قبرص وجهتهم.. سوريون للجزيرة نت: إما نهاجر وإما نموت جوعا
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
طرطوس – تشهد السواحل السورية مؤخرا نشاطا متزايدا في رحلات الهجرة غير النظامية لعشرات المهاجرين عبر قوارب تنطلق من سواحل مدينتي طرطوس واللاذقية باتجاه منطقة كاب غريكو جنوبي شرقي قبرص.
وأشار تقرير حديث لصحيفة "فيلي نيوز" القبرصية إلى أن واحدا من كل اثنين من المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى قبرص هذا العام جاء من سوريا، مقارنة بواحد من كل 4 العام الماضي.
وبلغت نسبة السوريين من إجمالي طالبي اللجوء في قبرص لهذا العام 53% مقارنة بنسبة 23% في العام الماضي، بحسب البيانات الصادرة عن دائرة الهجرة والأجانب التابعة للشرطة القبرصية.
وتشكل سواحل محافظة طرطوس محطة الانطلاق المفضلة لدى المهربين والمهاجرين على حد سواء، ذلك لقربها من الجزيرة المتوسطية (200 كيلومتر) وانخفاض مستوى التشديد الأمني على القوارب وحركة الملاحة مقارنة بمحافظة اللاذقية.
ويعاني السوريون في مناطق سيطرة النظام من أسوأ واقع معيشي منذ بداية الحرب في البلاد قبل نحو 12 عاما، ويعيش نحو 90% منهم تحت خط الفقر منذ عام 2012، مما يدفع بالكثير منهم إلى المخاطرة بحياتهم في رحلات هجرة غير نظامية عبر البحر الأبيض المتوسط لتحقيق الأمل في حياة كريمة بعيدا عن بؤس الواقع المعاش في بلدهم.
تركز حركة الهجرة غير النظامية من سوريا إلى قبرص على السواحل النائية الممتدة من مدينة طرطوس إلى مدينة بانياس (شمالي طرطوس)، حيث يتم نقل العشرات على متن مراكب صيد خشبية غير صالحة لنقل البشر أو الإبحار لمسافات طويلة، مما يهدد حياة المهاجرين.
ويقول "أبو جعفر" -مهرب من طرطوس- في حديث للجزيرة نت إن "المهاجرين على متن رحلاته يتوافدون من مختلف أنحاء سوريا، لكن الأكثرية هم من أبناء المدن الساحلية (طرطوس واللاذقية)".
وعن الإجراءات المتبعة لتسيير الرحلات، يشير أبو جعفر إلى أن الركاب يتجمعون أولا في شقق أو فنادق قريبة من نقطة الانطلاق بانتظار اكتمال العدد المقرر للرحلة، وبعد أن تصبح الأحوال الجوية ملائمة لتسيير القارب ويكتمل العدد، يُجمع المسافرون بالقرب من نقطة الانطلاق، ويتم أخذ المبالغ المالية منهم وتزويدهم بستر نجاة، بعدها تحين لحظة الانطلاق.
ويضيف أبو جعفر "أنفذ رحلتين أو أكثر أسبوعيا حسب حالة الطقس، وتكلفة الرحلة للشخص البالغ هي 3500 دولار، وللطفل 2000 دولار، ويصل الركاب إلى الجزيرة -إذا كان الطقس مستقرا- خلال 6 ساعات على أبعد تقدير".
وعن الارتفاع النسبي لأسعار تلك الرحلات، يقول عمران (37 عاما)، وهو صحفي وناشط حقوقي من مدينة طرطوس، للجزيرة نت إن "معظم المهربين هم جزء من شبكات تهريب تنشط تحت غطاء أمني يوفر الحماية لهؤلاء المهربين مقابل مبالغ مالية كبيرة تدفع للمتنفذين، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار تلك الرحلات".
وعلى الرغم من تأكيد أبي جعفر أن عدد المهاجرين على متن قواربه لا يتجاوز الـ25 راكبا في كل رحلة، فإن مهاجرين وصلوا إلى قبرص أفادوا بأن أعداد الركاب على متن القارب تبلغ في بعض الأحيان 60 راكبا في قارب بالكاد يسع 15 راكبا.
وتنطلق هذه القوارب بقيادة وإشراف أحد المهاجرين (يعفى من الدفع) ممن يملكون خبرة في شؤون الملاحة، أو ممن يتلقون إرشادات وتعليمات من المهربين لقيادة الرحلة بعد أن يضع المهرب للقوارب الخشبية أو المطاطية محركا إضافيا، وتصل معظم القوارب إلى ساحل منطقة كاب غريكو جنوبي شرقي قبرص.
