يشارك أربعة طلبة من سلطنة عمان "أعضاء البرلمان العربي للطفل"، في برنامج دبلوم مهارات العمل البرلماني للمستوى المتقدم، الذي يقام بالتعاون مع جامعة الشارقة، ضمن الدورات والبرامج التأهيلية التي تسبق انعقاد جلسات البرلمان.

يعمل البرنامج على تحقيق توجهات البرلمان العربي للطفل في سعيه المتواصل لرفع القدرات البحثية والبرلمانية للأطفال، ويتواصل الدبلوم على مدى 100 ساعة تدريبية وعشر ساعات لمشروع التخرج.

ويمثل سلطنة عمان، الطالبة لجين العامرية والطالبة الزهراء الرحبية والطالب إلياس المعني والطالب ناصر الحسيني، بإشراف المعلمة تسنيم بنت عبدالرؤوف التوبية والإدارية منى بنت محمود البوسعيدية مشرفة أنشطة مدرسية.

وحول هذه المشاركة تقول تسنيم بنت عبد الرؤوف التوبية مشرفة الدورة الثالثة: إن تجربة البرلمان العربي للطفل تجربة استثنائية وبنّاءة تخلق في نفس كل طفل مشارك بناء معرفيا وجسرا ثقافيا وتمكنا فكريا وصقلا مهريا وتطويرا ذاتيا؛ فالطفل العماني يشارك في البرلمان وهو يعكس أصالة بلده وقدرة أبنائه ومستقبل أطفال هذا الوطن العظيم، فقد قدم أطفال عمان "نوابها في البرلمان" بصمة واضحة وسجلوا حضورا مميزا بأدائهم المشرف في الدورة الثالثة، كما أن هذا البرلمان لا يكتفي بتقديم جلسات حوارية وبرلمانية بل يصحب كل ذلك إخضاع جميع المنتسبين من الأطفال لدبلوم المهارات الذي يدرب البرلمانيين على اكتساب أهم أسس وصفات وآليات العمل البرلماني وصقل شخصيات المنتسبين له.

وتوضح منى البوسعيدية، أن الدبلوم المتقدم يمثل استكمالا لرؤية البرلمان في تطوير مهارات الأطفال البرلمانيين وتوسيع مداركهم من خلال سياسات البرلمان في طرح الدبلومات المتقدمة، والتي تتواصل من أجل تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة تتمثل في تأهيل الأطفال العرب للدخول في مجال العمل البرلماني وصقل المهارات الشخصية والمعرفية للمشاركين، وتأهيلهم ليكونوا أكثر استعدادا للمستقبل، وصولا إلى تأهيل المشاركين بالمهارات والخبرات اللازمة التي تمكنهم من مناقشة قضاياهم ووضع التوصيات المناسبة.

وقالت الطالبة لجين بنت عارف العامرية من مدرسة سيما ومقزح: "دبلوم البرلمان العربي" هو برنامج تدريبي تطرحه جامعة الشارقة يتناول عددا من المحاور العلمية والعملية، من بينها تنمية المهارات البرلمانية، ومهارات الإلقاء والقيادة والتواصل مع الآخرين والإبداع والابتكار، والثقافة البرلمانية، والثقافة العالمية والاستدامة، وحقوق الطفل، بالإضافة إلى جانب تطبيقي لقياس المهارات المكتسبة وذلك اتساقا مع رؤية البرلمان الهادفة إلى تمكين الأطفال من ممارسة العمل البرلماني، ونشر ثقافة الحوار"

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البرلمان العربی العمل البرلمانی

إقرأ أيضاً:

