كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل رسميًا من احتمالية أن تتكبد "هزيمة استراتيجية" ما لم تقوم بحماية المدنيين في قطاع غزة المنكوب من عدوانها المستمر عليه منذ فترة طويلة.
وذكرت الصحيفة في مستهل تقرير، نشرته عبر موقعها الإلكتروني في هذا الشأن، أن تعليقات وزير الدفاع لويد أوستن الأخيرة سلطت الضوء على التوترات المتزايدة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن تزايد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة من المدنيين.


وفي علامة على تزايد التوترات بين الحليفين المقربين بعد استئناف إسرائيل حملتها العسكرية في جنوب غزة، قال أوستن: إن إسرائيل لن تنتصر إلا إذا قامت بحماية المدنيين وأنشأت ممرات إنسانية.
وأضاف في كلمته أمام منتدى ريجان للدفاع الوطني الذي انعقد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية:" في مثل هذا النوع من القتال، يمثل السكان المدنيون مركز الثقل. وإذا دفعتهم إلى أحضان عدوك، فإنك وقتها تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية".
علاوة على ذلك، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من كبار المسئولين الأمريكيين نظراءهم الإسرائيليين من ضرورة تجنب هذا النوع من النزوح الداخلي الجماعي الناجم عن استمرار قصفهم لشمال غزة. وحثوا إسرائيل على أن تكون أكثر دقة في المرحلة المقبلة من حملتها!.
واستشهد أوستن ومسؤولون عسكريون أمريكيون آخرون- حسبما ذكرت الصحيفة- بالدروس المستفادة من حرب واشنطن ضد تنظيم داعش الارهابي في العراق، والتي تضمنت قتالًا مكثفًا في المناطق الحضرية. وقال "إن داعش كانت مُتحصنة بعمق، مثل حركة حماس، في المناطق الحضرية. ولذلك، حاول التحالف الدولي ضد داعش جاهدًا لحماية المدنيين وإنشاء ممرات إنسانية، حتى خلال أصعب المعارك".
وأكد أوستن أن "الدرس المستفاد في ذلك ليس هو أنه يمكنك الفوز في حرب المدن من خلال حماية المدنيين. الدرس المستفاد هو أنه لا يمكنك الفوز في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الجمعة إن إسرائيل شاركته خططها حول كيفية حماية المدنيين في المرحلة التالية من الحملة العسكرية، وتعتزم الولايات المتحدة مراقبة الحملة المستمرة عن كثب.
وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن بايدن يتعرض لضغوط متزايدة من داخل إدارته والحزب الديمقراطي لبذل المزيد من الجهد لتقييد إسرائيل، فيما قال عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطي سيث مولتون: "من المهم أن تهزم إسرائيل حماس. ولكن إذا واصلوا قتل هذا العدد الكبير من المدنيين، فسوف يجعلونهم أقوى" - في إشارة إلى حماس.
وأفادت أن الجيش الإسرائيلي كثف غاراته الجوية على جنوب القطاع أمس السبت، وأمر سكان بعض البلدات الحدودية الفلسطينية بمغادرة منازلهم. وقال مسئولون صحيون فلسطينيون إنه منذ انهيار الهدنة يوم أمس الجمعة، أدى الهجوم الإسرائيلي المتجدد على غزة إلى مقتل 193 شخصا.
وأعلن مسئولو الصحة الفلسطينيون أن أكثر من 15200 شخص قتلوا بسبب الرد العسكري الإسرائيلي على الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر، في حين أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن حماس أطلقت سراح 84 امرأة وطفلًا، خلال الهدنة الأخيرة، بينما أطلقت إسرائيل سراح حوالي 240 امرأة وطفلًا فلسطينيًا من السجون. وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس لا تزال تحتجز 136 شخصًا، من بينهم 17 امرأة وطفلًا، أما بقية المحتجزين فمعظمهم من الجنود وجنود الاحتياط الإسرائيليين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الفلسطينيون الولايات المتحدة الكونجرس بايدن غزة

إقرأ أيضاً:

اسرائيل تفجر منازل المدنيين على ساكنيها وعشرات الشهداء والجرحى تحت الأنقاض

القاهرة"وكالات": أعلنت حركة حماس أنها مستعدة لعقد "صفقة" لإنهاء الحرب في قطاع غزة تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة وهدنة لمدة خمس سنوات فيما أسفرت ضربات إسرائيلية اليوم عن استشهاد ما لا يقل عن 17 شخصا في غزة بحسب الدفاع المدني. ويبحث وفد حماس برئاسة خليل الحية مع مسؤولين مصريين في القاهرة للبحث في "بعض الافكار ومقترح جديد لوقف النار وتبادل الاسرى"، وفق ما صرح مسؤول في الحركة.

وأضاف المصدر" نوقشت العديد من الافكار المهمة خلال المباحثات مع الوسطاء خلال الأيام القليلة الماضية".

وتابع "نأمل ان يتم قبول رؤية حماس بما يضمن وقفا كليا لاطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي الكامل وصفقة جادة لتبادل الاسرى وادخال المساعدات بشكل فوري وبكميات كافية"، فيما تمنع إسرائيل دخول المساعدات والسلع إلى القطاع الفلسطيني المدمر.

وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئاسة (حماس) اليوم إن الحركة منفتحة على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل في غزة لكنها غير مستعدة لإلقاء سلاحها.

وذكرت مصادر مقربة من المحادثات أن حماس تأمل في حشد دعم الوسطاء لعرضها، مضيفة أن الحركة قد توافق على هدنة تتراوح بين خمس وسبع سنوات مقابل إنهاء الحرب والسماح بإعادة إعمار غزة وتحرير معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل وإطلاق سراح جميع الرهائن.

