بدا موقف أيرلندا، مقارنة مع نظيراتها الأوروبية مختلفا واستثنائيا، من خلال دعمها للقضية الفلسطينية، وتعاطفها مع المدنيين الذين يبادون على يد العدوان الإسرائيلي.

وبحسب تقرير نشرته "نيويورك تايمز"، فإن الموقف الأيرلندي برزّته دولة "شاذة" بالنسبة للدول الغربية التي ساندت الاحتلال ودعمته سياسيا وعسكريا.



ومنذ أيام، تناوب ناشطون، على مدار 11 ساعة ونصف، أمام السفارة الأمريكية في دبلن، على قراءة أسماء آلاف الشهداء الفلسطينيين الذي ارتقوا منذ 7 أكتوبر الماضي.




ولفت التقرير إلى أن دعم أيرلندا، للفلسطينيين "متجذر"، ويعتبر نتاجا لتاريخ مشترك للاستعمار البريطاني، إلى حين الوصول لاتفاق عام 1998 بعد صراع دام.

وقال رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارادكار، مطلع الشهر المنصرم: "ما أراه يحدث في الوقت الحالي ليس مجرد دفاع عن النفس. يبدو أنه يشبه شيئا أقرب إلى الانتقام... ليس هذا هو الوضع الذي ينبغي أن نكون عليه"، في إشارة إلى عدوان الاحتلال.

وأشارت الصحيفة إلى أن 71% من الأيرلنديين الذين شاركوا في استطلاع للرأي، يرون أن رد تل أبيب "شديد بشكل غير متناسب"، على قطاع غزة.




حول الجذور التاريخية لهذا التعاطق، توضح أستاذة التاريخ في دبلن، جين أولماير، في حديثها للصحيفة أن "وضع إيرلندا كمستعمرة بريطانية سابقة شكّل بلا شك كيفية تعامل الناس في البلاد مع صراعات ما بعد الاستعمار".

وذكرت أن هذا "التاريخ يميز إيرلندا عن عدد من الدول الأخرى في أوروبا الغربية، والتي كان العديد منها في حد ذاتها قوى استعمارية، بما يمنحها أرضية مشتركة مع الفلسطينيين".




ومنحت بريطانيا نفسها، بعد الحرب العالمية الأولى، السيطرة الإدارية على فلسطين، وفقا للتقرير.

وكان وزير الخارجية البريطاني آنذاك، أرثر بلفور، يقمع بوحشية مطالب إيرلندا بالاستقلال، وأعلن دعم المملكة لـ"إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين عام 1917" والذي بات معروفا بـ "وعد بلفور".

وقالت الأكاديمية أولماير إن التشريع البريطاني لأيرلندا استخدمته في التقسيمات للمستعمرات البريطانية الأخرى، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية.




بدوره، قال رئيس المجلس اليهودي في أيرلندا، موريس كوهين، إن أيرلندا كانت تدعم اليهود ضد الحكم البريطاني في البداية، لكن الدعم تحول إلى القضية الفلسطينية نتيجة القمع الإسرائيلي وتوسع المستوطنات التي تبينها تل أبيب على الأراضي المحتلة.

وتدعم دبلن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بالتزامن مع توتر علاقتها مع تل أبيب منذ أكثر من شهر، وفقا للصحيفة الأمريكية.




في أكتوبر الماضي، قدمت الحكومة الأيرلندية 13 مليون يورو كمساعدات إنسانية لغزة مع طلب وقف إطلاق النار.

أنها ستقدم مساعدات إنسانية إضافية للفلسطينيين بقيمة 13 مليون يورو، مع تكرار مطالبتهم بوقف لإطلاق النار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الفلسطينية الاحتلال تل أبيب غزة تل أبيب فلسطين غزة الاحتلال ايرلندا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«فلسطين للأمن القومي»: مخرجات قمة «D-8» تعزز جهود إقامة الدولة الفلسطينية

قال الدكتور رمزي العودة مدير وحدة الأبحاث بمعهد فلسطين للأمن القومي، إنّ زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن إلى العاصمة الإدارية الجديدة لحضور فعاليات القمة الحادية عشرة لمجموعة الدول الثماني النامية «D-8»، تاريخية ومهمة، إذ شهدت التأكيد على أن القضية الفلسطينية تشكل محور عجلة الاقتصاد والاستقرار والتنمية للدول النامية.

وأضاف في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية»، أنّه لا يمكن استتباب الأمن والاستقرار الضروريين لتسيير عجلة الاقتصاد وتعزيز دور الشباب في دول العالم الثالث وغيرها من المنجزات دون الوصول لصيغة عادلة للقضية الفلسطينية.

وتابع: «الحضور الفلسطيني مهم للحصول على تأييد الدول النامية الكبيرة، وكل كلمات زعماء الدول المشاركة أكدت على حل الدولتين، ومخرجات مجموعة D-8 تسهم في تعزيز جهود إقامة الدولة الفلسطينية».

أوضح أن انعقاد القمة في القاهرة ووجود الرئيس السيسي ونظيره الفلسطيني له دلالة خاصة على أهمية القضية الفلسطينية وأهمية مصر في أي صيغة من حلول القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. احتفال حاشد في أيرلندا بإغلاق سفارة إسرائيل
  • الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. "أبو عطيوي": الاحتلال يسعى لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية
  • منظمة قانون من أجل فلسطين: الهجمات على الأونروا هدفها تقويض القضية الفلسطينية
  • أيرلندا تستبدل سفارة إسرائيل بمتحف فلسطين في دبلن
  • إنزال العلم الإسرائيلي في أيرلندا.. نهاية فصل دبلوماسي حافل بالتوتر (شاهد)
  • منظمة القانون من أجل فلسطين: هجمات إسرائيل على الأونروا تقوض القضية الفلسطينية
  • «فلسطين للأمن القومي»: مخرجات قمة «D-8» تعزز جهود إقامة الدولة الفلسطينية
  • لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟
  • لماذا تصعّد السلطة الفلسطينية حملتها في جنين؟
  • إيرلندا تُحوّل مقر سفارة الكيان الإسرائيلي في دبلن إلى متحف فلسطين