سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم /الأحد/ الضوء على عدد من المواضيع التي تهتم بالشأنين المحلي والعالمي.


ففي مقاله بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان /الانتخابات الرئاسية الخامسة.. لماذا هي الأهم والأخطر؟/ أفاد الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الصحيفة، بأنه أمس الأول، انطلقت الانتخابات الرئاسية ببدء عملية تصويت المصريين في الخارج، التي من المتوقع أن تنتهي اليوم، وذلك في 137 لجنة انتخابية موزعة على 121 دولة، حيث قامت الهيئة الوطنية للانتخابات بتجهيز مقار اللجان في السفارات والقنصليات، وزودتها بكل أشكال الدعم الفني اللازمة لعملية التصويت، سواء فيما يتعلق ببيانات الناخبين، أو أجهزة الحاسب الآلي والمسح الإلكتروني، وكل ما تستلزمه عمليات تصويت الناخبين في سهولة ويسر وانضباط كامل.


وقال الكاتب إن الانتخابات الرئاسية الحالية هي خامس انتخابات تجرى بالاقتراع الحر المباشر، لاختيار رئيس الجمهورية، وكانت بدايتها في 2005، ثم أعوام 2012 و2014 و2018، وأخيرا الانتخابات الحالية التي تعتبر الانتخابات «الأنضج» من بين الانتخابات السابقة، والأكثر أهمية بعد أربعة انتخابات رئاسية مباشرة سابقة.


وأضاف أنه تزامن مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الخامسة انفجار الأوضاع في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، ووقوع عملية «طوفان الأقصى»، لتنطلق بعدها أكبر مجزرة في التاريخ الإنساني الحديث ضد الشعب الفلسطيني في غزة، التي راح ضحيتها حتى الآن ما يقرب من 16 ألف شهيد، وأكثر من 36 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكبر عملية تدمير للبنية التحتية، وتدمير 60% من منازل قطاع غزة بشكل كلي أو جزئي، وتدمير المقار الحكومية والوزارات والمنشآت الخدمية، وكذلك المدارس والمستشفيات في جرائم إبادة جماعية، وجرائم حرب غير مسبوقة، وذلك كله في إطار مخطط شيطاني إسرائيلي رهيب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وتصفية القضية الفلسطينية.


وشدد الكاتب الصحفي على أن الانتخابات الرئاسية الخامسة تجرى في هذا التوقيت العصيب والمعقد، ومن هنا تكمن خطورتها وأهميتها في آن واحد، لأن التصويت والإقبال على المشاركة في هذه الانتخابات يعني وصول صوت المصريين إلى كل دول العالم بالتفافهم حول القضايا الاستراتيجية القومية، ورفضهم كل مخططات تهجير الفلسطينيين من غزة أو غيرها، وكذلك رفض تصفية القضية الفلسطينية تحت أي مسمى، وضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية طبقا لمقررات الشرعية الدولية، بعيدا عن التأجيل والتسويف والمماطلة المستمرة منذ حرب 1967، التي ابتلعت خلالها إسرائيل كامل الأراضي الفلسطينية، ثم رفضت بعد ذلك الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الوجود، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.


وشدد الكاتب على أن حالة الوعي الشعبي الهائل التي ظهرت خلال أحداث حرب غزة، والتي لاتزال مشتعلة حتى الآن، ستنعكس إيجابيا على المشاركة الكثيفة في هذا الانتخابات الرئاسية، بما يؤدي إلى توصيل رسالة إلى كل دول العالم باصطفاف الشعب المصري خلف قيادته من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري، ورفض كل مخططات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وإفشال سياسة إسرائيل التوسعية، وأحلامها في إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

 

وفي مقاله (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان /قمة دبي للمناخ/ قال الكاتب الصحفي محمد بركات إن مؤتمر قمة المناخ لرؤساء الدول والحكومات في دورته الثامنة والعشرين المنعقد في مدينة «دبي» بالإمارات العربية المتحدة cop28 هو بالقطع التجمع الدولي الأكثر أهمية على الإطلاق على مستوى الكرة الأرضية، نظرا للمهمة المعلقة عليه من جميع الشعوب بالعالم، على اختلاف جنسياتها وألوانها وألسنتها.


