براءة المتهمين باستعراض القوة ضد حاضري «حفل المنصورية»
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
قضت محكمة شمال الجيزة، ببراءة المتهمين باستعراض القوة والتلويح بالعنف ضد حاضري حفل فيلا المنصورية، بمنطقة أبو رواش دائرة قسم كرداسة، في القضية رقم 14482 لسنة 2023 جنح.، لجلسة 3 ديسمبر للنطق بالحكم.
وفي وقت سابق، كانت النيابة العامة قد تلقت محضر الشرطة المؤرخ في ٢٧ / ١٠ / ٢٠٢٣، من رصد مقاطع مرئية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن تنظيم حفل صاخب بفيلا كائنة بطريق المنصورية بالجيزة، تخلله شجار دار بين مرتاديه، تراشـقـوا خلاله بزجاجات وعصي، وما إن تدخل الأهالي لفضه، حتى اتسعت دائرته؛ حيث اعتدى عليهم الأهالي بأسلحة بيضاء متلفين سيارات عددٍ منهم.
وأمرت النيابــة الـعـامــة بضبط مرتكــبي الواقعة، واستجوبت منظمي الحفل والمتهمين الضالعين في الاعتداء على مرتاديه.
وإذ شاهدت النيابة العامة المقاطع المرئية للواقعة، المنشورة - على إثر ارتكابها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ تبين ظهور شخصين وإحدى السيدات، مدعين وقوع جرائم خطف واغتصاب وسرقة بالإكراه، لبعض مرتادي الحفل؛ بل إنَّ ثمة من قتل، وذلك علي خلاف حقيقة الواقعة على النحو المبين سلفًا.
وباستجوابهم أنكر كل منهم ما نسب إليه من اتهام، وقرروا أنهم نشروا تلك المقاطع ظنًا منهم بصحة محتواها، على نحو تناقلته وسائل التواصل المختلفة وحين علموا بكذبها، حذفوها.
وقد انتهت النيابة العامة إلى تقديم ثلاثتهم إلى المحاكمة الجنائية، لإذاعتهم عمدًا أخبارًا وإشاعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حفل المنصورية براءة المتهمين استعراض القوة
إقرأ أيضاً:
وسائل “التباعد” الاجتماعي
كم مرة جلست مع أصدقائك أو أبنائك وبدأت تتحدث عن فيديو رايته على أحد التطبيقات، وقبل أن تكمل أول جملة قاطعك أحدهم وأكمل لك بقية الفيديو.
إن هذه التطبيقات تحاصرنا بمحتوى قليل منا من ينجو من أن تفرض عليه مواضيع بعينها. ويحس الإنسان أننا ندور في دائرة مغلقة فيها نفس المحتوى.
قليل من يختار بدقة من بين المحتوى المعروض وحتى يبحث عن محتوى يستفيد منه في عمله وحياته بصفة عامة، بل وأصبحت هذه المنصات هي مصدر المعلومات الأول وتكاد تكون المصدر الأوحد للمعلومات للكثيرين.
وأصبح الكثير يتبادل مقاطع متنوعة ابتداء من مقاطع الطبخ إلى العناية بالإطفال وانتهاء بمقاطع تقدم نصائح للعمل والتجارة غير مقاطع الإعلانات الترويجية.
قد يقول البعض إن هذه سمة العصر، ففي السابق كان الناس يعتمدون على الكتب للحصول على المعلومات ثم أصبح التلفزيون والراديو. ونحن الآن في عصر الإنترنت.
نعم لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي المصدر الأول للمعلومات لقطاع كبير من الناس. وكثير من الشباب والأطفال من يقضي الساعات وهو يتنقل بين مقاطع الفيديو دون أحساس بالزمن. وأصبح مدمنًا على التنقل بين المنصات المختلفة، وبالتالي يصبح الوقت الذي يمضيه الإنسان أمام هذه الشاشات أهم من الأنشطه الأخرى مثل الرياضة أو القراءة أو حتى قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء. بل ولا ينتهي يوم أحدهم إلا والجوال في يديه وقد ينام والمقاطع مستمرة على جواله ويظن الآخرون أنه لايزال مستيقظ.
قد يلجأ البعض إلى هذه المنصات ليخفف ضغوط العمل والحياة وتكون وسيلة للهروب من المشاكل. ولكن بعض الدراسات وجدت أن مخ الإنسان يوحي للشخص بأن هذه الفترات هي فترات تزداد فيها السعادة ولذلك تدفعه للبحث عن المزيد، وهنا يبدأ الإدمان، الذي يظهر بوضوح لو قطعت خدمة الإنترنت لسبب أو لآخر. عندها تجد ثورة عارمة لا تهدأ إلا إذا عادت خدمة الإنترنت.
ومن مشاكل منصات التواصل الاجتماعي أن الإنسان يجد نفسه منساقًا للتقليد واتباع أحدث ظواهر المؤثرين ويخاف أن يوصف بأنه متأخرًا عن باقي أقرانه، فمن قصات الشعر الغريبة إلى البنطلونات الممزقة أو التحديات التى تنتشر بين الناس كل فترة.
ومن الغرائب أن وسائل التواصل الاجتماعي التي بدأت كوسيلة للتواصل بين الأصدقاء والأهل أصبحت سبباً للتباعد بين الناس، فكم من عائلة تجتمع في مكان واحد ولكن كل فرد مشغول بشاشة الهاتف. وقد يسود الصمت لفترة طويلة لا يقطعها إلا تعليق أحدهم على المقطع الذي يتابعه.
مع الأسف، فإن هذه الوسائل تدفع الإنسان إلى العيش في عالم افتراضي بدلًا من أن يعيش الحياة الحقيقية. أما بالنسبة للأطفال فالوضع أخطر، فهي تحرمهم من الأنشطة الجماعية والبدنية وتدفعهم للعزلة كما أنها تؤثر على صحة الأطفال حسب آخر الأبحاث العالمية. ولذلك نجد أنهم في الغرب يمنعون أبنائهم من استخدام الأجهزة المحمولة أغلب الأوقات. هذا غير المحتوي الذي يحس معه الإنسان أنه مراقب من قبل هذه الشاشات، فهو ما أن يتحدث عن أي سلعة مثل سيارة أو هاتف إلا ويجد جميع المقاطع التى تروج للسيارات والهواتف تعرض عليه.
ولا أنسى أني كنت أتحدث يوماً مع أبنائي حول موضوع القروض السكنية، وما أن فتحت جوالي إلا وجدت إعلانات عن جهات توفر قروضًا لامتلاك السكن.