يمن مونيتور / رويترز

بدأت كوريا الشمالية، الأحد، عمليات استطلاع عبر الأقمار الاصطناعية، بعد أن أطلقت أول قمر تجسسي عسكري، الشهر الماضي، محذرة من أن “الصدام المادي والحرب” أصبحا مسألة وقت في شبه الجزيرة الكورية، بعد إلغاء اتفاق خفض التوتر العسكري بين الكوريتين، مهددة جارتها الجنوبية بـ”انهيار تام” إذا ارتكبت أي عمل عدائي.

وأعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن مكتب عمليات الأقمار الاصطناعية الجديد، ومقره مركز التحكم العام التابع للإدارة الوطنية لتكنولوجيا الفضاء الجوي “ناتا”، بدأ أداء مهمته، وسينقل المعلومات التي ترد إليه إلى مكتب الاستطلاع في الجيش والوحدات الرئيسية الأخرى.

وذكرت الوكالة في بيان: “بدأ مكتب عمليات القمر الاصطناعي الاستطلاعي في مركز التحكم العام في بيونج يانج التابع لـ(ناتا)، تنفيذ مهمته في الثاني من ديسمبر الجاري. المكتب سيؤدي مهامه كمنظمة استخباراتية عسكرية مستقلة”.

ونجحت كوريا الشمالية في وضع القمر الاصطناعي التجسسي “مالليجيونج-1” في مداره في 21 نوفمبر، بعد محاولتين فاشلتين، إذ قالت كوريا الشمالية منذ ذلك الحين إن عملية “التوجيه الدقيق” للقمر جارية، وأنه سيبدأ مهمته الرسمية في الأول من ديسمبر.

ولفتت بيونج يانج إلى أنها التقطت صوراً للبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية وقواعد عسكرية أميركية و”مناطق مستهدفة” في كوريا الجنوبية، في خطوة أثارت توتراً إقليمياً، ودفعت الولايات المتحدة وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية إلى فرض عقوبات جديدة على بيونج يانج.

ولم تنشر بيونج يانج أي صور من القمر الاصطناعي حتى الآن، ما سيجعل المحللين والحكومات الأجنبية في حيرة بشأن القدرة التي يتمتع بها القمر الصناعي الجديد، وهذا ما سيبحثونه في مناقشاتهم.

“انهيار تام لكوريا الجنوبية”

وحذرت كوريا الشمالية من أن “الصدام المادي والحرب” أصبحا مسألة وقت في شبه الجزيرة الكورية في أعقاب إلغاء اتفاق خفض التوتر العسكري بين الكوريتين، مهددة كوريا الجنوبية بأنها ستواجه “انهياراً تاماً”، إذا ارتكبت أي عمل عدائي، بحسب وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء.

ووجه معلق عسكري كوري شمالي هذا التهديد في مقال نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية في البلاد، وألقى باللوم على الجنوب في إلغاء اتفاق عسكري شامل أبرم عام 2018، ويتضمن سلسلة من الإجراءات العسكرية للحد من التوتر على طول الحدود.

وألغت كوريا الشمالية فعلياً الاتفاق، الشهر الماضي، بعد أن علقت كوريا الجنوبية جزءاً من الاتفاق احتجاجاً على نجاح كوريا الشمالية في إطلاق قمر التجسس العسكري، ومنذ ذلك الحين أعادت بيونج يانج مواقع الحراسة، وجلبت أسلحة نارية ثقيلة على طول الحدود.

“الحرب ليست احتمالاً”

وأضاف المعلق العسكري: “بسبب التحركات المتهورة وغير الحكيمة لمجموعة الخونة العميلة لإلغاء الاتفاق العسكري بين الشمال والجنوب، فإن المواجهة العسكرية الشديدة التي لا تقل خطورة عن تلك التي كانت قبل اعتماد الاتفاق نشأت مرة أخرى في شبه الجزيرة الكورية”.

وتابع: “إن اتفاق 2018 كان الآلية الدنيا والخط الأخير لمنع الصراع العسكري العرضي في المنطقة الواقعة على طول خط ترسيم الحدود العسكرية، حيث تقف القوات المسلحة الضخمة في أعلى كثافة ومواجهة حادة في العالم. الصدام المادي والحرب في شبه الجزيرة الكورية أصبحا مسألة وقت وليس احتمالاً”.

واعتبر أن إطلاق بلاده الأقمار الاصطناعية “حق مشروع وعادل لدولة ذات سيادة، وأنه ليس من المنطقي أن يعلق الجنوب الصفقة، رداً على إطلاق القمر الاصطناعي غير المحظور بموجب الاتفاق”.

وأكد المعلق أنه إذا كان إطلاق القمر الاصطناعي يشكل انتهاكاً لاتفاق عام 2018، فإن إطلاق كوريا الجنوبية قمر التجسس العسكري الخاص بها لن يكون مختلفاً، في إشارة إلى إطلاق أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري المحلي في سول، الجمعة.

