واشنطن-سانا

بالقتل والاعتقال والحرمان من أبسط حقوق الحياة تستهدف “إسرائيل” أطفال فلسطين الذين يرزحون بالمئات في معتقلات الاحتلال في ظل ظروف قاسية، حيث يتعرضون للتعذيب والترهيب لمجرد كونهم فلسطينيين، كما أكد موقع موندويس الإخباري.

الموقع الذي ينشر أخباره من واشنطن، قال في سياق مقال أعدته الفلسطينية يمنى باتل مديرة الاخبار بالموقع: إن لـ “إسرائيل” باعاً طويلاً في اعتقال الأطفال الفلسطينيين وتعريضهم للإساءة والترهيب والاذى النفسي، مشيراً إلى أن الحرمان من الحرية ومن أبسط حقوق الإنسان وتجريد الأطفال من كرامتهم وطفولتهم، ما هي إلا أساليب يتبعها الاحتلال الإسرائيلي لفرض سيطرته كقوة استعمارية عنصرية.

وأوضح الموقع أنه مقابل الأسرى من الأطفال والنساء الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية، اعتقلت قوات الاحتلال المئات غيرهم وزجتهم في معتقلاتها، وفي حين بلغ عدد النساء والأطفال المفرج عنهم نحو 240 قامت قوات الاحتلال باعتقال أكثر من 300 فلسطيني من القدس المحتلة وباقي مناطق الضفة الغربية.

وأشار الموقع إلى أن منظمات حقوقية في فلسطين المحتلة تقدر عدد الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال بنحو 8 آلاف، أكثر من 3 آلاف منهم اعتقلوا منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حيث شنت قوات الاحتلال حملات اعتقال تعسفية كبيرة ولا سيما في الضفة الغربية، مبيناً أنه لا يمكن تحديد عدد دقيق للأسرى في معتقلات الاحتلال، وخاصة الأطفال نظراً لحجم حملات الاعتقالات التي يشنها.

ولفت الموقع إلى أن الصور التي تظهر إطلاق سراح الأطفال الفلسطينيين الأسرى أثارت أسئلة حول العالم حول سبب اعتقالهم، والإجابة عن هذه التساؤلات تكمن في استهداف “إسرائيل” لأطفال فلسطين وإصرارها على تدمير نفسيتهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم وحجزهم وتعريضهم للتعذيب والترهيب، ولا سيما داخل المعتقلات، وهي بذلك تتصرف كأي قوة استعمار عنصرية.

وبين الموقع أن “إسرائيل” تعتقل سنوياً ما بين 400 و500 طفل فلسطيني يؤخذ عنوة من أحضان والديه ويحتجز بعيداً في ظل ظروف التعذيب والقهر داخل معتقلات الاحتلال، وغالباً ما تتم عمليات الاعتقال ليلاً وينفذها جنود إسرائيليون ملثمون يقومون بعصب أعين الأطفال وضربهم وسحبهم من أيدي عائلاتهم دون أن تعرف الجهة التي يقتادونهم إليها.

ووفقاً للمنظمة الدولية للدفاع عن أطفال فلسطين فإن الأطفال الأسرى يتعرضون للضرب والإهانة، ويتم تجريدهم من ملابسهم واستجوابهم بشكل قاس على مدى أيام دون وجود محام فلسطيني أو قدرته على الوصول إليهم أصلاً، مبينة أن الاحتلال يحتجز واحداً من أصل كل أربعة أطفال فلسطينيين أسرى في زنزانة انفرادية كنوع من التعذيب النفسي والجسدي، فيما يتعرض الباقون للضرب والتعذيب والحرمان من النوم والغذاء، وبعد تعرضهم لكل هذا التنكيل يجبرون على توقيع وثائق لا يستطيعون فهمها تكون بمثابة اعترافات بأشياء لم يقوموا بها.

وتوالت في الفترة الماضية شهادات الأسرى المحررين من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، بمن فيهم الطفل محمد نزال الذي دخل معتقلات الاحتلال سليماً وخرج منها مصاباً بكسور في أصابعه وذراعيه جراء تعرضه للتعذيب، وكشف لحظة خروجه من المعتقل ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون من تعذيب وتنكيل يؤدي أحياناً للموت أو الإعاقة أو الإصابة بأمراض خطيرة بينها فقدان الذاكرة.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: معتقلات الاحتلال أطفال فلسطین فی معتقلات من أبسط

إقرأ أيضاً:

روايات للجزيرة نت.. الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا بسجونه

رام الله- أقرّت أوساط أمنية إسرائيلية بتقليص وجبات الطعام للأسرى الفلسطينيين، في وقت أكد فيه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن تقليص كميات الطعام يندرج ضمن إجراءات "ردع" الأسرى.

