فاينانشيال تايمز: الولايات المتحدة تحذر إسرائيل من "هزيمة استراتيجية" محتملة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل رسميًا من احتمالية أن تتكبد "هزيمة استراتيجية" ما لم تقوم بحماية المدنيين في قطاع غزة المنكوب من عدوانها المستمر عليه منذ فترة طويلة.
وذكرت الصحيفة في مستهل تقرير، نشرته عبر موقعها الإلكتروني في هذا الشأن، أن تعليقات وزير الدفاع لويد أوستن الأخيرة سلطت الضوء على التوترات المتزايدة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن تزايد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة من المدنيين.
وفي علامة على تزايد التوترات بين الحليفين المقربين بعد استئناف إسرائيل حملتها العسكرية في جنوب غزة، قال أوستن: إن إسرائيل لن تنتصر إلا إذا قامت بحماية المدنيين وأنشأت ممرات إنسانية.
وأضاف في كلمته أمام منتدى ريجان للدفاع الوطني الذي انعقد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية:" في مثل هذا النوع من القتال، يمثل السكان المدنيون مركز الثقل. وإذا دفعتهم إلى أحضان عدوك، فإنك وقتها تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية".
علاوة على ذلك، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من كبار المسئولين الأمريكيين نظراءهم الإسرائيليين من ضرورة تجنب هذا النوع من النزوح الداخلي الجماعي الناجم عن استمرار قصفهم لشمال غزة. وحثوا إسرائيل على أن تكون أكثر دقة في المرحلة المقبلة من حملتها!.
واستشهد أوستن ومسؤولون عسكريون أمريكيون آخرون- حسبما ذكرت الصحيفة- بالدروس المستفادة من حرب واشنطن ضد تنظيم داعش الارهابي في العراق، والتي تضمنت قتالًا مكثفًا في المناطق الحضرية. وقال "إن داعش كانت مُتحصنة بعمق، مثل حركة حماس، في المناطق الحضرية. ولذلك، حاول التحالف الدولي ضد داعش جاهدًا لحماية المدنيين وإنشاء ممرات إنسانية، حتى خلال أصعب المعارك".
وأكد أوستن أن "الدرس المستفاد في ذلك ليس هو أنه يمكنك الفوز في حرب المدن من خلال حماية المدنيين. الدرس المستفاد هو أنه لا يمكنك الفوز في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الجمعة إن إسرائيل شاركته خططها حول كيفية حماية المدنيين في المرحلة التالية من الحملة العسكرية، وتعتزم الولايات المتحدة مراقبة الحملة المستمرة عن كثب.
وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن بايدن يتعرض لضغوط متزايدة من داخل إدارته والحزب الديمقراطي لبذل المزيد من الجهد لتقييد إسرائيل، فيما قال عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطي سيث مولتون: "من المهم أن تهزم إسرائيل حماس. ولكن إذا واصلوا قتل هذا العدد الكبير من المدنيين، فسوف يجعلونهم أقوى" - في إشارة إلى حماس.
وأفادت أن الجيش الإسرائيلي كثف غاراته الجوية على جنوب القطاع أمس السبت، وأمر سكان بعض البلدات الحدودية الفلسطينية بمغادرة منازلهم. وقال مسئولون صحيون فلسطينيون إنه منذ انهيار الهدنة يوم أمس الجمعة، أدى الهجوم الإسرائيلي المتجدد على غزة إلى مقتل 193 شخصا.
وأعلن مسئولو الصحة الفلسطينيون أن أكثر من 15200 شخص قتلوا بسبب الرد العسكري الإسرائيلي على الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر، في حين أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن حماس أطلقت سراح 84 امرأة وطفلًا، خلال الهدنة الأخيرة، بينما أطلقت إسرائيل سراح حوالي 240 امرأة وطفلًا فلسطينيًا من السجون. وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس لا تزال تحتجز 136 شخصًا، من بينهم 17 امرأة وطفلًا، أما بقية المحتجزين فمعظمهم من الجنود وجنود الاحتياط الإسرائيليين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفلسطينيون الولايات المتحدة الكونجرس بايدن غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي يفضح استهتار الجيش الإسرائيلي بأرواح المدنيين في غزة
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلي خفف قواعد الاشتباك في بداية حربه على قطاع غزة لتمكين القادة من إصدار أوامر بشن هجمات على أهداف حتى إذا كانت هناك احتمالات كبيرة لوقوع قتلى ومصابين من المدنيين.
وقالت الصحيفة، إنه عقب الهجوم الذي شنته مجموعات مسلحة بقيادة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، منح الجيش ضباطاً من الرتب المتوسطة سلطة ضرب مجموعة واسعة من الأهداف العسكرية حتى مع وجود ما يصل إلى 20 مدنياً معرضين لخطر القتل.
وأوضحت، أن الأمر يعني أن الجيش يمكنه استهداف أعضاء الجماعات المسلحة من غير القادة في أثناء وجودهم في المنزل محاطين بالأقارب والجيران، بدلاً من استهدافهم فقط عندما يكونون بمفردهم في الخارج.
Surprised by Oct. 7 and fearful of another attack, Israel weakened safeguards meant to protect noncombatants, allowing officers to endanger up to 20 people in each airstrike. One of the deadliest bombardments of the 21st century followed. https://t.co/XyHIYM9Adf
— New York Times World (@nytimesworld) December 26, 2024وقالت، إن التقرير استند إلى مقابلات مع أكثر من 100 جندي ومسؤول، من بينهم أكثر من 25 شخصاً ساعدوا في اختيار الأهداف والتحقق منها.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق بعد.
وذكرت نيويورك تايمز، أن الجيش الإسرائيلي أقر بأن قواعد الاشتباك تغيرت بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكنه قال إن قواته "تستخدم باستمرار وسائل وأساليب تتفق مع قواعد القانون".
ويقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن حملة إسرائيل على حماس في القطاع أدت إلى مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني وإصابة 107 آلاف ونزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير غالبية مناطق القطاع.
وبالإضافة إلى رفع عدد القتلى والمصابين المدنيين الذين يمكن المخاطرة بوقوعه في هجوم واحد، قالت نيويورك تايمز إن الجيش ألغى حداً أقصى على العدد الإجمالي من المدنيين الذين يمكن أن تعرضهم ضرباته للخطر خلال يوم كامل.
وقالت الصحيفة، إن القيادة العسكرية العليا وافقت في مناسبات قليلة على ضربات كانت تعلم أنها ستعرض حياة ما يصل إلى 100 مدني للخطر.
وذكرت، أن الجيش الإسرائيلي "استند في كثير من الأحيان إلى نموذج إحصائي بحت لتقييم خطر إلحاق الأذى بالمدنيين"، ويعتمد بشكل أساسي على معدلات استخدام الهاتف المحمول في المبنى الواحد بدلاً من المراقبة المكثفة له.
وقالت الصحيفة، إنه بداية من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تم تشديد القواعد، بما في ذلك خفض عدد القتلى والمصابين من المدنيين الذين يمكن المخاطرة بهم في الهجمات على أهداف منخفضة الخطورة إلى النصف. وأضافت أن القواعد ظلت أكثر تساهلاً مما كانت عليه قبل الحرب.