الروائي الأردني جلال برجس يكتب عبر “أثير”: سجناء وراء قضبان افتراضية
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة عُمان عن الروائي الأردني جلال برجس يكتب عبر “أثير” سجناء وراء قضبان افتراضية، أثير – الروائي الأردني جلال برجسحين ازداد عدد الغرف في البيوت اتسعت رقعة خصوصية الفرد، لكن في المقابل تراجعت الحميمية؛ ففراش النوم .،بحسب ما نشر صحيفة أثير، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الروائي الأردني جلال برجس يكتب عبر “أثير”: سجناء وراء قضبان افتراضية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
أثير – الروائي الأردني جلال برجس
حين ازداد عدد الغرف في البيوت اتسعت رقعة خصوصية الفرد، لكن في المقابل تراجعت الحميمية؛ ففراش النوم الجماعي-خصوصا في القرى- بألفته وحكاياته التي تروى بفطرية عالية اختفى لصالح الأَسِّرَّة صاحبة الطقس الفردي. ليس للأمر هنا علاقة بالحنين إلى الماضي -الذي أؤمن أن الاستغراق فيه كثيرًا، دليل على فشل الخطوات نحو المستقبل-بل بالتبدلات السريعة التي أخذت بضراوة تستأصل لذائذ إنسانية لم نكن لننتبه لها لولا صدى فقدها ونحن نستشعره في هذه الأيام. لقد احتلت الفردية بنسبة كبيرة مساحة كانت تشغلها الروح الجماعية في العيش، والسعي إليه، وباتت الحياة أكثر خشية حينما يتأملها الإنسان في لحظة صفاء خارجة على الصخب.
تبدلت الحياة وسبلها بشكل سريع جدًا أوجد العديد من الأسئلة نحو المصير الإنساني؛ فلابد لأي أحد منا إن توقف عند الإشارة الضوئية أن يجد كثيرًا من سائقي السيارات يستثمرون ذلك الوقت القصير بالتحديق بهواتفهم النقالة، بل حتى سنلاحظ بعضهم أثناء القيادة يفعلون ذلك. وسنجد أن هناك الكثير ينزوون صامتين في منازلهم بمعية هواتفهم، يصوبون أعينهم نحو الشاشات، وهم في حالة من السكون الجسدي الغريب. سنراهم في الاجتماعات العائلية التي يقتصر الحديث فيها على تحيات سريعة، أما باقي الوقت فيمضي في تحديق لا ينقطع في عوالم (السوشال ميديا). تحديق مستمر في كثير من الأماكن والمواقف، والمناسبات، حتى في أسرَّة النوم. مشهد غرائبي، ستزداد غرائبيته مع مرور الوقت، بل حتى كان يمكن اعتباره فنتازيًا لو نظرنا إليه من خلال وعي ما قبل حقبة الثمانينات.
لم تقتصر هذه الحالة المريبة على الذين لا يتقنون كيفية إدارة وقتهم، أو على الذين لا وسائل لديهم لملء أوقات الفراغ فقط، بل امتدت حتى إلى بعض الكتّاب الذين فقد الكثير منهم قدرته على القراءة والكتابة جراء الأثر السلبي لتكنولوجيا الاتصالات. انشغال إجباري لا نتائج ترجى منه سوى تبديد الوقت، الذي يصيب الإنسان بشكل من اللوم الذاتي، وصراع يتفاقم إلى حد من الشعور بالخسارة.
ما الذي حدث بحيث صار لا يتحرك من الناس وهم ينظرون في هواتفهم النقالة، واللوحية إلا الإبهام؟ وفي نهاية الأمر إن كان هناك بحث عن نتائج ما، يفاجؤون بالنتيجة صفر، الأمر الذي يشير إلى عبودية جديدة، وسجن بقضبان افتراضية، بات الخروج منها أمر صعب. حالة يرى علم ا
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء الحديث عن نزع سلاح المقاومة كشرط لوقف الحرب في غزة؟
فجّر الاحتلال الإسرائيلي أزمة جديدة على طاولة مفاوضات وقف إطلاق النار وعقد صفقة لتبادل الأسرى، حينما نقل إلى الوسطاء مقترحا يتضمن نصا صريحا لأول مرة يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، كشرط لإنهاء حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.
وسارعت حركة المقاومة الإسلامية إلى إعلان رفضها المطلق لمناقشة هذه المسألة، لكنها أكدت في بيان صحفي، أن قيادتها تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
وجددت "حماس" تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
بدوره، قال رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج سامي أبو زهري، إن "الاحتلال في مقترحه الجديد لا يعلن التزامه بوقف الحرب تماما، ويريد استلام الأسرى فقط".
