قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن وتيرة الاعتداءات على المعتقلين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي تسير بمنحنى متصاعد منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، في ظل تعتيم شديد من قبل ادارة المعتقلات، وفقا لوكالة وفا.

وأوضحت هيئة الأسرى، في بيان صحفي، إن إدارة معتقلات الاحتلال تمنع زيارات الأهل والمحامين، وعزلت المعتقلين بشكل كامل عن العالم الخارجي، وخلال الفترة ذاتها استشهد 6 معتقلين نتيجة التعذيب الشديد، كما تعرضت الأقسام الى اقتحامات شبه يومية، يقوم خلالها الجنود بالاعتداء على المعتقلين بالضرب المبرح بالهراوات والبنادق والغاز والأعيرة المطاطية، ما أدى الى اصابتهم بالرضوض والكدمات والجروح العميقة، الى جانب كسور في الأيدي والأرجل.

وأشارت إلى أن جنود الاحتلال تعمدوا خلال عمليات الاعتقال والمداهمة، تكسير بيوت المعتقلين وضربهم بشكل عنيف منذ لحظة الاعتقال وصولا الى التحقيق وانتهاء بالسجن، ويتخلل ذلك الشتائم والتهديدات والإهمال المتعمد لاصاباتهم واوضاعهم الصحية، وتركهم دون علاج، وفي حال قام أحد الأسرى بطلب طبيب، يكون الرد الفوري من قبل الجنود: "من يطلب الخروج من القسم للعلاج سيتعرض للضرب وسيموت مثلما حدث مع شهداء الحركة الأسيرة الذين استشهدوا أثناء الحرب داخل الاسر".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة مدينة غزة قصف غزة حرب غزة غلاف غزة غزة الان عاجل غزة غزة اليوم غزة مباشر الحرب على غزة صواريخ غزة أخبار غزة المقاومة في غزة أطفال غزة اخبار غزة هدنة غزة عدوان على غزة حرب غزة 2023 غزة لحظة بلحظة

إقرأ أيضاً:

المفقودون.. جرح مفتوح يعذّب آلاف العائلات في قطاع غزة

يسابق أهالي المفقودين في قطاع غزة، الزمن، ويطرقون كل باب متاح، للكشف عن مصير أبنائهم الذين فقدوا خلال الحرب الوحشية غير المسبوقة على قطاع غزة.

ومنحت الهدنة الهشة التي أعلنت في الـ19 من كانون الثاني/ يناير الماضي فرصة للأهالي من أجل البحث عن أبنائهم المفقودين، وتقصي آثارهم، لكن معيقات كثيرة تقف أمام مهمتهم، أبرزها تعنت الاحتلال في الكشف عن هوية المختفين قسريا لديه، وعدم تعاون المؤسسات الدولية ذات الصلة.

وتترقب هدى حسن قوائم الأسرى لدى الاحتلال، وشهادات من يفرج عنهم من داخل السجون، للاطمئنان على مصير نجلها محمد، والذي اعتقلته قوات الاحتلال من داخل مستشفى كمال عدوان في كانون الأول/ ديمسبر الماضي.

"مصير مجهول"
تقول هدى في حديث لـ"عربي21"، إنها لا تدخر جهدا هي وزوجها للبحث عن بصيص أمل للكشف عن مصير نجلها، خصوصا في ظل شح المعلومات الواردة من السجون، وتعمّد الاحتلال إخفاء مصير المئات من الأسرى الفلسطينيين لديه، ممن اعتقلهم بعد العدوان الوحشي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

تذكر هدى أنها تراقب باستمرار قوائم الأسرى التي تسرّب أحيانا من سجون الاحتلال، بل وتتابع وتذهب بنفسها للاستماع إلى شهادات بعض الأسرى المحررين علها تجد لديهم، أو في ذاكرتهم المثقلة خبرا عن نجلها، لكن ذلك دون جدوى حتى الآن.


