موقع 24:
2025-04-02@12:20:40 GMT

أمهات وحوامل يروين آلامهن تحت نيران القصف في غزة

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

أمهات وحوامل يروين آلامهن تحت نيران القصف في غزة

منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تستيقظ نور شعث كل صباح وتفحص جسدها، ثم تشعر بالارتياح لأن طفليها التوأم ما زالا بداخلها. وأخبرها طبيبها أن كل يوم إضافي يجعل تطلب ولادتها تدخلاً توليدياً، أو تدخلاً لحديثي الولادة أقل احتمالاً، وهو أمر قد لا يكون متاحاً في غزة.

تهدئ ابنها الأكبر من خلال التظاهر بأن أصوات القصف تصدر عن طيور مشوشة

 

لكن حتى بعدما طمأنتها تلك الفحوصات الصباحية بأنها اقتربت يوماً إضافياً من الولادة الطبيعية والآمنة، قالت شعث لعاملة الإغاثة والكاتبة في مجلة "ذا أتلانتيك" كلير روبينز، إنها تشعر بخوف عميق ومؤلم، وهو خوف تخشى أن تنقله إلى أطفالها.


وتسأل نفسها: "هل يشعران بالخوف بداخلي؟". كما تتساءل عما إذا كان بإمكانهما الإحساس عندما تبكي، وما إذا كان التوتر سيؤدي إلى الولادة المبكر، قالت شعث لروبينز عبر رسالة نصية: "أنا مرشدة عاملة، وأعرف كيفية التعامل مع الأفكار السلبية. لكنني أحاول كل شيء بدون أي مساعدة. أنا تحت الضغط معظم الوقت". وأضافت: "لقد أخبرت زوجي أنني لا أشعر بالأمان بالولادة داخل غزة".
  انهيار كامل

شعث هي واحدة من نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، حسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي يقدر أيضاً أنه من بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، هناك واحدة من كل 4 نساء وفتيات في سن الإنجاب. ومع النزوح الجماعي والنقص في الضرورات الأساسية، أصبحت الولادة في غزة محفوفة بالمخاطر. تلقى صندوق الأمم المتحدة للسكان تقارير عن نساء خضعن لعمليات قيصرية بدون مسكنات أو تخدير.

 

There's around 50,000 pregnant women in????#Gaza, with over 180 giving birth daily@UNRWA Midwives provide care for post-natal & high-risk pregnant women at our 9 operational health centres

Post-natal care continues in shelters, but conditions are not at all suitable for newborns pic.twitter.com/LqkpuThOjI

— UNRWA (@UNRWA) December 2, 2023


في حديث إلى روبينز، قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك ألين إن نحو 180 امرأة يدخلن المخاض كل يوم في غزة، وكثيرات منهن يلدن قبل الأوان بسبب الظروف العصيبة.
ومع كل هؤلاء الأطفال الخدج، يعد توفير الوقود للحاضنات أمراً مهماً بشكل خاص. خلال وقف إطلاق النار، تمكنت المنظمات الطبية من التفاوض على إيصال بعض الوقود والإمدادات الأخرى إلى مستشفيات في الشمال. لكن ألين قال إن جهة اتصاله في مستشفى الحلو، مستشفى الولادة الرئيسي في مدينة غزة، أبلغت عن انهيار كامل لرعاية الولادة وما قبلها وبعدها، لكل من الأمهات والأطفال.
 

ولادة مرعبة

تواصلت الكاتبة مع نورا الزعيم، وهي أم لطفلين، كانت قد أنجبت قبل يوم طفلها الثاني في أحد مستشفيات مدينة غزة. أخبرتها الزعيم أنها سمعت أن مسكنات الألم قد لا تكون متوفرة، لذلك لم تطلبها. كانت الولادة مرعبة: فقد كانت تسمع الغارات الجوية القريبة، وكانت تشعر بالقلق من أنها ستضرب المستشفى.

 

"Every morning since October 7, Nour Shath has woken up, scanned her body, and felt relief that her twin babies were still inside her." @ClairePorterR reports on what it's like to give birth in Gaza: https://t.co/HcKtjwotAD

— The Atlantic (@TheAtlantic) December 2, 2023


احتاجت الزعيم إلى غرز بعد ذلك، ولم يكن تعافيها سهلاً. وباعتبارها اختصاصية علاج طبيعي في عيادة تركز على مرضى الحروق، كانت تعرف شيئاً عن العناية بالغرز. علمت أيضاً أن ألمها المستمر كان على الأرجح علامة على إصابة بالعدوى. لكن العودة إلى المستشفى في الأسابيع التالية للولادة كانت خطيرة للغاية. لقد راسلت الكاتبة في 18 نوفمبر لتقول: "أنا أعاني. لدي غرز وألم شديد، ولا يوجد ماء متاح للاستحمام لتحسين الشفاء ومنع العدوى".
 

