ماذا يعني إنهاء مهمة يونيتامس في السودان؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
الخرطوم- بعد شهور من التوتر بين الحكومة السودانية ورئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس" فولكر بيرتس، أنهى مجلس الأمن الدولي مهمة البعثة في السودان، وأحال مهامها إلى الوكالات الأممية في البلاد، وسط انقسام في الأوساط السياسية بشأن الخطوة.
واعتبر مناصرون للجيش السوداني وقيادته الخطوة انتصارا للإرادة الوطنية وللدبلوماسية السودانية، بينما يرى معارضون لنظام حكم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن استمرار تدهور الأوضاع في البلاد سيؤدي إلى تدخل أممي جديد يتيح استخدام القوة.
وأبدت الخارجية السودانية في بيان ارتياحها إزاء قرار إنهاء ولاية البعثة الأممية. وتعهد وكيل الوزارة دفع الله الحاج علي، بالعمل على وقف الحرب ومعالجة آثارها وإكمال مسار فترة الانتقال، بإحياء عملية سياسية موسعة بإرادة وطنية خالصة تفضي إلى انتخابات حرة وشفافة.
وأقر مجلس الأمن الجمعة الماضية إنهاء ولاية بعثة "يونيتامس"، اعتبارا من اليوم الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بتصويت 14 من أعضائه وامتناع روسيا عن التصويت.
خيار بديل
يقول المحلل السياسي محمد لطيف إن "هناك مجموعات احتفت بقرار مجلس الأمن، واعتبرته انتصارا لمعركتها مع فولكر بيرتس وتحالف قوى الحرية والتغيير الذي تعده متواطئا معها".
ويرى لطيف أن المحتفين بإنهاء مهمة البعثة الأممية لو أنهم تمعنوا قليلا لانتبهوا لخطورة الموقف، من خلال كلمات بعض ممثلي الدول الأعضاء عن خطورة الأوضاع في السودان وآثارها على المدنيين، مما يفرض على الأمم المتحدة المزيد من الأدوار وليس العكس.
وفي حديث للجزيرة نت، يعتقد لطيف أنه مع تأكيد مجلس الأمن خطورة الوضع والمواجهات العسكرية، وسوء الأوضاع الأمنية والمهددات الإنسانية، وإلغاء الذراع الأممية المدنية، واستمرار المخاطر التي تواجه السودان، فإن المجلس سيلجأ إلى خيار آخر، وهو الانتقال إلى البند السابع "استخدام القوة" لفرض الأمن في البلاد.
مواقف متباينة
ويرى رئيس تحالف قوى الحراك الوطني التيجاني سيسي أن إنهاء تفويض "يونيتامس" جاء متأخرا بعد أن أدخلت البلاد في أتون حرب مدمرة.
وقال سيسي للجزيرة نت "ذهبت (يونيتامس) ولم تفلح في تنفيذ أي من البنود الواردة في تفويضها، وتتحمل مسؤوليتها بالكامل في زيادة وتيرة الاستقطاب السياسي في السودان".
ويعتقد أن انحياز فولكر بيرتس لقوى الحرية والتغيير التي أبدت تعنتا وأوصدت الأبواب أمام التوافق الوطني، أسهم في دفع البلاد نحو الحرب.
وفي المقابل يقول القيادي في قوى الحرية والتغيير ماهر أبو الجوخ إن "إنهاء مهمة البعثة الأممية فرضته متغيرات أبرزها أنها تعمل وفق البند السادس من ميثاق الأمم المتحدة لدعم الانتقال الديمقراطي، ومع وقوع الحرب صار المشهد مرتبطا بمهددات الأمن والسلم الإقليمي، مما يتطلب إجراءات بموجب البند السابع،وهو خارج تفويض البعثة".
وفي حديث للجزيرة نت يرى أبو الجوخ أنه في حال تمديد مهمة البعثة، فإنها ستواجه عراقيل من "حكومة الأمر الواقع في بورتسودان" التي طلبت إنهاء مهامها.
ويعتقد أن ثمة مؤشرات على اتجاه البلاد نحو وقف الحرب وتحقيق السلام، ولم يعد أمام طرفي الحرب إلا التجاوب مع الجهود الدولية والإقليمية، ولم يعد "لحكومة الأمر الواقع" ورقة للمناورة بها، ولذا يتوقع أن تواجه ضغوطا أكثر مما مضى.
وفي الاتجاه ذاته يرى رئيس حزب مؤتمر البجا المعارض والمتحدث باسم تحالف الجبهة الثورية أسامة سعيد في حديث للجزيرة نت، أن إنهاء مهام البعثة الأممية يفتح الطريق أمام مجلس الأمن لتبني خطوات جادة وعملية لفرض السلام في حال عدم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة باعتبار أن استمرار الوضع الراهن في البلاد يمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين.