مليون خط أحمر
وأضاف أبو زهري في تصريحات تلفزيونية عبر قناة "الجزيرة مباشر" تابعتها "عربي21"، أنّ "المقترح المقدم إلينا هو مقترح إسرائيلي، وتضمن لأول مرة نزع سلاح المقاومة ضمن مفاوضات المرحلة الثانية".
وتابع قائلا: "تسليم سلاح المقاومة هو مليون خط أحمر، وهو أمر غير خاضع للسماع فضلاً عن النقاش"، معربا عن جهوزية حركة حماس لتسليم كل الأسرى دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
ونوه إلى أن "نتنياهو يعمل لصالح مستقبله السياسي وترامب شريكه في قتل سكان غزة"، مشددا على أنه "يجب ألا يكون مرحبا بزيارة ترامب للمنطقة ويداه ملطختان بدماء أطفاء ونساء غزة".
ولفت إلى أن "الاستسلام ليس واردا أمام حركة حماس ولن نقبل بكسر إرادة شعبنا"، مؤكدا أن "حماس" لم تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء، وستستخدم كل أوراق الضغط ضد الاحتلال، وما يجري في غزة جنون ولا يمكن مواجهته إلا بجنون مماثل.
طرح مشبوه
من جهته، رأى الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون أن أي حديث عن نزع سلاح المقاومة، هو طعن في ظهر الدماء الفلسطينية، مشيرا إلى أنه "يتردد في كواليس المفاوضات طرح مشبوه يتحدث عن نزع السلاح كشرط لوقف إطلاق النار".
وأضاف المدهون في منشور عبر صحفته بموقع "فيسبوك" أنّ "من يرتكب المجازر ليس الفلسطيني بل الطيران الإسرائيلي، ومن يهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها ليس من يحمل بندقية آلية، بل من يضغط على زر القصف من قمرة طائرة أمريكية الصنع".
وذكر أن "سلاح الفلسطيني ليس تهديدًا للأمن، بل صرخة وجود ووسيلة دفاع في وجه ماكينة عدوان لا تعرف الرحمة"، منوها إلى أننا "لا نملك طائرات F16، ولا دبابات ميركافا، ولا قنابل ذكية (..)، نملك إرادة لا تُكسر، ورجالًا لا يعرفون الانحناء".
وأردف بقوله: "كل من يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، قبل نزع سلاح الاحتلال، إنما يُطالب الضحية بأن تخلع درعها وهي تنزف (..)، ويمنح الجلاد سيفًا إضافيًا ليُكمل الذبح".
وختم قائلا: "المقاومة ليست بندقية فقط، بل هي شرف هذه الأرض، وروح هذا الشعب، وسلاحها ليس للمساومة بل للكرامة".
وفي الإطار ذاته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة، أنه "عندما يتحدث الاحتلال عن نزع سلاح المقاومة في غزة، فهو لا يعني تجريد فصيل من معداته، بل يسعى لانتزاع حق شعب بأكمله في الدفاع عن قضيته ووجوده".
خلاصة عقود من النضال
وأكد عفيفة في قراءة اطلعت عليها "عربي21"، أن "سلاح المقاومة في غزة لم يكن يوما ترسانة كلاسيكية قابلة للجرد أو التسليم، بل هو خلاصة عقود من النضال، تراكمت عبر أجيال، ووسط ظروف قهرية من الاحتلال والحصار والاستهداف".
وبيّن أن "هذا السلاح وُلد في قلب الاحتلال، حين كانت دباباته تجوب شوارع غزة، وواصل تطوره رغم القصف والتضييق السياسي، كفعلٍ مستمر للنضال الفلسطيني منذ الستينات".
وشدد على أن "المعركة التي يسعى الاحتلال لحسمها اليوم بشروط الاستسلام ليست عسكرية فقط؛ بل معركة على الذاكرة والوعي والمعنى، لأن سلاح غزة ليس مجرد بندقية، بل هو تعبير عن إرادةٍ تقاوم، وصوت عشرات آلاف الشهداء والجرحى الذين قاتلوا دفاعًا عن الحق الفلسطيني".
ورأى أن "المطالبة بنزع هذا السلاح تعني عمليًا إنهاء المقاومة، وإجهاض الحلم الفلسطيني، وتحويل غزة إلى كيان منزوع الإرادة"، معتبرا أن "هذه ليست نهاية المعركة، بل بداية لمخطط تصفوي يتجاوز غزة نحو مشروع التصفية والتهجير".
وأشار إلى أن "قرار المقاومة لم يعد حكرا على فصيل أو جناح مسلح، بل بات قرارا شعبيا ووطنيا، متجذرا في الوعي الجمعي، ومرتبطا بمشروع تحرري لم يكتمل بعد (..)، مشروعٌ لا ينتهي إلا بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة".