدى المخالفة الإدارية للمحاكم العسكرية، وأن قرار الإحالة يخالف تلك المادة من الدستور.
"سوابق مرعبة"
وتسود حالة من الرعب بين الأهالي الذين تداولوا على نطاق واسع المنشور الشرطي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محذرين بعضهم البعض من السقوط في فخ القضاء العسكري.
ويؤكد أحد الأهالي لـ"عربي21"، أنه "في العام 2014، حكم القضاء العسكري بالسجن المشدد على شقيقين -إمامين من أئمة وزارة الأوقاف- مدة 15 عاما لكل منهما، بتهمة حرق محول كهرباء، ورغم شهادة الشهود وفني الكهرباء بأن الحريق بسبب ماس كهربائي، تم التصديق على الحكم ولم يتمكنا من نقضه أو الاعتراض عليه".
ووفقا للقرار الرئاسي (رقم 136)، الصادر عام 2014، أصبح التعدي على "منشآت حيوية" كمحطات ومحولات وأعمدة الكهرباء والإنارة وأنابيب الغاز والطرق، يستوجب تدخل الجيش، ومن ثم المحاكمة العسكرية.
حينها نص القرار على: "تُكلف القوات المسلحة بمعاونة الشرطة في حماية المنشآت العامة والحيوية، وتُعد هذه المنشآت في حكم المنشآت العسكرية طوال فترة الحماية، ويُحال المتهمون بالاعتداء عليها إلى القضاء العسكري".
"دعم ثم هدم ثم جباية"
ويربط البعض بين ملف مصالحات البناء القائم منذ العام 2019، وجرى تجديده بقانون ثان عام 2023، وبين القرار، خاصة وأن القانون الجديد للمصالحات صنع للجيش دورا في معاينات مخالفات البناء لقاء مبلغ 1000 جنيه يتم دفعها بإيصال في البنك الأهلي المصري، لقاء كل مخالفة، وفق تأكيد متصالحون، لـ"عربي21".
ويوضح المحامي (ع. ف)، أن "ملف البناء بعهد الرئيس الأسبق حسني مبارك رغم ما طاله من فساد بالإدارة المحلية، كان يسير بشكل متوافق بين حاجة الناس للبناء ورغبة الدولة في الحفاظ على الأراضي الزراعية، وقدمت حكومته للمصريين عروضا للبناء في الصحراء، بدعم ممتاز".
ولفت إلى أن "ملف البناء في عهد السيسي، مر بمراحل، أسوأها قرارات هدم المنازل المخالفة، في حملة جرت من شمال مصر إلى جنوبها ومازالت آثار الهدم باقية حتى اليوم، والتي تسببت في وفاة الكثيرين حزنا على ضياع ممتلكاتهم ومدخراتهم".
وبين أن "الدولة اتخذت طريقة أخرى غير الهدم للحصول على جزء من مدخرات المصريين، فأصدرت قوانين التصالح على ملف البناء بعدة نسخ، حصل بعدها المواطن على (نموذج 10) الذي سمح له ببعض التعديلات على وضع مسكنه، ثم (نموذج 8) الآن، إلا أنه في المقابل فتح بابا للرشى والسمسرة والعمولات، وتعجيز الفقراء في الحصول على مسكن خاص".
المحامي، الذي يدير عشرات من ملفات التصالح على البناء، قال في نهاية حديثه إن "الدولة تحصلت على أموال كثيرة من قوانين المصالحة تلك، ولكن يبدو أن الجيش، أراد نيل جزء من تلك الأموال، عبر دور له في معاينة المخالفات، وأخيرا وليس آخرا في موضع الإحالة للقضاء العسكري في مخالفات البناء".
ويتزامن قرار إحالة مخالفات البناء للقضاء العسكري مع قرار حكومي، الثلاثاء، بمد فترة تقديم طلبات التصالح في مخالفات البناء لمدة 6 أشهر إضافية، حتى تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
"عربي21"، تحدثت لخبراء بالقانون حول القرار، ومخاطر إحالة المدنيين لمحاكم عسكرية، والدوافع التي ارتكزت عليها السلطات، ومكاسب الدولة من الضغط على المصريين بهذا الملف، خاصة مع استمرار تغول الدولة والجيش على قطاع البناء الحيوي، وإصدار الحكومة قوانين المصالحة على مخالفات البناء بمقابل مادي كبير.
"جباية بالإرهاب العسكري"
وفي حديثه لـ"عربي21"، قال السياسي المصري والبرلماني السابق ممدوح إسماعيل: "بداية مخالفات البناء هي في التقدير القضائي مخالفة، يعنى أقل درجة في الخروج على القانون".
وثانيا، أضاف المحامي المصري، أن "القضاء العسكري هو قضاء مختص بمحاكمة العسكريين؛ لكن محاكمة المدنيين عامة أمامه مخالفة للدستور واضحة، انتقدها كل خبراء القانون والمنظمات الحقوقية بالعالم".
وأكد أنه "حتى تبرير محاكمة ما أُطلق عليه زورا بـ(قضايا الإرهاب)، أمام القضاء العسكري انتقدها الجميع، لأنها تحرم المتهم من حقه المثول أمام القاضي الطبيعي".
عضو "مجلس الشعب المصري" سابقا، مضى يوضح، أن "القضاء العسكري ليس قضاء بالمعنى المعروف؛ بل هو تنظيم عسكري للمحاكمات يتكون من ضباط يتلقون الأوامر طبقا للرتب من الرتبة الأعلى"، وفق رؤيته.
وذهب للقول إن "إحالة مخالفة البناء للقضاء العسكري، وهي بلاشك ليست قضايا إرهاب؛ تفضح إدارة نظام الحكم لمحاكمة المدنيين عامة، ثم إنه لا توجد ضرورة ولا ظرف استثنائي".
وخلص إسماعيل، مما سبق، للتأكيد على أن "محاكمة المدنيين للقضاء العسكري هو لإرهاب الشعب الذي يعلم أن القضاء العسكري ينفذ الأوامر، ويكون حكمه مشددا، فيسارع الناس لخوفهم بدفع أية مبالغ مطلوبة للدولة للتصالح، مما يعد جباية بالإرهاب العسكري".
"مخالفة دستورية صريحة"
وفي قراءته، قال السياسي المصري والبرلماني السابق، عاطف عواد، في حديثه لـ"عربي21"، إن "إحالة مخالفات البناء للقضاء العسكري هي مخالفة دستورية صريحة".
وشدد أنه "يتعين على الدولة احترام الدستور التي شاركت في وضعه مع ممثلي الشعب والقوى الفاعلة ليكون هو العقد الاجتماعي الذي يحكم علاقات الأفراد مع الدولة وعلاقات الأفراد مع بعضهم البعض".
ولفت المحامي المصري، إلى أن "أهم الحقوق الدستورية للمواطن هو أن يُحاكم أمام قاضيه الطبيعي".
ويرى أن "الزج بالقضاء العسكري بالمحاكمات المدنية تغول على حقوق المواطن، والزج بالمؤسسة العسكرية بقضايا لا علاقة لها بالمنشآت أو الأشخاص العسكرية".
وبين أنه "معروف أن القضاء المدني هو الأصل، والقضاء العسكري هو الاستثناء لما يخص الأمور العسكرية فقط، فهذا القضاء له طبيعة خاصة، ومنها أن أحكامه غير قابلة للطعن".
وأكد أن "هذا ما يحرم المواطن الطبيعي من درجات التقاضي أمام قاضيه الطبيعي؛ كما أن حق التقاضي على درجتين هو حق دستوري ليس بمصر بل حق من حقوق الإنسان بشتى دول العالم المتحضر".
"لا للمحاكمات العسكرية"
وعقب ثورة كانون الثاني/ يناير 2011، ومع تولي المجلس العسكري للحكم حُوكم ما نحو 11879 مدني أمام المحاكم العسكرية، وتمت إدانة 8071 مدني منهم، وسط رفض للمحاكمات العسكرية بالبلاد، بحسب "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان".
وفي وقت مبكر من استيلاء قائد الجيش عبدالفتاح السيسي، على الحكم منتصف 2013، عبر انقلاب عسكري، أصدر قوانين تمنح القوات المسلحة سلطات واسعة تفوق أدوار الشرطة وجهات الضبط القضائي المدنية، مع تعظيم أدوار القضاء العسكري.
