وصمة عار تستوجب المحاسبة.. المجازر الإسرائيلية في غزة لم تتوقف
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
9 مجازر في يوم واحد ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، أودت بحياة مئات الشهداء والمصابين، وذلك بعد يوم واحد من انهيار الهدنة الإنسانية مع حركة حماس، وسط اتهامات لإسرائيل بتعمد استهداف المدنيين في غزة، سعيا لإيقاع أكبر عدد من الضحايا بينهم، في الحرب التي يشنها على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب السبت، أكثر من 9 مجازر بحق المدنيين والأطفال راح ضحيتها مئات الشهداء خاصة في حي الشجاعية وجباليا.
وذكر البيان، أنه تم تدمير وقصف 50 عمارة سكنية ومنزلا يقطنها مئات الآمنين بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء في حي الشجاعية المكتظ في إطار "حرب إبادة جماعية"، ما أدى إلى استشهاد نحو 300 شخص وعشرات المصابين، فضلا الموجودين تحت الأنقاض.
وبالتزامن، استشهد نحو 100 فلسطيني جراء قصف صاروخي استهدف بناية سكنية تعود لعائلة آل عبيد، على رؤوس ساكنيها في مخيم جباليا.
وتسبب القصف كذلك في إصابة العشرات، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.
اقرأ أيضاً
ارتفاع الحصيلة إلى 15207.. استشهاد 100 فلسطيني في مجزرة جديدة بغزة
ومع ما حدث في مجزرتي الشجاعية وجباليا، باعتبارهما الأبرز منذ استئناف القتال بعد أسبوع من الهدنة، فإن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قال إن ما شهده قطاع غزة من هجمات السبت، يشكل اليوم الأكثر دموية منذ بدء الكيان الصهيوني الحرب، وتثير مخاوف من نهج أكثر وحشية لفرض رغبات سياسية وميدانية على حساب دماء المدنيين وممتلكاتهم.
ووثق المرصد سلسلة هجمات جوية بأحزمة نارية مكثفة شنها الكيان الصهيوني على مناطق الشجاعية، وجباليا، وبيت لاهيا، باستهداف مبان، ومربعات سكنية مأهولة من دون سابق إنذار وتدميرها فوق رؤوس قاطنيها ودفن العشرات تحت الأنقاض.
وقال الأورومتوسطي إنه على مدار أقل من 48 ساعة من انهيار الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة التي استمرت أسبوع، واستئناف دولة الاحتلال هجماتها الجوية والمدفعية والبرية، ونحن أمام سلسلة واسعة من الغارات غير المتناسبة، والمندفعة بخطط القتل الجماعي.
وهذه ليست المجزرة الأولى التي يرتكبها الاحتلال بحق الآمنين في منازلهم، والنازحين في مدارس الايواء، سواء في جباليا، أو في أنحاء متفرقة في محافظات قطاع غزة.
فمنذ السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، تواصل مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي شن غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة، أسفرت عن دمار هائل في المناطق السكنية وخسائر كبيرة في الأرواح، ونزوح مئات الآلاف من السكان.
اقرأ أيضاً
ظلال حرب أرمغدون الأمريكية في مجازر غزة
ووفق مصادر حكومة غزة، فإن الاحتلال ارتكب أكثر من 1500 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، استشهد خلالها نحو 15 ألف فلسطيني، أكثر من 70% منهم أطفال ونساء.
وللاحتلال الإسرائيلي تاريخ طويل وممتد ملوث بدماء الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال، فلا تكاد تنتهي مجزرة حتى يبدأ العالم يرى ويتابع الأخرى، دون أن يحرك ساكنا أو يروعه ما يحدث كأنه اعتاد المشهد
ووفق تقارير محلية ودولية، فإن المجازر يصعب إحصاؤها لكثرتها، إذ يسجل اليوم الواحد من 20 إلى 30 مجزرة في أحياء مختلفة من القطاع المحاصر الذي تتنوع فيه أشكال القتل والدمار وسفك الدماء.
وإن كانت مجزرة المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، في 17 أكتوبر/تشرين الأول هي الأكبر في عدد الضحايا، والذي وصل إلى أكثر من 500 شهيد وجريح، فإن مجزرة مخيم جباليا في 31 أكتوبر/تشرين الأول، لا تقل قسوة، بعدما سقط فيها نحو 400 شخص، بين شهيد ومصاب.
هذه المجازر وما شابهها، أسفرت عن استشهاد أكثر من 15 ألفا و207 فلسطينيين، بينهم 6150 طفلا و4 آلاف سيدة، وأصاب نحو 40 ألفا، في حصيلة حتى ظهر السبت، أي قبل مجزرة مخيم الشجاعية الأخيرة.
