تقرير: اغتيال السنوار لن يُنقذ نتانياهو
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
تجاوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أطول رئيس وزراء إسرائيلي في الحكم، الكثير من الجدل، بما في ذلك اتهامات بالفساد ومزاعم هذه السنة، بأن الإصلاح الشامل للجهاز القضائي في البلاد يخفي خلفه رغبة التشبث بالسلطة.
المزاج السياسي الإسرائيلي قد تحول نحو اليمين بعد 7 أكتوبر
لكنه يواجه الآن الأزمة الأكبر في حياته السياسية، ذلك أن الانتقادات تتصاعد حول إخفاق حكومته في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث قتل 1200 شخص، وأسر 240 آخرين.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن من هم داخل حكومة نتنياهو، ويأملون في استبداله، يتفقون على أن وضعه لم يكن يوماً السوء لدى الرأي العام الإسرائيلي.
ومع ذلك، ونظراً لتعقيدات النظام البرلماني الإسرائيلي وتقلبات الحرب، فإن ثمة مسارات قليلة للإطاحة بنتانياهو من منصبه في وقت قريب. ويقول المحللون إن آفاقه السياسية على المدى البعيد وإرثه يعتمدان إلى حد كبير على كيفية تعامله مع الأيام المقبلة. احتجاجات
وفي الأيام والأسابيع الأخيرة، تحولت وقفات تكريم الإسرائيليين القتلى إلى احتجاجات ضد قيادة نتانياهو. وتحولت الدعوات الموجهة إليه لتحمل المسؤولية عن الإخفاق الاستخباراتي قبل هجوم حماس، إلى حملة تسعى إلى دفعه إلى الاستقالة.
Benjamin Netanyahu, Israel’s longest-serving prime minister, is facing the greatest crisis of his political career after his government’s failures to prevent the Oct. 7 Hamas-led terrorist attack and criticism of his handling of the war. https://t.co/syNGzRLxnL
— The New York Times (@nytimes) December 2, 2023
وهدد إيتامار بن غفير الوزير عن اليمين المتطرف بإسقاط الحكومة الائتلافية. وأثار أعضاء في حزب ليكود، الذي يتزعمه نتانياهو، احتمال الانشقاق عن الحزب، وفق ما كشف عضوان بارزان من الحزب. وبدأت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل بالضغط على رئيس الوزراء، كي يحد من أعداد القتلى المدنيين في غزة.
ومع دخول الحرب مرحلة جديدة الجمعة عقب انهيار هدنة دامت سبعة أيام، وبدء حملة جوية إسرائيلية جديدة، يبحث نتانياهو عن حل – بما في ذلك اغتيال المسؤول الأول لحماس في غزة- ويمكن أن يهدئ ذلك ائتلافه، ويسكت منتقديه ويرضي جمهوراً متعطشاً لإعادة الرهائن من غزة، وإلحاق الهزيمة بحماس.
وفي بيان للصحافيين، الجمعة، قال نتانياهو إنه ملتزم بـ"تدمير حماس". وفي المجالس السرية، أبلغ مساعديه أنه يضغط عسكرياً من أجل اغتيال يحيى السنوار، وفق ما أفاد مسؤولان إسرائيليان، تحدثا مع رئيس الوزراء في الأيام الأخيرة.
ويعتقد نتانياهو، على ما قال المسؤولون، إن اغتيال السنوار مهندس هجمات 7 أكتوبر، سيكون كافياً لاقناع الرأي العام بأن انتصاراً رئيسياً قد تحقق في الحرب ضد حماس، وأن الحرب يمكن أن تنتهي.
ويرى مسؤولون سياسيون إسرائيليون، أن مقتل السنوار يمكن أن يوقف الحرب، ولكنه لن يجعل الغضب الشعبي ضد نتنياهو يتراجع.
وبحسب أنشيل بفرفير كاتب العمود في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإنه "إذا نجح الجيش الإسرائيلي في اغتيال شخصية أساسية في حماس، فإنني أتوقع أن يسعى نتانياهو إلى الحصول على الفضل في ذلك". وأضاف أنه على رغم أن الفضائح الكثيرة الماضية قد هزت سمعة نتانياهو، فإنه نجح دائماً في إنقاذ حياته السياسية.