توتر مستمر
تأسست بعثة "يونيتامس" في يناير/كانون الأول عام 2020 بناء على طلب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية وقتئذ عبد الله حمدوك بهدف مساعدة السودان على الانتقال الديمقراطي، وتحقيق السلام والمساعدة على التنمية، وذلك تحت الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة.
لم يكن طلب رئيس الوزراء محل توافق داخل السلطة الانتقالية، خاصة المكون العسكري في مجلس السيادة الذي تحفظ على المهام التي حددها حمدوك.
وبرزت أيضا تحفظات أخرى أكثرها من تيارت إسلامية اعتبرت خطوة حمدوك محاولة لوضع السودان تحت وصاية دولية تصل إلى حد الخيانة وتستوجب محاسبته.
وبعد انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 على حكومة حمدوك والتحالف الحاكم "قوى الحرية والتغيير"، مرورا بالحرب التي اندلعت في الخرطوم في منتصف أبريل/نيسان الماضي، اتسعت الحملة المضادة للبعثة الأممية.
ونظمت احتجاجات تطالب بطردها وإنهاء تفويضها، كما لوح البرهان بطرد رئيس البعثة الألماني فولكر بيرتس الذي اضطر إلى الاستقالة في سبتمبر/أيلول الماضي بعد 3 أشهر من إبلاغ الخارجية السودانية الأمم المتحدة بأن بيترس شخص "غير مرغوب فيه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوى الحریة والتغییر البعثة الأممیة الأمم المتحدة فولکر بیرتس مهمة البعثة للجزیرة نت فی السودان مجلس الأمن فی البلاد
إقرأ أيضاً:
القيصر الروسي في عزلته المجيدة
الرأي اليوم
صلاح جلال
القيصر الروسي في عزلته المجيدة
(1)???? بالأمس فى اجتماع مجلس الأمن بالأمم المتحدة كشر الدب الروسى العجوز عن أضعف أسلحته الصدئة حق النقض (الفيتو)، وهو سلاح من مخلفات الحرب العالمية الثانية من حيث القِدم بينما كان الرئيس بوتين قبل اسبوعين يتحدث فى مؤتمر الشراكة الروسي الإفريقي فى سوتشى نفاقاً، عن ضرورة إنتاج نظام عالمى جديد بلا هيمنة ويعم فيه الخير والسلام، والآن فى نيويورك تمارس روسيا البلطجة الدولية فى أبهى صورها ضد وقف إطلاق النار وتحقيق السلام فى دولة أفريقية مزقتها الحرب، مشروع القرار المشترك البريطانى السيراليونى الذى يهدف لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتنفيذ مقررات جدة لحماية المدنيين، وتوصيل الغذاء والدواء للمحتاجين من النازحين واللاجئين، وإدانة إنتهاكات طرفى الحرب وعدم الإفلات من العقاب بتوسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل الإنتهاكات الجسيمة فى كل أنحاء السودان الناتجة من هذه الحرب العبثية، *وكان واسطة عقد المشروع ضرورة اعتماد آلية امتثال ومراقبة لوقف إطلاق النار ولتنفيذ مقررات (جدة) 11 مايو 2023م لضمان حماية المدنيين*
(2)???? وقفت روسيا القيصرية بكل صلف مستخدمة آخر سلاح لها حق النقض (الفيتو) لتعطيل مشروع القرار الدولى، لقد فضح القرار الموقف الروسى المخزى من الحرب فى السودان كما فضح العزلة العالمية التى تعيشها روسيا حيث صوت مجلس الأمن بالإجماع على القرار عدا روسيا التى وقفت منفردة أمام الإجماع العالمى لتأكيد عزلتها المجيدة ومتاهتها على المسرح العالمى، وقفت بمنطق غريب *أنها ضد توسيع نطاق محكمة الجنايات الدولية ICC فى السودان* وهى ذات روسيا القيصرية المتخلفة عن روح العصر، عصر سيادة الشعوب وقيم السلام التى وقفت مع قرار مجلس الأمن بإحالة قضايا دارفور لمحكمة الجنايات الدولية قرار (1593) بتاريخ 31 مارس 2005م ولم تعترض عليه، *(شِن جدة على المخدة)* الدب العجوز هل فقد الذاكرة أم أنه التخبط على المسرح الدولى من وطأة شدة العزلة التى تعيشها روسيا *نتيجة لغزوها الغاشم على دولة أوكرانيا المستقلة فى إنتهاك صريح لسيادتها ولكل القوانين الدولية ذات الصلة بالعدالة والإنصاف الدولى، *من تقف مناصرة له روسيا القيصرية خاسر لا محالة فى عالم متحد ومتماسك ضد البلطجة الروسية*.