تخشى الأم من أن يكون الاحتلال قد قتل نجلها بعد اعتقاله من داخل المستشفى، خصوصا بعد تردد أنباء عن إقدام جيش الاحتلال على إعدام عدد من الأسرى بعد اعتقالهم من مستشفى كمال عدوان.

تقول هدى: "لا أنام الليل وأنا أفكر في مصير ولدي، لا أعلم عنه شيء منذ اعتقاله، لا أدرى هل هو في السجون أم جرى قتله وتصفيته كما حصل مع معتقلين آخرين، (..) آمالنا معلقة بحبل الله المتين أن يرد لنا محمد أو يطمئن قلوبنا عليه". 

"ليلى المفجوعة بنجليها"
أما ليلى درويش، فلم تدخر وسيلة ولا طريقة للاطمئنان على نجليها الوحيدين المفقودين إلا وسكلتها لمعرفة مصيرهم، لكن دون جدوى.

تقول ليلى في حديث لـ"عربي21"، إنها غادرت مدينة الشيخ زايد شمال القطاع منذ بدء العدوان الوحشي الثالث على مخيم جباليا، في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لكن ولديها "ثائر ومحمد" قررا البقاء في المخيم، ورفضا المغادرة.

انقطع اتصال الأم بولديها منذ ذلك الحين، لكن أخبارهما ظلت ترد على فترات متباعدة، وظلا يرسلان رسائلهما يحاولان عبرها طمأنة أمهما التي انفطر قلبها خوفا من أن يطالهما مكروه، بفعل وحشية العدوان على المخيم من جهة، والمجاعة غير المسبوقة التي طربت شمال قطاع غزة، وتحديدا جباليا آنذاك.

تكشف الأم المكلومة في حديثها لـ"عربي21" أن آخر رسالة وصلت من نجليها كانت في آخر يوم من العام الماضي 2024، لينقطع الاتصال بعد ذلك بهما حتى الآن، فيما لم تفلح كل المحاولات لكشف مصيرهما.

تتسائل ليلى عن مصير ولديها: "هل هما في عداد الشهداء أم الأسرى، لا أدري، سألت عنهما منظمة الصلب الأحمر، إخذت مني بياتهما، لكنها لم ترد علي حتى الآن، (..) لم أدخر جهدا في الاتصال بكل من لديه معلومة أو خبر أو بصيص أمل، لكن دون جدوى".

تضيف: "قبل أيام قليلة من بدء الهدنة في (19 كانون الثاني/ يناير) وصلت إلينا أخبارا أن ولدي ثائر قُصف من طائرات الاحتلال مع مجموعة من الشبان في أحد المنازل في بيت حانون، وأن ابني محمد لاقى نفس المصير تحت ركام منزل قرب من مستشفى كمال عدوان).

تقول: "فور إعلان وقف إطلاق النار هرعنا إلى المخيم ومدينة بيت حانون بحثا عن الجثامين، لم ندع مكانا إلا وبحثنا فيه سواء في بيت حانون أو جباليا، لكن لم نجد أي أثر لهما".

تتابع: "ربما يكونان استشهدا بالفعل، ولن نجد أي إثر لهما بفعل الدمار الهائل الذي حل بالمخيم، فعشرات الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض، ولا يوجد معدات أو طواقم لرفع الركام وانتشالهم".
لكنها تستدرك بالقول: "شئ ما يقول لي إنهما ما زالا حيين، وأني سألتقي بهما يوما ما، ما زال صدى صوتهما يتردد في أذني، ولا زال طيفهما يلوح أمامي باستمرار".

تمنّي ليلى نفسها وسلواها في ذلك شهادة لشيخ مسن أطلقت قوات الاحتلال سراحه مؤخرا من سجونها، وأفاد أنه قد يكون رأى "هذا الوجه" في أحد السجون، وذلك حين عرضت عليه الأم صورة لابنها ثائر كان تحتفظ بها على هاتفها، أمام نجلها الآخر محمد فلا أنباء عنه حتى الآن.


