تونس (عدن الغد) زينب درويش:

  أقيمت مؤخرا في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة العريقة حلقة نقاش حول القضية الفلسطينية بعنوان " فلسطين أمّ البدايات وسر الخلود" بمدرج ابن خلدون، افتتح النقاش عميد الكلية الآداب الأستاذ المنصف التائب، رحب بها بالحاضرين وبالضيوف، متحدثا باقتضاب عن أهمية مثل هذه الأنشطة وحلقات النقاش خصوصا في مواضيع تشكل الهوية والثقافة والحدث مثل " القضية الفلسطينية" للتعريف بتاريخ وجذور القضية الفلسطينية في الوسط الطلابي ، ثم بدأت حلقة النقاش بمحاضرة الأستاذ اليمني المحاضر بجامعة عدن والجامعة اللبنانية الدولية في الحضارة والأدب السيد مجيب الرحمن الوصابي واستمرت لمدة 45 دقيقة عن التأصيل التاريخي للقضية الفلسطينية كاشفا من خلالها الروايات الصهيونية المتعددة منذ سنوات و الرامية إلى تزييف الحقائق التاريخية و التي تزعم أن أرض فلسطين هي أرض لليهود .

   

 

 وبدأ الباحث اليمني تفكيكه لنظرية الأصول البحرية للفلسطينيين، فهل جاء الفلسطينيون من البحر كما نجده في التراث الكتابي الاستشراقي وتابعهم للأسف كثير من المؤرخين ... وأكد أننا بحاجة إلى كتابة جديدة عربية علمية للتاريخ، وتتبع مصدر هذه السردية ليكشف النقاب أنها سردية توراتية تلقفها العالم دون تحقيق، ثم رد هذه السرديات بوثائق تاريخية جاءت عند أبي التاريخ " هيرودوت" ليدحض المروية هذه التي ركز عليها نيتنياهو في تغريداته مؤخرا، زاعما أن الفلسطينيين في الأصل جاءوا من جنوب أوربا، كما حلل الباحث اليمني مفردة " إسرائيل" ومعانيها في ضوء التوراة الممتلئ بالخرافات والتحريفات، وانتقل الى ابرز المحطات في تاريخ الصراع الغربي الصهيوني، وبعدها فتح باب النقاش الذي اداره باقتدار  رئيس النادي 

تلى النقاش قدّم الدكتور والأستاذ في اللسانيات في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة ومدرسة المعلمين العليا السيد وسام العريبي مداخلة تحمل عنوان "فلسطين وكيان الماء" مستعينا بصور من التوراة كمنطلق طرح من خلاله مقاربة جغراسياسية بحتة، والتي تفسر الطموحات الاستراتيجية لهذا الكيان الذي يرغب في التوسع في الشرق الأوسط على حساب الدول المجاورة بحثا عن المياه وتحقيقا للنبوءات التوراتية عن الأرض الموعودة الممتدة من النهر الى البحر، وهذا ما يتفق به المستمع إلى المحاضرة لا عند العودة بالذاكرة الى العدوان الثلاثي على مصر عندما قام الزعيم المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس سنة 1956 ومنع الناقلات الإسرائيلية من عبور قناة السويس وهو ما يفسر الرغبة الإسرائيلية في حفر قناة مماثلة لقناة السويس كقناة بن غوريون لضرب القناة المصرية، أو عند سيطرة إسرائيل عن هضبة الجولان السورية في حرب 1967 والتي اعترف بها "دونالد ترامب" كأرض تابعة لإسرائيل وهو ما يبين أهمية الموقع الاستراتيجي للجولان كمصدر للماء و الأنهار والبحيرات، وقد ركز الدكتور وسام أيضا على سلاح الماء التي وضفه الكيان على سكان قطاع غزة في حربه الأخيرة بتعمده تعطيش الشعب الفلسطيني وحرمانه من كنز الحياة.

 

الجدير ذكره أن حلقة النقاش هذه أقامها  نادي المثال التونسي لمنظمة الأمم المتحدة بكلية الأداب والفنون والانسانيات بمنوبة وقد تأسس سنة 2020 من مجموعة من طلبة الجغرافيا السياسة و العلاقات الدولية بهدف الى ممارسة الدبلوماسية و تعزيز قدرات الطلبة في الحوار، البحث، التفكير النقدي و الإهتمام بما يحدث في الساحة العالمية و العربية.

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

تداعيات سقوط نظام الأسد على القضية الفلسطينية.. قراءة في ورقة علمية

أصدر مركز الزيتونة ورقة علمية بعنوان: "سقوط نظام الأسد في سورية والقضية الفلسطينية: التداعيات والمآلات" وهي من إعداد الباحث الأستاذ سامح سنجر. وتسعى هذه الورقة لقراءة وتحليل التداعيات الاجتماعية لسقوط النظام على اللاجئين الفلسطينيين في سورية. فبعد أن كان الفلسطينيون في سورية يتمتعون بكافة الحقوق المدنية للمواطن السوري، عانوا مع انطلاق الثورة السورية سنة 2011، من استهداف مخيماتهم وقصفها، حيث قُتل وفُقد ونزح المئات منهم، وانتُقِص من وضعهم القانوني في البلاد. وعقب سقوط نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة للسلطة، عادت المخيمات الفلسطينية لتشهد استقراراً نسبياً، خصوصاً بعد إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، واتّخاذ الإدارة السورية الجديدة خطوات لعودة النازحين الفلسطينيين، داخلياً وخارجياً، إلى أماكن سكنهم.