ومنها قانون "اشتراك القوات المسلحة في مهام حفظ وحماية المنشآت الحيوية" لعام 2013، والقانون (رقم 136 لسنة 2014) لـ"تأمين وحماية المنشآت العامة والحيوية" مدة عامين، والذين جريا على أساسهما إحالة نحو 7 آلاف مدني إلى المحاكم العسكرية في الفترة من عام 2014 وحتى 2016، فقط.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2021، أجري على قانون تأمين المنشآت الحيوية تعديلا جعل من مهام التأمين والحماية لذات المنشآت والمرافق عاما دون توقيت محدد، مع استمرار خضوع أي جرائم في هذا الصدد للقضاء العسكري.
وفي كانون الثاني/ يناير 2024، أقر مجلس النواب تعديل بعض أحكام قانون القضاء العسكري "رقم 25 لسنة 1966"، مانحا المحاكم العسكرية جميع الصلاحيات والاختصاصات المقررة لجهة القضاء العادي، كما منح ضباط القوات المسلحة صلاحية الضبط القضائي.
وأقر البرلمان، في ذات الجلسة بعض التعديلات على "قانون القضاء العسكري"، في تغيير نص على خضوع الجرائم التي تقع على المنشآت والمرافق العامة والحيوية وجميع أنواع الخدمات التي تسري عليها أحكام القانون، لاختصاص القضاء العسكري.
حينها، رأى حقوقيون في قانون "حماية المنشآت الحيوية" وبنوده وتعديلات "قانون القضاء العسكري"، تغولا جديدا على الحريات، خاصة مع منح الجيش صلاحيات قد تدفع قواته للتعامل الخشن مع المدنيين خلال القبض عليهم وأثناء إحالتهم للمحاكمة العسكرية ذات الاختصاصات والنصوص والأحكام غير المناسبة لمحاكمة المدنيين.
"تراجع خطير وغير مبرر"
ومع تلك السوابق التي رفضها حقوقيون في حينها بينهم منظمة "هيومن رايتس ووتش"، دفع قرار السلطات المصرية بإحالة مخالفي البناء للقضاء العسكري، بعض مؤيدي النظام في مصر قبل معارضيه، لانتقاده عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
"عضو لجنة العفو الرئاسي"، و"عضو لجنة الحوار الوطني"، المحامي طارق العوضي، كتب منتقدا إحالة المدنيين للقضاء العسكري، كاشفا عن سلبياته وتأثيراته على ملايين المصريين وانتقاصه للقضاء المدني.
وأكد أن القرار مخالفة صريحة للدستور وأن نص "المادة 204"، من الدستور لا تنطبق بأي حال على قضايا التعدي على أراضي الدولة أو البناء المخالف، معتبرا أن "هذا التوجه يمثل تراجعا خطيرا عن مبدأ استقلال القضاء الطبيعي".
ولفت إلى أنه يعد "انتقاصا من حقوق المواطنين وضماناتهم القانونية، ويضرب بمبدأ المحاكمة العادلة عرض الحائط"، مطالبا السلطات بالتراجع عن القرار الذي وصفه بأنه غير مبرر قانونيا ولا دستوريا".
وتساءل عضو مجلس النواب سابقا، والقيادي بـ"حزب حُماة الوطن"، المحامي خالد أبوطالب: أين النص القانوني أو الدستوري الذي يبيح ذلك؟ مضيفا: أم أن كل الأمور تسير بـ"مزاج السلطة"، محذرا من رد فعل الناس عند فقدانهم الإحساس بالأمان.
وقال المحامي محمد فتوح، إن ما يحدث "توسيع غير دستوري لاختصاص القضاء العسكري، يهدد حقا أساسيا اسمه (الحق في المحاكمة أمام القاضي الطبيعي)، ما يفتح الباب لانتهاكات خطيرة، خاصة مع غياب ضمانات المحاكمة العادلة بالقضاء العسكري".
وأوضح المحامي محمد الكناني أن القضاء العسكري صارم جدا، والقرار يشمل البناء بدون ترخيص، واستئناف أعمال البناء، أو أي مخالفة خاصة بالبناء، وأن الأمر الوحيد الذي يحمي المواطن هو التقدم للتصالح على أية مخالفات.