غزة/القاهرة -  (رويترز)
تواجه إسرائيل دعوات أمريكية متزايدة لتجنب إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين الفلسطينيين في قتالها ضد مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، بينما لم يبد الجانبان المتحاربان اليوم الأحد أي إشارة على التحرك باتجاه إحياء الهدنة المنهارة بينهما.

وبينما قصفت القوات الإسرائيلية القطاع بعد انهيار الهدنة، قالت نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس إن عددا كبيرا للغاية من الفلسطينيين الأبرياء قتلوا في غزة، واعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن حماية المدنيين "مسؤولية أخلاقية" على إسرائيل.

وزادت تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين أمس السبت الضغوط التي تمارسها واشنطن على إسرائيل لتوخي مزيد من الحذر في الوقت الذي تحول فيه تركيز هجومها العسكري إلى الجنوب في قطاع غزة المحاصر.

ومع تجدد القتال لليوم الثالث، يخشى السكان من أن يكون القصف الجوي والمدفعي مجرد مقدمة لعملية برية إسرائيلية في جنوب القطاع وهو ما من شأنه محاصرتهم في منطقة تتضاءل مساحتها وربما محاولة دفعهم باتجاه مصر.

ونشر الجيش الإسرائيلي بيانا على موقع إكس صباح اليوم الأحد يأمر فيه الفلسطينيين في قطاع غزة بإخلاء ست مناطق في خان يونس وحولها على الفور.

وطلب أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية، من الفلسطينيين الانتقال إلى ما وصفها "بملاجئ النازحين المعروفة" غربي المدينة بما فيها الجنوب باتجاه رفح، وأرفق تعليماته بخريطة تبرز هذه المناطق.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس السبت إن إسرائيل تنسق مع الولايات المتحدة والمنظمات الدولية لتحديد "مناطق آمنة" للمدنيين في غزة.

لكن مسؤولي الأمم المتحدة والسكان في غزة يقولون إن من الصعب الاستجابة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية في الوقت الراهن بسبب عدم توفر خدمة الإنترنت وعدم وجود إمدادات منتظمة من الكهرباء في ظل الهجوم العسكري الإسرائيلي.

* حجم المعاناة مفجع

قالت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس اليوم الأحد إن سبعة فلسطينيين قتلوا وأصيب عدد آخر جراء غارة إسرائيلية على منزل شرقي مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

وذكر مسؤولون في وزارة قطاع الصحة الفلسطيني بغزة أن عدة أشخاص قتلوا بينهم أطفال جراء قصف بالطائرات أدى إلى تدمير عدة منازل في بلدة القرارة قرب خان يونس خلال الليل.

وقالت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق إن 193 فلسطينيا على الأقل قُتلوا منذ انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا يوم الجمعة. ويضاف هذا العدد إلى أكثر من 15 ألف فلسطيني قتلوا منذ بدء الحرب.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس في أعقاب الهجوم الذي شنته في السابع من أكتوبر تشرين الأول في جنوب إسرائيل التي تقول إنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.

وقالت هاريس في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) في دبي إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، لكن يجب احترام القانون الدولي والإنساني وأضافت "قُتل عدد كبير للغاية من الفلسطينيين الأبرياء".

وتابعت هاريس للصحفيين "بصراحة، حجم معاناة المدنيين والصور ومقاطع الفيديو القادمة من غزة مفجع".

وأدلى أوستن بما قد تكون أقوى تصريحاته حتى الآن بشأن ضرورة حماية إسرائيل للمدنيين في غزة، واصفا إياها بأنها "مسؤولية أخلاقية وضرورة استراتيجية".

وقال أوستن أمام منتدى دفاعي في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا "إذا دفعتهم (المدنيين) إلى أحضان العدو، فإنك تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية".

وقال أوستن الذي تعهد بوقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل باعتبارها "أقرب أصدقائها في العالم"، إنه ضغط على المسؤولين الإسرائيليين لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير.

وقال مارك ريجيف، أحد كبار مستشاري نتنياهو، إن إسرائيل ستسعى عندما تنتهي الحرب إلى إقامة "غلاف أمني" لمنع حماس من التمركز على حدود غزة.

* استهداف الجنوب

قال مسؤولو الصحة في غزة إن 650 شخصا أصيبوا بالإضافة إلى عدد القتلى منذ انهيار الهدنة.

وقالت مصادر أمنية مصرية ومن الهلال الأحمر إن أولى شاحنات المساعدات منذ انتهاء الهدنة دخلت عبر معبر رفح من مصر أمس السبت. وأضافت المصادر أن نحو 100 شاحنة مرت عبره.

ويحمل طرفا الحرب بعضهما المسؤولية عن انهيار الهدنة التي أطلقت خلالها حماس سراح محتجزين لديها مقابل إطلاق سراح فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقالت إسرائيل إنها استدعت فريقا من قطر التي تستضيف مفاوضات غير مباشرة مع حماس واتهمت الحركة الفلسطينية بالتراجع عن اتفاق لإطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم.

لكن صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس قال إنه لن يتم تبادل أي شخص تحتجزه الحركة مع إسرائيل ما لم يتم التوصل لوقف لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين في إسرائيل.

وقال العاروري لقناة الجزيرة إن المحتجزين لدى حماس هم جنود ومدنيون خدموا سابقا في الجيش الإسرائيلي.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه متوجه إلى قطر للعمل على التوصل إلى هدنة جديدة.

وتعرض الجزء الجنوبي من غزة، بما في ذلك خان يونس ورفح، الذي لجأ له مئات الآلاف من النازحين من شمال القطاع للقصف أمس.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر محلية قولها إن طائرات حربية قصفت منزلين في مخيم النصيرات للاجئين مما أدى إلى مقتل 13 شخصا على الأقل. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح.

ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه التقارير بشكل مستقل.

وقالت حماس إنها استهدفت تل أبيب بوابل من الصواريخ. ولم ترد تقارير عن وقوع أضرار لكن مسعفين قالوا إن رجلا تلقى العلاج بسبب إصابته بشظية في وسط إسرائيل.

(شارك في التغطية محمد سالم ورولين التفكجي من غزة وآري رابينوفيتش وإميلي روز من القدس وأندرو ميلز من الدوحة وستيف هولاند وفيل ستيوارت من واشنطن - إعداد الشيماء سعد للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل | مصادر محلية: الاحتلال الإسرائيلي يدفع بتعزيزات إلى مخيم بلاطة بنابلس بعد اكتشاف الفلسطينيين قوة خاصة بالمخيم

التفاصيل بعد قليل..

مقالات مشابهة

  • تزايد الهجمات السيبرانية على مرافق المياه الأمريكية
  • كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا .. «تقارير»: مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل تقترب من الحسم
  • وزير سويدي: السويد لن تمول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد الآن
  • 200 مليون دولار من أمريكا الى السودان وإجراءات عاجلة وطارئة ودعوة لوقف القتال
  • الحوثي: أمريكا شريك أساسي في جرائم “إسرائيل” تحت غطاء “الدفاع عن النفس” 
  • بوتين يخصص جزءا من مؤتمره السنوي للأزمة الأوكرانية
  • منظمة حقوقية: إسرائيل قتلت آلاف الفلسطينيين بقطع الماء عن غزة
  • عاجل | مصادر محلية: الاحتلال الإسرائيلي يدفع بتعزيزات إلى مخيم بلاطة بنابلس بعد اكتشاف الفلسطينيين قوة خاصة بالمخيم
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل مُصرة على استكمال مشروع «اقتطاع ثلث غزة»