ويواجه المهاجرون واللاجئون السوريون في قبرص ظروفا معيشية وإنسانية صعبة مع تردي الخدمات في مراكز الاستقبال الخاصة بهم، وتأخر البت في طلبات لجوئهم إلى شهور طويلة، وقلة فرص العمل، وتنامي العنصرية في البلاد ضدهم مؤخرا.
ويقول جهاد رحال (28 عاما)، وهو عامل بناء سوري ومهاجر وصل على متن قارب من بانياس إلى قبرص، للجزيرة نت "لقد غادرت سوريا باتجاه قبرص على متن قارب مع نحو 40 شخصا آخرين، وكان معظمنا من الشباب، وكانت رحلتنا يسيرة، فوصلنا للجزيرة بعد 7 ساعات، ومن هناك تم نقلنا إلى مركز قرب العاصمة القبرصية نيقوسيا حيث سجلوا معلوماتنا، وقدمت هناك طلب حماية للحصول على حق اللجوء".
ولم تبدأ المعاناة الفعلية لجهاد إلا بعد خروجه من مركز الاستقبال، إذ أمضى الشاب العشريني 7 شهور في قبرص دون أن يتمكن من الحصول على وظيفة، قبل أن يتمكن مؤخرا من العمل في مخبز بالقرب من مكان إقامته، ويقول "إن جهلي بالإنجليزية ولغة البلد جعلاني عاجزا عن العمل لوقت طويل، كما أن مكان إقامتي بعيد عن المدن الحيوية مما كان سببا مضافا في معاناتي، وفي العموم فإن فرص العمل للاجئين هنا شبه معدومة".
ويتابع "ولو لم يستقبلني أقربائي في منزلهم لكنت اليوم أنام في الشارع كحال الكثير من اللاجئين السوريين الذين أعرفهم في قبرص".
ويعاني اللاجئون والمهاجرون غير النظاميين في قبرص من أزمة سكن تضطرهم إلى المبيت في الأماكن العامة أو المهجورة نتيجة لارتفاع إيجارات الشقق السكنية وعدم امتلاكهم مصدر دخل ثابت.
وكانت الشرطة القبرصية أخلت في أغسطس/آب الماضي مجمعا سكنيا مهجورا اتخذه اللاجئون مسكنا لهم بعد احتجاج أهالي المنطقة على وجودهم فيه، وتم إخلاء المجمع من 600 لاجئ ظلوا بلا مسكن.
وإلى جانب قلة فرص العمل وصعوبات السكن، يعاني جهاد وغيره من اللاجئين والمهاجرين السوريين إلى قبرص من البطء الشديد في سير معاملات اللجوء التي تدور في دهاليز البيروقراطية القبرصية أشهرا طويلة قبل أن يتم البت فيها.
يقول جهاد "رغم تقديمي جميع الأوراق والمعلومات المطلوبة للسلطات، فإني لا أزال بانتظار موعد مكتب إدارة الهجرة منذ 7 شهور تقريبا، فحتى اليوم لم يصلني منهم أي رد، وعلمت من أقربائي هنا أني قد أضطر إلى الانتظار مدة طويلة للحصول على الإقامة المؤقتة، وربما تتجاوز هذه الفترة ثلاث سنوات، لكني آمل أن أنجح فيما بعد في السفر إلى أوروبا أو لمّ شمل زوجتي وأولادي".
وفضلا عن ذلك، يواجه اللاجئون في قبرص عنصرية متصاعدة ضدهم بدعم من بعض الكيانات السياسية في البلاد، حيث شهدت قبرص في سبتمبر/أيلول الماضي مظاهرة حاشدة رفع المتظاهرون فيها شعار "اللاجئون غير مرحب بهم".
وعلى الرغم من سوء أوضاع اللاجئين في قبرص، فإنها تبقى "أفضل ألف مرة مما نعيشه هنا في سوريا"، وفقما تقول بيسان (25 عاما)، وهي أم سورية لطفلين تعيش في ريف دمشق.
وتضيف بيسان في حديث للجزيرة نت "لم نعد وزوجي قادرين على تأمين قوت يومنا، فما بالك بحفاظات الأطفال وعلاجهم والتدفئة والحاجات اليومية التي أصبح ثمنها يقصم الظهر؟".
وتؤيد بيسان قرار زوجها اللحاق بركب من يهاجرون عن طريق طرطوس إلى قبرص، وتقول "إنْ سافر زوجي إلى هناك، فمن الممكن أن يجد عملا وأن يرسل لنا ما نحتاج إليه للبقاء على قيد الحياة، ولكنه إن بقي هنا فإننا سنموت جوعا عاجلا أم آجلا".
وإلى جانب عائلة بيسان، تعاني العائلات السورية في مناطق سيطرة النظام من واقع معيشي وخدمي هو الأشد بؤسا منذ اندلاع الأزمة في البلاد قبل 12 عاما.
