نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن أشخاص، وصفتهم بالمطلعين، قولهم إن السبب الأبرز لانهيار الهدنة التي كانت قائمة في قطاع غزة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" هو عدم تمكن الحركة الفلسطينية من تحديد مكان المزيد من النساء والأطفال الأسرى في القطاع لتضمينهم في صفقات تبادل جديدة مع تل أبيب تكفل استمرار الهدن لأيام أكثر.

وتأتي التصريحات التي نقلتها الصحيفة البريطانية، رغم نفي "حماس" لذلك الأمر، حيث تحدثت الحركة عن محاولة خداع إسرائيلية للوسطاء ولها، وتقول إن الاحتلال طلب الإفراج عن أسيرات مجندات (عسكريات) على أنهن أسرى مدنيين، وهو ما رفضته الحركة، والتي تؤكد أن ملف الأسرى العسكريين سيكون منفصلا وله أثمان أكبر بكثير من تلك التي دفعتها تل أبيب مقابل الإفراج عن نساء وأطفال مدنيين خلال أيام الهدنة.

اقرأ أيضاً

اليوم 58 للحرب على غزة.. قصف إسرائيل يتواصل والمقاومة تتصدى لتوغلات برية وتقصف مدن الاحتلال

وفد الموساد غادر الدوحة

وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر وفد الموساد الذي كان متواجدا في قطر بالعودة إلى دولة الاحتلال، السبت الماضي، بعد استئناف الحرب بيوم واحد، معلنا بذلك عدم التجاوب مع محاولات الوسطاء للعودة إلى الهدنة.

وقال مصدر مطلع على المحادثات إن فريقا من الموساد، كان في الدوحة يوم السبت لبحث إمكانية استئناف الهدنة للسماح بإطلاق سراح المزيد من النساء والأطفال.

وقال المصدر إن المناقشات لم تحقق تقدما يذكر وإن الفريق الإسرائيلي غادر في وقت لاحق من نفس اليوم.

وتبادل الاحتلال و"حماس" الاتهامات بالمسؤولية عن انهيار الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وبموجب الاتفاق، أطلقت "حماس" سراح 84 امرأة وطفلا، بينما أطلق الاحتلال سراح حوالي 240 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجن.

وقالت "حماس" إنها قدمت عروضا جديدة لإعادة الرهائن، ومن بينهم أسرى مسنون، لكن جيش الاحتلال يتهم الحركة بالتراجع عن الاتفاق الذي تم تمديده مرتين، ويقول إنها لا تزال تحتجز 136 أسيرا، من بينهم 17 امرأة وطفلا.

أما بقية الأسرى فمعظمهم من الجنود وجنود الاحتياط الإسرائيليين.

وتقول الصحيفة إنه من المنتظر أن  أن تكون المفاوضات الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الجنود وجنود الاحتياط معقدة حيث من المتوقع أن تضغط "حماس" من أجل الحصول على تنازلات إسرائيلية أكبر.

اقرأ أيضاً

أكسيوس: ضغط أمريكي على إسرائيل لدخول قدر أكبر من المساعدات إلى غزة

عودة المجازر

وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني يوم السبت إن الهجوم الإسرائيلي على غزة أدى إلى استشهاد 193 شخصا منذ انهيار الهدنة.

ويتكدس نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في الجنوب بعد أن أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي المدنيين بالانتقال من شمال القطاع.

وأرسل جيش الاحتلال رسائل نصية وأسقط منشورات، الجمعة الماضي، يطلب فيها من الناس في المناطق الواقعة شرق خان يونس، أكبر مدينة في جنوب القطاع، المغادرة إلى رفح، بالقرب من حدود غزة مع مصر.

اقرأ أيضاً

اليوم الأشد دموية.. مئات الشهداء والجرحى في هجوم بقنابل عملاقة على غزة

الفلسطينيون يرفضون النزوح

ومع ذلك، "لم يتم الإبلاغ عن أي نزوح كبير من هذه المناطق"، حسبما قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة مساء الجمعة، في حين تعرضت رفح لضربة جوية إسرائيلية واحدة على الأقل صباح الجمعة.

وأضافت الأمم المتحدة أن الخريطة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الإنترنت، والتي تقسم غزة إلى جيوب من الأرض لتوضيح المكان الذي يجب أن يغادره المدنيون، "لا تحدد المكان الذي يجب أن يرحل إليه الناس".

وأضافت الأمم المتحدة: "من غير الواضح كيف سيتمكن سكان غزة من الوصول إلى الخريطة بدون كهرباء وفي ظل الانقطاع المتكرر للاتصالات السلكية واللاسلكية".

وقد رفضت منظمات الإغاثة مطالب الاحتلال بإنشاء "منطقة آمنة" صغيرة في المواصي، وهو شريط من الأراضي الزراعية على الساحل، قائلة إن الإعلان عن منطقة آمنة من جانب واحد قد يعرض المدنيين للخطر.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال بيتر ليرنر: "للأسف، لم نر أعدادا كبيرة من الناس يذهبون [إلى المواصي] لذلك نقوم بتعديل تقييمنا العملياتي للوضع على الأرض".

وأضاف أن القوات البرية الإسرائيلية تواجه "حرب مدن، قتال متلاحم، وعبوات ناسفة، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وقذائف آر بي جي، ونيران القناصة، ونيران الأسلحة الرشاشة".