وقال النونو، في أول إشارة واضحة على انفتاح الحركة على هدنة طويلة الأمد "فكرة الهدنة أو مدتها غير مرفوضة بالنسبة لنا وجاهزون لبحثها في إطار المفاوضات ونحن منفتحون على أي مقترحات جادة لإنهاء الحرب".

إلا أنه استبعد موافقة الحركة على مطلب إسرائيلي أساسي يتمثل في إلقاء حماس سلاحها. وتريد إسرائيل أن تكون غزة منطقة منزوعة السلاح.

وقال النونو إن "سلاح المقاومة" غير قابل للتفاوض وإنه سيظل في أيديهم ما بقي "الاحتلال".

وألمحت حماس سابقا إلى أنها ربما توافق على هدنة طويلة الأمد مقابل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكن هذا الموقف كان آنذاك جزءا من عرض أوسع نطاقا.

وفي 17 أبريل، رفضت حماس اقتراحا إسرائيليا يتضمن هدنة لمدة 45 يوما في مقابل الإفراج عن عشرة رهائن أحياء.

وفي مقابل مطالبة حماس باتفاق شامل، تطالب إسرائيل بإعادة جميع الرهائن ونزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، ولكن الحركة شددت على أن هذا المطلب يشكل "خطا أحمر".

وبثت حماس اليوم مقطع فيديو يظهر كيفية "إنقاذ رهائن" موجودين داخل نفق إثر قصف للجيش الاسرائيلي.

ميدانيا أعلن الدفاع المدني اسشتهاد 17 شخصا على الأقل صباح اليوم بضربات إسرائيلية، قضى عدد كبير منهم في قصف طال منزلا وطمر ساكنيه تحت أنقاضه.

وأرتقى العدد الأكبر من الشهداء فجرا بضربة أصابت منزل عائلة الخور في حي الصبرة، جنوب مدينة غزة، في شمال القطاع.

وأفاد المسؤول في الدفاع المدني محمد المغير نقلا عن إفادات الجيران بمقتل عشرة أشخاص وفقدان نحو 20 جراء قصف منزل عائلة الخور.وأظهرت لقطات فلسطينيين يعملون على إحداث فجوة في الركام لإخراج جثة.

وقالت أم وليد الخور "كنا نائمين مع أطفالنا، ومن دون أي إنذار، رأينا الدار تنهار علينا. كان هناك صراخ، وأولئك الذين كانوا على قيد الحياة كانوا يستغيثون، لكن أحدا لم يأتِ. تمكنا من إخراج نحو 15 شخصا، جميعهم قضوا اختناقا، جميعهم أبرياء".

وتابعت "غالبية القتلى من الأطفال، قضوا اختناقا من جراء القصف".

واعلن المغير أن القصف الإسرائيلي قتل ثلاثة اشخاص في منزل في مخيم الشاطىء. وقتلت غارات اخرى أربعة اخرين.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي الذي استأنف قبل أكثر من شهر غاراته في مختلف أنحاء قطاع غزة في المواجهة مع حركة حماس.

وقُتل منذ تجدد القصف والمعارك ما لا يقل عن 2111 فلسطينيا، وفقا للأرقام التي نشرتها وزارة الصحة التي تديرها حماس السبت.وأرتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب إلى 51495 قتيلا على الأقل، وفقا للوزارة.

اندلعت الحرب إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.

ومن بين 251 شخصاً اختطفوا في ذلك اليوم، ما زال 58 محتجزين في غزة، 34 منهم قتلى، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وسمحت هدنة تم التوصل إليها واستمرت من 19 يناير إلى 17 مارس بعودة 33 رهينة إلى إسرائيل، من بينهم ثمانية قتلى، في مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

والجمعة، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه "سلّم آخر مخزوناته الغذائية المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة في قطاع غزة. ومن المتوقع أن ينفد الطعام من هذه المطابخ بالكامل في الأيام المقبلة".

واظهرت صور اليوم فلسطينيين يقفون في طابور في مطبخ مشترك في النصيرات (وسط) في انتظار ملء أوعيتهم بالفاصولياء.

وقال النازح الفلسطيني وائل عودة "هذا أمر مأسوي. ليس هناك غذاء في المطابخ ولا في الاسواق".

وأوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية والسلع التجارية، متهمة حماس باستغلال المساعدات لصالحها، وهو ما تنفيه الحركة التي تتهم إسرائيل باستخدام "التجويع كسلاح حرب".

وبعدها، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة إكس من أن "الوضع هو نفسه بالنسبة للإمدادات الطبية. إنها تنفد"، مشددا على "ضرورة إنهاء هذا الحظر المفروض على المساعدات، فالأرواح تعتمد عليها".

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في حرب غزة
  • نتنياهو: إسرائيل ستسيطر على غزة عسكريا ولن تسمح للسلطة باستبدال حماس
  • إسرائيل أمام محكمة العدل..اتهامات بعرقلة دخول المساعدات لغزة
  • لواء احتياط إسرائيلي: لهذه الأسباب لن يتمكن الجيش من هزيمة حماس في غزة
  • لواء إسرائيلي سابق: الجيش عاجز عن هزيمة حماس
  • لواء إسرائيلي: الجيش في حالة مزرية وعاجز عن هزيمة حماس
  • مديناً استهداف الضاحية.. الرئيس عون: على الولايات المتحدة وفرنسا ان يجبرا إسرائيل على التوقف عن اعتداءاتها
  • الأمم المتحدة تحذر: العديد من الفلسطينيين قد يموتون جراء الحصار الإسرائيلي
  • اسرائيل تفجر منازل المدنيين على ساكنيها وعشرات الشهداء والجرحى تحت الأنقاض
  • ترامب يتوقع إبرام اتفاقات تجارية مع شركاء الولايات المتحدة خلال شهر