كيف يكون العبد بين الترغيب والرجاء؟ سؤال أجابه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. 

كيف يكون باب الرجاء؟

وفي جواب كيف يكون العبد بين الترغيب والرجاء، قال إن الترغيب والترهيب، الرجاء والخوف، البسط والقبض. كلها أمور من الله، فهو القابض الباسط وهو النافع الضَّار وهو المحيى المُمِيت وهو الأول الآخر إلى ما لا يتناهى من الصفات.

وأوضح أن الخوف والرجاء شعوران حسنان، الخوف جميل والرجاء جميل وبين الخوف والرجاء سَيْرُ العبد، فإذا رأيت نفسك قد دخلت في دائرة الخوف وسوف تُغْلَق عليك الأمور وسوف تصل إلى مرحلة الوسواس؛ وهذا الوسواس يؤدى بك إلى الإحباط واليأس من رحمة الله، ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون والعياذ بالله، أى لسنا نحن. كَفَرَ أى سُتِرَ قَلْبُهُ عن الإيمان. فكلمة "القوم الكافرون" شديدة جداً فاليأس من الله مصيبة. فيجب عليك ألا تيأس.

وبين علي جمعة: إذن ماذا تفعل وأنت ترى كل يوم أن الوسواس يزداد يوما بعد يوم ، والخوف يزيد وبدأت تُحَاسِب نفسك أكثر من اللازم وسوف تدخل في حالة مَرَضِية، فماذا تفعل؟ افتح الباب واخرج. أىُّ باب؟ الباب الذي يخرجك من دائرة الخوف إلى دائرة الرجاء حتى يحدث توازن، وكيف يكون باب الرجاء؟ 

كلمة أوصى بها النبي قبل البدء فى أي شيء.. علي جمعة يوضحها علي جمعة: كلمة حسبنا الله ونعم الوكيل تهز ذرات الكون ووقاية وكفاية وصرف للسوء كيف يكون باب الرجاء؟

يقول جمعة: تأمل منن الله عليك -ولن تحصيها- ، ستجد نفسك تقول: إن ربنا كريم وعفو وغفور ولم يفعل كل ذلك لى إلا لأنه يحبنى، حتى توازن الخوف الذي أدخلت نفسك فيه.

وأكمل: ثم إذا فتحت معك بعض الشئ ووجدت نفسك في رجاء دائم، وبدأت لا تبالى بالذنب ولا بغيره فتكون قد دخلت الرجاء من أوسع أبوابه ، فخفت على نفسك أن تميل الكفة وتريد أن تعود إلى شئ من الخوف؛ افتح باب الخوف ، فتأمل ما تفعله من المعاصى وما أنت عليه من تقصير، فتجد أنك تُفْزَع فتقول : ولماذا أنت صابر علىّ يا رب ؟ إذًا هو تعالى يمهلنى وسوف يأخذنى أخذ عزيز مقتدر. ما هذا؟ لابد أن أعود سريعا قبل أن يفوت الوقت.

وشدد إذن ينبغى عليك أن تكون دائما في الأمة الوسط، لأن وَسَطَ الشئ أعلاه، كما أن وسط الجبل أعلاه، ولذلك إذا صعدت أعلى فلا تنزل، قال ﷺ : ( أَما واللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ للَّهِ وَأَتْقَاكُم لَهُ لكِني أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصلِّي وَأَرْقُد، وَأَتَزَوّجُ النِّسَاءَ، فمنْ رغِب عَنْ سُنَّتِي فَلَيسَ مِنِّي) . وهذا الكلام يقوله لمن زاد على سنته! لأن الزيادة أخت النقص.

كما لابد علينا أن نكون أمة وسطا كما وصفنا ربنا سبحانه وتعالى، فإذا اختل عندنا الميزان بجانب الرجاء فتحنا باب الخوف بأن نرى مصائبنا فنخافه، وإذا اختل في جانب الخوف فتحنا باب الرجاء بأن نرى مِنَّةَ الله علينا فنعلم مدى رحمته وكرمه بنا سبحانه وتعالى فنرجوه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرجاء هيئة كبار العلماء علي جمعة باب الخوف الوسواس علی جمعة

إقرأ أيضاً:

مِنْ كم يوم بفكر وبتساءل ربما يكون في قحاتي صادق!

