البوابة نيوز:
2024-07-01@18:58:26 GMT

قاض: الإعلام له دور خطير في التبصير الانتخابي

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

تمر منطقة الشرق الأوسط بظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، حيث يشهد عالم اليوم مخاطر محتملة وتحولات سياسية وثقافية واستراتيجية كبيرة نتيجة احتكار النظام الأحادي وصراع الدول الكبرى لجعله متعدد الأقطاب، ويأتى الاستحقاق الدستورى المصرى بإجراء الانتخابات الرئاسية وسط زخم هذه الأحداث .

وما يهم المواطن المصرى هو أن يأتي رئيس قوي قادر علي مواجهة التحديات للحفاظ علي قوة مصر فى ظل ملفات دولية وإقليمية غير طبيعية ومعقدة مما يستلزم استنهاض الوعى العام بالمشاركة الشعبية فى الانتخابات الرئاسية.

وأجرى المفكر والمؤرخ القضائى القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بدراساته القومية والوطنية دراسة قيمة بعنوان : " ضمانة المشاركة الشعبية فى الانتخابات الرئاسية الطريق الاَمن لاستقرار الوطن وتنميته .

وهي دراسة تحليلية فى ضوء العالم السياسى الجديد ودور قوى السيادة الاجتماعية فى حوار الجماهير " نعرض فى الجزء الثالث عن دور الإعلام فى المشاركة الشعبية فى مجموعة من الأفكار أهمها الإعلام له دور خطير في التبصير الانتخابى وبيان الحقائق التى تحاك ضد الوطن  

وصناعة الثقافة السياسية من مهام الإعلامى لتأسيس وعى عام يراعى الأمن القومى والمصالح العليا للبلاد وميكروفون الإعلامى ليس أقل أهمية من منصة القاضى لأنه قاضى الكلمة النزيهة فى مخاطبة الجماهير  والإعلام التقليدى عليه عبء تطوير نفسه حتى يحاكى الإعلام الجديد للوصول إلى الناس

أولاً : للإعلام وظيفة اجتماعية فى إقامة التوازن بين حرية الرأي والتعبير وبين مصالح المجتمع 
يقول الدكتور محمد خفاجى أن للإعلام المقروء والمرئي والمسموع والرقمي وظيفة اجتماعية ، وأنه يتعين إقامة التوازن بين حرية الرأي والتعبير وبين مصلحة المجتمع وأهدافه وحماية القيم والتقاليد والحق في الخصوصية .

فالعمل الإعلامي سواء كان مقروءًا أو مرئياً أو مسموعاً أو رقمياً يتعين أن يتمتع بوظيفة اجتماعية ، فيقيم التوازن بين حرية الرأي والتعبير  وبين مصلحة المجتمع وأهدافه وحماية القيم والتقاليد ، فالحرية حق وواجب ومسئولية في وقت واحد والتزام بالموضوعية وبالمعلومات الصحيحة غير المغلوطة ، وتقديم ما يهم عموم الناس بما يسهم في  تكوين رأي عام مستنير.

ويضيف من واجب الإعلام عدم الاعتداء على خصوصية الأفراد والمحافظة على سمعتهم , ذلك أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال تشجيع أو إثابة العبث بحرية الاتصال والتواصل والتعبير وإساءة استخدامها في التشهير أو التطاول أو الإساءة بما يخالف حماية السلام والأمن الاجتماعي .

ثانياً : للإعلام  دور خطير فى التبصير الانتخابى وبيان الحقائق التى تحاك ضد الوطن , وصناعة الثقافة السياسية من مهام الإعلامى لتأسيس وعى عام يراعى الأمن القومى والمصالح العليا للبلاد

ويذكر الدكتور محمد خفاجى إن للإعلام  دور خطير في التعبير عن الرأى العام وتوجيهه وفى وضع الحقائق التى تحاك ضد الوطن أمام الشعب وتبصيره فكما أنها أداة فعالة لمراقبة تصرفات  الحكام فإنه ينبغى عليها أن تترجم رغبات واَمال المحكومين

وإن أهمية الاعلام يتعاظم مع دخول المجتمع المصرى مرحلة الديمقراطية بعد ثورتين للشعب في زمن وجيز , لذا بات مطلوباً من الإعلام نشر المعرفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكى يستطيع المواطن أن يحدد موقفه مما حوله باعتبار أن  الديمقراطية معرفة قبل كل شئ .

