وجه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين،  كلمة إلى العالم، بضرورة وقف العدوان على قطاع غزة، وذلك خلال كلمته في مؤتمر المناخ COP28، بالإمارات، وقال: «لا يمكن لي أن أغادر مقامي هذا قبل أن أوجه نداءا أو صرخة من رجل مسلم بسيط يتألم لآلام الشعوب الضعيفة والفقيرة المغلوبة على أمرها، إنها صرخة إنسان مذهول من هول آلة القتل الإرهابية الجهنمية التي يعملها قساة القلوب في صفوف المواطنين الآمنين من النساء والرجال والأطفال والرضع والخدج ومن مظاهر العنف والتخريب والدمار التي تشهدها أرض فلسطين».

وتابع: «أقول للعالم كله، إنه قد آن الأوان لوقف هذه الحروب البشعة المجرمة، وأؤكد أنها لو استمرت هكذا فلا قدر الله لن يتبقى لنا بيئة نحافظ عليها أو مناخ نبقيه نظيفا لأبنائنا وأجيالنا».

مبادرة استثنائية من مجلس حكماء المسلمين

أشاد «الطيب» بالمبادرة الاستثنائية التي تقدم بها مجلس حكماء المسلمين لدعوة رموز الأديان المختلفة لتوقيع وثيقة نداء الضمير في بيان أبوظبي المشترك بين الأديان من أجل المناخ، وقال: «أيضاً فيما يتعلق بإنشاء جناح الأديان لأول مرة، داخل مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، للتعاون مع الأمم المتحدة ودولة الإمارات، وذلك لإسماع صوت القادة الدينيين في مواجهة التحديات، وخاصة تحدي تغير المناخ"، لافتاً إلى أنّها فرصة ثمينة لتعزيز الجهود من أجل حماية بيئتنا المشتركة وإنقاذها من دمار يشبه أن يكون دماراً محققاً بعد ما لاحت نظره وتوالت عاماً بعد عام، متمثلة في كوارث طبيعية من ارتفاع غير مسبوق في درجة الحرارة وفيضانات جارفة وحرائق في الغابات أتت على الأخضر واليابس وجفاف شديد وانقراض كثير من الأنواع الحية وانتشار الأوبئة والآفات والأمراض.

التحذير من الإفساد في الأرض

مشيراً إلى أنّ للإسلام موقف محدد من قضية البيئة وعناصرها بدءا من الأرض ومرورا بكل ما يدب على وجهها من كائنات حية، وانتهاءا بما يسبح في مياهها ويطير في أجوائها، وأضاف: "هذا الموقف يتمثل باختصار شديد في الأمر الإلهي الموجه لكل إنسان مؤمن وغير مؤمن بالإصلاح في الأرض وماعليها، والنهي الإلهي والتحذير من الإفساد فيها أو في أي عنصر من عناصرها، وقد نزل القرآن الكريم مشحونا بالآيات التي تحث على احترام البيئة وعناصرها"، وذلك انطلاقا من أمرين:

الأول: أن البيئة وعناصرها دليل من أقوى الأدلة التي ترشد العقل لمعرفة الله تعالى، والإيمان به، والإيمان بالله من أجل النعم الإلهية  قاطبة على الإنسان.

 الثاني: أن الكائنات بكل أنواعها تشارك الإنسان المؤمن في عبوديته لله تعالى، ومن ثم كان الإنسان في منطق الإسلام مسؤولا عن البيئة كمسؤوليته عن نفسه وعن أخوته من بني آدم، وفي الإسلام تشريعات خاصة بهذه القضية، لا يحتمل المقام تفصيلها.

مشدداً على أنّ خلاصة ما يمكن قوله في هذه المسألة أن الأرض وما عليها أمانة في في رقبة الإنسان، وهو مسؤول بين يدي الله يوم القيامة عن إصلاحها وعن حممايتها من الفساد والإفساد فيها، وقد حذر الله الإنسان إن هو أفسد في الأرض أن يذيقه من الأمراض والمصائب والكوارث بقدر ما يفسد فيها، وذلك لقوله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، وليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجهون".