وفي استطلاع نشر في 7 سبتمبر (أيلول) بواسطة هيئة البث الإسرائيلية "كان"، قالت نسبة 75 في المئة من الذين جرى استطلاعهم، إن حكومة نتنياهو "لا تعمل جيداً".
The dilemma: Israelis don't want to oust Netanyahu in the middle of the war, but he perpetuates the war in part to save his own political skin. Netanyahu's political ambitions are not a reason to keep killing Palestinian civilians. https://t.co/U5EEuI2y3m
— Kenneth Roth (@KenRoth) December 2, 2023
لكن في الأسابيع التي تلت بدء الحرب، تدنت نسبة التأييد لنتانياهو أكثر. وفي استطلاع أجري الجمعة بواسطة صحيفة معاريف، قالت نسبة 30 في المائة من المستطلعين إن نتانياهو مناسب كرئيس للوزراء، بينما فضلت نسبة 49 في المائة منافسه السياسي بيني غانتس وزير الدفاع السابق. وأظهر الاستطلاع نفسه أن دعم الليكود قد انخفض أيضاً.
ويملك ائتلاف نتانياهو حالياً 74 مقعداً في الكنيست المؤلف من 74 مقعداً، ومن أجل إسقاطه، يتعين أن يتخلى 13 نائباً عن الإئتلاف، أو طرح مشروع بحجب الثقة مع اختيار مرشح آخر لخلافة نتنياهو.
ورأى أفيف بوشينسكي المستشار السابق لنتانياهو، أن أياً من هذين الاحتمالين غير وارد. وقال: "كل شخص تقريباً يقول لك اليوم الأمر نفسه-إن على نتانياهو الاستقالة من منصبه- وأنه لا يمكنه الاستمرار في قيادة هذا البلد...ومع ذلك، في الوقت نفسه، هناك سيناريو حقيقي بأن يبقى في منصبه على رغم عدم شعبيته، وذلك بسبب صعوبة استبداله أو إزاحته".
وأشار إلى أن بعض الأعضاء في الليكود تحدثوا عن امكان الانشقاق، وتشكيل حزب خاص بهم، لكن من غير المرجح أن يفعلوا ذلك خلال الحرب.
وأوضح أن المزاج السياسي الإسرائيلي قد تحول نحو اليمين بعد 7 أكتوبر. وتوقع أن أي انتخابات مستقبلية لا يمكن أن يفوز فيها إلا مرشح من اليمين ينظر إليه على قائد عسكري قوي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يكشف ما يسببه وجود الأسرى لدى حماس في غزة حتى اليوم
أكد كبار القادة في هيئة الأركان العامة بالجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024، أن بقاء الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة موزعين على مناطق مختلفة يشكل عقبة رئيسية أمام انهيار فعلي لحركة حماس ، ويؤثر بشكل مباشر على تحقيق الهدفين الرئيسيين اللذين وضعتهما الحكومة الإسرائيلية في حربها المستمرة منذ 412 يومًا على القطاع.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن وجود الأسرى في غزة "يعيق قدرة الجيش على تنفيذ عمليات برية في مناطق واسعة من القطاع، التي لا يدخلها الجيش لتجنب تعريض حياة الأسرى للخطر"، وهذا الوضع يمكّن حماس من إعادة تثبيت سلطتها الجزئية في تلك المناطق.
إقرأ أيضاً: العمل: صرف دفعة مالية جديدة لمساعدة عمال غزة المتواجدين في الضفة
وبعد ثلاثة أشهر من مقتل ستة أسرى إسرائيليين في رفح، ذكرت الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي بات يحرص على اتخاذ كافة الاحتياطات، حتى البسيطة منها، خشية أن يتعرض العشرات من الأسرى الذين لا يزالون على قيد الحياة للخطر".
ونتيجة لذلك، "لا يتم تنفيذ عمليات برية أو شن هجمات في مناطق كبيرة من القطاع، ما يسمح لحماس بالاستفادة من ذلك لاستعادة قدراتها العسكرية في هذه المناطق، بما في ذلك في شمال القطاع"، وفقا للصحيفة.