أعداد المفقودين
يقول إسماعيل الثوابتة المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي إن أعداد المفقودين في قطاع غزة جراء العدوان، قد تصل إلى نحو 14 ألف شخص.

ويقدر الثوابتة في حديثه لـ"عربي21" أن نحو ثلاثة آلاف شخص تخفيهم سلطات الاحتلال قسرا داخل سجونها وتحجب أي معلومات عنهم، أما البقية فتوجد جثامينهم أسفل أنقاض المنازل المدمرة، خصوصا في المناطق الخطرة التي تمنع قوات الاحتلال طواقم الإنقاذ من الوصول إليها.

ويُخشى أن يواجه المفقودون في سجون الاحتلال عمليات قتل ممنهجة وإعدام بدم بارد، تحت وطاة التعذيب والتنكيل، خصوصا مع تعنت الاحتلال في الإفصاح عن الأعداد الحقيقية للأسرى لديه، والذين زادت اعدادهم بشل كبير عقب العغدوان على غزة.

وطالب رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، الخميس، بتحقيق دولي مستقل ومحايد في ظروف "استشهاد" عشرات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

جاء ذلك إثر الإعلان عن وفاة 4 معتقلين فلسطينيين في غضون أيام، وآخرهم اليوم (الخميس) وهو أسير من قطاع غزة يدعى عاشور علي البطش.

واعتبر الزغاري، أن هذه الوفيات الأربعة للمعتقلين الفلسطينيين "تمثل كارثة إنسانية متواصلة في مرحلة هي الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة".

وأضاف: "وتيرة الجرائم بحق الأسرى والمعتقلين عادت بمستواها إلى الجرائم التي شهدناها في بداية الحرب (على غزة)، والتي بلغت ذروتها في حينه، استنادا إلى زيارات الطواقم القانونية والشهادات الحية التي تعكس ذلك يوميا".

وطالب الزغاري، بـ"فتح تحقيق دولي مستقل ومحايد، في ظروف استشهاد عشرات الأسرى، نتيجة جرائم التعذيب والتجويع والجرائم الطبية والاعتداءات الجنسية، واتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق الشعب الفلسطيني".

وبيّن أن "أغلبية الأسرى في السجون تحولوا إلى أسرى مرضى بفعل الظروف والعوامل التي فرضتها منظومة السجون على الأسرى، فضلا عن الأسرى المصابين الذين حوّل الاحتلال إصاباتهم إلى أداة لتعذيبهم".

ووفقا لنادي الأسير، "ارتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى 62 شهيدا المعلومة هوياتهم، بينهم على الأقل 40 من القطاع".

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يقطع الكهرباء بشكل كامل عن قطاع غزة
  • لابيد: لهذا السبب يتفاوض الأمريكيون بشكل منفصل مع حماس
  • خلاف الحرامية..حراك داخل مجلس البصرة لإقالة رئيسها لرفضه تولي العيداني هيئة استثمار المحافظة
  • قوات الاحتلال تطلق النيران بشكل مباشر تجاه المواطنين بحى الشجاعية
  • منظمة التعاون الإسلامي تتبنى الخطة العربية لإعادة إعمار غزة.. الأمين العام للمنظمة: ندعم التصور المصري بشكل كامل
  • هيئة قضايا الدولة تهنئ جميع السيدات تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة
  • فلسطين.. إطلاق نار بشكل كثيف من آليات الاحتلال تجاه منازل المواطنين في غزة
  • رئيس هيئة دعم فلسطين: ترامب قد ينقلب على إسرائيل ونتنياهو يكرس لاحرب ولاسلم
  • المفقودون.. جرح مفتوح يعذّب آلاف العائلات في قطاع غزة
  • إعادة الإعمار بين الشروط الخارجيّة... ومساعي الدولة