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شيخ الأزهر مؤتمر المناخ أحمد الطيب غزة

إقرأ أيضاً:

لمن ارتدت الحجاب في رمضان وخلعته بعده.. احذري 3 عقوبات

لاشك أن من ارتدت الحجاب في رمضان فقط وخلعته بعده من يوم العيد تضع نفسها موضع تساؤل وحيرة بين الأحكام سواء الخاصة بصحة صيامها وصالح عملها في الشهر الفضيل، خاصة أنه من المعروف أن الثبات على الطاعة من علامات قبول العمل في رمضان، وهو ما يطرح السؤال عن الموقف الشرعي لكل من لبست الحجاب في رمضان فقط وخلعته بعده من يوم العيد ، سواء كانت عادتها أو من باب التجربة.

صلاة الجمعة اليوم .. خطيب المسجد الحرام : هذا العمل أفضل ما تستأنف به البر بعد رمضانمرحلة لن تعود.. خطيب المسجد النبوي يوصي بالمداومة على 6 أعمال بعد رمضانمن لبست الحجاب في رمضان فقط

قالت دار الإفتاء المصرية، إن ما يقال على المرأة التي تلبس الحجاب في الصلاة فقط ، هو يقال على المرأة التي تتحجب في رمضان ثم تترك الحجاب بعد انتهاء شهر الصيام، منوهة بأنه ينبغي على المرأة المسلمة أن تلتزم بـ الحجاب الشرعي في رمضان وغير رمضان، وهو ما كان ساترًا لكل جسدها عدا وجهها وكفيها، بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف عما تحته ولا يكون لافتًا للأنظار مثيرًا للفتن والغرائز.

وأوضحت «الإفتاء»، في إجابتها عن سؤال: «ما حُكم من ارتدت الحجاب في رمضان فقط أي المرأة التي تلبس الحجاب في رمضان ثم تخلعه بعد انتهائه؟»، أن المرأة التي ترتدي الحجاب في شهر رمضان فقط، وتخلعه بعده، صيامها صحيح، كما أنها تُثاب على لبسه في رمضان، وخلعها للحجاب بمجرد انتهاء شهر رمضان المبارك، وخروجها بعد ذلك حاسرة الشعر أمام الآخرين فهو مخالفة صريحة لأمر الله سبحانه وتعالى.

واستشهدت بما قال الله تعالى في كتابه العزيز: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ» الآية 31 من سورة النور.

وأضافت أن كشف المرأة لشعر رأسها معصية من المعاصي أو ذنب من الذنوب لا تُخرجها من الدين ولا تنفي عنها وصف الإسلام، ما دامت تعتقد أن الحجاب مأمور به شرعًا، وأنها مقصرة في الاستجابة لهذا الأمر، مشيرة إلى أنه لو أصرّت المرأة على أن تخرج بدون حجاب واستمرت على ذلك، إلى أن وافاها الأجل فأمرها مفوَّض إلى الله تعالى ولا يمكن القطع بمصيرها فهو سبحانه إن شاء عفا عنها وغفر لها، وإن شاء عاقبها.

خلع الحجاب بعد رمضان

وأفادت بأن الزى الشرعي للمرأة المسلمة هو أمر فرضه الله تعالى عليها، وحرم عليها أن تُظهِر ما أمرها بستره عن الرجال الأجانب، مشيرة إلى أن الزي الشرعي هو ما كان ساترًا لكل جسمها ما عدا وجهها وكفيها؛ بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف.

وتابعت: والواجبات الشرعية المختلفة لا تنوب عن بعضها في الأداء؛ فمن صلى مثلًا فإن ذلك ليس مسوِّغًا له أن يترك الصوم، ومن صلت وصامت فإن ذلك لا يبرر لها ترك ارتداء الزى الشرعي، منوهة بأن المسلمة التي تصلى وتصوم ولا تلتزم بالزي الذى أمرها الله تعالى به شرعًا هي محسنةٌ بصلاتها وصيامها، ولكنها مُسيئةٌ بتركها لحجابها الواجب عليها.