اقرأ أيضاً
مجزرة جديدة.. عشرات الشهداء والمصابين في قصف الاحتلال لمدرسة الفاخورة بغزة
فيما لا يزال الآلاف من الفلسطينيين في عداد المفقودين، ويرجح أن يكون معظمهم قد استشهدوا تحت أنقاض منازلهم، ولم تستطع طواقم الإسعاف والإنقاذ من انتشالهم بعد.
وكما عمت المجازر البشر، فهي ضربت الحجر أيضا، فقصف الطيران الحربي للاحتلال والمدفعية والزوارق الحربية المنازل والبنايات والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والشوارع وحتى مقرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وتشير التقديرات التي استندت إلى صور الأقمار الاصطناعية، إلى أن أكثر من 50% من الوحدات السكنية بقطاع غزة تضررت بشكل كلي أو جزئي، جراء شدة القصف واستهداف أحياء سكنية بالكامل بألاف أطنان القنابل شديدة الانفجار، ما تُرك مئات الآلاف من أهالي القطاع بدون مأوى.
وتم حصر أضرار متفاوتة في أكثر من 165 ألف وحدة سكنية، وقرابة 20 ألف وحدة سكنية هدمت كليا أو باتت غير صالحة للسكن.
وبات 70% من سكان قطاع غزة، بواقع 1.5 مليون مواطن، خارج منازلهم قسريا في مراكز إيواء تصل لأكثر من 220 مركزا، أو تجمعات مستضيفة في مختلف المحافظات.
اقرأ أيضاً
بايدن ومجازر إسرائيل.. 50 عاما من الدعم وآلاف الأطفال القتلى
ودمرت كذلك الغارات الإسرائيلية عشرات المساجد، وتسببت في تضرر 3 كنائس "بشكل بليغ".
وسويت أحياء بالأرض، وخرج سكانها من تحت الأنقاض محمولين على الأكتاف، أو تركوا تحت الأنقاض لنقص طواقم الإنقاذ والإجلاء.
وكأن كل ذلك لم يكن كافيا، فحُرم المصابون العلاج، والمرضى الدواء، والجوعى الغذاء، والأطفال أماكن الفرح.
ويعيش سكان القطاع المحاصر على وقع نقص شديد في مواد التغذية والإعاشة وغياب الملاجئ وانقطاع الكهرباء ونقص المياه الصالحة للشرب وفقدان المأوى.
وباتت أحياء ومبان كاملة كأنها لم تكن، فيما تسعى أيادي المنقذين بين الركام للوصول إلى الجثث تحت الأنقاض، لكن فرق الإنقاذ المدني نفسها تصبح هدفا للقصف الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً
قطر تحذر من نية إسرائيل ارتكاب مجزرة جديدة في مستشفى الشفاء بغزة
ويلخص تحقيق استقصائي مشترك لموقع "سيحا ميكوميت" ومجلة "مغازين 972+"، ما يجري في غزة بالقول: "مهاجمة الأبراج السكنية والمقرات الحكومية والجامعات هو هجوم متعمد على المجتمع المدني كوسيلة لجعل مواطني غزة يمارسون الضغط على حماس".
ويكشف التحقيق سياسة الجيش "المتساهلة" في إطلاق النار على غزة، كاشفا أن جيش الاحتلال صادق في الحرب الحالية على المس بـ"عدة مئات من المدنيين الفلسطينيين"، كأضرار جانبية لهجوم كان يهدف إلى اغتيال قيادات كبيرة في "حماس".
وبينما بلغت نسبة الإشغال في مستشفيات قطاع غزة 170%، فإن المساعدات التي وصلت حتى الآن لا يمكنها بأي حال من الأحوال سد حاجة المنظومة الصحية.
ولم تكتفي إسرائيل بذلك، بل قطعت خدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة بشكل كامل لمرتين، ليدخل 2.3 مليون نسمة في عزلة عن العالم الخارجي.
وبذلك بات القطاع الذي وُصِف على مدى 15 عاماً بأنه "سجن كبير مفتوح"، في ظل الحصار الجوي والبحري والجوي، بمثابة "مقبرة للسكان المحاصرين بين الحرب والحصار والحرمان".
اقرأ أيضاً
أردوغان: لن نترك غزة ووقف المجازر واجب على عاتقنا
وأمام ذلك، حض عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، المجتمع الدولي على منع إسرائيل من "ارتكاب مجازر ونكبات"، لا يمكن تحمل تبعاتها.
وجعا الملك عبدالله المجتمع الدولي على الانتباه "لخطورة الإجراءات التي تقدم عليها إسرائيل"، محذرا من "النتائج الكارثية لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف مناطق مكتظة بالسكان".