وأوضح أن هذه المهمة هي البحث الجاد عن وسيلة فعالة لإنقاذ البشرية من الكارثة المحققة، التي يندفع إليها العالم بكل قوة، إذا ما استمر في السير على الطريق الانتحاري الذي يمضي فيه الآن بإصرار و"حماقة" شديدين.


وأشار إلى أنه رغم الخطورة البالغة التي تهدد واقع ومستقبل الكرة الأرضية كلها، بما عليها من شعوب ودول، إلا أن هناك دولا كثيرة للأسف لا تدرك أهمية وخطورة التغيرات المناخية، ولا تشغل نفسها بضرورة وقف هذه الأخطار الفادحة التي تزداد حدة وضراوة نتيجة أفعال البشر وأعمالهم المدمرة للبيئة والملوثة لمناخ الكرة الأرضية كلها.


وأفاد الكاتب بأنه حتى ندرك الأهمية البالغة لهذه القمة علينا أن ندرك، أنها تبحث في مواجهة الأخطار التي تتعرض لها البشرية حاليا، والتي ستتضاعف للأسف خلال السنوات القادمة، إذا لم تتدارك كل دول العالم هذا الأمر.


ومضى قائلا نحن لا نبالغ على الإطلاق، إذا ما قلنا إن هذه الأخطار الناجمة عن تغير المناخ تحمل في طياتها تهديدات حقيقية نراها ونلمسها بالفعل الآن، في ظل التغيرات الشديدة والجسيمة التي طرأت على أجزاء كبيرة ومناطق عديدة من كرتنا الأرضية، والمتمثلة في ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث البيئي، الذي أصبح يغلف الأجواء ويسمم مصادر الهواء والمياه والغذاء أيضا.


وأضاف "كما نرى جميعا فإن هذه الأخطار تزداد في ظل الممارسات البشرية الضارة والمسيئة للبيئة، وما تقوم به الدول الصناعية الكبرى من تلوث متعمد وتدمير مستمر للبيئة، وما ينتج عنها من ضرر بالغ للهواء والتربة والبحار والمناخ بصفة عامة".


ونبه إلى أن ذلك الخطر يتزايد في ظل ما تنتجه هذه الدول، من غازات أول وثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات السامة، وما تقوم به من تدمير للغابات وتلويث للتربة الزراعية والنباتات، وما أدى إليه ذلك من ارتفاع وزيادة درجة الاحتباس الحراري ونسبة ذوبان الجليد بالقطب المتجمد، وارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار، وما يحمله ذلك من أخطار تهدد بغرق أجزاء كبيرة ومناطق عديدة من الكرة الأرضية بما عليها من شعوب ومدن وبشر، متسائلا هل يستطيع المجتمعون إنقاذ العالم؟!.

 

وفي مقاله (من آن لآخر) بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان /السيسي وفلسفة البناء3/ قال الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة إن تجربة "مصر – السيسي" في الإصلاح والبناء والتنمية وإطلاق مشروع وطني من أجل تحقيق التقدم، لم تكن عملية ارتجالية أو غير مخططة ولكنها انطلقت وفق رؤية استراتيجية شاملة لإخراج مصر من شرنقة التراجع والضعف والأزمات والتحديات والمعاناة العميقة والمشاكل المتراكمة.


وأكد الكاتب أنها رؤية شخصت الواقع الذي كنا نعيشه بعين الخبير، وجمعت كافة التحديات ونقاط الضعف أمامها، لذلك وضعت رؤية ترتكز على الأفكار الخلاقة، والإرادة الصلبة لانتشال مصر من موقع ومكان لا يليق بها إلى رحاب التقدم والمستقبل.


ولفت إلى أن تجربة الإصلاح والبناء المصرية ارتكزت على فلسفة عميقة لم تأت من فراغ ولكن نتيجة تشخيص دقيق للحالة المصرية والتحديات التي تواجه مسيرة الوطن ورؤية شاملة وضعت أهدافًا عديدة لتحقيقها تتعلق ببناء الوطن والمواطن، ووضع مصر على خريطة التقدم والقوة والقدرة.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة الکاتب الصحفی الکرة الأرضیة

إقرأ أيضاً:

جميل مطر يروي سر تشفير مقال هيكل!