ونبهت إلى أن مسألة القبول هذه أمرها إلى الله تعالى، غير أن المسلم مكلَّفٌ أن يُحسِنَ الظن بربه سبحانه حتى ولو اقترف ذنبًا أو معصية، وعليه أن يعلم أن من رحمة ربِّه سبحانه به أن جعل الحسنات يُذهِبْنَ السيئات، وليس العكس، وأن يفتح مع ربه عهدًا جديدًا يتوب فيه من ذنوبه.

واستطردت : ويجعل شهر رمضان منطَلَقًا للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلى الله تعالى، وتجعله في محل رضاه. وعلى المسلمة التي أكرمها الله تعالى بطاعته والالتزام بالصلاة والصيام في شهر رمضان أن تشكر ربها على ذلك بأداء الواجبات التي قصَّرَت فيها؛ فإنَّ من علامة قبول الحسنة التوفيقَ إلى الحسنة بعدها.

نصيحة لمن تترك الحجاب بعد الالتزام به في رمضان

وأردفت " الإفتاء " قائلة لمن تترك الحجاب بعد الالتزام  به في رمضان
إن الحجاب الذي هو غطاء شعر المرأة واجبٌ في رمضان وغير رمضان، وكان المتوقع أن تستوحيَ من روح رمضان ما يشجعها على الاستمرار فيه والتمسك به؛ إرضاءً لله عز وجل، وتنفيذًا لأوامره، ومحاربةً لرغبات النفس الأمارة بالسوء وإيحاءات الشيطان وتضليلاته، ولعلها تفيد من أنوار هذا الشهر الكريم ما يدفعها إلى الالتزام بما شرعه الله في هذا الأمر.

حكم حجاب المرأة

حدّد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، 7 نقاط للإجابة عن حكم حجاب المرأة المسلمة، وهي:-

1- حِجاب المرأة فريضة عظيمة، وهو من هدي أمَّهاتنا أمَّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنَّ زوجات سيِّدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

2-فرضية الحجاب ثابتة بنصِّ القرآن الكريم، والسُّنة النَّبوية الصَّحيحة، وإجماع الأمة الإسلامية من لدن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إلى يومنا هذا.

3- احتشام المرأة فضيلة دعت إليها جميع الشَّرائع السَّماوية، ووافقت فطرة المرأة وإنسانيتها وحياءها.

4-حجاب المرأة لا يُمثِّل عائقًا بينها وبين تحقيق ذاتها، ونجاحها، وتميُّزها، والدعوة إليه دعوة إلى الخير.

5-لا فرق في الأهمية بين أوامر الإسلام المُتعلقة بظاهر المُسلم وباطنه؛ فكلاهما شرع من عند الله، عليه مثوبة وجزاء.

6-حِجاب المرأة خُطوة في طريقها إلى الله سُبحانه، تنال بها أجرًا، وتزداد بها قُربى، والثَّبات على الطَّاعة طاعة.

7- لا يعلم منازل العِباد عند الله إلَّا الله سُبحانه، ولا تفاضل عنده عزّ وجلّ إلا بالتقوى والعمل الصَّالح، ومَن أحسَنَ الظَّنَّ فيه سُبحانه؛ أحسَنَ العمل.

مقالات مشابهة

  • والدة مدير الإعلام بأمارة المنطقة الشرقية في ذمّة الله
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • الأونروا: استئناف الحرب على غزة حولها إلى أرض لا مكان فيها للأطفال
  • شاهد بالفيديو.. من “بلكونة” شقتها بالقاهرة.. سيدة سودانية توثق لعودة مئات السودانيين إلى وطنهم و 9 بصات سفرية تنقل المواطنين يومياً من أمام العمارة التي تسكن فيها
  • لمن ارتدت الحجاب في رمضان وخلعته بعده.. احذري 3 عقوبات
  • داعية يحذر من العودة إلى الذنوب بعد رمضان
  • وزير الخارجية الإسباني يخاطب “العالم الآخر”: لا يمكن أن يظل نزاع الصحراء جامداً لقرن أو قرنين
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • الساعة المرجو إجابة الدعاء فيها يوم الجمعة.. علاماتها و3 بشارات لمن أدركها
  • وقفة شعبية في خان شيخون بريف إدلب حداداً على ضحايا مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد قبل ثمانية أعوام وارتقى فيها عشرات الشهداء