ووفق مسؤول فلسطيني وأسير مفرج عنه مؤخرا تحدثا للجزيرة نت، فإن سياسة "التجويع" تركت أثارها على الأسرى بفقدان الوزن بالدرجة الأولى، ثم الضعف العام على أجسادهم، والذي بدأ يظهر بشكل جلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 220 منظمة حقوقية تدعو لبنان لوقف التعذيب وإعادة السوريين قسرياlist 2 of 2رايتس ووتش تتهم الحوثيين بإخفاء عشرات الموظفين الأمميين والجماعة تردend of list

والأربعاء، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أمنية قولها إن "إدارة السجون الإسرائيلية قلصت بشكل كبير كميات الطعام للأسرى الفلسطينيين، منذ 7 أكتوبر".

ووفق الصحيفة، تم توجيه انتقادات حادة إلى مصلحة السجون في عدة مناقشات مغلقة عُقدت مؤخرا، وعقب الالتماس الذي قدمته جمعية الحقوق المدنية (غير حكومية)، وجرى نقاشه الأربعاء في المحكمة الإسرائيلية العليا.

ونقلت الصحيفة عن الوزير المتطرف بن غفير أنه خاطب الملتمسين في رسالة، وادعى أن الإجراء "رادع"، موضحة أنه تفاخر في أكثر من مناسبة بالأشهر الماضية بأنه يقف وراء خفض حصص الغذاء التي تُقدم للمعتقلين الفلسطينيين.

وتظهر صور الأسرى المفرج عنهم أجسادا هزيلة وتراجعا كبيرا في الأوزان، فيما تواصلت التحذيرات من عواقب صحية أكثر صعوبة.

الأسير المفرج عنه مؤخرا يوسف أبو راس قبل وبعد الاعتقال الذي استمر 6 شهور (الجزيرة) ماذا يأكل الأسرى؟

والأسير السابق يوسف أبو راس، مرشد تربوي في وزارة التربية والتعليم بجنوبي الخليل، اعتقل بعد اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأمضى في السجن 6 شهور، وأفرج عنه مؤخرا بعد أن فقد 40 كيلوغراما من وزنه.

ردا على سؤال الجزيرة نت حول طعام الأسرى، قال إنه كان في سجن نفحة الصحراوي، "وكان الأفضل من حيث كمية الطعام رغم قلّتها".

وأضاف "الفطور علبة لبن وزنها 25 غراما لكل أسير، والغداء نحو 4 ملاعق أرز غير ناضج وكريه الرائحة، والعشاء مثله تقريبا، وأحيانا مع قطِع من النقانق أو لحم الحبش لا يتجاوز وزنها 50 غراما".

ويتابع أن الأسرى لا يحصلون على الشاي أو القهوة أو الفاكهة نهائيا، وأن الطعام الذي يقدم لغرفة فيها 14 أسيرا لا يشبع أسيرا واحدا.

واختصر حالة الأسرى بقوله "ينتظر الأسير الطعام وهو جائع، وينهي وجبته وهو جائع، وينتظر الوجبة التالية وهو جائع، وهكذا على مدى شهور الاعتقال".

وتابع أن جسد الإنسان "يحتاج يوميا حوالي 4 آلاف سعرة حرارية لكنه لا يحصل على 1500، وبالتالي يبدأ استهلاك الدهون ثم العضل، حيث يشعر الأسرى بآلام شديدة ونقصان حاد في الوزن يتروح بين 40 و50 كيلوغرما، وهذا ما حدث معي، وتأكد بعد إجراء فحوصات طبية عقب الإفراج عني".

وفي مقارنته لنوعية وكمية الطعام بعد 7 أكتوبر وقبله، قال إن الفارق كبير "كنا نعتمد على متجر السجن لشراء الطعام وهذا ممنوع الآن، كنا نعد 7 أصناف على الفطور، ومثلها على الغداء والعشاء وأحيانا باللحم والدجاج، كان الأسرى يأكلون ويشبعون ويعدون الطعام بأنفسهم".

ويلفت أبو راس إلى انعكاسات خطيرة على صحة الأسرى، كلما طالت فترة الاعتقال والجوع، "أحدهم أفرج عنه قبل أيام وأخبرني بأن وزنه نقص 50 كيلوغراما، وأن أعراضا بدأت تظهر على الأسرى سببها الجوع ومنها تساقط الشعر والدوخة، وعدم القدرة على الحركة".

قدورة فارس: لم يصل حال الأسرى سابقا لهذا المنحدر الخطير (الجزيرة) منحدر خطير

من جهته، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس للجزيرة نت، إنه لطالما حذّر والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية من سياسة التجويع التي يتبعها الاحتلال.

وردا على سؤال للجزيرة نت، حول توثيق مؤسسات الأسرى حالات تجويع سابقة على مدى عقود من الاحتلال، أجاب بأنه اعتقل عندما كان عمر الاحتلال 13 عاما (أي عام 1980)، والتقى أسرى اعتقلوا في النكسة عام 1967 وآخرين إبان الانتداب البريطاني قبل عام 1948، واستمع إلى تجاربهم، وكان لديه فضول لمعرفة ما كان يجري معهم.

