قال الدكتور محمد كمال مدير معهد البحوث والدراسات العربية، إنَّ الحروب والأزمات التي نشهدها اليوم لها ثمن كبير، يدفعه أولًَا الشباب ويدفعه النساء والأطفال، وتدفعه البنية التحتية للبلدان المختلفة، وهذه الحروب تؤثر أيضًا على عملية التنمية لأنّ كل الموارد تذهب إلى الحرب وليس إلى البناء والسلام.

أثر نفسي على الأطفال يمتد لسنوات 

وأضاف «كمال»، خلال افتتاح مبادرة «شباب من أجل إحياء الإنسانية» في شرم الشيخ، ضمن فعاليات النسخة الخامسة والاستثنائية من منتدى شباب العالم والذي تذيعه قناة «إكسترا نيوز»، أنَّ هناك أيضًا الأثر النفسي وخاصة لدى الأطفال الذي يمتد لسنوات عبر انتهاء الحرب، هذه الحروب والنزاعات ارتبطت بظاهرة نزوح السكان أو التهجير القسري للسكان سواء داخل البلاد أو خارج البلاد، وصعوبة عودة هؤلاء السكان للمناطق التي خرجوا منها بسبب التدمير الكبير والتدمير المتعمد الذي يستهدف عدم عودة هؤلاء السكان الى مناطقهم الأصلية.

وتابع: «نشهد في هذه الحروب وخاصة في حرب غزة تجاهل كبير جدًا لقواعد القانون الإنساني الدولي، خاصة ما يتعلق بقتل المدنيين والتهجير القسري وتدمير المنشآت المدنية ومنع المساعدات الإنسانية والعقاب الجماعي للسكان، كما أنها كلها مخالفات للقانون الإنساني الدولي وكلها تدخل في إطار جرائم الحرب».

ازدواجية المعايير في التعامل مع النزاعات

وأكمل: «شاهدنا أيضًا في هذه الحروب الانتقائية وازدواجية المعايير في التعامل مع النزاعات المختلفة، فنجد في أحد النزاعات أو الحروب حديث عن الاحتلال وخطأ احتلال الأراضي بالقوة العسكرية ولكن نجد في نزاع آخر تجاهل تمامًا لهذا الأمر كأنه ليس موجودًا، ونجد في أحد النزاعات وأحد الحروب إدانة للهجوم على الأهداف المدنية ومحطات الكهرباء وشبكات المياه، ولكن نجد في حرب أخرى ونزاع آخر تجاهل كامل لهذا الأمر».

وأوضح أن هذه الحروب وخاصة حرب غزة وحرب أوكرانيا عززت أيضًا من الانقسام الأيديولوجي والثقافي في العالم، ومنذ سنوات كنا نتحدث عن العولمة وعن العالم الواحد وحوار الحضارات، ولكن هذه الحروب أعادت مرة أخرى الحديث عن صراع الحضارات وتفسير الحروب على أنها صراع للقيم وصراع للثقافات المختلفة.

وأشار إلى أن هذه الحروب وفرت المناخ الذي ساهم في تصاعد تأثير اليمين المتطرف في العديد من الدول وخاصة الدول الغربية، هذا اليمين الذي يقوم على تعزيز الكراهية والانقسام على أساس الدين واللون والقيم»، مشددًا على ضرورة العمل على تعزيز السلام وحل النزاعات بالطرق السلمية، والالتزام بقواعد القانون الدولي، ورفض الانحياز وازدواجية المعايير، ومواجهة التطرف والكراهية.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب غزة قطاع غزة القضية الفلسطينية منتدى شباب العالم هذه الحروب

إقرأ أيضاً:

تجاهل مصري لـ«مزاعم» حول تدخل القاهرة في «حرب السودان» .. شقيق «حميدتي» تحدّث مجدداً عن غارات جوية ضد «الدعم السريع»

القاهرة: الشرق الأوسط: تجاهلت مصر «مزاعم جديدة» ردّدها نائب قائد «قوات الدعم السريع»، عبد الرحيم دقلو (شقيق محمد حمدان دقلو «حميدتي»)، ادّعى فيها أن «طائرات مصرية شنت غارات جوية خلال حرب السودان»، وقال مصدر مصري مسؤول، السبت، إن «القاهرة لن تعلّق على حديث دقلو»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «(الخارجية المصرية) سبق أن نفت مزاعم مماثلة تحدّث بها قائد (الدعم السريع) العام الماضي».

ومع اقتراب عامَيْن على الحرب الداخلية في السودان، حقّق الجيش السوداني تقدماً ميدانياً أخيراً، بإعلانه تحرير العاصمة الخرطوم كاملة من قبضة «الدعم السريع» التي كانت تسيطر عليها منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) 2023.

وفي تصعيد جديد من «الدعم السريع» ضد مصر، زعم شقيق «حميدتي» تدخل القاهرة في الحرب السودانية، و«شن الطيران المصري غارات جوية على سودانيين ومدنيين».