ويشير كما أنه مطلوب من الإعلام اشاعة الثقافة السياسية اللازمة لتأسيس وعى ديمقراطى يراعى الأمن القومى والمصالح العليا للبلاد , تتمتع بالمصداقية وتتسم بالإتزان وضبط النفس والابتعاد عن كل ما يسئ إلى القيم والمعايير الديمقراطية , فتلك من مهامه , فليس في مقدور أحد أن يدعى احتكار الحقيقة أو الاستئثار بالصواب بل تشكل جميعها واحة أمان تفئ إلى ظلالها كل الأفكار والاَراء التى تصب في تقوية ساعد الدولة فالحفاظ على الأمن القومى واجب دستورى والتزام الكافة بمن فيهم الإعلام ومراعاته مسئولية وطنية .

ثالثاً : الإعلام التقليدى عليه عبء تطوير نفسه حتى يحاكى الإعلام الجديد للوصول إلى الناس

ويؤكد الدكتور محمد خفاجى الرأى عندى أن الإعلام التقليدى عليه عبء تطوير نفسه حتى يحاكى الإعلام الجديد للوصول إلى الناس لأن طريقة الوصول إلى وسائل الإعلام في عالم اليوم قد تغيرت بشكل كبير، لذا يجب أن تكون أحدث المعلومات في متناول أيدى الشعوب من مصادرها الصحيحة  للحد من الشائعات , مع احتفاظ الدولة بالمعلومات التى تحرص عليها لدواعى الأمن القومى , ذلك أن شبكة الإنترنت خلقت - بما تتمتع به من قوة اتصال مذهلة - فرصًا على نطاق واسع ومتزايد ومطرد وسريع الإيقاع ؛ بإطلاق الإمكانات وإحداث ثورة في الوصول إلى المعلومات وتغيير حياة الناس وحدث انفجار لوسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى تغيير الطريقة التي يتبادل بها الأفراد والمجموعات المعلومات والأفكار.

ويشير قد يخيل للبعض أن فيسبوك وتويتر – الذى غيَّرعلامته التجارية إلى  X- وسيلة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة فقط , والصحيح  أن انتشارهم أصبح الآن استثنائياً وخطيراً فى كافة مجالات الحياة على اتساعها , فوسائل الإعلام الجديدة أيضًا أن تلعب دورًا حاسمًا في أوقات الأزمات لا ينبغى التقليل من شأنها , لذا فإن إن تمكين وسائل الإعلام من أن تصبح أكثر انفتاحًا وأكثر فعالية وأكثر استقلالية بضوابط تراعى الأمن القومى يؤدي في الواقع إلى تحسين بيئة الاستقرار السياسي الاجتماعى ,ويمكن اعتبار وسائل الإعلام بمثابة "الحراسة" على الديمقراطية السياسية , بشرط  أن يعرف الإعلام مسئوليته ويعمل بإخلاص وأمانة وفى هذه الحالة يمكن أن يكون قوة كبيرة في بناء الوطن.

رابعاً : ميكروفون الإعلامى ليس أقل أهمية من منصة القاضى لأنه قاضى الكلمة النزيهة المتجردة فى مخاطبة الجماهير

ويذكر الدكتور خفاجى الرأى عندى أن الاعلام  ضمير الأمة ومراَة المجتمع , وضمير الأمة بطبيعته يعتبر الإعلام جزءًا هاماً في تشكيل الرأى العام , لذا وجب أن يتحلى الإعلامى لسان رأى الأمة بنزاهة المقصد , فميكروفون الإعلامى لا يقل أهمية عن منصة القاضى لأنه قاضى الكلمة النزيهة المتجردة التى يخاطب بها الجمهور فى كشف الحقائق بعد توثيق , وتسخيرها لخدمة الوطن والمواطنين بمختلف فئاته بأعلى مستويات الوعى والإدراك والنهوض بمستوى الخدمات العامة ,والمصداقية تكون فى مضمون العمل الإعلامى ذاته والوسيلة والمصدر , ومصداقية الإعلامى هى شرفه واعتباره  .

