ما مقدار الحياة على الأرض بالضبط؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
الولايات المتحدة – كشفت حسابات حديثة، أجراها فريق من علماء الأحياء والجيولوجيا، أن عدد الخلايا الحية على وجه الأرض يفوق عدد النجوم في الكون أو حبات الرمل على كوكبنا.
ويقدر الرقم بمليون تريليون تريليون، أو 10^30 بالرمز الرياضي (1 متبوعا بـ 30 صفرا).
وتمثل الميكروبات الغالبية العظمى من هذه الخلايا، وهي صغيرة جدا بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
وقال بيتر كروكفورد، عالم الأحياء الجيولوجية بجامعة كارلتون في أوتاوا والمعد الرئيسي للتقرير، الذي نُشر في مجلة Current Biology: “النتيجة الكبيرة هي أن هذا يضع الأرض كمعيار لعلم الكواكب المقارن”. وهذه النتيجة “تسمح لنا بطرح أسئلة كمية أكثر حول المسارات البديلة التي يمكن أن تتخذها الحياة على الأرض، وكم الحياة التي يمكن أن تكون ممكنة على كوكبنا”.
وكتب مايكل كيب من جامعة Duke، والذي لم يكن جزءا من الدراسة، في Current Biology Dispatches: “في الساحة الكونية الشاسعة، ربما تكون هناك كواكب تعيش بسرعة وتموت فتية، في حين أن أخرى بطيئة وثابتة. أين تقع الأرض في هذا الطيف؟.
ووافق كاليب شارف، عالم الأحياء الفلكية في مركز أبحاث Ames التابع لناسا، الدكتور كروكفورد في رأيه. وكتب في رسالة بالبريد الإلكتروني: “كان هناك عدد من الأعمال المثيرة للاهتمام في العام أو العامين الماضيين، حيث تراجع الناس خطوة إلى الوراء للتفكير حقا في الطرق التي تطبع بها الحياة نفسها على الكوكب”.
وفقا للسجل الأحفوري، ظلت الجيولوجيا والتطور في تناغم لمدة 3.8 مليار سنة، حيث كان عمر كوكبنا 700 مليون سنة فقط. وفي ذلك الوقت ظهرت أولى المخلوقات وحيدة الخلية، ربما في فتحات بركانية تحت سطح البحر، تتغذى على الطاقة الكيميائية المحيطة بها.
وقد تزايد عدد الخلايا بشكل كبير منذ ذلك الحين، حتى من خلال الكوارث الجيولوجية وأحداث الانقراض، التي فتحت طرقا جديدة للتطور.
وزُرعت بذور الحياة الحيوانية في وقت ما في الماضي المعتم، عندما تعلمت بعض البكتيريا استخدام ضوء الشمس لتقسيم جزيئات الماء وإنتاج الأكسجين. وقبل 2.4 مليار سنة مضت، مع رسوخ عملية التمثيل الضوئي، بدأت كمية الأكسجين في الغلاف الجوي في الارتفاع بشكل كبير.
وقال بيتر وارد، عالم الحفريات من جامعة واشنطن، إن حدث الأكسدة العظيم “كان بوضوح أكبر حدث في تاريخ المحيط الحيوي”.
وبدون عملية التمثيل الضوئي، لن يكون لدى بقية الخليقة سوى القليل من الطعام. ولكنها مجرد خيط واحد في شبكة من حلقات ردود الفعل الجيولوجية للطقس والمحيطات والميكروبات والبراكين، للحفاظ على استقرار الكرة الأرضية ودفئها بشكل أساسي والسماح للحياة بالنمو.
وأدى ظهور البكتيريا الزرقاء إلى ما يعرف باسم الانفجار الكامبري منذ حوالي 550 مليون سنة، عندما ظهرت كائنات متعددة الخلايا – الحيوانات – بغزارة مفاجئة ورائعة في السجل الأحفوري.
وأدرك كروكفورد وزملاؤه أنهم يستطيعون تتبع نمو الخلايا عبر الزمن عن طريق قياس النظائر المعدنية وكمية الأكسجين في الصخور القديمة. ونتيجة لذلك، تمكنوا من تقدير إجمالي الحياة التي أنتجتها الأرض منذ بدايتها – حوالي 10^40 خلية، أي ما يقرب من 10 مليار خلية أكثر مما هو موجود حاليا.
وعلى الرغم من أن هذا العدد يبدو ضخما، إلا أنه لا يمثل سوى 10% من جميع الخلايا التي ستتكون عندما يسدل الستار على الحياة على الأرض بعد مليار سنة من الآن.