"لا تخافي يا أمي" بعد ولادة طفلها، تم إجلاء الأسرة إلى الجنوب حيث احتشدت في شقة مع أفراد العائلة الأوسع. أصيب المولود بالحمى فأحضروه إلى مستشفى يعج باللاجئين واشتروا له الدواء من السوق السوداء عندما لم يجدوا العلاج الذي يعرفونه. يقضي زوجها ساعات في البحث عن الماء النظيف والغذاء والدواء للعائلة. في منزلها مع طفليها، ووسط أيام طويلة من القصف المتقطع، كان على الزعيم أن تجد طرقاً مبتكرة لتهدئة طفلها الصغير: عندما يسمعون الانفجارات، تبدأ هي وأقاربها في التصفيق والابتسام. أخبروه أن القنابل عبارة عن ألعاب نارية عالية الصوت. لا يزال يغطي أذنيه ويختبئ.
أسماء الحايك، وهي أم أخرى من غزة، أنجبت خلال حرب مايو (أيار) 2021 طفلاً ثم أنجبت مولوداً مرة أخرى في أغسطس (آب) الماضي. أخبرت الحايك الكاتبة أنها تهدئ ابنها الأكبر من خلال التظاهر بأن أصوات القصف تصدر عن طيور مشوشة وهائلة الحجم. لكن في بعض الأحيان، يراها خائفة، فتتبدل أدوارهما. يقول لها: لا تخافي يا أمي. إنها أصوات الطيور".
  "غزة عالمنا" تحدثت الأمهات الثلاث – شعث والزعيم والحايك – عن الفرص المحدودة المتاحة لأطفالهن في غزة، وعن الصدمة التي ولد فيها الأطفال. سألت الكاتبة الأمهات عما إذا كنّ سيبتعدن لو أتيحت لهن الفرصة. قلن الشيء نفسه تقريباً: غزة هي عالمهن. فكرت الحايك في محاولة الذهاب إلى مصر طوال فترة الحرب، لكنها شعرت بالقلق من أن عائلتها ستُمنع من العودة إلى غزة بعد ذلك. وقالت إن العيش في مأوى موقت في الجنوب كان صعباً بما فيه الكفاية. "أريد منزلي، وأحلم دائماً بأن أعود إليه".
شعث الآن حامل في شهرها السادس تقريباً. خلال فترة وقف إطلاق النار، دخلت بضع شاحنات تابعة لجمعيات خيرية طبية وصندوق الأمم المتحدة للسكان إلى قطاع غزة محملة بإمدادات الولادة الآمنة وأدوية التخدير وغيرها من الضروريات للرضع والأمهات الجدد. ويقدر ألين أن لدى المستشفيات الآن ما يكفي من الإمدادات لدعم عمليات الولادة الأساسية والمعقدة خلال الشهر ونصف الشهر المقبلين.
  عن الحلم المستقبلي بدت شعث إيجابية في ضوء تلك الأخبار. قالت للكاتبة إن التوأم يركلان. ورداً على سؤال بشأن ما تحلم به لهما في السنوات المقبلة، أجابت بأنها لا تستطيع التفكير في المستقبل. لكن الآن، كل ليلة قبل أن تنام، تقول لهما: "تعاليا بالسلامة، من فضلكما".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأمم المتحدة للسکان فی غزة

إقرأ أيضاً:

شجاعة ممرضتين في إنقاذ أطفال حديثي الولادة من خطر زلزال عنيف .. فيديو

بكين

أظهرت ممرضتان في قسم الولادة بأحد المستشفيات في مقاطعة يونان الصينية شجاعة فائقة، وهما تحميان أطفالًا حديثي الولادة من خطر الزلزال العنيف الذي ضرب ميانمار يوم الجمعة الماضية وامتدت ارتداداته إلى الصين ودول أخرى مجاورة.

وفي خضم دمار الزلزال، رصدت كاميرات المراقبة داخل المستشفى محاولتهما الشجاعة لاحتواء الموقف داخل غرفة الرضع ، فبينما بدأت الأسرة ذات العجلات تتدحرج بعنف مع اهتزاز المبنى، جلست إحدى الممرضتين على الأرض واحتضنت طفلًا لحمايته، ثم مدت يدها لمنع أحد الأسرّة من الاصطدام.

وأما زميلتها، فوقفت بثبات تحاول تثبيت سريرين متأرجحين وسط الفوضى ومع تزايد شدة الاهتزاز، انقلب موزع الماء وسكب مياهه على الأرض، مما جعل الأرضية زلقة ورغم ذلك، استمرت الممرضتان في حماية الأطفال في مشهد أثار الإعجاب والتأثر حول العالم ، وظهرت إحدى الممرضتين وهي تُسحب على الأرض بسبب شدة الهزة لكنها لم تترك الطفل من بين ذراعيها.

يذكر أن الزلزال، الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، ضرب وسط ميانمار عند الساعة 12:50 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1644 شخصًا وإصابة أكثر من 3400، وسط دمار واسع شمل انهيار مبانٍ وتشقق طرق واحتجاز الآلاف تحت الأنقاض. كما شعر به سكان في الصين، تايلاند، الهند، فيتنام، وبنغلاديش.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/03/5d9VYawqaqK7s58S.mp4

مقالات مشابهة

  • ترامب: محادثاتي مع السيسي خلال المكالمة الهاتفية كانت ناجحة للغاية
  • «اليونيسف»: مقتل 322 طفلاً خلال عشرة أيام في غزة
  • استشهاد 322 طفلاً في غزة خلال عشرة أيام من القصف الإسرائيلي
  • وفاة مواطنة وطفلها حديث الولادة شمال القدس
  • ميار الببلاوي عن غُسل إيناس النجار: كانت عروسة مبتسمة وآية من آيات ربنا
  • مقتل 322 طفلاً في قطاع غزة خلال 10 أيام
  • إخماد نيران حريق هائل بمخزن بلاستيك إثر ماس كهربائي بقطور في أول أيام عيد الفطر
  • دراسة: الأمهات الجدد يحتجن لساعتين من التمارين أسبوعيا
  • ناقد: البطولة النسائية كانت بارزة موسم رمضان من خلال إخواتي وقلبي ومفتاحه
  • شجاعة ممرضتين في إنقاذ أطفال حديثي الولادة من خطر زلزال عنيف .. فيديو