وظهر عبد الرحيم، في مقطع مصوّر، السبت، وسط أنصاره في دارفور (غرب السودان)، يتحدّث عن «لقاء جمعه بمدير المخابرات المصرية السابق، عباس كامل، في وقت سابق في أثناء توليه المسؤولية، عرض فيه رؤية للحكومة المصرية لوقف الحرب»، وزعم عبد الرحيم أنه «رفض التوقيع على الشروط التي تضمنتها تلك الرؤية»، لافتاً إلى أن «القاهرة تريد اتفاق سلام بتصور جاهز للتوقيع».

وفي القاهرة، قال المصدر المصري المسؤول إن «بلاده لن تعلّق على هذه المزاعم»، مشيراً إلى أن «مصر تؤكد دائماً ضرورة وقف الحرب في السودان، وحماية المدنيين، وتدعم جهود الإغاثة الإنسانية للمتضررين منها».

وهذه ليست المرة الأولى التي تزعم فيها «الدعم السريع» شن القاهرة غارات جوية في السودان؛ إذ ادّعى «حميدتي» خلال مقطع فيديو مسجل، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، «قصف طائرات مصرية قواته»، إلى جانب «دعم الحكومة المصرية للجيش السوداني بطائرات مسيّرة».

غير أن وزارة الخارجية المصرية نفت تلك المزاعم، داعيةً في إفادة وقتها «المجتمع الدولي، إلى الوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميليشيا (الدعم السريع)»، ومؤكدة أن «الاتهامات تأتي في وقت تبذل فيه القاهرة جهوداً مكثفة لوقف الحرب، وحماية المدنيين».

ودعا عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير صلاح حليمة، إلى «تجاهل تصريحات نائب (الدعم السريع) وعدم منحها أهمية»، وقال إن «حديث عبد الرحيم يأتي في وقت تواجه فيه (الدعم السريع) حالة ضعف بسبب خسائرها الأخيرة»، مشيراً إلى أن ترديد هذه «الادعاءات تؤكد ضعف موقف قواته في الحرب الداخلية».

ويعتقد حليمة أن «قوات (الدعم السريع) تواجه حالة ارتباك كبيرة خلال الفترة الحالية، بسبب تراجعها ميدانياً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حديث عبد الرحيم دقلو عن رفض الرؤية المصرية للسلام، يؤكّد تناقض مواقفه، ويعكس رفض (الميليشيا) لأي حلول للسلام، وتحمّلها مسؤولية الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين في السودان».

بينما يرى سفير مصر السابق لدى السودان، حسام عيسى، أن تصريحات شقيق «حميدتي» عن مصر «تأتي لتبرير هزائمه المتتالية في السودان، كونها تخرج دون أي أدلة على تلك المزاعم»، لافتاً إلى أنه «سلوك معتاد من قيادة (الدعم السريع) مع كل هزيمة لهم، كما فعل من قِبل (حميدتي) بعد هزيمته في جبل (مويه) بولاية سنار (جنوب شرقي السودان)».

وحسب عيسى فإن «قيادة (الدعم السريع) فقدت مصداقيتها لدى عناصرها وداعميها في الخارج، خصوصاً بعد حديث (حميدتي) أنه لن يترك القصر الجمهوري في الخرطوم، وبعدها بأيام، استطاع الجيش السوداني استعادته، ضمن مرافق حيوية أخرى في العاصمة».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيا تعرّضت لانتقادات دولية متعددة أخيراً، ومنها الأمم المتحدة، بشأن جرائمها بحق المدنيين، إذ إن معظم النازحين في الحرب من المناطق التي كانت تسيطر عليها».

ودفعت الحرب الداخلية في السودان نحو 13 مليون سوداني إلى الفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار، حسب تقديرات الأمم المتحدة، من بينهم مليون و200 ألف شخص اتجهوا إلى مصر، وفق تقديرات رسمية.

   

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يشارك في أعمال اللجنة الدائمة للتنمية المستدامة بالاتحاد البرلماني الدولي
  • بالفيديو.. زكي القاضي: ما يحدث في غزة غير نظرة العالم تجاه القانون الدولي
  • زكي القاضي: ما يحدث في غزة غيّر نظرة العالم تجاه القانون الدولي.. فيديو
  • ريكيلمي خليفة مارادونا الذي تحدى قواعد العصر
  • تجاهل مصري لـ«مزاعم» حول تدخل القاهرة في «حرب السودان» .. شقيق «حميدتي» تحدّث مجدداً عن غارات جوية ضد «الدعم السريع»
  • حصاد جهود متواصلة.. البحوث الزراعية تخدم المواطنين في أيام العيد
  • الزراعة تستعرض إنجازات مركز البحوث الزراعية خلال إجازة عيد الفطر
  • البحوث الزراعية: توفير تقاوى عالية الجودة وبأسعار مناسبة للمزارعين
  • الجامعة العربية: الحروب الإسرائيلية دخلت مرحلة جديدة من العربدة الكاملة
  • السيد القائد: تجاهل الشعوب العربية لما يجري في فلسطين انقلاب على كل القيم