فمع الانهيار المستمر لسعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية (دولار واحد = 14 ألف ليرة)، وانخفاض القدرة الشرائية لرواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص بمتوسط رواتب لا يتعدى 175 ألف ليرة (12.5 دولارا)، والغلاء المستمر في أسعار السلع الأساسية، يواجه السوريون واقعا مأساويا يصعب التعايش معه أو التحايل عليه.
كما يضطر آلاف الشبان السوريين المطلوبين لتأدية الخدمة العسكرية في مناطق سيطرة النظام إلى البحث عن سبل للهجرة خارج البلاد، وتغدو قبرص خيارا مناسبا مع تشديد تركيا ولبنان الإجراءات الأمنية على حدوديهما لضمان توقف تدفق اللاجئين السوريين.
ووفقا للأرقام الرسمية القبرصية، فقد ازداد عدد الوافدين إلى قبرص بنسبة 60% في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023 مقارنة بالعام الماضي.
ورغم ذلك، قال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو، مؤخرا في تصريح لوسائل إعلام قبرصية، إن حكومته لا تنوي ترحيل السوريين بسبب "الوضع المتفجر" في بلدهم.
ولكنه أشار إلى أنه إذا تم اعتبار بعض المناطق في الدولة المجاورة آمنة، فسيفتح الطريق لعودة المهاجرين غير النظاميين إلى سوريا.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة قد قالت في تقرير لها، نشر في النصف الأول من العام الجاري، إن عدد اللاجئين السوريين لا يزال الأكبر على الصعيد العالمي، إذ يتوزع 6.5 ملايين لاجئ سوري على 130 دولة حول العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غیر النظامیین للجزیرة نت فی البلاد إلى قبرص على متن فی قبرص
إقرأ أيضاً:
قائد قوات درع السودان للجزيرة نت: نحتفل بالنصر والحسم يقترب بدارفور
الخرطوم- كشف قائد قوات درع السودان اللواء أبو عاقلة كيكل عن قرب هزيمة قوات الدعم السريع في دارفور وجنوب كردفان، مشددا على أن السيطرة الكاملة على الخرطوم تعني تخطي المرحلة الأصعب في الحرب كون "العدو" كان يستغل المدن ذات المباني العالية في استخدام القناصين.
وأكد كيكل، في حوار خاص مع الجزيرة نت، أن الجيش السوداني يمتلك خبرة طويلة في القتال في المناطق المكشوفة، معتبرا أن الحرب انتهت والآن مرحلة الاحتفال.
ويرى كيكل، الذي كان قائدا في قوات الدعم السريع قبل أن ينشق وينضم للجيش السوداني، أنه اتضح له بعد الانضمام للدعم السريع زيف شعارات هذه المليشيا، مما دفعه إلى العودة إلى الصواب والانضمام إلى جانب الجيش السوداني.
وفيما يلي نص الحوار:
بعد سيطرة الجيش والقوى المساندة له على الخرطوم.. برأيك هل تجاوز الجيش المرحلة الأصعب في الحرب، أم أن القتال في دارفور لن يكون سهلا؟نحن نثق بالله ثم في أنفسنا وقواتنا المسلحة وكل القوات المساندة، وقد تخطينا الأصعب في قتال المدن ذات المباني العالية التي يستغلها العدو في استخدام القناصين.
والجيش له خبرة طويلة في القتال في المناطق المكشوفة، وقد بشرنا أهلنا في الوسط والخرطوم بالانتصار، وقد حدث، الآن نقول لأهلنا في دارفور: ستعود كل دارفور إلى حضن الوطن، وذلك ليس ببعيد، إن شاء الله.
إعلان ما سر القوة والانتصارات المتتالية لكيكل عندما كان يقاتل بجانب قوات الدعم السريع، وعندما عاد لحضن الجيش السوداني؟كيكل كشخص لا يملك عصا سحرية، لكنها البيئة التي تربيت فيها، ومؤسسة الدرع القائمة على البسالة والثبات والفداء، والحمد لله الذي أعطانا الفرصة لنشارك الشعب السوداني والقوات المسلحة الانتصارات التي تحققت.
كيف تفسر الهزائم المتلاحقة لقوات الدعم السريع في محاور القتال المختلفة منذ خروجك منها قبل أشهر؟أعتقد أننا جزء من حلقة كاملة، وكما قال القائد العام، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كنا جزءا من "الكماشة"، فقد أكملنا الحلقة والقبضة، وبحمد الله، أثبتنا في محورنا شراسة قتالية، فأنا أعرف بنية الدعم السريع وطرق قتاله، وتوفرت لنا معدات مهمة، وحماس كبير، ودعم شعبي غير محدود، وقد شهدنا انهيار المليشيا ونحن نقاتلها في كافة المحاور: محور شرق النيل، ومحور الجزيرة، والمحور الغربي، ومحور جبل أولياء، الذي كان قاصمة الظهر للمليشيا والسيطرة على آخر معاقلها في معسكر طيبة.