وتناولت الورقة التداعيات السياسية على الفصائل والسلطة الفلسطينية في سورية، حيث شهد حضور الفصائل الفلسطينية في سورية تقلبات نتيجة للأحداث السياسية في المنطقة. فبعد أن كانت علاقة الفصائل الفلسطينية في سورية مع نظام الأسد مبنية على الموقف السياسي من محور المقاومة والممانعة، لجأ هذا النظام لوضع معيار لعلاقته مع الفصائل بعد الثورة السورية سنة 2011، تمثَّلَ في الموقف من هذه الأزمة، وهذا ما وضع عدداً منها في موقف صعب، كحماس التي فضَّلت أن تخرج من سورية في كانون الثاني/ يناير 2012.

يشعر العديد من الفلسطينيين بالقلق من أن سقوط نظام بشار الأسد في سورية بما يعنيه من تراجع نفوذ إيران في المنطقة، شكل ضربة لمحور المقاومة وللقضية الفلسطينية.وعقب سقوط نظام الأسد، تلقّت الفصائل الفلسطينية رسالة "تطمينات" من "إدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية" بأنها لن تتعرض لها، وبادرت الفصائل إلى القيام بسلسلة خطوات تؤكد التزامها بالحياد، واتّفقت على تشكيل "هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك"، التي تضم جميع الفصائل وجيش التحرير الفلسطيني، لتكون مرجعية وطنية موحدة تخدم المصالح الفلسطينية المشتركة.

وفيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، فقد اتّخذت موقفاً حذراً من سقوط نظام الأسد في سورية، ورأت الورقة أنّ مستوى العلاقة بين السلطة الفلسطينية والنظام الجديد في سورية سيتوقف على عاملين أساسيين؛ الأول هو موقف النظام الجديد في سورية من المشهد السياسي الفلسطيني بمختلف أطيافه، والثاني مرتبط بالمواقف الإقليمية والعربية من التغيير في سورية.

وناقشت الورقة التداعيات العسكرية على محور المقاومة، حيث يشعر العديد من الفلسطينيين بالقلق من أن سقوط نظام بشار الأسد في سورية بما يعنيه من تراجع نفوذ إيران في المنطقة، شكل ضربة لمحور المقاومة وللقضية الفلسطينية. وتتزامن هذه المخاوف مع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل" الذي دخل حيز التنفيذ في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، مما يجعل غزة تبدو أكثر عزلة. كما تسعى "إسرائيل" للاستفادة من الوضع في سورية لفرض سيطرتها على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، وإلى توسيع وجودها في منطقة عازلة كبرى تصل إلى حدود الأردن. ولكن من جهة أخرى، يشير البعض إلى أن سقوط النظام السوري قد يكون مفيداً للقضية الفلسطينية، من ناحية إيجاد حالة التحام شعبي أقوى مع القضية.

وتوقّعت الورقة أن ينعكس سقوط نظام الأسد وصعود المعارضة في سورية بشكل إيجابي على الأوضاع الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين هناك، وعلى الأوضاع السياسية لفصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس من خلال إعادة فتح مكاتبها في سورية، واستفادتها بشكل أفضل من الساحة السورية. ولأنّ الحالة في سورية ما زالت في مرحلتها الانتقالية، فمن السابق لأوانه إصدار أحكام قاطعة مستقبلية، وتبقى حالة التدافع بين الفرص المتاحة وبين المخاطر المحتملة هي السائدة في هذه المرحلة.

مقالات مشابهة

  • وقفات في عدة مدن مصرية رفضًا للتهجير ودعماً القضية الفلسطينية
  • مساجد مصر تتزين بعلم فلسطين.. عيد الفطر يشهد تلاحما مع القضية الفلسطينية
  • محافظات مصر تحتشد عقب صلاة عيد الفطر لدعم القضية الفلسطينية
  • الألاف يحتشدون عقب صلاة عيد الفطر لدعم القضية الفلسطينية
  • رئيس الوزراء العراقي يؤكد موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية
  • الرئيس اللبناني: موقفنا ثابت بشأن دعم القضية الفلسطينية
  • السيسي يؤكد ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية
  • عباس يشكر السيسي على موقفه من القضية الفلسطينية
  • تداعيات سقوط نظام الأسد على القضية الفلسطينية.. قراءة في ورقة علمية
  • النائب تيسير مطر لـ «الأسبوع»: مصر رفضت التهجير وموقفها من القضية الفلسطينية واضح