في كتابه السيري الممتع "حكايتي مع الصحافة" يصحبنا الدبلوماسي والكاتب المصري جميل مطر في رحلة ممتعة إلى دهاليز الصحافة والسياسة وكواليس مطبخ صناعة الأحداث وكيف كانت تمررها الدولة المصرية للشعب، في عهد جمال عبد الناصر، عبر أذرعها في الصحف، خاصة صحيفة "الأهرام" التي احتفظ لها مطر في قلبه بمكانة خاصة منذ الطفولة.

يحكي أنه كان دائماً أول من يفتح باب الشقة ليسحب نسخة الأهرام الموضوعة برفق وعناية فوق "الدوَّاسة". يأتي بها كل صباح صبيٌ يكلفه بائع صحفٍ يحتكر التوزيع على سكان ثلاثة أو أربعة شوارع في وسط البلد. كانت نسخة الأهرام الملقاة أمام باب شقتهم فاتحة علاقة طويلة الأجل مع الأهرام؛ جريدة ومؤسسة. يقول: "اعتدت أن أقضي ليلة بيوم أو يومين في الأسبوع تارة في "البيت الكبير"، بشارع أمير الجيوش الجواني، المعروف اختصاراً بمرجوش؛ حيث تقيم وتجتمع العائلة الممتدة جدتي لأمي، وتارة في بيت الخالة المتزوجة بعالم أزهري حاصل على العالمية ويدرس أصول الدين بالأزهر، خاصة في المناسبات الدينية. كان الشيخ بيومي يحرِّم على بناته الخمس وولديه وأنا معهم وخالتي أيضاً لمس نسخة الأهرام التي يأتي بها كل صباح موزع الصحف. حرَّم علينا قراءتها أو نقلها من مكانها إلى مكان آخر قبل أن تحملها له كل مساء وبعد العشاء أكبر بناته ليقرأها في وجودنا مجتمعين".

تلعب الأقدار لعبتها، وتجعل الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل شخصاً مهماً في حياة جميل مطر، سواء قبل أن يعرفه بشكل شخصي، أو بعد أن التحق بمؤسسة الأهرام ليعمل في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية التابع لها. يحكي مطر كواليس العمل الدبلوماسي في أكثر من دولة آسيوية، والضغوط التي تعرض لها، لكن ما كان يعنيه أكثر هو أن يصوِّر لنا قوة هيكل في عصر عبد الناصر، لدرجة أن تقوم وزارة الخارجية بتشفير مقاله وتعميمه على جميع السفارات.

يقول: "كانت أصعب أيام عملي في السفارة في بكين يومي الخميس والجمعة. ففي مساء الخميس تصلنا برقية رمزية فريدة من نوعها، مخالفة لكافة التعليمات الأمنية الخاصة بأعمال الرمز والتشفير. برقية مطولة جداً نعرف سلفاً مضمونها، ألا وهو المقال الأسبوعي الذي يكتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل في عموده الشهير الذي يحمل عنوان بصراحة".

ويعلق: "ما لم نفهمه، لا نحن في سفارة الصين ولا في السفارات المصرية الأخرى في كافة أنحاء العالم، هو لماذا تشفر الوزارة مقالاً منشوراً لعامة القراء في مصر وخارجها، خاصة وأن المقال يحتاج فك شفرته لعدد هائل من الساعات وملل شديد وجهد عصبي وآلام في الرقبة وإرهاق في البصر. أذكر أنني عاتبت هيكل بعد مرور سنوات ونحن معاً في الرحلة التي أخذتنا إلى الصين. وقتها تذكرت مشقة فك شفرة مقالاته، وحاولت أفهم منه الدافع إلى التشفير وهي في الأصل منشورة أو مذاعة على الكافة. تبرأ من مسؤولية التشفير ولم يحدد وقتها الجهة في الدولة المصرية التي أمرت بذلك. كل ما يعرفه هو أن تعليمات وصلت للخارجية بضرورة تشفير مقاله الأسبوعي وإرساله إلى جميع السفارات. قدرت في ذلك الحين، وهو نفس تقدير الزملاء في مواقع أخرى، أن الدولة لجأت إلى تعميم مقال هيكل لأنها لم تكن تثق بقدرة أو أمانة معظم كبار الصحفيين في نقل مبادئ ثورة يوليو ونشر الوعي بتجاربها في صنع سياسة خارجية مستقلة. أما لماذا التشفير بينما كان يمكن بتكلفة أقل وجهد أبسط إرسالها كما هي وكما ستُنشر في عدد الجمعة من الجريدة، كان الرد السائد وقتها أن التشفير يعطيها قوة وصدقية وأهمية".

