الجزيرة:
2025-10-28@23:33:39 GMT

وهم النجاح.. كيف تتجنب الوقوع في فخه؟

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

وهم النجاح.. كيف تتجنب الوقوع في فخه؟

عمان- هل سبق أن وجدت نفسك تطارد النجاح باستمرار ثم تشعر وكأنك لا تصل إليه؟! إنها تجربة شائعة، ومن السهل جدا الوقوع تحت وطأة الضغوط لتحقيق النجاح.

ولكن، ماذا عن وهم النجاح؟ عندما يدخل الفرد في مرحلة السكون، ويضع نفسه في إطار من المبالغة في تقدير ذاته ومهاراته، مقترنا بتجاهل أخطائه وتكرارها واعتقاده بأن النجاحات السابقة هي مؤشر لنجاحات قادمة.

أو عندما يصنِّف الفرد جميع نجاحاته بأنها "وهم"، ويبنيها على شكه في قدراته وإمكاناته وكأنه ينتحل شخصية أخرى؛ فيدخل الخوف إلى نفسه ويلازمه.

هناك أشخاص يعتقدون أنهم ناجحون رغم عدم صحة ذلك (بيكسلز) وهم النجاح.. ما أثره؟

يقول المختص بالطب النفسي الدكتور أحمد الشلبي: هناك الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم ناجحون رغم عدم صحة ذلك.

ويرجع ذلك إلى كثير من الأسباب، فالنجاح هو تحقيق ما نصبو إليه بطريقة مرضية أو الوصول إلى الهدف المرجو، ولكن هناك من يتوهم ذلك بسبب المبالغة في تقديره لذاته، ويطالب الآخرين بتعظيمه وتقديره، ويتمتع بالتكبر عليهم واستغلالهم واستغلال إنجازاتهم ونسبها لنفسه.

كما أنه غالبا ما يتكلم فقط عن نفسه وإنجازاته، ويكثر من استخدام كلمة "أنا"، وغالبا ما يشعر المقربون منه -دون أن يشعروا- بعدم الأمان بسبب سمّية علاقته بهم، ومثال على ذلك الشخصية النرجسية، وفقا لحديث الشلبي للجزيرة نت.

ويتابع: تظهر هذه الأعراض عند وصول الشخص لمرحلة الزهو، وسرعان ما تذهب عند التزامه بالعلاج المناسب.

الدكتور أحمد الشلبي: هناك العديد من الأشخاص الناجحين في حياتهم ولكنهم لا يشعرون بذلك (الجزيرة) هل تستحق النجاح؟

ويقول الشلبي: على الجانب الآخر، فإن هناك العديد من الأشخاص الناجحين في حياتهم ولكنهم لا يشعرون بذلك، ويعتقدون أنهم موهومون بالنجاح، أو لا يستحقون النجاح الذي وصلوا إليه، وغالبا ما ينسبون أسباب النجاح إلى عوامل خارجية أو أنها محض "حظ" أو "صدفة".

وهؤلاء تكون ثقتهم بأنفسهم معدومة وفق الشلبي، مما يولد في داخلهم الشعور بالقلق المستمر والاكتئاب كونهم يفشلون دائما في إرضاء الذات.

ويوضح: "للأسف في حال وجود أشخاص نرجسيين في حياتهم، فإنهم يكونون فريسة مثالية لهم ويتم استغلالهم واستغلال إنجازاتهم على أكمل وجه، وتُعرف هذه الظاهرة باسم متلازمة المحتال، كونهم يعتقدون أنهم ينتحلون شخصية الناجح دون استحقاق".

المديح والثناء غير العلمي المتكرر لأطفالنا يقودهم إلى الاعتقاد بأنهم مركز الكون (بيكسلز) التنشئة الاجتماعية.. كيف تؤثر؟

من جانبه يقول المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسين محادين: تؤثر نوعية التنشئة الاجتماعية التي يتشربها الفرد ضمن أول مؤسسة للتنشئة وهي الأسرة، على تحديد وتوجه موقف الأفراد من أنفسهم ومن الآخرين لاحقا.

