مجلة فرنسية: ما مزايا صواريخ سكالب التي قدمتها باريس لكييف؟
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
قالت مجلة "لوبس" (L’Obs) إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) أن فرنسا ستسلم كييف صواريخ جديدة طويلة المدى من نوع "سكالب" تسمح لأوكرانيا بتنفيذ ضربات في مدى بعيد نسبيا، مما أثار حفيظة الكرملين الذي توعد بـ"إجراءات مضادة".
وأوضح ماكرون عند وصوله إلى قمة الناتو في فيلنيوس بليتوانيا "أعتقد اليوم أن المهم بالنسبة لنا هو إرسال رسالة دعم لأوكرانيا ووحدة الناتو"، كما أفاد مصدر عسكري فرنسي بأن الدفعة الأولى من الصواريخ وصلت بالفعل إلى أوكرانيا.
يتم إطلاق هذا الصاروخ -الذي تم تطويره بشكل مشترك بين بريطانيا وفرنسا- من طائرة مقاتلة ويصل مداه إلى أكثر من 250 كيلومترا، مما يعني أنه أطول مدى من أي سلاح قدّم لكييف من قبل الدول الغربية حتى الآن، وهو يتيح لها الوصول إلى مناطق في شرق البلاد يسيطر عليها الروس الآن.
ولم تقدم باريس أي تفاصيل عن عدد الصواريخ التي سلمتها بالفعل أو التي سيتم تسليمها، ولكن مخزوناتها تقدر بـ"أقل من 400″ وفقا لمجلة الدفاع والأمن الدولي المتخصصة.
وقال المصدر العسكري الفرنسي المذكور سابقا إن "العدد الذي تم تسليمه لأوكرانيا مهم للغاية، وهو يحافظ على المخزونات الفرنسية أعلى بكثير من حاجتها"، كما أن هذا التسليم يفي بالمعايير الفرنسية الثلاثة: أن تكون "مفيدة في قتال" الأوكرانيين، و"غير تصعيدية" ضد روسيا، و"لا تضعف قدرة فرنسا على الدفاع عن نفسها".
ومع هذه الصواريخ تستطيع القوات الأوكرانية أن تعطل اللوجستيات والقيادة والسيطرة الروسية، كما "يمكن لبعض الطائرات المقاتلة أن تحدث الفارق"، ويقول ديلان ليرك المحلل في شركة مخابرات بريطانية خاصة إن هذه الصواريخ أصبح معها المقر الرئيسي للبحرية الروسية بالبحر الأسود في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم في مرمى نيران الأوكرانيين مثل العديد من المدن الروسية بالقرب من الحدود.
وأشارت المجلة إلى أن الرئيس الفرنسي أوضح أنه حتى لو كسرت بلاده المحرمات من جهة مدى الصواريخ المقدمة لكييف فإنه سيتم تسليمها لتمكين أوكرانيا من الدفاع عن أراضيها، مع استبعاد أي استخدام لتلك الصواريخ لضرب روسيا.
ورد الكرملين على الفور بأن تسليم هذه الصواريخ كان "خطأ"، وأن على روسيا اتخاذ "إجراءات مضادة" في الصراع في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "من وجهة نظرنا هذا قرار خاطئ وله عواقب وخيمة على الجانب الأوكراني، لأنه سيجبرنا على اتخاذ إجراءات مضادة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر
يسود قلق في الأوساط الحقوقية بشأن مصير الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، الذي أوقفته السلطات الجزائرية في 16 نوفمبر 2024، في مطار الجزائر العاصمة فور وصوله من فرنسا.
صحيفة « لوموند » الفرنسية، أفادت بأن صنصال 75 عاما، أدلى بتصريحات لمجلة « فرونتيير » اليمينية، اعتبر فيها أن الاستعمار الفرنسي انتزع أراضي مغربية لصالح الجزائر. وتُعد هذه التصريحات « حساسة » بالنسبة للنظام الجزائري المعادي للمغرب.
وأعربت دار النشر الفرنسية « غاليمار » عن قلقها العميق إزاء اعتقال صنصال، ودعت إلى الإفراج الفوري عنه. كما أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قلقه البالغ بشأن اختفاء الكاتب، مشيرًا إلى أن « أجهزة الدولة مستنفرة لكشف ملابسات وضعه ».
وكتبت دار النشر في بيان « تُعرب دار غاليمار (…) عن قلقها العميق بعد اعتقال أجهزة الأمن الجزائرية الكاتب وتدعو إلى الإفراج عنه فورا ». وذكرت وسائل إعلام عدة، من بينها مجلة « ماريان » الفرنسية، أن الكاتب البالغ 75 عاما والمعروف بمواقفه المنددة بالتشدد الديني والاستبداد، أوقف السبت 16 / 11 / 2024 في مطار الجزائر العاصمة آتيا من فرنسا.
وكانت دار النشر « غاليمار » مُنعت من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب خلال الشهر الجاري نونبر 2024.
كما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية عن « توقيف صنصال في مطار الجزائر » العاصمة، دون ذكر معلومات رسمية أخرى عن مصيره في ظل توتر العلاقات بين باريس والجزائر.
وأعرب عدد من القادة السياسيين الفرنسيين عن قلقهم، أبرزهم رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب الذي اعتبر أن الكاتب « يجسد » بشكل خاص « الدعوة إلى العقل والحرية والإنسانية ضد الرقابة والفساد والإسلاموية ».
من جانبه، وصف الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا اعتقال صنصال بأنه « مزعج »، مؤكدًا أن « المثقف مكانه حول طاولة مستديرة، في جلسة لمناقشة الأفكار، وليس في السجن ».
وندد الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود باعتقال مواطنه صنصال.
وردت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أمس الجمعة بانتقاد فرنسا لدفاعها عن « مُنكِر يشكك في وجود الجزائر واستقلالها وتاريخها وسيادتها وحدودها »، واصفة الكاتب بأنه « دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر ».
تجدر الإشارة إلى أن بوعلام صنصال يُعتبر من الأسماء البارزة في الأدب المعاصر الناطق بالفرنسية، ويُعرف بكتاباته الملتزمة من أجل الديمقراطية، وبأسلوبه اللاذع في بعض الأحيان.