ويقول علماء الفلك إنه مع تقدم عمر الشمس، ستتضخم عملية التجوية وغسل ثاني أكسيد الكربون. وفي الوقت نفسه، مع انخفاض باطن الأرض تدريجيا، سيهدأ النشاط البركاني، ما سيوقف تجديد الغازات الدفيئة.
ونتيجة لذلك، قال كروكفورد: “من غير المرجح أن ينمو المحيط الحيوي للأرض بما يتجاوز ∼ 10 ^ 41 خلية متكاملة زمنيا عبر كامل العمر الصالح للحياة على الكوكب”.
وأوضح الدكتور كروكفورد أنه كلما زاد عدد الخلايا، زاد عدد مرات تكاثرها، ما أدى إلى إنتاج المزيد من الطفرات.
المصدر: نيويورك تايمز
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
كريمة أبو العينين تكتب : قبلة الحياة ورصاصة الرحمة
الحديث عن ماسبيرو ذلك العملاق لن ينتهى ، وبما اننا من اهله فنحن ادرى بشعابه وطرقه وممراته بل ودهاليزه . فى ماسبيرو قلعة الاعلام الاقدم فى منطقة الشرق الاوسط كلها ، ذلك العملاق كان حلما يأتينا فى يقظتنا قبل غفوتنا ، فقد كان المسعى والمقصد منذ اكثر من ربع قرن مضوا ، فمن مدرجات كلية الاعلام بجامعة القاهرة وبالتحديد من مبنى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية حيث كنا فى واحدة من ادوارها نتلقى علومنا على ايدى جهابذة الاعلام لانه لم تكن قد بدأت الدولة بالفعل فى اقامة مبنى منفصل لكلية الاعلام موطنى التعليمى الجامعى الاول .
سنوات كلية الاعلام كانت بالنسبة لنا نافذة للتمنى والتطلع الى مستقبل اعلامى نتمكن من خلاله من تطبيق مادرسناه نظريا الى واقعى عملى اعلامى . اول دخولى للمبنى العتيق كان فى عامى الجامعى الثالث وعقب اختيارى لقسم الاذاعة والتلفزيون ليكون محور التخصص والدراسة ، وقد كان نجاحى فى الاختبار لدخول هذا القسم بمثابة نقطة الانطلاق نحو المزيد من الامانى والاحلام التى رسخها لى المرحوم الاعلامى الخلوق الاستاذ محمود سلطان والذى بارك اختيارى واشاد بى ، بل وتنبأ لى بمستقبل اعلامى مبهر على حد توقعه لى والذى جعلنى اطير فرحا بما قاله فى لجنة الاختيار التى كانت تضم استاذتى العظماء .
ودخلت بعدها ماسبيرو كتدريب مقدم من كليتى الى هناك ، اذكر اننى كنت على وضوء لانى كنت اعتبر ماسبيرو حرما لايجب دخوله الا على وضوء ، دخلت صرح ماسبيرو وانا فى حالة ممزوجة من القلق والانبهار ، خطوت خطوات انظر فى كل الاتجاهات فى وقت واحد ؛ وبداخلى شعور بأننى فزت فوزا عظيما ، فى اول ايام التدريب كان حظى جميلا وربما كان هذا الحظ الجميل هو الاغرب من نوعه فقد قيل لى ان من ستدربنى هى الاستاذة هالة الحديدى وماادراك ماهالة فهى سيدة صارمة حازمة لاتجامل ولا تتفاوت فى صغيرة او كبيرة ، كل من حولى كان مشفقا على ويحاولون ان يجعلونى اطلب من القائمين على التدريب ادراجى مع مجموعة اخرى يكون مدربها حنونا بالمتدربين مثل المرحوم فاروق شوشة الاعلامى الكبير ، استعنت بالله ورضيت بنصيبى كعادتى ؛ ودخلت استوديو التدريب ، وفى "الكونترول روم" كما يسمونها جلست الاستاذه الكبيرة المقام والقيمة وانا فى المقابل فى الاستوديو بداخلى ألف شعور ومشاعر ؛ ولكنى كنت منبهرة بها وبرباطة جأشها ونظرتها الواثقة وصوتها المميز المتميز ، قالت لى عرفينى على نفسك ؛ أجبتها بابتسامة عريضة وقلب يخفق ، عاشقة ماسبيرو انا، واتطلع ان يضمنى اليه واصبح واحدة من مريديه وساكنيه ، ضحكت وقالت : انتى قد خطوتى خطوة قافزة فى بحر الاعلام . وطوال اسبوعين من التدريب كانت خطوط حياتى ترتسم وتتشابك وتتسابق حتى انتهيت من دراستى وحصلت على بكالوريوس الاعلام قسم اذاعة وتلفزيون ويتحقق حلمى واتسلم وظيفتى كمحرر مترجم فى الاخبار المسموعة وبالتحديد فى الشرق الاوسط وتستقبلنى استاذتى الرائعة انصاف رياض نموذج للجمال الخلقى والمعنوى ، سنوات قضيتها مع اسرة الاخبار ومع عمالقة الاذاعة على راسهم ايناس جوهر وصديقة حياتى ودلال الشاطر وطه الحديرى مع الاحتفاظ بالالقاب والمسميات ، ومن الشرق الاوسط الى البرنامج العام المنبع لصناعة الاخبار والنشرات والتعليقات.