تدمير جيش كوريا الجنوبية

وهدد المعلق بأن “أي عمل عدائي للجماعة العميلة ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية سيؤدي إلى تدمير بائس للجيش العميل والانهيار التام لجمهورية كوريا الجنوبية”.

وقال المعلق: “الوضع السائد يثبت مرة أخرى صحة خيار كوريا التي دفعت قدماً في تعزيز ردع الحرب النووية وتحديث القوات المسلحة. المحرضون الذين ألغوا تماماً الاتفاق العسكري بين الشمال والجنوب سيتعين عليهم بالتأكيد دفع ثمن باهظ”.

يشار إلى أن كوريا الشمالية قالت، الشهر الماضي، إنها ستنشر قوات مسلحة أقوى وأسلحة جديدة على حدودها مع كوريا الجنوبية، بعد أن علقت سول جزءاً من الاتفاق العسكري لعام 2018 بين الكوريتين احتجاجاً على إطلاق بيونج يانج قمراً تجسسياً.

من جهتها قالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن رئيس الهيئة كيم ميونج سو، زار السبت، الوحدات الأمامية بالقرب من الحدود مع الشمال لتقييم وضع الاستعدادات في ظل تصاعد التوتر، خاصة بعد أن قالت كوريا الشمالية، السبت، إنها ستعتبر أي تدخل في العمليات المتعلقة بأقمارها الاصطناعية بمثابة “إعلان حرب”، وستحشد قوة الردع الحربية لديها، حال أصبح أي هجوم على أصولها الاستراتيجية وشيكاً.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: بيونج يانج زعيم كوريا الشمالية قمر التجسس فی شبه الجزیرة الکوریة القمر الاصطناعی کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة العسکری بین بیونج یانج مسألة وقت بعد أن

إقرأ أيضاً:

تلغراف: قد تصبح القوات الكورية الشمالية كابوسا لروسيا

يقول تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية إن تعزيز العلاقات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والكوري الشمالي كيم جونغ أون كان هو الهدف من إرسال 11 ألفا من الجنود الكوريين الشماليين للقتال مع القوات الروسية ضد أوكرانيا، لكن ذلك سينتهي إلى أن يصبح الجنود الكوريين "علفا للمدافع" وكابوسا لروسيا.

وأورد التقرير الخسائر التي وصفها بالكثيرة للقوات الكورية الشمالية خلال وقت قصير، والقدرات الضعيفة لهذه القوات وممارستها القتال بطرق تعود إلى ما قبل 70 عاما، الأمر الذي تسبب في تكبيدها الكثير من الضحايا وتوقع تكبيدها المزيد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: العلاقات بين ترامب وبوتين تضع العالم على المحكlist 2 of 2جدعون ليفي: إسرائيل غارقة في الكارثة ومصابة بالعمىend of list

وذكر أن القصص الأولى عن ضحايا كوريين شماليين في ساحة المعركة الأوكرانية ظهرت هذا الأسبوع وأشارت إلى مقتل ما لا يقل عن 100 جندي منهم في المجموع، مع إصابة ألف آخرين.

وقال التقرير إن كثيرين أعربوا عن دهشتهم من سذاجة القوات الكورية الشمالية تحت الذخيرة الحية، إذ تظهرهم لقطات وهم يحاولون الاختباء خلف الأشجار في حقول ثلجية مفتوحة بينما يتم اصطيادهم بلا رحمة بواسطة مسيرات أوكرانية.

جنود كوريون شماليون يسيرون خلال عرض عسكري جماهيري في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ في 15 أبريل/نيسان 2012 (أسوشيتد برس) أهداف مثالية للمسيرات

وقال أحد قادة المسيرات الأوكرانية "إنهم لا يفهمون ما يحدث. لقد فوجئنا جدا، لم نر شيئا كهذا من قبل، 40 إلى 50 شخصا يركضون عبر حقل. هذا هدف مثالي لمشغلي المدفعية والمسيرات. الروس لم يركضوا هكذا أبدا"، بينما قال ضابط أوكراني إن الكوريين الشماليين كانوا يستخدمون "نفس الأساليب التي اتبعوها قبل 70 عاما".

إعلان

وتحدث مارك كانسيان، وهو عقيد سابق في سلاح مشاة البحرية الأميركية وهو الآن مستشار كبير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، إلى ضباط أوكرانيين. يقول: "أنا مندهش من استخدام الكوريين الشماليين في مجموعات صغيرة. إذا كان هذا صحيحا، فسوف ينتهي بهم الأمر بالفعل كعلف للمدافع".

وعلق التقرير بأن مثل هذه التكتيكات لا تتعارض تماما مع الإستراتيجية الروسية التي اعتمدت بشكل أكبر على الميزة العددية أكثر من الابتكار على مدار العامين الماضيين.