ويتابع في حديث للجزيرة نت، أنه غالبا ما تؤثر عملية التعزيز المبالغ فيها إضافة إلى العناية الزائدة من قِبل الأبوين تحديدا في مرحلة الطفولة، على السمات الشخصية للأفراد من الجنسين.. فكيل المديح والثناء غير العلمي المتكرر دون حاجة حقيقية لأطفالنا، إنما يقودهم إلى الإصابة بصفة "التذويت"، وهي اعتقاد الأبناء خطأ أنهم مركز الكون دون غيرهم ممن يحيط بهم.

الدكتور حسين محادين: الشخص الواهم بتراكم النجاحات أكثر عُرضة للانسحاب من الحياة العامة (الجزيرة)

ويشرح محادين أن تلك المبالغة تجعل منهم أفرادا قليلي المرونة في تقبل الآخرين من جهة، ومن جهة ثانية يرون أن كل ما يقومون به نجاح على الدوام، وبالتالي تتورم ذواتهم، إضافة لعدم تمتعهم بالمرونة الذهنية والسلوكية المتداخلة بين الوهم الدائم بالنجاح. وبالتالي مجافاتهم لكل من يسعى إلى تقويم سلوكياتهم، وغالبا ما تتجلى صفات الوهم بالنجاح في الآباء الوحيدين ضمن أسرهم، وفق محادين.

ولعل أخطر ما ينجم عن أنواع التنشئة غير المتوازنة للأبناء من الجنسين -وفقا لمحادين- تصاعد أعداد الصدمات التي يتلقونها عندما يغادرون حدود أسرهم نحو رحابة الحياة، وتنوع المهارات الضرورية لهؤلاء الأفراد كي يتكيفوا مع الآخرين؛ بالمعنى السويّ للنمو النفسي الاجتماعي العام في المدارس والجامعات، وأماكن العمل لاحقا.

ويختم محادين بالقول: إن "الشخص الواهم بتراكم النجاحات كحالة دائمة أكثر عُرضة للنكوص أو الانسحاب من الحياة العامة، ولديه نزوع نحو الفردانية، وضعف قدراته على التأثير، وعدم التقبل له من قِبل الآخرين، لا سيما أقرب الناس له كالإخوة والأخوات، والأزواج والزوجات، وغيرهم".

بدلا من انتظار النجاح الكبير احتفِل بالانتصارات الصغيرة (بيكسلز) كيف تنجو من هذا الفخ؟

لتجنب الوقوع في فخ وهم النجاح، من المهم تنمية منظور صحي ومتوازن إزاء ما يعنيه النجاح بالنسبة لنا، وفيما يلي بعض النصائح التي تساعد في تحقيق ذلك وفق موقع "ميديوم":

حدد النجاح وفقا لشروطك الخاصة: خذ بعض الوقت للتفكير في ما يهمك حقا، وما تريد تحقيقه في الحياة. اكتب أهدافك وتطلعاتك وتأكد من أنها تتماشى مع قيمك وشغفك. احتفل بالانتصارات الصغيرة: بدلا من انتظار النجاح الكبير، احتفل بالانتصارات الصغيرة، اعترف بتقدمك وإنجازاتك، وكن فخورا بنفسك على الجهد الذي بذلته. ركز على العملية وليس النتيجة فقط: بدلا من التركيز على النتيجة النهائية، ركز على عملية تحقيق أهدافك، استمتع بتجربة التعلم، وتقبل التحديات والنكسات كفرص للنمو، تذكر أن النجاح لا يقتصر فقط على الوصول إلى خط النهاية. كن لطيفا مع نفسك والآخرين: لا تقارن رحلتك مع الآخرين، ولا تحكم على نفسك أو الآخرين بناء على مقاييس خارجية للنجاح، تذكر أن كل شخص لديه طريقه الخاص وتعريفه الخاص للنجاح، كن لطيفا مع نفسك ومع الآخرين لتحقق أهدافك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دون أن

إقرأ أيضاً:

محمد سامي: النجاح خلاني أخاف من التجارب الجديدة

قال المخرج محمد سامي إنه عندما يتأمل مسيرته الفنية والأعمال التي قدمها، يشعر بأنه أبدع في التفاني في العمل وبذل مجهودًا كبيرًا.