إقرأ أيضاً: هذا ما يجري في غرف إسرائيل المغلقة بشأن غزة وما يدور على الأرض
ويقول كبار المسؤولين في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، في أحاديث مغلقة، أن "قضية الأسرى أصبحت عاملاً رئيسيُا يعيق تقدم الجيش في تدمير بنية حماس العسكرية والإدارية". كما يحاول الجيش إقناع القيادة السياسية بأن عدم التوصل إلى صفقة للإفراج عن الأسرى يؤثر بشكل مباشر على فرص النجاح في تحقيق هدفين أساسيين حددتهما الحكومة في بداية الحرب: إسقاط حكم حماس وإعادة الأسرى.
وتقدر قيادة الجيش أن حماس عززت الإجراءات الأمنية حول الأسرى، مشيرة إلى أن "غياب الأسرى في قطاع غزة كان سيغير الوضع بشكل كبير، حيث كانت العمليات العسكرية ستصبح أكثر ضراوة ضد حماس". ولفت كبار الضباط إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين تدمير القدرة العسكرية لحماس وبين التأثير على حكمها المدني الذي لا يزال قائمًا في القطاع.
إقرأ أيضاً: وزير الجيش الإسرائيلي يفرض عقوبات على "كيانات مرتبطة بحزب الله"
وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يملك "معلومات معقولة" عن حالة الأسرى، تعتمد بشكل أساسي على التحقيقات مع الأسرى الغزيين وتحليل الأدلة التي يتم جمعها من الميدان. ومع ذلك، تتغير جودة هذه المعلومات بشكل دوري، حيث تسعى حماس إلى نقل الأسرى بين الأماكن لتصعيب إنقاذهم في عملية خاصة ينفذها الجيش.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الجيش قولهم إن حماس ما تزال راسخة في غزة كسلطة مدنية، مع غياب أي بديل أو منافس. وادعت أن حركة حماس عادت إلى دفع رواتب لعناصرها، رغم أنها بمبالغ محدودة.
إقرأ أيضاً: بالفيديو والصور: عشرات الشهداء والإصابات في مجازر إسرائيلية جديدة بغـزة وشمالها
وأشار التقرير إلى مظاهر سلطتها المدنية في القطاع، مثل افتتاح جمعية خيرية تحت رعاية حماس لمدرسة مؤقتة في مدينة النازحين بالمواصي بالقرب من خان يونس، وإعادة افتتاح مستشفى رنتيسي بعد ترميمه، في حفل تدشين يظهر سلطتها الداخلية.
كما تسعى حماس لإظهار قوتها في أحياء مدينة غزة التي ادعت الصحيفة أنه بات يقطنها نحو 200 ألف فلسطيني، من أصل مليون كانوا يعيشون فيها قبل الحرب، وذلك "عبر مراقبة الأسعار في الأسواق".
إقرأ أيضاً: تفاصيل اتهام 3 فلسطينيين بالتخطيط لاغتيال بن غفير
وأفاد التقرير بأن موقف الجيش الإسرائيلي هذا يواجه رفضًا مستمرًا من الحكومة الإسرائيلية التي تتجنب اتخاذ أي خطوة تتعلق بتشكيل بديل لسلطة حماس في غزة. حيث ترفض الحكومة اقتراحات بعض الوزراء بفرض حكم عسكري في القطاع، كما ترفض دخول السلطة الفلسطينية إلى المنطقة، حتى كمشروع تجريبي.
وفي ما يتعلق بالمبادرة التي تم مناقشتها مؤخرا لإدخال شركات أميركية خاصة لتوزيع المواد الغذائية والمساعدات في القطاع، أوضحت الصحيفة أنها ما زالت بعيدة عن التنفيذ وتبدو وكأنها مجرد دعاية، إذ لم تصل أي تعليمات للجيش بتنفيذ الخطة، في حين لا تزال هذه الاقتراحات "قيد الدراسة" في الأجهزة الأمنية الأخرى.
المصدر : وكالة سوا