يأخذ الاتحاد الأوروبي مسألة الأمن السيبراني بجدية، وقد انعكس ذلك في موافقة البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على قواعد جديدة تُلزم الشركات المصنعة للمنتجات التقنية الذكية بتوفير حماية أفضل لهذه التقنيات من خطر القرصنة، وقيام شركة غوغل ببناء أكبر مركز للأمن السيبراني لها في أوروبا، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.

حماية الأجهزة الذكية من القرصنة

وتُشكّل ملايين المنتجات الذكية المستخدمة في الحياة اليومية -كأجهزة الحاسوب والهواتف والأجهزة المنزلية والسيارات ولعب الأطفال- نقاط ضعف يمكن من خلالها شن هجمات معلوماتية، ومعظمها ليس خاضعا حتى الآن لأي إجراءات تتعلق بالأمن السيبراني.

وبعد موافقة البرلمان الأوروبي والشركات المصنعة على القواعد الجديدة يوم الجمعة، لن يكون ممكنا بعد اليوم طرح هذه المنتجات والبرامج إلا إذا استوفت معايير أمان معينة في التصميم والتصنيع. ويعني هذا الشرط "كل المنتجات المتصلة مباشرة أو غير مباشرة بغرض آخر أو بشبكة".

ونصّ التشريع الأوروبي أيضاً على وجوب اعتماد الشفافية في ما يتعلق بالعيوب التي قد يتبين وجودها، إذ ستكون الشركات ملزمة بتوثيقها والإبلاغ عن طريقة التعامل معها.

وقال وزير التحول الرقمي الإسباني خوسيه لويس إسكريفا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول: "يجب أن تتمتع الأجهزة المتصلة بالحد الأدنى من الأمن السيبراني عند طرحها في الاتحاد الأوروبي، بحيث تتم حماية الشركات والمستهلكين بشكل صحيح".

غوغل أعلنت أنها ستمنح 10 ملايين دولار لجامعات في 8 دول أوروبية لتعزيز التدريب على الأمن السيبراني (شترستوك) أكبر مركز للأمن السيبراني لغوغل في أوروبا

ودشّنت شركة غوغل الأربعاء في ملقا (جنوب إسبانيا) أكبر مركز للأمن السيبراني لها في أوروبا، وهو سيتولى تطوير أدوات لمكافحة التهديدات السيبرانية بالتعاون مع مؤسسات وشركات أوروبية، حسب ما أعلنت المجموعة الأميركية.

وفي ظل الزيادة الحادة في الهجمات الإلكترونية في كل أنحاء العالم، أطلقت غوغل العمل في مركزها الثالث للأمن السيبراني في أوروبا، بعد مركزَي ميونخ المتخصص في مواضيع الخصوصية والسرية، ودبلن المخصص للمحتوى.

وأشار مسؤول الشؤون العامة في غوغل كِنت ووكر في تصريح لوسائل الإعلام إلى أن "الهجمات الإلكترونية العالمية زادت بنسبة 38٪ عام 2022، وأصبح المتسللون أكثر عدوانية ويحاولون أيضا زعزعة استقرار الديمقراطية، ولهذا السبب ينبغي التعاون على المستوى الدولي".

ويفتقر الاتحاد الأوروبي إلى 500 ألف خبير، ولا تستطيع 46٪ من الشركات الأوروبية الصغيرة والمتوسطة توظيف أحد مع أن 43٪ منها تعرّضت لهجمات إلكترونية.

وقالت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي ديتا تشارانزوفا في كلمة بالفيديو: إن الاتحاد "يقدّر أن 230 ألف إصابة جديدة بالبرامج الضارة تسجّل كل يوم". وأضافت: "ليس لدينا أدنى شك في أن الانتخابات الأوروبية المقبلة (في يونيو/حزيران 2024) ستكون هدفا للتضليل والتدخل".

وتعتزم غوغل جعل مركز ملقا "مرجعا في الأمن السيبراني العالمي" من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص تشمل المؤسسات والشركات والجامعات والحكومات الأوروبية.

وأعلنت غوغل أيضا الأربعاء أنها ستمنح 10 ملايين دولار لجامعات في 8 دول أوروبية لتعزيز التدريب على الأمن السيبراني. وكانت الشركة الأميركية العملاقة أعلنت عام 2021  أنها ستستثمر 10 مليارات دولار خلال 5 سنوات لتعزيز البنية التحتية العالمية للأمن السيبراني، حيث تراها الشركة هدفا دائما للقراصنة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الأمن السیبرانی للأمن السیبرانی فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية

يمانيون../
في اعتراف صريح بحجم الأزمة التي تهزُّ الغرب، كشف مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) أن أزمة البحر الأحمر فضحت هشاشة التحالف الأمريكي الأوروبي، وعرّت واشنطن التي باتت عاجزة عن قيادة حلفائها وسط صعود متسارع للاتحاد الأوروبي كلاعب أمني مستقل.

