معادلة الشباب والرياضة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
بقلم: جعفر العلوجي ..
لا يمكن لأية مؤسسة مهما كان لونها وحجمها أن تعمل بانسيابية ومرونة من دون امتلاكها لهوية صريحة ومنهاج عمل واضح يحدد أهدافها واستهدافاتها، ومنها المؤسسات الحكومية التي تفرض نفسها في بلدنا كسيدة للسلطة والمال معا طالما كان القطاع الخاص شبحا لا يقوى على الحركة او مجرد ايجاد فرصة للانطلاق والمنافسة .
وإحدى كبريات المؤسسات الحكومية التي عانت من فقدان الهوية الصريحة لها هي وزارة الشباب والرياضة التي جيرت بأولوياتها نحو القسم الأول من اسمها الصريح وصارت الرياضة ميدانها الأوحد في سوق العمل، مع أن جميع السادة الوزراء الذين تعاقبوا على استيزارها يلهجون بعبارات متشابهة ومستنسخة من قبيل (إن نسبة الشباب في العراق تتجاوز 60% من تعداد السكان) او (إن السيد الوزير لديه خطة محكمة لمحو الصورة النمطية بأن وزارته تعمل للرياضة فقط)، ومع ذلك ما أن يتم تسنمه المنصب حتى تراه لاهثا خلف الرياضة وكرة القدم تحديداً بجماهيرها التي يوليها اهتمامه الأكبر، ويا ليتها كانت اهتمامات متساوية بين الأندية والاتحادات بجميع الألعاب بلا استثناء لكانت رياضتنا بألف خير، بل إن كرة القدم شغلهم الشاغل ، الميزانيات الانفجارية لبطولات الكرة ، الإعمار للملاعب الكروية من دون غيرها ولم نشهد أن وزيراً منهم قد افتتح مسرحاً او قاعة للأنشطة العلمية، وشاهد قولنا القبة الفلكية التي خربتها المكائن وبقيت على حالها كما القاعات الرياضية التي تخص الألعاب الأخرى، ويقينا أن هذا الذي نتحدث عنه سيبقى هماً جاثماً على صدورنا طالما استسلمنا لفرضيات أن الرياضة ومؤسساتها يجب أن تكون حصة خالصة لأحد الأبطال الرياضيين وأن من يمسك زمام الأمور من غير الأسرة الرياضية ستتم مهاجمته وينعت بمختلف المسميات التي سرعان ما تؤرقه وتحثه على المضي قدما باتجاه الرياضة وكرة القدم وجماهيرها تحديداً وتهمش جميع المواهب في الفن والأدب والعلوم، وبذلك لن يكون حصادنا نافعاً لا مع الشخصية الرياضية ولا حتى من خارج الوسط الرياضي.
كبار السن من أمثالنا يتذكرون في حقب غابرة كيف كان مركز الشباب واحة خصبة للشباب بجميع توجهاتهم وما الذي فعلته هذه المراكز في تعزيز دور الشباب الرياضي والثقافي والفني والعلمي، وظلت مستمرة تقاوم التيارات المضادة حتى أزفت ساعة رحيلها بداعي الاستثمار وتم تحويلها الى مولات تجارية ومدن ألعاب للأطفال او مستشفيات وغيرها بعقود استثمارية موثقة أنهت تواجدها ودورها تماماً وقلمت أوراق وزارة الشباب المنتجة الى الدرك الأسفل وصارت اسماً ليس على مسمى، لتأتي بعدها ثورة اللا مركزية وتطيح بمديريات الشباب الى إدارات المحافظات وكأنها عملية تخريب مدروسة بعناية فائقة كي لا يبقى ذكر إطلاقاً لدور الوزارة وخططها وإن كان قانون إقرارها مفعماً بالعبارات الرنانة التي تصور شبابنا بأنهم حجر الزاوية لعراق المستقبل .
إن ما تحدثنا به حقيقة مرة يدركها جميع من يتعامل مع وزارة الشباب والرياضة التي أضحت اليوم مؤسسة أشبه ما يكون دورها بمصرف حكومي يصدر صكوك القبض للمنح باتجاه الأندية والاتحادات والايفادات والرواد والأبطال فيما تواصل موجوداتها المهمة رحلة الاختفاء اليوم والظهور على خجل في الغد .
همسة …
السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم نطالبك بكل ما عرف عنك من موضوعية وشجاعة في التعاطي مع الأزمات أن تكون عند مستوى الحدث في هذا الملف وأن يوضع العلاج الشافي لعمل المديريات ومنتديات الشباب لأن دورها كبير جدا في توجيه شبابنا ورعايتهم كما نتمنى من السادة المستشارين الاقتراب من هذه الظاهرة وعلاجها .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
وزير الرياضة يستقبل وزير الدولة لشئون الشباب الإماراتي لتعزيز التعاون المشترك
استقبل الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بمكتبه اليوم، معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير الدولة لشئون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في إطار زيارة معالية الرسمية والتي تهدف إلى بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الدولتين الشقيقتين في قطاع الشباب.
تناول اللقاء مناقشة الخطط المستقبلية المشتركة بين وزارة الشباب والرياضة والمؤسسة الإتحادية للشباب، بما يعزز الأنشطة الشبابية، ويدعم تبادل الخبرات في مجالات الابتكار وريادة الأعمال وتمكين الشباب.
تقدم الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بالترحيب بالدكتور سلطان بن سيف النيادي، والوفد المرافق لمعالية في مصر.، مؤكداً على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أن التعاون بين الدولتين يمثل نموذجًا يحتذى به في التكامل العربي الذي يخدم المصالح المشتركة للشعوب الشقيقة.
واشار وزير الشباب والرياضة على أن العلاقات المصرية الإماراتية تشهد تاريخًا طويلًا من التعاون والتكامل في مختلف المجالات، من اجل خدمة الشباب الذين هم العمود الفقري والركيزة الأساسية لبناء المستقبل.
ومن جانبه أعرب الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير الدولة لشئون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، عن سعادته بزيارة جمهورية مصر العربية ولقائه الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مؤكدًا على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وهو ما يؤكد على العلاقات المتينة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، والذي يمتد إلى مجالات متعددة، والان نركز بشكل خاص على قطاع الشباب، الذي يمثل المستقبل الواعد لأمتينا.
واشار قائلا: "تجربتي في الفضاء علمتني أهمية التعاون الدولي في تحقيق الإنجازات الكبرى. ومن هذا المنطلق، نتطلع إلى تعزيز التعاون مع مصر في مجالات العلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك قطاع الفضاء، لتمكين الشباب من استكشاف آفاق جديدة والمساهمة في تقدم البشرية".
وكان قد التقي الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مع الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير الدولة لشئون الشباب، والدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة بالامارات، وذلك خلال زيارة سيادته الاخيرة في اكتوبر الماضي لدولة الإمارات، حيث بحث وزير الشباب والرياضة تعزيز سبل التعاون المشترك في المجالات الشبابية والرياضية بين البلدين، كما تبادلوا وجهات النظر حول تعزيز البرامج الشبابية والرياضية المشتركة وتبادل الخبرات في مجالات الشباب والرياضة.