إسرائيل تكثف هجومها الجوي والبحري والبري على غزة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
آخر تحديث: 3 دجنبر 2023 - 12:51 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- صعد الجيش الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، منذ انتهاء الهدنة هجومه الجوي والبحري على قطاع غزة، حيث نفذت طائرات وبوارج حربية إسرائيلية قصفاً عنيفاً على مدينة خان يونس جنوب القطاع، ومدينة دير البلح وسطه، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 150 شخصاً، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف أكثر من 400 هدف، منذ انتهاء الهدنة مع حركة حماس ،وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» نقلاً عن مصادر محلية، أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارات عنيفة على مدينة خان يونس، مضيفة: إن الهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء.
ولم يترك الطيران الحربي الإسرائيلي ولا المدفعية منطقة في قطاع غزة دون قصف، لكن النصيب الأكبر منذ إعلان إسرائيل عودتها لقصف القطاع كان لخان يونس ورفح، محافظتي الجنوب، اللتين تطالب إسرائيل سكانهما- وجلهم نازحون – بالنزوح مجدداً.وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، أمس، إن الطائرات الإسرائيلية واصلت شن سلسلة غارات وصفتها بالعنيفة على منازل المواطنين في منطقتي الشيخ نصر وبني سهيلا، وأضافت: إن الشظايا وصلت إلى مدرسة تابعة لوكالة الأونروا، تؤوي مئات النازحين.وبحسب الوكالة فإن المدفعية الإسرائيلية قصفت المناطق الزراعية الشرقية لمدينة خان يونس، فيما أفاد تلفزيون فلسطين بمقتل أكثر من 100 شخص في قصف طائرات إسرائيلية منزلاً يؤوي عائلات ونازحين بمخيم جباليا بشمال قطاع غزة.وذكر تلفزيون فلسطين في وقت سابق أن أكثر من 40 شخصاً قتلوا إثر قصف إسرائيلي على منزل بحي الزيتون في مدينة غزة.وفي حي الشجاعية بمدينة غزة أيضاً قالت قناة الأقصى إن 11 شخصاً قتلوا في قصف جوي إسرائيلي على منزل، كما استهدف طيران اسرائيل محيط سوق اليرموك وسط مدينة غزة، ودمر 3 منازل، و3 مساجد في خان يونس جنوبي القطاع.وبحسب تلفزيون فلسطين فإن عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أمس ارتفع إلى 2460، والجرحى إلى 650 شخصاً. وفتحت بوارج حربية إسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة على المناطق الساحلية لمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وأسقطت عشرات القنابل المضيئة في سماء المدينة.وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل ما لا يقل عن 150 شخصاً في الضربات الإسرائيلية.وأعلن متحدث صحة غزة ارتفاع عدد ضحايا الحرب على القطاع منذ 7 أكتوبر إلى 15207 قتلى، و40,652 مصاباً. وقال أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحافي: إن 280 من الكوادر الطبية قتلوا وجرح مئات آخرون منذ اندلاع الحرب، مشيراً إلى اعتقال 31 آخرين، وأوضح أنه تم استهداف 130 مؤسسة صحية، وإخراج 20 مستشفى عن الخدمة، واستهداف وتدمير 56 سيارة إسعاف.وقال الدفاع المدني بغزة، إنه يحتاج بشكل عاجل لآليات للاستمرار في انتشال الجثث من تحت الأنقاض، مضيفاً: «لم نستطع انتشال جثث في محيط مستشفيات القدس والرنتيسي والنصر بمدينة غزة»، ومن جهته أكد مدير مستشفى العودة بشمال غزة أن لديهم عجزاً كبيراً في توافر وحدات الدم لإنقاذ الجرحى.في الأثناء قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، أمس السبت: «إننا نضرب حالياً أهدافاً عسكرية لحماس في كل أنحاء قطاع غزة».وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف «أكثر من 400 هدف » في قطاع غزة، منذ انتهاء الهدنة، حسبما نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية». وأكد الجيش مشاركة قوات جوية وبحرية وبرية في الضربات، مضيفاً: إن الطائرات الحربية قصفت «أكثر من 50 هدفاً في هجوم مكثف في منطقة خان يونس» بجنوب القطاع.وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن «معارك برية واسعة النطاق» اندلعت حول مدينة خان يونس في الجزء الجنوبي من القطاع، وقال الجيش الإسرائيلي إن بعض قيادات حماس كانت موجودة في المنطقة.كشف الجيش الإسرائيلي، أمس، لأول مرة عن مقتل قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة، خلال هجوم السابع من أكتوبر، مؤكداً أن جثته لدى حركة حماس.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی مدینة خان یونس مدینة غزة قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
في مشهدٍ دموي متواصل منذ أكثر من عام ونصف، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العنيف على قطاع غزة، متسببًا بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وبينما تتعالى الأصوات الدولية المطالِبة بوقف الحرب، تتجه إسرائيل إلى تصعيد ميداني جديد، متجاهلة الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى هدنة شاملة.