ويضيف أما الدور الأهم  في ظل الظروف التى تحاك بالوطن بعد ثورتين للشعب فى زمن وجيز – حيث تم انهاك الاقتصاد الوطنى خلالهما فضلاً عن مجابهة مصر للإرهاب الذى يحاك بمصر والأمة العربية - فيقع على عاتق أجهزة الدولة والجهات والهيئات المختصة بالشأن الإعلامى  والصحفى , وهو دور لا يحتمل التأخير أو التأجيل، بفتح أبواب المنابر الإعلامية للدعوة للمشاركة الانتخابية  - ومن بينها تبنى هذه الدراسة الماثلة والعمل على نشرها - وبيان أثرها الإيجابي على استقرار الوطن , ولها أن تستعين فى هذا الشأن  بأهل الدراية والاختصاص على اختلافهم  من أجل  النهوض بالديمقراطية التى تسير بالتوازن مع التنمية  .

خامساً : أخلاقيات المهنة تعبير طوعي عن الاجتهاد المهني لتصحيح الأخطاء وإخضاع النفس للضمير العام والمسئولة أمام الجمهور

ويختتم يجب على الصحفيين والإعلاميين أن يعتبروا قواعد أخلاقيات المهنة تعبير طوعي عن الاجتهاد المهني المتصل بالجودة لتصحيح أخطائهم وإخضاع أنفسهم للضمير العام  والمسئولة أمام الجمهور , ذلك أن البيئة الإعلامية متغيرة تتحدى أخلاقيات المهنة , وهو ما يحدث من خروقات لبعض الإعلاميين بالخارج الذين يحملون هدفا واحدا للنيل من الاستقرار بتوجه أيدولوجى وبدافع سياسى محض ، لذا يجب أن تلعب الهيئات الصحفية والإعلامية دورًا أساسيًا في تحديد ودعم المعايير المهنية للمجتمع الصحفى والإعلامى بقواعد أخلاقية للتنظيم المشترك تتعلق بالنزاهة والمصداقية والمصالح العليا للوطن , لذا تلجا العديد من الدول ومن بينها مصر إلى وضع أنظمة للتنظيم المشترك حيث يحدد القانون الإطار القانوني لأخلاقيات وسائل الإعلام ذاتية التنظيم .

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اجراء الانتخابات الاستحقاق الدستوري الانتخابات الرئاسية الاقتصاد الوطني الشرق الأوسط المواطن المصري انتخابات الرئاسية دراسة تحليلية مواجهة التحديات منطقة الشرق الاوسط الإعلام الجدید وسائل الإعلام الأمن القومى الدکتور محمد دور خطیر

إقرأ أيضاً:

سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها

عندما يتصدر المشهد السياسى رموز الإرهاب التاريخى فى مصر، ويقومون بتهديد مواطنى مصر على اختلافهم السياسى والثقافى والدينى إما بالرضوخ لمشروعهم أو الإقصاء المعنوى والمادى، فيما يشبه الحرب على عموم المصريين.

وعندما تحاول جماعة ما أن تغير طبيعة الدولة المصرية الوطنية الحديثة التى تقوم على الدستورية، والمواطنة، والعصرنة، والمؤسسية، والتعددية، لصالح الاحتكار، والاستئثار، والانغلاق، ونفى كل من هم من غير أعضائها.

وعند الانحراف عن الشرعية التى ارتضتها مكونات الجماعة الوطنية على اختلاف انتماءاتها وفرض شرعية مغايرة، تلك الشرعية التى أطلقت عليها فى حينها «شرعية الإكراه»، وذلك من خلال إعلان دستور وصفناه آنذاك بـ«دستور الغلبة».

كذلك عندما تتهدد أركان الدولة الحديثة مغامرة الجماعة إقامة مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة المصرية التاريخية الوطنية الحديثة «بغير حق» فيما يشبه المؤامرة فأصبحوا كما يقول الشاعر مثل الذين «يطلقون الأسد منهم» بغية تقييد أسدى: الأسد المصرى»..

عندما يحدث كل ما سبق لا بد أن ينتفض المصريون بكل «الحمية الوطنية»؛ إذا ما استعرنا تعبير مؤسس نهضة مصر الحديثة الفكرية الطهطاوى التى من شأنها يفدى الوطنى المخلص فى حب الوطن، وطنه بجميع منافع نفسه ويخدمه ببذل جميع ما يملك ويفديه بروحه»...