في تحليل ناري نشره المركز ضمن أسبوع القوة البحرية لحلف الناتو بعنوان “تشريح أزمة البحر الأحمر: الناتو في مواجهة الاتحاد الأوروبي”، أكدت الكاتبة آنا ماتيلد باسولي أن الولايات المتحدة وجدت نفسها معزولة في قلب الأزمة، بينما مضت أوروبا بعيدًا عن مظلتها العسكرية التقليدية، متخذةً قرارها بالعمل تحت راية الاتحاد الأوروبي.

وأكد التقرير أن الخلاف لم يعد مجرد سوء تفاهم عابر، بل تحوّل إلى صراع صامت على من يقود ومن يتبع. أوروبا رفضت الانخراط في عملية “حارس الرخاء” الأمريكية، مفضّلة دعم مهمة “أسبيدس” الأوروبية الدفاعية، في ضربة قوية لهيبة واشنطن التي طالما اعتبرت قيادة التحالف الغربي أمرًا مسلمًا به.

الرسائل المسربة من داخل الإدارة الأمريكية حملت مشاعر مرارة وإحباط، حيث أبدى مسؤولون امتعاضهم من “اضطرار أمريكا لإنقاذ أوروبا مرة أخرى”، غير أن الوقائع على الأرض تفضح فشل واشنطن في التكيف مع واقع جديد باتت فيه أوروبا ترفض الحلول الأمريكية الهجومية، وتصر على حماية مصالحها بنهج دفاعي مستقل.

التقرير لم يكتفِ برصد الانقسام، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة باتت ترى الأزمة فرصة لاستعراض قوتها البحرية ومقارعة الصين، بينما لا تبالي أوروبا بهذا الصراع، متمسكةً بأولوية حماية التجارة وتأمين طرق الملاحة فقط.

ولفت التحليل إلى أن انشقاق دول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا عن المبادرة الأمريكية عرّى هشاشة القيادة الأمريكية، في حين أن بعض الدول كإسبانيا امتنعت تمامًا عن تقديم أي دعم، على الرغم من استفادتها من استمرار الملاحة عبر مضيق باب المندب.

وعلى الجانب الآخر، كشف التقرير أن أمريكا لا تزال عالقة في وهم قيادة الناتو، غير مدركة أن أوروبا باتت تمضي بثبات نحو بناء كيان أمني مستقل تحت راية الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بما وصفه التقرير بـ”العدوانية الأمريكية” التي تدفع الحلفاء نحو مزيد من الاستقلال.

في مشهد بالغ الرمزية، بينما كانت السفن الأوروبية ترفع علم “أسبيدس” بعيدًا عن التوتر الأمريكي، كان الحوثيون يحكمون قبضتهم على البحر الأحمر، ويوجهون ضربات موجعة أربكت الأسطول الأمريكي وأفقدت ميناء إيلات الصهيوني أنفاسه الاقتصادية.

واختتم التقرير برسالة واضحة وصادمة:
الوقت ينفد أمام الولايات المتحدة لتدارك الأمور، فإما استراتيجية جديدة تراعي الواقع الأوروبي، أو الغرق أكثر فأكثر في وحل الهزيمة والانقسام.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يدرس تغيير الحد الأدنى لضرائب الشركات
  • بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية
  • انطلاق ورشة العمل لتحليل التصنيف المرحلي لانعدام الأمن الغذائي في عدن
  • موقع مركز الأمن البحري الدولي: “أزمة البحر الأحمر فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا”
  • رئيس المجلس الأوروبي يؤكد استعداده للقاء ترامب في أي مكان
  • جامعة أبوظبي تنظم «يوم الأمن السيبراني 5.0» في العين
  • جامعة أبوظبي تنظم فعالية حول تعزيز الوعي بالأمن السيبراني
  • ‎13مليار ريال قيمة سوق الأمن السيبراني للعام 2024
  • اللواء الفايز يتفقّد “قوة الأمن والحماية” بالعلا والمراكز التابعة لها
  • المعولي يفتتح "مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني".. والقطاع اللوجستي محور نقاشات الدورة الخامسة