وفي هذا السياق، تكشف تقارير إعلامية إسرائيلية عن نوايا لتوسيع العمليات البرية واحتلال مناطق إضافية داخل القطاع، وسط حالة من الترقب والمخاوف من انفجار الأوضاع بشكل أكبر.
خطط لتوسيع العمليات البريةأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتوسيع عملياته البرية واحتلال مناطق جديدة داخل قطاع غزة، مع تصعيد ملحوظ في شدة القصف الجوي الذي لم يهدأ طوال الأشهر الماضية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش يستعد بالفعل لتوسيع عملياته الميدانية، مستفيدًا من حالة الجمود التي تخيم على المفاوضات الجارية بين الأطراف المختلفة، حيث لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي تقدم ملموس.
بدوره، قال مراسل القناة 12 الإسرائيلية إن مصادر عسكرية إسرائيلية أبلغت خلال الأيام الماضية مسؤولين في المستوطنات المحاذية لغزة بخطط لتصعيد الضغط العسكري بشكل كبير، بما يشمل تعبئة واسعة لقوات الاحتياط بهدف تنفيذ عمليات برية مكثفة ومتزامنة في مناطق جديدة داخل القطاع لم تدخلها القوات حتى الآن.
وأشار المراسل إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى أيضًا إلى تعزيز الحماية الأمنية في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، تحسبًا لأي تطورات ميدانية مفاجئة.
وأضافت القناة أن هذه الخطوات تأتي في إطار خطط معدة سلفًا لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية، مع استمرار الجهود الخلفية التي تهدف إلى التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار، رغم أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن التصعيد هو الخيار المفضل حاليًا لدى إسرائيل لتعزيز موقفها التفاوضي.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن إسرائيل لم تقدم أي إجابات واضحة للوسطاء في مصر وقطر بشأن مقترح حركة حماس الذي يقضي بتسليم جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب بشكل كامل ودائم على قطاع غزة.
وأضاف الرقب، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، أن المقترح المصري السابق الذي طرح في وقت سابق لم يلق موافقة إسرائيلية أيضًا، مما يعكس استمرار تعنت الاحتلال في التعامل مع الجهود الرامية إلى وقف الحرب.
وأوضح الرقب أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب حاليًا دورًا أكثر نشاطًا لدفع الأطراف نحو اتفاق ينهي القتال، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لزيارة المنطقة خلال الأيام المقبلة، حيث سيبحث عددًا من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها ملف وقف الحرب في قطاع غزة.
وأكد الرقب أن "أهم الأولويات الآن هي وقف الحرب فورًا، والبدء بترتيبات جديدة لإدارة قطاع غزة"، مشددًا على أن الولايات المتحدة معنية بشكل كبير بالتهدئة في القطاع، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية للآلة العسكرية الإسرائيلية التي تحصد أرواح المدنيين منذ أكثر من عام ونصف.
انتهاكات الاحتلال في غزة منذ 7 أكتوبر 2023منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، شهد القطاع تصعيدًا غير مسبوق في مستوى العنف والدمار، فقد شنت قوات الاحتلال آلاف الغارات الجوية والمدفعية، استهدفت خلالها الأحياء السكنية، والمستشفيات، والمدارس، ومراكز الإيواء، والبنية التحتية المدنية، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
ورافق العمليات العسكرية حصار خانق على القطاع، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، مع نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والوقود والأدوية، كما تعرضت المؤسسات الصحية والبنية التحتية الحيوية للتدمير الممنهج، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية.
ورصدت تقارير حقوقية دولية، منها تقارير صادرة عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ارتكاب قوات الاحتلال انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، من بينها القصف العشوائي لمناطق مكتظة بالسكان، واستخدام القوة المفرطة، واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، فضلاً عن التهجير القسري لمئات الآلاف من المدنيين.
وبرغم صدور العديد من قرارات الإدانة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وفرض محكمة العدل الدولية في لاهاي إجراءات احترازية لحماية المدنيين الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل استمرت في تجاهلها، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي وغربي مكشوف.
ومع دخول العدوان عامه الثاني، لا تزال غزة تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، وسط غياب واضح للمساءلة الدولية الفعالة، وتجاهل صارخ للقانون الدولي الإنساني.
في ظل الجمود السياسي، والتعنت الإسرائيلي، ومواصلة العدوان، يبقى قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية كبرى. وبينما تتحرك بعض الجهود الدولية الخجولة لمحاولة وقف الحرب، تصر إسرائيل على التصعيد الميداني، متجاهلة النداءات الإنسانية العاجلة. ومع استعداد الرئيس الأمريكي ترامب لزيارة المنطقة، يبقى السؤال معلقًا: هل تسفر هذه التحركات عن وقفٍ فعلي للعدوان، أم أن غزة ستظل تدفع وحدها ثمن ازدواجية المعايير الدولية؟