تحرك المصريون دفاعاً عن مصر: الوطن والدولة الحديثة؛ فى 30 يونيو 2013، من خلال تحالف عريض عابر: للطبقات، والأجيال، والانتماءات، والثقافات.. إلخ، يضم قطاعات عريضة من الشعب وكافة القوى المدنية الشعبية والحزبية ومؤسسات الدولة القانونية والقضائية والعسكرية والحداثية، يعلنون موقفاً مصرياً وطنياً تاريخياً موحداً تجاه الجماعة؛ موقف وقفوا فيه «وقفة الحزم.. بعزمة المستعد» كما قال شاعر النيل فى قصيدته المغناة الذائعة الصيت: «مصر تتحدث عن نفسها».

استطاعت تلك الوقفة التاريخية حماية: أولاً: مصر من الاستقطاب السياسى والدينى، وثانياً: المركب الحضارى المصرى المتعدد العناصر، وثالثاً: مؤسسات الحداثة، ورابعاً: المجتمع من أن يتمزق نسيجه النسيج الاجتماعى والثقافى والسياسى المصرى، وخامساً: حكم مصر حكماً دينياً استبدادياً.

ما مكّن من الانتصار، بالأخير، لمشروع الدولة الوطنية المصرية الحديثة، غير المخاصمة للدين، ومواجهة مشروع الجماعة المناقض بالكلية لمشروع الوطن المصرى. إذ إنه مشروع يتناقض تناقضاً تاريخياً مع مشروع الوطنية المصرية الحديثة، ولا مجال، بل ليس من العدل، لمشروع يقوم على «تكدير وِرد الأوطان»...

احتشد المواطنون، فى 30 يونيو، فى أنحاء الوطن، فى حشود تقاوم القيود؛ قيود «شرعية الإكراه»؛ فى ميادين مصر وشوارعها وأمام مساكنها.. وفى النجوع والكفور والعزب فى ريفنا المصرى الممتد.. كما ضمت الحشود كتلاً شبابية وعمالية فى كل مكان.. كذلك أسر الطبقة الوسطى بكامل هيئتها من آباء وأمهات وأطفال.. وذلك بشكل سلمى مقاومة ورافضة للقيود.. قيود «الإملاء السياسى»، والاقصاء الدينى والثقافى»، حشود تجسد أن المصريين العاديين لديهم قدرات هادرة لإحداث تحولات جذرية، وقادرة على حفر مسارات كبرى..

كانت الحشود التى خرجت فى 30 يونيو 2013 بمثابة نور تمثل فى عدد من «الموحدات» يتجلى الموحد الأول فى: رفض وطنى جمعى يعبر عن التيار الرئيس للمصريين على اختلاف ألوانهم للعنف والتدمير. أما ثانى الموحدات فيتمثل فى: الطمأنينة إلى حضور الجيش الوطنى جيش كل المصريين لا جماعة أو طائفة أحد الأركان الثلاثة الرئيسية للدولة الحديثة إضافة لمؤسسات الحداثة والجهاز الإدارى، لتأمين البلاد والعباد.

وأخيراً الموحد الثالث الذى يعكس رغبة حقيقية فى استعادة مصر «المقاومة/ القائمة».. المقاومة لكل أشكال الشر، والقائمة بما اكتسبته من مقومات الحداثة..

هكذا توحدت مصر فى 30 يونيو حيث جسّدت المركب الحضارى بتعددية عناصره وكيف وقف مواجهاً الأحادية

مقالات مشابهة

  • "إعلام ونيل الفيوم": ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من الفوضى وطمس هويتها
  • المساندة الشعبية
  • إعلام الفيوم: الثورة أنقذت مصر من الفوضى وطمس هويتها الثقافية والحضارية
  • «القومى» للترجمة يطلق مبادرة «أنا أقرأ»
  • سياسيون: 30 يونيو ثورة شعبية أعادت مصر للطريق الصحيح
  • مواقف تاريخية للأقباط فى ثورة 30 يونيو
  • د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز
  • سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها
  • الإنتفاضة العظيمة.. والعودة إلى الحياة
  • التنازلات الكبرى. لأجل الحقيقة والمصالحة (٢)