اقرأ أيضاً

في اتصال هاتفي مع نائبة بايدن.. أمير قطر يطالب بوقف إطلاق النار في غزة

ضغوط غربية على تل أبيب

وتشير "فايننشال تايمز" إلى مواصلة حلفاء تل أبيب الغربيين الضغط عليها لمحاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي توجه إلى الدوحة لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق نار طويل الأمد: "نحن في لحظة سيتعين فيها على إسرائيل أن تحدد بدقة أهدافها والنتيجة النهائية التي تسعى إليها. ما هو التدمير الكامل لحماس وهل يعتقد أحد أن ذلك ممكن؟ إذا كان الأمر كذلك فإن الحرب ستستمر لعشر سنوات".

وقالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، إن واشنطن "تعمل على دعم بعض القدرة على إعادة فتح فترة التوقف المؤقت للتوصل إلى اتفاق حتى نتمكن من إخراج الرهائن وإدخال المساعدات".

ودعت هاريس، التي تحدثت إلى أمير قطر والتقت بقادة إقليميين من مصر والأردن والإمارات أثناء حضورها مؤتمر المناخ COP28 في دبي، إسرائيل إلى "بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الأبرياء".

المصدر | كلوي كورنيش وأندرو إنجلاند / فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة حماس هدنة غزة نزوح الفلسطينيين رفح جیش الاحتلال اقرأ أیضا تل أبیب

إقرأ أيضاً:

المشهد اليمني الذي يشبه غزة

 

 

ساعات طويلة والحزن معلقاً في الهواء، أم يمنية بين الترقب والفجيعة تتابع فرق البحث وهي تبحث عن ابنتها وطفلتها، تحت أنقاض منزل دمره طيران العدوان الأمريكي كلياً في قلب العاصمة صنعاء، قبل أن تنتقل العدسة إلى محافظة صنعاء لتنقل وقائع جريمة استهدفت ثلاث أسر كاملة، تتوالى المشاهد وتتزاحم، إذ لم تمر ساعات إلا وقد سقط أكثر من مائة سجين مهجر شهداء في استهداف أمريكي متعمد لأحد سجون صعدة.
اليمن تشاطر غزة أجواء القصف وصرخات الأطفال والنساء، مشاهد الانتشال لمن هم تحت الأنقاض تبدو متشابهة في كادرها وإطارها، لدرجة أن يصعب التمييز من النظرة الأولى، لكن الفاعل واحد، والأسباب مترابطة حد الانصهار الذي يبديه هذا الشعب مع القضية المركزية والمقدسة، هي مواساة إضافية يقدمها هذا الشعب في رحلة الإسناد.. وبعد آخر لمفردات ” لستم وحدكم”، والتساؤل يكبر، كيف يمكن لمدعي النخوة أن يتجرأ محاولاً خدش صورة هذا الموقف، وهذه القيمة العظيمة بكل المنهجيات؟!..
وغير بعيد عن الارتدادات الإنسانية المترتبة على الموقف، تتجسد أبعاد الإسناد الفاعلة في تصاعد الضربات اليمنية في عمق الكيان الغاصب، تتفنن اليمن في اختيار المكان والزمان والهدف والسلاح المستخدم، و بقدر ما يكشف تصاعد العمليات مبدئياً عن ضمير يمني حي لم يصبه الجمود والموت الجماعي الحادث أمام بشاعة المجازر وفظاعتها، ويظهر نية يمانية ثابتة وعازمة على التأثير والإيجاع للكيان وأمريكا يتجاوز تسجيل موقف عجزت أمة كاملة عن اتخاذه ولو بأحد أشكاله الشعبية والسياسية، فإن هذه العمليات تكشف لوحدها دون ضجيج، أن اليمن التي غردت خارج سرب الخنوع والخضوع والتبعية عصية على رهانات تطويع إرادتها وقدراتها.
أكثر من 1300 غارة خلال أربعين يوماً، وأكثر من ألف شهيد وجريح هي الحصيلة الأبرز للنجاح الأمريكي المخزية تفاصيله وتوصيفاته المجرمة في قواعد وأخلاقيات الحروب، في معمعة الخيارات المعلنة ومعركة لي الأذرع وكسر الإرادات، أمريكا مهزومة فنيا ومعنوياً، إذ أن عوامل القوة اليمنية فنيا ومعنوياً لا زالت حاضرة بعدتها وعتادها وأبعد من ذلك تتصاعد عكسيا مع وتيرة الغارات والجرائم.
عن القائد العلم والحق يقال، هو روح هذه الديناميكية المتسارعة الحادثة في المشهد اليمني ونواة طاقتها الجبارة على مختلف الأصعدة، هو قوتنا الأكثر رعباً من كل سلاح نووي وانشطاري في نفسيات الأعداء والخصوم على السواء، بكاريزما الشخصية التي تميزه عن بقية قادة الأرض كلهم، وبما يملكه من إيمان وحكمة وحنكة وحسن تدبير وشجاعة منقطعة النظير.

مقالات مشابهة

  • حماس تطالب بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء جريمة التجويع الممنهج في غزة
  • شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
  • المشهد اليمني الذي يشبهُ غزة
  • المشهد اليمني الذي يشبه غزة
  • حماس: تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بغزة تستوجب تحركًا عاجلًا للجمها
  • تقرير إسرائيلي: السنوار خدعنا وأوهمنا دخوله في هدنة طويلة
  • حماس : جلسة “العدل الدولية” خطوة لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتواصلة في غزة
  • إنهاء الحرب وتسليم الرهائن.. تعليق إسرائيلي على مقترح الهدنة
  • تل أبيب ترفض مقترح وقف إطلاق النار في غزة والذي يشمل إعادة كل المحتجزين
  • بإجمالي 4 قتلى و7 مصابين.. الجيش الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وجندي في غزة