وتقول كريستينا هاروارد، المحللة الروسية في معهد دراسة الحرب: "لطالما نشرت روسيا قواتها النخبة كمشاة في هجمات أمامية. من غير المرجح أن تنشر روسيا قوات كورية شمالية بشكل مختلف".

حاجز اللغة

وذكر أحد المنشقين الكوريين الشماليين لراديو أوروبا الحرة هذا الأسبوع إنه يتفق مع التقييم الأوكراني بأن القوات الكورية الشمالية قد تعاني من معدلات إصابات تصل إلى 90%. ومن المرجح أن تتفاقم هذه الإصابات بسبب التحديات اللغوية والتشغيلية للانتشار المتعدد الجنسيات.

ووفقا للاستخبارات الروسية، كان هذا الحاجز اللغوي هو الذي أدى إلى حادثة "نيران صديقة" مؤخرا قتل فيها 8 جنود شيشان على يد جنود كوريين شماليين. وتعتقد أجهزة المخابرات الكورية الجنوبية أن الوحدات الكورية الشمالية المستهلكة ينظر إليها على أنها "عبء أكثر من كونها رصيدا من قبل حلفائها الروس".

ويقول التقرير إنه مع ذلك، فإن آخرين يطلقون ملاحظة تحذيرية حول القفز إلى الاستنتاجات حتى قبل أن تكون القوات الكورية الشمالية في مسرح العمليات، وسيستغرق قياس فعاليتها وقتا أطول قليلا.

رجال مقابل تكنولوجيا الصواريخ

ويتساءل التقرير عما يمكن أن يلعبه هذا التحالف العسكري على المدى الطويل، ويورد أنه لا يوجد نقص في القوات الكورية الشمالية في بلد يضم 1.3 مليون مجند و7.6 ملايين جندي احتياطي.

إعلان

ويقول الدكتور إدوارد هاول، المحاضر في السياسة بجامعة أكسفورد وزميل مؤسسة كوريا في تشاتام هاوس: "لا يمكننا استبعاد احتمال نشر قوات إضافية من فرق أخرى إذا تعهدت روسيا بتزويد كوريا الشمالية بتكنولوجيا عسكرية وصاروخية متقدمة، بالإضافة إلى المعرفة، ردا على انخراط كوريا الشمالية بالكامل وإرسال القوى البشرية، فمن المرجح أن تستمر كوريا الشمالية في نشر قواتها من أجل جني هذه الفوائد، وتطلب من بوتين المزيد من التنازلات الجوهرية".

وتكشف التنازلات التي تم انتزاعها بالفعل من موسكو عن مدى كون هؤلاء الجنود الكوريين الشماليين البالغ عددهم 11 ألفا مجرد بيادق في حرب جغرافيا سياسية أوسع. وكان كيم قد قام بشحن 20 ألف حاوية أسلحة إلى روسيا، وكسب ما يصل إلى 5.5 مليارات دولار لبلد تضرر من العقوبات الأميركية. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي توفيره للقوات على الأرض إلى دفع 572 مليون دولار أخرى سنويا، مما يعزز منصبه المحلي ويمنح جنوده الباقين على قيد الحياة خبرة قتالية في القرن الـ21. كما يوفر التحالف الروسي القدرة على تطوير قدراته النووية.

وبالمثل، فإن الحكومة الروسية التي عانت ما يقدر بنحو 600 ألف ضحية في عامين قد تكون قادرة على تجنب استدعاء آخر لا يحظى بشعبية من احتياطييها بفضل التعزيزات الكورية.

ووفقا لورقة الدكتور هاول الأخيرة لتشاتام هاوس، فإن هذه المنفعة المتبادلة تعززها دولتان تسعيان إلى "تقويض مؤسسات وشرعية النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة".

مقالات مشابهة

  • ‏سول: 1100 جندي من كوريا الشمالية سقطوا بين قتيل وجريح في الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • كوريا الجنوبية ترجح إطلاق جارتها الشمالية لصاروخ يفوق سرعة الصوت
  • كوريا الجنوبية توصل قمرها الصناعي الثالث للتجسس إلى المدار (صور)
  • كوريا الجنوبية تنجح في وضع قمرها الصناعي الثالث للتجسس في مداره
  • كوريا الجنوبية تنجح في إطلاق «قمر تجسس صناعي» ثالث من مركز فضائي أمريكي
  • كوريا الجنوبية تنجح في وضع قمرها الصناعي الثالث للتجسس في المدار
  • كوريا الجنوبية تنجح في وضع قمر اصطناعي في المدار
  • كوريا الجنوبية تطلق قمرها الصناعي التجسسي الثالث.. ما قصته؟
  • تلغراف: قد تصبح القوات الكورية الشمالية كابوسا لروسيا
  • للتجسس على الشمالية..كوريا الجنوبية تطلق قمراً صناعياً ثالثاً