قبل أن يصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المجازر في قطاع غزة، بأنها "دخلت التاريخ بوصفها وصمة عار"، لافتا إلى أنها "لطخت أيضا جباه الدول الداعمة لإسرائيل دون قيود وشروط".
ولفت الرئيس التركي إلى "تحول حكام إسرائيل الذين طالما روجوا لأنفسهم بأنهم ضحايا إبادة جماعية، إلى قتلة، مثل قتلة أجدادهم".
وبخصوص محاسبة المسؤولين عن المجازر، قال أردوغان: "ننتظر من المحكمة الجنائية الدولية أن ينال العقاب اللازم مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية وجزارو غزة وفي مقدمتهم (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو".
ولفت الرئيس التركي إلى أن إسرائيل ستحاسب عاجلاً أم آجلاً على الإبادة الجماعية التي ترتكبها.
يشار إلى أن إسرائيل صاحبة العديد من المسلسلات الإجرامية في حق الإنسانية، وتمتلك أكبر عدد من الجرائم والمجازر على الأراضي الفلسطنية المحتلة، وهي ليست المرة الأولى التى ترتكب فيها تلك الجرائم ضد الشعب الفلسطنيي الأعزل.
اقرأ أيضاً
اليوم الثلاثون للحرب على غزة.. مجزرة جديدة في المغازي واحتدام الاشتباكات البرية
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مجازر مجازر غزة إسرائيل فلسطين المقاومة جباليا الشجاعية أردوغان عبدالله الثاني أکتوبر تشرین الأول تحت الأنقاض مجزرة جدیدة اقرأ أیضا قطاع غزة أکثر من إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
سلاح الجوع يقتل الأبرياء في غزة.. إسرائيل تنفي بأدلة تدينها
في كل يوم يمر تزيد حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وينضم إلى قافلة الشهداء أعداد جديدة رحلت إما بالقصف والطلقات النارية، وإما بالسلاح الصامت الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي وهو «التجويع»، ورغم اعتراف إسرائيل به ضمنيًا في عدة مناسبات، إلا أن القوى الدولية المؤيدة لها تتجاهل عن ذلك.
تجويع الفلسطينيين يغيب عن دائرة الأضواءإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أشارت إلى ما يعانيه أهالي القطاع من نقص في الإمدادات الغذائية في منتصف أكتوبر الماضي، وهددت بفرض عقوبات على الاحتلال إن لم يتخذ إجراءات تحد من الأزمة الإنسانية، وتسمح بتدفق المساعدات إلى غزة المحاصرة، إلا أنها تغاضت عن محاسبة إسرائيل على الكارثة الإنسانية التي تحل بالقطاع الفلسطيني في شهر نوفمبر، وهو الشهر ذاته الذي صرح فيه مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي، جان مارتن باور بأن: «هناك مجاعة تحدث أو إنها وشيكة في أجزاء من شمال قطاع غزة، نتيجة للنزوح على نطاق واسع وانخفاض التدفقات التجارية والإنسانية إلى القطاع».
وخلصت المحكمة الجنائية الدولية في الشهر الجاري إلى أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية، وتفرض على الفلسطينيين ظروفًا معيشية مصممة لتدميرهم بشكل ملموس، عن طريق عرقلة المساعدات الإنسانية.
إسرائيل تنفي بأدلة تُدينهامن جانبها، تستمر السلطات الإسرائيلية في النفي، وتقدم عبر صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية التابعة لها أرقامًا تروج لمزاعمها بأنها لا تعرقل دخول المساعدات، ولكن هي نفس الأرقام التي تدينها.
تعهدت دولة الاحتلال في أبريل الماضي بأن تسمح بدخول 500 شاحنة مساعدات يوميًا بعد حادثة مقتل عمل منظمة «المطبخ العالمي» لتقليل حدة الغضب الدولي، إلا أنها لم تفِ بتلك الوعود لا سيما وأن سمحت في شهر أكتوبر الماضي بدخول عدد شاحنات يوميًا بما يقرب من 58 شاحنة، وفي نوفمبر 59 شاحنة فقط، وفقًا لمجلة «Responsible statecraft» الأمريكية استناداً إلى بيانات لجيش الاحتلال.
وبينما تستمر إسرائيل في مراوغتها فإنها تستمر في إدانة نفسها، لا سيما وأنها تنشر بشكل متواتر عبر حسابات تديرها حكومتها مثل وزارة الخارجية الإسرائيلية، وحساب وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش، عدد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة يوميًا، وتشير في عدة مرات إلى أن عدد الشاحنات يقل عن الاحتياجات الإنسانية لأهالي القطاع.
