ذكرت مصادر لصحيفة "غارديان" البريطانية، أن هجوم إسرائيل المقبل على جنوبي قطاع غزة، "مبني على معلومات استخباراتية مستمدة من مئات المسلحين الذين تم اعتقالهم خلال القتال شمالي القطاع، مما سيسمح للجيش الإسرائيلي بالعثور على قادة حماس وقتلهم".

ويعتقد السياسيون والجنرالات في إسرائيل، أن القضاء على كبار القادة - لاسيما زعيم الحركة في القطاع يحيى السنوار - يشكل "أفضل فرصة" للقضاء على الحركة المتجذرة بعمق في غزة، بعد ما يقرب من عقدين من سيطرتها التامة على القطاع.

وأكد مسؤولان عسكريان لديهما معرفة باستراتيجية المرحلة المقبلة، للصحيفة البريطانية، أنه "سيكون هناك تركيز مكثف على استخدام المعلومات الاستخباراتية الجديدة، لاستهداف قادة حركة حماس"، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

ويقول منتقدون للعملية العسكرية الإسرائيلية، إن الاستراتيجية الجديدة "لن تفعل الكثير لتقليل التكلفة المرتفعة في أرواح المدنيين" الذين يقتلون في غزة.

وتلاشت الآمال في التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة، وذلك حتى عندما قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه متوجه إلى الدوحة للعمل على اتفاق جديد.

إسرائيل تعلن مقتل اثنين من جنودها في قطاع غزة أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل اثنين من جنوده خلال المعارك في قطاع غزة، ليصل عدد القتلى في صفوف قواته منذ بدء الحرب إلى 398 شخصًا.

وتبادلت إسرائيل وحماس اللوم في فشل تمديد الهدنة، وقاما بتشديد موقفهما علناً.

فقد أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وفد جهاز المخابرات "الموساد" بالعودة من قطر، حيث كان يتفاوض على هدنة ثانية محتملة، قائلا إن حماس "لم تلتزم بجزءها من الاتفاق، الذي يتضمن إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء وفقا للقائمة التي أعطيت لها ووافقت عليها".

في المقابل، قال القيادي في حماس، صالح العاروري، في تصريحات إعلامية، إنه "لن يتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع (المعتقلين) الفلسطينيين في إسرائيل".

وتابع: "دعوا الحرب تأخذ مجراها. فهذا القرار نهائي ولن نتراجع عنه".

وأدى احتمال شن هجوم عسكري إسرائيلي على جنوبي القطاع الفلسطيني، إلى نشر أجواء من الرعب في غزة، حيث فر 4 من كل 5 أشخاص من منازلهم إلى الملاجئ المزدحمة والمدارس والخيام وممرات المستشفيات، بحسب تقارير إعلامية.

وبعد انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع، تتعرض الكثير من مناطق الجنوب لقصف مكثف، حيث يواجه ما يصل إلى 1.5 مليون مدني نزوحًا ثانيًا من الأماكن التي قالت إسرائيل في البداية إنها ستكون آمنة.

"ليس بأي ثمن"

وكانت الولايات المتحدة قد حذرت من ضرورة بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، حيث قالت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، متحدثة على هامش أعمال قمة المناخ "كوب 28" في دبي، إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ليس بأي ثمن".

وأضافت: "الولايات المتحدة واضحة بشكل لا لبس فيه، إذ يجب احترام القانون الإنساني الدولي. لقد قُتل عدد كبير جدًا من الفلسطينيين الأبرياء".

وفي بريطانيا حذر زعيم المعارضة، كير ستارمر، إسرائيل أيضا من حربا في جنوب غزة ستكون دموية مثل حملتها في الشمال.

وتابع: "لا يمكننا العودة إلى الطريقة التي جرت بها المرحلة الأولى من هذه الحرب.. لقد فقد الكثير من الأشخاص الأبرياء أرواحهم سواء في إسرائيل أو في جميع أنحاء غزة.. علينا أن ننظر إلى هذه المرحلة على أنها مرحلة مختلفة".

كيف ينظر القانون الدولي للترحيل القسري للمدنيين في الحروب؟ أكدت نائبة الرئيس الأميركي، كاملا هاريس السبت في كلمة ألقتها في مؤتمر "كوب 28"، أن الولايات المتحدة لن تسمح "تحت أي ظرف بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية.

وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلى مقتل نحو 15200 شخص في قطاع غزة، من بينهم ما لا يقل عن 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

وأضافت الوزارة أنه خلال الساعات الـ 36 الأولى منذ انهيار وقف إطلاق النار، قُتل أكثر من 200 فلسطيني.

جاء ذلك ردا على هجمات حماس غير المسبوقة، التي استهدفت بلدات في غلاف غزة، وخلفت 1200 قتيل، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وأدت إلى اختطاف 240 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية

وقالت "غارديان" إنه "تحت ضغط الولايات المتحدة بشأن مقتل المدنيين في غزة، يرى الجيش الإسرائيلي أن حملة شاملة لاغتيال قيادة حماس هي أفضل أمل له لتحقيق أهدافه بتدمير الحركة.. وإجبارها على إرجاع الرهائن الإسرائيليين بشروط مقبولة، وإنهاء الصراع".

وفي هذا الصدد، قال المحلل والمسؤول السابق في الموساد، يوسي ألف: "نحن نتعرض لضغوط أميركية تزداد صرامة".

وتابع: "أميركا تدعم التخلص من حماس، لكن بشرط عدم قتل الكثير من المدنيين.. وبالتالي ربما يمكن مهاجمة قيادات الحركة، مما يؤدي لتفكيك حماس دون قتل الكثير من الناس".

وفي المرحلة الأولى من القتال داخل غزة، تمكنت القوات الإسرائيلية، من تدمير بنية تحتية كبيرة لحماس شمالي القطاع، لكن مسؤولين عسكريين إسرائيليين ذكروا سابقًا لصحيفة "أوبزرفر"، أنه "على الرغم من مقتل أعداد كبيرة من القادة الميدانيين متوسطي الرتب، فإن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من الوصول إلى أي من كبار القادة حتى الآن".

"اتفاق أفضل"

وتقع تحت مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، تحت بؤرة القصف والعمليات البرية منذ انتهاء الهدنة الإنسانية وعدم التمكن من تمديدها.

وضرب أكثر من 50 صاروخا أهدافا في المدينة وما حولها، السبت، في حين قتل 9 أشخاص على الأقل، بينهم 3 أطفال، في غارة على منزل في مدينة دير البلح الجنوبية، وفقا للمستشفى الذي جرى نقل الجثث إليه قبل دفنها.

كما وقعت غارات في الشمال، حيث كان من بين الضحايا الأكاديمي البارز في مجال الرياضيات والفيزياء ورئيس الجامعة الإسلامية في غزة، سفيان التايه، والذي قالت وكالة رويترز إنه قتل مع جميع أفراد أسرته.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي، بعد ظهر السبت، إن الجيش "يركز على مراكز الثقل" التابعة لحماس، الموزعة في جميع أنحاء قطاع غزة.

وأوضح الخبير في معهد دراسات الأمن الدولي في تل أبيب، كوبي مايكل، أن "الجيش الإسرائيلي استخلص الدروس من حملته" قبل الهدنة.

وتابع: "الهدف القادم سيكون استهداف القادة من أجل التوصل إلى اتفاق أفضل فيما يتعلق بالإفراج عن الرهائن"، مضيفا: "من المرجح أن يتم إدخال أي معلومات في نظام قائم على الذكاء الاصطناعي يسمى حبسورا (غوسبيل) لتحديد الأهداف بوتيرة سريعة".

ويشكك بعض الخبراء في أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي قد قللت من الأضرار التي لحقت بالمدنيين، مشيرين إلى الدمار واسع النطاق الذي لحق بأحياء بأكملها في غزة.

"أرضية مشتركة".. لماذا تتعاطف إيرلندا مع الفلسطينيين؟ يتعاطف الغالبية في إيرلندا مع المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف في غزة من قبل القوات الإسرائيلية التي تسعى للقضاء على حماس، كما ينددون بالهجوم الذي نفذته الحركة في السابع من أكتوبر الماضي.

وقد حذر بعض حلفاء إسرائيل ومنتقديها من أنها "لم تضع خططاً لمستقبل غزة بعد انتهاء الحرب"، مما يجعل إعادة إعمار القطاع المدمر وإدارته تحدياً هائلاً؛ حيث تقول الأمم المتحدة إن 60 في المئة من المساكن قد دمرت أو تضررت جزئيا.

ومن المرجح أن تتفاقم المخاوف بسبب الخطط الإسرائيلية لإقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود غزة، لمنع الهجمات المستقبلية، والتي ذكرت رويترز أنها قد تتم بالتعاون مع قوى إقليمية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی الکثیر من قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية

أبدى سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، دعم بلاده لحليفتها سوريا ضد الاعتداءات الإسرائيلية المُتكررة. 

وقال لافروف، في تصريحاتٍ صحفية، :"هضبة الجولان ستظل أرضاً سورية". 

اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد كشفت النقاب قبل أيام عن قيام إسرائيل بتشييد منشآت عسكرية ودفاعية في سوريا. 

ويفتح ذلك التصرف الباب أمام إمكانية بقاء إسرائيل لفترة طويلة الأمد. 

ووثقت الصور التي نشرتها الصحيفة الأمريكية وجود أكثر من 7 منشآت عسكرية داخل قاعدة مُحصنة، وانشاء قاعدة شبيهة على بُعد 8 كيلو إلى الجنوب. 

وترتبط هذه القواعد العسكرية بشبكة نقل تتصل بهضبة الجولان المُحتلة. 

وكانت منظمة الأمم المُتحدة قد أصدرت بياناً يوم الجمعة الماضي طالبت فيه بخفض التصعيد في المنطقة العازلة بسوريا حتى تستطيع قواتها القيام بدورها. 

وذكر البيان الأممي أن إسرائيل أكدت أن انتشار قواتها في المنطقة العازلة بسوريا مؤقت لكن المنظمة ترى أن ذلك يعد انتهاكا للقرارات الأممية.

واستغلت إسرائيل الفراغ الذي أحدثه سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وقامت باختراق نقاط فصل القوات فيما بعد حرب 1973. 

واستولت إسرائيل على نقاط في العمق السوري، وهو الأمر الذي أغضب السوريين خاصةً أنه يُعد انتهاكاً صريحاً للقرارات الأممية.

يشهد التوتر بين سوريا وإسرائيل تصعيدًا مستمرًا منذ عقود، حيث تعود جذوره إلى الصراع العربي الإسرائيلي وحرب 1948، ثم احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان عام 1967، والذي لا تزال سوريا تطالب باستعادته. وعلى الرغم من توقيع اتفاق فض الاشتباك عام 1974 برعاية الأمم المتحدة، فإن التوترات لم تهدأ، حيث تكررت المواجهات العسكرية والضربات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، خاصة منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. وتبرر إسرائيل هجماتها بأنها تستهدف مواقع إيرانية وقوافل أسلحة لحزب الله، بينما تعتبرها سوريا انتهاكًا لسيادتها ومحاولة لفرض واقع جديد في المنطقة.

في السنوات الأخيرة، تصاعدت الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في دمشق ومحيطها، إلى جانب استهداف البنية التحتية الدفاعية السورية. ورغم أن سوريا غالبًا ما ترد بإطلاق صواريخ دفاعية، فإن ميزان القوى يميل لصالح إسرائيل، التي تتمتع بتفوق عسكري واضح ودعم غربي. وعلى المستوى الدبلوماسي، لا تزال العلاقات مقطوعة بين البلدين، وتُعتبر الجبهة السورية-الإسرائيلية ساحة صراع إقليمي تتداخل فيها قوى مثل إيران وروسيا. ورغم تدخلات بعض الأطراف الدولية للتهدئة، فإن استمرار الغارات الإسرائيلية والتواجد الإيراني في سوريا يجعل احتمالات التصعيد قائمة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • أميركا تسعى لاحتلال قطاع غزة وحماس تصف ترامب بـ ''تاجر العقارات''
  • مسؤول إسرائيلي بارز بتحدث عن خطة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ضد حزب الله.. هذا ما كشفه
  • منها حماس والمعارضة الإسرائيلية.. قوى سياسية تُعلق على تصريح ترامب بشأن غزة
  • الدكتور ابن حبتور والصعدي يزوران مكتب حماس لتقديم واجب العزاء في استشهاد الضيف
  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
  • إسرائيل ترفض استكمال مفاوضات الدوحة ومناقشة سيناريوهات «اليوم التالي» في غزة
  • حل إنهاء الحرب في غزة.. إسرائيل تقترح تكرار "نموذج تونس"
  • حماس: العدوان الإسرائيلي خلف دمارا كبيرا في شمال القطاع وأعدم مظاهر الحياة فيه
  • الأمم المتحدة: قلقون من استخدام إسرائيل لـ تكتيك الحرب القاتلة في الضفة