(3)???? رسالة لحكومة الأمر الواقع فى بورتسودان ووزارة خارجية (ود إبراهيم) التى أصدرت بيان مباركة وتأييد للموقف الروسى فى مجلس الأمن، لتأكيد استمرار الحرب وتعزيز الإفلات من العقاب وتوسيع وديمومة معاناة الشعب السودانى فى اللجوء والنزوح وتحت فتك الأوبئة والأمراض والحاجة الماسة للطعام
نقول لهم ما أشبه الليلة بالبارحة فى العام 2018م تمت دعوتنا للتشاور بالخارجية البريطانية فى لندن لقاء شارك فيه الرفيق ياسر عرمان وعسكورى وشخصى انحصر النقاش فى موضوعين الأول تنسيق المواقف فى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لإبقاء الإنقاذ تحت المراقبة الدولية فى ملف حقوق الإنسان والثانى ما تقدمت به بريطانيا معبرة عن إنزعاجها الشديد من منح نظام الإنقاذ قاعدة روسية (لفاغنر) فى منطقة أم دافوق بغرب السودان ويقوم الروس بتدريب عناصر مليشيا سيلكا لتغيير النظام فى أفريقيا الوسطى ويخططون للتوسع فى منطقة الساحل والصحراء وقد أُبُلِغنا بتشكيل لجنة دولية تشمل دول الترويكا وفرنسا وألمانيا لمتابعة هذا الأمر الذى يعتبر تجاوز خطير للتوازنات الدولية وان الدول المعنية لن تقف مكتوفة الايدى لهذا التدخل الروسى فى منطقة الساحل والصحراء بمعاونة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير
نقول للفريق البرهان لقد دخلت عش الدبابير برجليك روسيا وإيران لهم أطماع فى تأسيس قواعد فى البحر الأحمر لتهديد السلم والأمن الدوليين ما أشبه الليلة بالبارحة *انتهى العبث بالبشير رئيس مخلوع ومطلوب للجنائية الدولية ومن سار على ذات الدرب وصل*.
(4)???? الفيتو الروسى اليوم مهم Wake Up Call لتأكيد عجز صيغة مجلس الأمن الراهنة لحفظ الأمن فى العالم
والموقف اليوم مفيد للشعوب والدول المحبة للسلام وإنهاء الحروب *للبحث عن تفعيل خيارات جبربة خارج مجلس الأمن الدولى من خلال المنظمات الإقليمية الاتحاد الاأريقى والاتحاد الأوروبى والنيتو*
وهناك تجارب فى العراق وليبيا للحظر الجوى ومراقبة تدفق السلاح ومنعه بالحصار البحرى والجوى ومن خلال تأسيس تحالف الراغبين فى وقف الحرب من بقية دول العالم المحبة للسلام
لابد من تجاوز مجلس الأمن الدولى لفرض السلام وضمان حماية الشعوب، *روسيا دولة فاسدة ومتسلطة تقود شعبها لتأسيس شمولية وأوتوقراطية قاهرة* لا تقدم أى نموذج لقدوة أو إلهام لشعوب العالم الأخرى روسيا تسعى لتأسيس نادى جديد للديكتاتوريات فى العالم
لابد من قطع الطريق أمام هذه التصرفات الخطرة وغير المسؤولة التى تجعل العالم مكان غير آمن للحياة.
(5) ???????? ختامةنحن مع شعبنا وطموحاته فى السلام والتنمية والتقدم ومع الاستمرار فى البحث عن الشراكات الذكية مع الشعوب والحكومات لتقاسم الثروات الطبيعية وتطويرها لخير الإنسانية ورفاهيتها واستقرارها، نعمل على توسيع التضامن الدولى مع *القوة الديمقراطية والمحبة للسلام فى العالم فهى حليفنا* من أجل المستقبل للتعاون الإقليمى والدولى، نحن فى القوى الديمقراطية المدنية السودانية سنعمل على جعل القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط مركز لتبادل المنافع بين كل دولها وحماية الأمن والسلم الدوليين *وتحقيق التعايش والسلام الذى تأمر به وتعززه رسالة الأديان الإبراهيمية الثلاثة* [الإسلام- المسيحية- اليهودية]، *شعب السودان سينتصر على كل قوى الشر المحلية والإقليمية والدولية* ونغنى مع محجوب الشريف كما غنينا بالأمس فى ندوة إسفيرية عطرها الشعراء العظام أ. فضيلى جماع وأزهرى محمد على ووئام كمال وعالم عباس على منصة تمدن نهر النيل:
*حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى*
*وطن شامخ وطن عاتى*
*وطن خير ديمقراطى*
#لاللحرب
#لازم_تقيف
18 نوفمبر 2014م
الوسومالاتحاد السوفيتي البرهان السودان القيصر بريطانيا روسيا سيراليون صلاح جلال عمر البشير مجلس الأمن الدولي