بعد سنوات من العمل الدبلوماسي يعود مطر إلى مصر، وقد رحب هيكل بعمله في مركز الدرسات بالأهرام، وكانت أول نصيحة له هو ألا يظهر كثيراً في الطابق الرابع، حيث يوجد جيش من السكرتارية ومديري التحرير، لكن مطر يخالف ذلك، فقد كان شغوفاً بمعرفة كيف يدار العمل في جريدة "الأهرام" التي ارتبط بها منذ طفولته.

فوجئ مطر أيضاً بأن هيكل يمنع أول مقال له من النشر. امدهش، وربنا شعر بالقلق، لكنه فهم أساب المنع من هيكل نفسه. قال له في أول لقاء جمعهما: "أدركت من خلال قراءتي للمقال أنك بذلت في إعداده جهداً كبيراً باعتباره أول ما كتبت للأهرام وأحسن ما عندك، وإن عدم النشر في هذه الحالة سوف يؤذي العلاقة بيننا. أما لماذا قررت في البداية عدم نشره فلأنه مقال ممتاز لكن لقارئ آخر غير قارئ الصحف. قارئ الصحف يريد أن يفهم من القراءة الأولى للمقال ما يريد الكاتب قوله، فإذا قابلته صعوبة في الفهم أو فكَّر في قراءته مرة ثانية حتى يفهم، فإنه لن يتهم نفسه بالقصور أو العجز، قد يحاول مرة ثانية ليفهم وتنجح المحاولة فتَكسَبه قارئاً، وقد ينفض عنك ولا يعود فتفقده وقد تفقد معه آخرين".

أراد هيكل، كما يقول مطر، أن يحصل على كل المعلومات عنه في جلسة واحدة. وقد كان بارعاً، بل مذهلاً، في سعيه وراء المعلومة. يعلق: "لا أعرف كيف نجحتُ في مقاومة سعيه في هذا اللقاء لمعرفة تفاصيل الشخص الجالس أمامه. تذكَّرتُ هذا اليوم، ما رأيته بنفسي، وهو كيف يحطم حاجز الإخفاء أو الكتمان عند ملك في مملكة، أو رئيس في جمهورية، أو قائد جيوش في هذه أو تلك، أو رئيس حزب، أو ناشط وناشطة في حركة سياسية أو في قبيلة أو في تنظيم عصيان وتمرد وينفذ من الحطام إلى داخل الرجل، أو المرأة، ويعود بما يريد. كانت متعة لا تعادلها متعة أخرى يوم اخترتُ بعد عامين أو أكثر قليلاً، ونحن نقطع الوقت في طائرة فوق بحر العرب، أو في استراحة بين حركتي سمفونية عريقة في دار أوبرا باريس، أو في غداء على شاطئ أوستيا غرب مدينة روما أن أطلعه على بعض المخفي أو المكتوم. إذ اختار الرجل عبر شهور أن يطلعني على بعض ما أحتاج أن أعرفه عن عالم الصحافة والصحفيين فسمحت له بالاطلاع على بعض ما يسعى لمعرفته عن المخفي في حياتي والمعتم في شخصيتي".

مقالات مشابهة

  • الأشموني: المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" أحد أضخم المبادرات في تاريخ الدولة المصرية
  • ندوة بجناح الأزهر: كتاب «مقالات في الأخلاق» مرجعية علمية لترسيخ القيم الإنسانية
  • مفوضية الانتخابات:الأحزاب التي لها فصائل جهادية لها الحق المشاركة في الانتخابات
  • «خارجية المصري الديمقراطي»: القضية الفلسطينية تظل على رأس اهتمامات الدولة المصرية
  • يوميات جراح في غزة.. شهادة على الإبادة.. كتاب جديد
  • عضو هيئة كبار العلماء: المشككون في البخاري لم يقرأوا كتابًا واحدًا في علم الحديث
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • جميل مطر يروي سر تشفير مقال هيكل!
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي تذوقها