 

وأضاف خلال لقائه ببرنامج «الصورة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة «النهار»: «قمة الإبداع بالنسبة لي كانت في ميزة التفاني في العمل، لأني مخلص للشغل بشكل غير عادي».

 

لكنه استدرك قائلًا: «أخلصت في أعمال منحتها كل طاقتي البدنية والعقلية والجسدية، لكنها لم تكن الأقرب إلى قلبي».

 

فسألته الحديدي: «بمعنى إيه؟»، فأجاب: «مكتبة الحاجات اللي بتفرج عليها مختلفة تمامًا عن الأعمال اللي قدمتها. أول عمل قدمته كان (آدم) مع تامر حسني، وهو مسلسل شعبي درامي. مكنش عندي حرية الاختيار وقتها، لأن تامر حسني هو اللي رشحني، وكان الإنتاج بيسأل مين ده؟ لكنه دعمني ووقف جنبي. بعدها شوفت مسلسلات كتير وفهمت كويس الجمهور بيحب إيه؟ وإن الجمهور بيحب المسلسل الشعبي اللي فيه مشاعر وطعم البيوت في رمضان».

 

وتابع: «لو كنت قدمت الأعمال الأقرب لقلبي، مكنتش هتنجح، ولو نجحت كانت هتنجح في دائرة صغيرة من الناس اللي بيحبوا الأعمال الأجنبية، وكنت بخاف أقدمها. وكل ما كنت بنجح كنت بخاف أكتر. مثلًا لما عملت مسلسل (كلام على ورق)، كانت تجربة مختلفة، لكن أتنمسح بيا الارض بعد نجاح (آدم) و(سبق الإصرار)، وده خلاني بعد كده أخاف من التجارب الجديدة حتى لو كانت صح».

معهد الاتصالات: دربنا 60 ألف شاب فى 160 أكاديمية لهواوى نكهة فلسطينية أصيلة.. طريقة تحضير المسخن بزيت الزيتون البكر طابع بريد تذكارى فى «اليوم العالمى للإحصاء» "تطبق العروض والأحلام" عرض مسرحي بمكتبة مصر الجديدة العامة.. الخميس "مصر المكان والمكانة" عنوان صالون الجراح الثقافي في مكتبة مصر الجديدة نائب الرئيس الأمريكي: وقف إطلاق النار في غزة سيصمد الحمض النووي يكشف أسرار مأساة نابليون في روسيا وانهيار جيشه مصر تصنع الإلكترونيات باسم يوسف: السيطرة على “تيك توك” جزء من حرب خفية على وعي الناس تفاصيل لقاء مساعد وزير الخارجية والقنصل المصري في الرياض برموز وممثلي الجالية

مقالات مشابهة

  • الصليب الأحمر يعلن مقتل 5 من متطوعيه في كردفان بالسودان
  • محمد سامي: النجاح خلاني أخاف من التجارب الجديدة
  • أكد أنهم سيعودون ويقتصون للمدنيين.. البرهان يقر بانسحاب الجيش السوداني من “الفاشر”
  • مراد مكرم ينصح جمهوره بالالتزام بأدب الجلسة واحترام الآخرين في الحديث
  • بعد مقتل شاب هناك.. ما جديد حادثة شاتيلا؟
  • تخرج دفعة الشهيد القائد محمد الغماري من قوات المنطقة العسكرية السادسة
  • خسائر جديدة للاحتلال.. شركات طيران دولية تتجنب الرحلات إلى “تل أبيب” بعد الهجمات اليمنية
  • هل يطبق صلاح ما يعظ به الآخرين؟
  • مستغانم: الإطاحة بشبكة مختصة في سرقة السيارات واسترجاع مركبة
  • ممارسة الإدارة الراشدة