إلى ذلك، فإن إسرائيل تبالغ بشكل مصطنع أحيانًا في إجمالي المساعدات من خلال احتساب الشاحنة نصف الممتلئة على أنها شاحنة كاملة، والجدير بالذكر أن جيش الاحتلال يحدد أن تكون عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية مملوءة بنسبة 50% من طاقتها لأسباب أمنية مزعومة.
ويبالغ جيش الاحتلال في أرقام مساعداته من خلال إدراج الشاحنات التجارية كمساعدات إنسانية على الرغم من الأولى باهظة التكلفة بالنسبة لمعظم سكان قطاع غزة، الذين باتوا يعيشون في فقر مضجع بسبب العدوان الإسرائيلي الذي دمر كل ممتلكاتهم وثرواتهم، والثانية موجهة نحو الاحتياجات الإنسانية.
اعترافات دون قصدوزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، نداف شوشاني في الرابع من ديسمبر الجاري عبر منصة «إكس» أن نقص المساعدات الإغاثية التي تصل للفلسطينيين بسبب شح المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية، وأن إسرائيل لا تقع عليها مسؤولية الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة، على الرغم من آلاف الشاحنات الإغاثية تنتظر يوميًا الدخول إلى قطاع غزة ولكن إسرائيل تحول دون ذلك.
ولكن «شوشاني» اعترف دون قصد بأن إسرائيل تنتهك التزاماتها القانونية التي فرضها القانون الدولي، لا سيما وأن تل أبيب من الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، والتي تنص على أن القوة المحتلة يجب عليها ضمان وصول المواد الغذائية والطبية إلى السكان المحتاجين، وتلزم المادة 59 من الاتفاقية على السماح بإدخال المساعدات وضمان تسليم المساعدات بالفعل وهو ما تفعل إسرائيل عكسه تماماً.
إسرائيل ترعى عصابات مسلحة لنهب المساعداتصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية حصلت على مذكرة صادرة من الأمم المتحدة خلصت إلى أن إسرائيل تمول عصابات مسلحة، تعمل على نهب قوافل المساعدات الشحيحة أصلًا، بينما يوفر الجيش الإسرائيلي الحماية لهم.
وذكرت المذكرة أن العصابات تعمل في نطاق بصر الجيش الإسرائيلي وعندما تنهب مساعدات الإغاثة، ذلك تراقب قوات جيش الاحتلال، ولا تدخل حتى لو طلب عمال الإغاثة ذلك، فضًلا عن أن قوات الاحتلال كثيرًا من الأحيان تتولى مهاجمة عمال الإغاثة على الرغم من أن المنظمات التي يتبع له العمال بإحداثيتهم.
علي جمعة: من لم يمت بالقصف مات بالجوعوعلى أرض الواقع، فإن الأسواق في قطاع غزة تكاد تكون فارغة والواقع المعيشي صعب، وللنجاة بنفس لا يكفي الهرب من مكان إلى آخر لتفادي القصف أو رصاص جنود الاحتلال الذين لا يترددون في قتل أي فلسطيني، بل يجب إيجاد أي غذاء لتفادي الهلاك.
وفي حديث مع «الوطن» قال الناشط الفلسطيني علي جمعة إن الطعام بنسبة لأهالي قطاع غزة للعيش فقط وليس للشبع، وأن اللحوم والخضروات والفواكه تكاد أن تكون نستها الأبصار في القطاع خاصة في الأجزاء الشمالية منه.
وفيما يخص المساعدات الإغاثية أوضح «جمعة» أن سعيد الحظ من يتحصل على «كرتونة مساعدات» مرة أو اثنتين في الشهر، وهي التي لا تسد الرمق لبضعة أيام ما يجعل المواطن أمام خيارين، أولهما أن يشتري من الأسواق أي غذاء وإن وجد فدائما ما يكون سعره باهظ الثمن ولا يكون سوى «معلبات»، بينما معظم الغزيين نضبت مواردهم وتقطعت أرزاقهم ما يضع الكثيرين، أما الخيار الثاني ألا وهو «الجوع» الذي يفتك بالكثيرين وأودا بالكثيرين بصمت، إذ أكد «جمعة» أن هناك حالات استشهاد عديدة بسبب الجوع خاصة بين صفوف الأطفال.
ولفت الناشط الفلسطيني إلى أن رحلات البحث الطويلة عن طعام دائما ما تكون محفوفة بالمخاطر وذكر أنه في إحدى المرات التي ذهب فيها لتسلم مساعدات وبعد السير لأميال قُصفت المنطقة المحددة لتسليم المساعدات ما دفعه للعودة خالي الوفاض.
وفيما يتعلق بأثر ذلك النقص الحاد في الغذاء، أشار «جمعة» إلى أنه خسر ما يزيد عن 10 كيلو جرامات من وزنه، بينما صديقًا له خسر 27 كيلوجراما.