وأضاف "لم أسمع في أي مرحلة من المراحل أن احتلال وصل لهذا المنحدر الخطير في التعامل مع الأسرى، والذي وصلت إليه إسرائيل اليوم، يضاف إليه قطع الأيدي وفقء الأعين والاغتصاب وغيرها".

وتابع أن بن غفير يتفاخر بأنه يقلص وجبات الأسرى لردع حركة حماس، متسائلا "ما علاقة ذلك بالحرب؟ بماذا يمكن أن يخدم التجويع معركتهم؟ وهل يأتي بصورة انتصار؟".

ويجيب فارس "إنها حرب انتقامية ليست أكثر، الروح الشريرة استيقظت نتيجة شعور بالإحباط، ونتيجة ثقافة العنصرية والخيبة".

ولفت إلى أن القانون الدولي يلزم الدول المحتلة بتوفير الغذاء والملبس والعلاج، ومكان مناسب للاحتجاز والخدمات الصحية والإنارة وغيرها، لكن ذلك كله يطبّق نقيضه على الأسرى الفلسطينيين.

ولفت إلى تحرك قانوني ضد إدارات السجون بسبب سياسة التجويع، حيث تقدم الأخيرة قوائم طعام غير حقيقية تدعي أنها تقدمها للأسرى، ولا تكلف المحكمة نفسها عناء التدقيق أو طلب تشكيل لجنة للتحقق من صحة ادعائها "في تواطؤ واضح مع إدارات السجون".

وتقدر مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بنحو 9400، وهذا لا يشمل عمليات الاعتقال في قطاع غزة.

الأسرى يتعرضون لحرب تجويع ممنهجة، تعرف على قرارات حكومة الاحتلال بما يخص طعام الأسرى. pic.twitter.com/BtSxnwOLqn

— شبكة قدس | الأسرى (@asranews) June 26, 2024

ماذا تقول اتفاقية جنيف؟

تفرض اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب على الدولة الحاجزة "أن تزود أسرى الحرب الذين يتم إجلاؤهم بكميات كافية من ماء الشرب والطعام، وبالملابس والرعاية الطبية اللازمة".

كما تنص على أن تكون وجبات الطعام الأساسية اليومية "كافية من حيث كميتها ونوعيتها وتنوعها، لتكفل المحافظة على صحة أسرى الحرب في حالة جيدة، ولا تعرضهم لنقص الوزن أو اضطرابات العوز الغذائي، ويراعى كذلك النظام الغذائي الذي اعتاد عليه الأسرى" وأن "يُزوّد أسرى الحرب بكميات كافية من مياه الشرب".

كما تنص على أنه "بقدر الإمكان، يشترك أسرى الحرب في إعداد وجباتهم، ولهذا الغرض، يمكن استخدامهم المطابخ. وعلاوة على ذلك، يزودون بالوسائل التي تمكنهم من تهيئة الأغذية الإضافية التي في حوزتهم بأنفسهم". وتحظر الاتفاقية "اتخاذ أي تدابير تأديبية جماعية تمس الغذاء".

وإضافة إلى التجويع وسياسة الضرب والتعذيب، فرض الاحتلال إجراءات غير مسبوقة بحق الأسرى بالتزامن مع بدء الحرب على غزة، بينها قطع الكهرباء والمياه ومصادرة الأجهزة الكهربائية، بما فيها أجهزة المذياع والتلفاز، والملابس، بحيث يبقى الأسرى بالملابس التي اعتقلوا بها طوال فترة الاعتقال، وفق توثيق مؤسسات الأسرى.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تنضم إلى «نداء العمل» من أجل أطفال فلسطين
  • موندويس: مخطط إسرائيل المسرّب لضم الضفة الغربية يحدث بالفعل
  • الرئاسة الفلسطينية: مساعي حكومة الاحتلال لمنع تجسيد إقامة دولة فلسطين ستفشل
  • عملية جديدة لـالحزب.. قصف هذا الموقع الإسرائيلي اليوم
  • فلسطين: طائرات الاحتلال تستهدف مناطق شرق دير البلح وسط غزة
  • منظمة حقوقية: استخدام الاحتلال الكلاب للاعتداء على الفلسطينيين أمر ممنهج
  • إسرائيل تدرس الإفراج عن 120 أسيرا بسبب اكتظاظ السجون
  • أكل الأدمغة وسرقة الأعضاء.. جرائم ليست جديدة على الاحتلال الإسرائيلي
  • مذيعة تنهار باكية عقب حديث فلسطيني تعرض للتعذيب في معتقلات الاحتلال.. فيديو
  • روايات للجزيرة نت.. الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا بسجونه