مِنْ كم يوم بفكر وبتساءل ربما يكون في قحاتي صادق!
مش صادق بمعنى نبيل ومحترم؛ إنما صادق بمعنى: مُصدّق لقوله وما يدعيه، وعلى إيمان بقضيته!
والحقيقة بديت استشعر مدى فداحة ما يُقاسيه في مثل هذهِ اللحظات وهو مصدوم في “الشعب المعلم”، وإنه كيف حقًّا ممكن ينظر لينا كناس “معلوفة”، ويبدا يكرهنا من أعماقه -بلا وجه حق- ويقول لنفسه: دا شعب مُحبِط، ومُخيِّب للآمال؛ بحب الكيزان والمُستبدين.. وما يستاهل أي نضال وتضحيات قدمناها في سبيله!
هنا بإمكاننا الامساك بحكمة بمذاق الكارثة؛ وهي إنه كيف العقل الضعيف ممكن يتسبب لصاحبه في متاعب جمة، ليبدأ الانسان حامل العقل الفاسد معتنق الأوهام الجنونية الجامحة شقّ طريقٍ طويلٍ من الألمِ والشقاءِ وإلحاق الأذى بالنفس.. ما لسببٍ إلا أنّه كان ضحيةً لأوهام؛ أوهام من صنع نفسه!
وهنا تكمن مُفارقة عجيبة بعض الشئ؛ يعني المرء مِنّا قد لا يكتفي بالمتاعب التي لا يد له فيها.. لا؛ بل ممكن يجتهد ويسعى عشان يجر الويلات على نفسه!
من هنا تبقى رسالة البني آدم إنه بقدر الامكان ما يتوهم أو إن كان لابد من الوهم فليكتفي بالأوهام التي وجدها واعتنقها متورطًا دون إرادة منه.. شوفوا مثلًا سيدنا الإمام علي دون غيره من سائر صحابة رسول الله خُصّ ب”كرّم الله وجهه” وهذا لأنّه “لم يسجد لصنمٍ قط”؛ والكرامة هنا -في اعتقادي- ما لأنّ عليًّا لم يعبد يومًا سوى الله؛ إذ اللهُ غني عن عبادة الخلق. إنّما الصنم تجسيد لرمزية الباطل، وكانت كرامة علي -كرّم الله وجهه- أنّه لم يسجدَ لباطلٍ قط؛ أي: لم يدين بالولاء لباطلٍ، ولم يعتنق الباطل، ولم يتبع الباطل يومًا. ورفض الباطل/ الصنم هذا مُنتهى كرامة الوجه. وذروة سنام الكرامة الآدمية.
القحاتي فيما يبدو مُتطاول ليله مع المحنة؛ فهو إما: في الصورة المعهودة التي تكذب وتعرف أنها تكذب وتعرف أننا نعرفها تكذب.. لكن لا بأس فهي تمتهن الكذب والتخريب وتُحصِّل في سبيل ذلك المال وتحقيق مكاسب ذاتية مع التحلي بالوقاحة واللؤم.
أو: كان في صورة قحاتي مخو ما حلو؛ ينطلق من الوهم الجزافي. الوهم الذي يحملهُ على كراهيتنا دون مبرر؛ الوهم الذي يمنع صاحبه من أن يعيش الحياة السويّة؛ يفرح لفرح الناس ويتألم لآلامهم.
لكن هسي ما فات شي “يا أشرف يا سوكرتا”.. المخ الما حلو دا خليه يأكد ليك إنّنا فعلًا طلعنا شعب ابن كلب جدًا؛ استبدل الديمقراطية بالاستبداد، وما صبر على ثورته المجيدة!
المهم. يلا من هنا.. شوف ليك حائط مبكى عريض ولا تمرين ديمقراطي ولا شوف مشهادك بوين؛ وتلّب من ركشة حياتنا. مصحة أمراض عقلية ذاتو ما عندنا ليك في وضعنا دا.
المهم عيش أحزانك بعيد منّنا وما تفسد لينا مزاج النصر ????

محمد أحمد عبد السلام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • احذر هذا الفعل يجعل وجهك مظلمًا .. علي جمعة يوضحه
  • إذا أردت أن تمتثل لأمر الله ورسوله.. علي جمعة: عليك بهذا الأمر
  • علي جمعة: ذكر الله عبادة يطمئن ويصلح بها القلب
  • ردد هذه الآية 100 مرة يوميا ستجد العجاب في جلب الرزق.. علي جمعة ينصح بها
  • هل كفارة الجماع في رمضان تسري على صيام التطوع؟.. علي جمعة يوضح
  • فضل الصلاة في شهر رمضان.. رحلة روحية تعزز الإيمان وتقرب العبد من ربه
  • الملكة رانيا العبد الله تدعو خلال مؤتمر الفاتيكان لإنهاء التمييز ضد الأطفال
  • مِنْ كم يوم بفكر وبتساءل ربما يكون في قحاتي صادق!
  • سبب في استجابة الدعاء.. أركان المناجاة بين العبد والله تعالى
  • جمعة: شُعَب الإيمان مدخل دقيق لفهم النفس الإنسانية