كيف أصبح كيكل فجأة قائدا ضمن قادة الدعم السريع؟
هناك تفاصيل كثيرة، لكننا عندما بدأنا كنا منحازين لقضايا بلدنا ومنطقتنا، ووثقنا علاقات خلال فترة الثورة مع كافة الأطراف، ومن بينها الدعم السريع، وبعد قيام الحرب، كنا وما زلنا نتمسك بأهدافنا، وسمعنا شعاراتهم، التي اتضح لاحقا أنها كانت شعارات زائفة.
عندما أعلن الدعم السريع يوم 8 أغسطس/آب 2023 انضمامك له، هل كان لديك تنسيق مسبق مع الجيش أم أن ذلك جاء في وقت لاحق؟علاقتنا مع قيادة الدعم السريع نشأت بسبب تعامل بعض قيادات القوات المسلحة وعدم استجابتها لمطالبنا العادلة الخاصة بالمنطقة بعد اتفاقية سلام جوبا، مع العلم أن محمد حمدان دقلو "حميدتي" كان يمثل الرجل الثاني في الدولة السودانية، وكنا نشعر بأن الاتفاق ظلم أقاليم الوسط والشرق ظلما كبيرا.
رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، قال إنه بدأ الحديث معك قبل الحرب.. حول ماذا كان الحديث؟ إعلانكان حديث الرئيس البرهان معنا ومع القيادات الأهلية والمجتمعية في المنطقة، حيث تحدثنا عن مخاوفنا من تعدد الجيوش والمليشيات، وطلبنا منه التسليح وانضمام أبناء الجزيرة والبطانة إلى الجيش.
هل صحيح أن الدعم السريع اكتشف تواصلك مع الجيش فسارعت بالخروج عنه والإعلان عن قتالك بجانب الجيش رسميا؟كانت لديهم شكوك، وطبيعتهم قائمة على الشك في أي قيادة ليست من مجتمعاتهم، وتحدثوا معنا، وكنا نحاول كسب الوقت حتى نجنب أهلنا ردة فعلهم الإجرامية.
بالنظر إلى دوركم السابق كقائد في قوات الدعم السريع، هل ترون أن ذلك يستوجب الندم والاعتذار وربما طلب المغفرة؟الاستغفار عبادة، والتوبة مطلوبة في كل وقت، لكننا مشينا في طريق كنا نظنه صحيحا، ورجعنا منه، وهذا أكبر معنى للتوبة، ولعبنا دورا مهما في هزيمة هذه المليشيا حينما تبين لنا خطأ موقفنا.
هل يمكن أن تمثل أمام المحكمة إذا تمت مقاضاتك في الحق الخاص؟الجميع سواسية أمام القانون، وأتمنى أن تتسع دائرة تطبيق القوانين دون حرج، ولا مانع لدي من المثول أمام أي محكمة متعلقة بالحق الخاص.
كيف تنظر إلى ما يتردد عن محاولة الاتحاد الأوروبي فرض عقوباته عليك بجانب قائد قوات الدعم السريع حميدتي وشقيقه؟ليس لدينا ما نخشاه، نحن قوة عسكرية منضبطة، وما نقدمه لشعبنا وأمتنا من حراسة لأرضنا وحماية لعرضنا، لا نخشى فيه شيئا، شبابنا قدموا أرواحهم في سبيل وطنهم وقضيتهم، فلن يُخيفنا فرضُ عقوبات أو غيره.
متى كانت آخر مرة تواصلت فيها مع حميدتي؟
انقطع التواصل منذ انضمامي للقوات المسلحة، وقبل ذلك كنت على تواصل دائم معه.
قبل الانضمام للدعم السريع، أين كان يعمل كيكل؟تاجر ومزارع.
ما السيناريو الذي يتوقعه كيكل لنهاية الحرب، وهل يتوقع لها نهاية وشيكة ربما؟ إعلانالحرب انتهت.. نحن نحتفل الآن.. وقريبا جدا سيتم حسم المليشيا في دارفور وجنوب كردفان.
كيف ترى مستقبل درع السودان، ومستقبل كيكل بعد انتهاء الحرب؟نحن أبناء الوطن وتحت إمرة القوات المسلحة والقائد العام، وما يسري على غيرنا يسري علينا، شاركنا في هذه المعركة لا نرجو مكافأة ولا نطلب مكسبا، وعندما تنتهي الحرب ويحل السلام، سنتفرغ لمعركة البناء الوطني وإزالة آثار الحرب.