نقلة نوعية بكل ماتحمله الكلمة من معانى فعالم البرنامج العام مختلف كثيرا عن الشرق الاوسط وقد كان ، المزيد من الخبرات والاكثر من المعلمين الاساتذة الكبار على راسهم المرحومة الاستاذة زينب صالح والاستاذ احمد الرزاز والكثير ممن خانتنى الذاكرة ولم استطع ذكرهم ، اما استوديو البرنامج العام فهنا دنيا اخرى وعمالقة اكبر لن اذكرهم خوفا من نسيان احدهم فيلقى على اللوم والعتاب .
مدرسة متكاملة الاركان نهلت من بحرها على مدى عقدين من الزمان ليحول القدر بين استكمالى العيش فى بيتى الاول فى ماسبيرو لاسباب خارجة عن ارادتى وربما لان القدر يفتح لى بابا اخر ازيد منه من علمى وخبراتى وكان انتقالى الى قطاع الاخبار المرئى واستقرارى فى الادارة المركزية للبرامج الاخبارية وفيها التقى بمزيد من اهل العلم وصناعة المحتوى الاخبارى ولاول مرة ووجها لوجه اتعامل مع عظماء قراءة النشرات زينب سويدان وصلاح الدين مصطفى وصلاح حاتم وصفاء حجازى والكثير من العملاقة فى عالم الاخبار ..
سنوات العمل كانت مزيجا من الفخر والافتخار بالانتماء الى هذا الصرح الذى لايوجد له مثيل ، وفجأة وبدون مقدمات تغيرت الدنيا واصبح مبناى العظيم يهاجم من كل صوب وحدب ويلقى علينا بعبارات اللوم والتقصير وتهب علينا ريح العواصف تتحدث عن تطوير وتغيير ، ونحن ابناء مكة اصبحنا ننتظر وننظر عواقب التطوير ، ومن مرحلة الى اخرى وابناء ماسبيرو يتطلعون الى قُبلة الحياة التى تعيد الى قِبلتهم وجهتها وحياتهم دنيتها ؛ والخوف كل الخوف من رصاصة الرحمة التى روج لها الكثير وتحدثوا عن نهاية ماسبيرو ، واخرين روجوا لبيعه ، واخرين لتحويله الى مبنى فندقى والكثير من الحكى والكلام . ونحن الان على اعتاب مرحلة جديدة تؤكد مفرداتها ان ماسبيرو مقبل على نقلة كبيرة يجلى خلالها ماعلق به من شوائب وغياهب جعلته يطالب بتغيير نحو الافضل والاستعانة بكوادره الذين لايوجد مثيلا لهم فى المنطقة كافة ، ماسبيرو قلعة الاعلام وحصن الميديا كلها كفيل بابناءه ان يعيد امجاد وصولات وجولات اعلامية غيرت وجه منطقة الشرق الاوسط وكانت داعما فى الشدائد ومصفقا فى الافراح والنجاحات .
الى ماسبيرو الف سلام والى من فيه كل التحايا والتقدير اقول قولى هذا مع الاعتذار لان شهادتى مجروحة ولكنى فى هوا ماسبيرو عاشقة ولحبه حافظة وكيف لا وهو بيتى الثانى الذى عشت فيه عمرا وخطوت فيه اولى خطوات الاعلام ؛ وكبرت فيه ولم اكبر عليه ، وعرفت فيه الاشاوس وايضا ذقت فيه مر التعامل ممزوجا بحلو العمل .. ماسبيرو سيبقى بقاء مصر لانه واجهتها ووجهة اعلامها الوطنى الحر الأبى .. سلام على ماسبيرو سلام …وعلى اهله العظام ..