مخرجات التعليم المهني وبوصلة المستقبل

يتغير مشهد الطلب على المهارات في أسواق العمل العالمية نتيجة ثلاثة محركات رئيسية؛ أولها: سطوة التقانة؛ بما في ذلك ما يُحدثه الذكاء الاصطناعي من تغيرات في الأدوار والوظائف والمهام في أسواق العمل، ومزاحمة سوق الروبوتات للأدوار البشرية في قطاعات العمل والإنتاج والمساعدة الشخصية وأداء المهام الاعتيادية والتصنيعية، تشير التحليلات على سبيل المثال إلى توقع أن تحل الروبوتات محل ما يقرب من 20 مليون وظيفة تصنيع في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، مع قدرتها في المقابل على خلق ما يقرب من 170 مليون وظيفة جديدة على مستوى العالم بحلول عام 2030، وخاصة في المجالات المتعلقة بتطوير الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، وذلك بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي. أما المحرك الثاني: فيتمثل في الانتقال من الأنماط التقليدية للإنتاج القائمة على استنزاف الثروة، والكم الهائل من الانبعاثات، ونموذج الاقتصادات القائمة على الهيدروكربونات، إلى نموذج جديد تقوده فكرة الاستدامة، ويدفع بالاقتصادات نحو التخضير، والبناء على المعرفة، وينشط الاستثمار في أنماط الطاقة المتجددة، شهد عام 2023 أعلى زيادة تاريخية في وظائف الطاقة المتجددة، حيث نمت الوظائف التي خلقها القطاع بنسبة 18% مقارنة بالعام السابق له لتصل 16.2 مليون وظيفة، وفقًا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. أما المحرك الثالث: فيتصل بالطبيعة الديموغرافية للعالم؛ فما تشهده بعض الاقتصاديات من شيخوخة في السكان، وتراجع لمعدلات السكان في سن العمل، والحاجة إلى تكثيف المهارات في القطاعات الإنتاجية، والحاجة إلى جيل المهارات الرقمية يدفعها إلى فتح أسواقها للعمل والهجرة وتحسين جاذبية ظروف العمال، في مقابل تلك الدول التي تتمتع بشريحة عريضة من السكان في سن العمل، وتراكم للمهارات والتي بدأت بعضها تضع استراتيجيات وخططا لتهجير تلك القدرات والكفاءات إلى الدول ذات الاحتياج الأقصى.

بإيجاز؛ ما تعيشه أسواق العمل والإنتاج عالميًا اليوم هو صراعٌ في الطلب على المهارات، ويبدو أن الـ (5 – 10) سنوات القادمة ستكون معملًا عالميًا لإعادة تأهيل المهارات البشرية، وهو ما يمكن أن نسميه التحول المهاري الأكبر (The biggest skill shift) الذي تقوده المحركات الثلاثة التي أسلفنا ذكرها، وهو ما يدفع بالمجتمعات إلى مواكبة والتأقلم مع مهارات الثورة الصناعية الرابعة، والاستفادة القصوى من المُكن الحضارية والإنتاجية والاقتصادية التي تتيحها للبشرية بعدالة. في القراءة التي قدمها تقرير (مستقبل الوظائف 2025) الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، قدم مثالًا بسيطًا عن حجم الحاجة إلى إعادة تأهيل المهارات للقوى العاملة عالميًا، «فإذا كانت القوى العاملة مثلًا 100 شخص، سيحتاج 59 منهم إلى التدريب بحلول عام 2030. بحيث سيكون 29 منهم يمكن رفع مهاراتهم في أدوارهم الحالية، ورفع مهارات 19 آخرين وإعادة نشرهم في أماكن أخرى داخل مؤسستهم. وفي المقابل من غير المرجح أن يتلقى 11 منهم إعادة التأهيل أو رفع المهارات اللازمة، مما يجعل آفاق توظيفهم معرضة للخطر بشكل متزايد». يضرب لنا هذا المثال المبسط طبيعة المشهد العالمي المتغير للمهارات، والكيفية التي يجب فيها من اللحظة الراهنة التفكير في سبل إعادة التمحور للمهارات، ليس فقط على مستوى القطاعات والمؤسسات ووسائط الإنتاج الاقتصادية، وإنما حتى على المستويات الوطنية بما في ذلك العاملين في القطاعات الحكومية.

على المستوى المحلي، يقود مستقبل التغير في المهارات خمسة عوامل رئيسية في تقديرنا: الأول؛ الطلب والاستثمار في قطاعات الطاقة المتجددة؛ وما يمكن أن يخلقه من فرص جديدة، وطلب على أشكال محددة من المهارات، أو طلب في تحويل مهارات قائمة. العامل الثاني؛ يتشكل في تغير أنماط العمل الحكومي، بما في ذلك التحول الرقمي للحكومة، والانتقال إلى نمط الحكومة التفاعلية والميدانية، وهو ما يتطلب مهارات نوعية بعينها تجسر هذا الانتقال وتسرعه. أما العامل الثالث؛ فهو أنماط الاقتصاد الجديد، وهنا نعني الكيفية التي يمكن من خلالها للمتعلمين والقوى العاملة أن تكتسب مهارات مرنة تكيفها للاندماج في الاقتصاد الجديد؛ هذا الاقتصاد الذي تقوده أنماط ريادة الأعمال، وريادة الأعمال الاجتماعية، والفرص التي يتيحها تنشيط أنماط العمل الحر، وكذلك الفرص الممكنة لاندماج هذه القوى العاملة في مشهد العمل العالمي عبر الحدود. العامل الرابع؛ الذي يقود التغير في مستقبل المهارات هو طبيعة المشروعات الاستراتيجية الكبرى التي تنفذ أو يعتزم تنفيذها، وكيف يمكن لمهارات القوى العاملة الوطنية أن تلبي احتياج تلك المشروعات في مختلف القطاعات، وليس ذلك فحسب بل تنتقل إلى أن تضيف ميزة تنافسية للأداء في تلك المشروعات عبر الابتكار وتخليق النماذج الإبداعية. العامل الخامس؛ هو إدراك التغير المطلوب والمُلِح في الأنماط التقليدية للتعليم، والضرورة التي يجب من خلالها أن تتحول ساحات التعلم إلى ساحات ممارسة وتطبيق تكسب مهارات التكيف والتدبير، وأن تتحول بها مناهجه ووسائله من أدوات لإكساب المعرفة إلى أدوات لتبسيط القدرات المتقدمة في التفكير والنقد والتحليل وإعادة البناء. هذه العوامل الخمسة تجعل من النظر إلى دور التعليم المهني محوريًا في مواكبة هذه المتغيرات، وذلك لثلاثة اعتبارات أساسية: أولها القيمة الاقتصادية لهذا النوع من أنواع التعليم، حيث تشير الأدلة التاريخية عبر العالم إلى تلك القيمة المضافة للاقتصادات والأفراد الذين انخرطوا في هذا الشكل من أشكال التعليم مقارنة بأقرانهم في أنماط التعليم الأكاديمي، الاعتبار الآخر هو قدرة هذا النوع من التعليم على تجسير المهارات بشكل أسرع وأكثر مرونة مقارنة بأنماط التعليم الأخرى. أما الاعتبار الثالث فيتثمل في سهولة الربط بين هذا الشكل من التعليم مؤسسيًا وهيكليًا بالقطاعات الإنتاجية بشكل مباشر. وسنتناول في الجزء التالي من هذه المقالة هذه الاعتبارات وكيفية إسقاطها في واقع سياسات التعليم المهني محليًا.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان

مقالات مشابهة

  • مخرجات التعليم المهني وبوصلة المستقبل
  • فوز عُمان برئاسة "البرلمان العربي للطفل"
  • انطلاق أعمال الدورة الـ 4 للبرلمان العربي للطفل في الشارقة
  • مسرحيون عمانيون يشاركون في مهرجان أيام الشارقة المسرحية
  • الاتحاد البرلماني العربي: أي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يرتكز على الشرعية الدولية
  • رئيس الاتحاد البرلماني العربي: إعداد خارطة طريق لدعم صمود الشعب الفلسطيني
  • «البرلماني العربي»: دعم سيادة لبنان على كامل أراضيه
  • «البرلمان العربي للطفل» يعزز المهارات الحياتية
  • مجلس الطفولة والأمومة يشارك في الجلسة الرابعة للبرلمان العربي للطفل بالشارقة
  • مشاركة مصرية في الدورة الرابعة للبرلمان العربي للطفل بالإمارات