الرابطة التي أحيتها الحرب على غزة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
على غير موعد، التقى قرار أقدمت عليه بلدية برشلونة الإسبانية، مع تصريح لرئيس وزراء إسبانيا، بدرو سانشيز، عند موقف واحد تجاه قطاع غزة.
كان سانشيز قد زار القاهرة في 24 نوفمبر الماضي، برفقة رئيس وزراء بلجيكا، ومنها توجها إلى معبر رفح في اليوم نفسه، وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً هناك، ورغم أن كلامهما معاً قد أثار غضب الحكومة في تل أبيب، إلا أن كلام رئيس وزراء إسبانيا، هو الذي أغضبها أكثر.
. وقد وصل الغضب من ناحيتها إلى حد أنها استدعت سفيري البلدين في تل أبيب لتوبيخهما، على حد تعبير البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، في أعقاب المؤتمر الصحافي.
وعندما تعود إلى كلام سانشيز، ستكتشف أن غضب تل أبيب منه لا مبرر له، لأن كل ما قاله الرجل، أن حق الدفاع عن النفس بالنسبة لإسرائيل، لا يمنحها الحق في قتل المدنيين في القطاع، ولا في استهداف النساء، ولا في القضاء على الأطفال.
وهو في تصريحه، كان يستند على إحصائية ثابتة، تقول إن عدد الذين سقطوا في غزة طوال الحرب التي دامت 49 يوماً، بلغ 15 ألفاً، وأن 39 ٪ منهم هُم من بين الأطفال والنساء.
ورغم أن بلدية برشلونة جزء من إسبانيا لا يتجزأ، إلا أنها اتخذت خطوة شجاعة من تلقاء نفسها، فقررت وقف كل العلاقات المؤسسية بينها وبين إسرائيل. وهي لم تبادر إلى خطوة كهذه، إلا على أساس اعتبار إنساني خالص، لأنه لا شيء يجمعها مع الفلسطينيين سوى الرابطة الإنسانية، التي تظل تجمع بين كل الناس.
التصريح الذي أدلى به رئيس وزراء إسبانيا أمام معبر رفح، كان تصريحاً سياسياً في أوله وفي آخره، لأن صاحبه جاء القاهرة بصفته، لا بشخصه، ولكن ما أقدمت عليه البلدية، لم يكن ذا لون سياسي، بقدر ما كان ذا طابع إنساني، في مبتدئه وفي منتهاه.
ومن حُسن حظ أبناء غزة، أن هذه الرابطة نشطت طوال أيام الحرب، وتابعنا مواقف هنا وهناك، لا صلة بينها وبين السياسة، ولكن الصلة فيها كلها، كانت بينها وبين الإنسانية، التي لا تتقيد باللون، ولا باللغة، ولا بالدين، وتقفز فوقها كلها في مختلف الأحوال.
رأينا جنوب أفريقيا، من موقعها هناك في أقصى جنوب القارة السمراء، تقرر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وتستدعي السفير الإسرائيلي لديها، وتطلب منه المغادرة إلى بلاده، لا لشيء، إلا لأن الحكومة الجنوب أفريقية، رأت أن مقتضيات الإنسانية، تُلقي على كاهلها مسؤولية تجاه ما أصاب أبناء القطاع من المدنيين، وأن عليها أن تتصرف وفق ما تفرضه عليها حدود هذه المسؤولية، بمعناها الإنساني لا السياسي.
وتابعنا كيف أن دولاً في أقصى جنوب الأرض، قررت الشيء نفسه تقريباً تجاه إسرائيل، وإذا شئت فراجع موقف بوليڤيا، وموقف كولومبيا، ومواقف غيرهما من بقية الدول في أمريكا الجنوبية، التي تقع على مسافة تُقاس بآلاف الأميال من غزة، في موقعها على البحر المتوسط.
لا شيء كان يحرك برشلونة في قرارها، ولا شيء كان يدفع جنوب أفريقيا إلى ما اتخذته، ولا شيء كان يقف وراء دول أمريكا الجنوبية في مواقفها، سوى رابطة الإنسانية، بكل عمقها بين البشر، وبصرف النظر عن مواقعهم على خريطة الكوكب.
ما عاناه أهل القطاع من المدنيين، على مدى ما يقرب من الشهرين، قد أيقظ هذا الضمير في مناطق متفرقة على امتداد الأرض، وكانت هذه العلامات التي أضاءت في سماء عالمنا، من أول برشلونة، إلى جنوب أفريقيا، إلى أمريكا الجنوبية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل لا شیء
إقرأ أيضاً:
جهود لحل أزمة محطات الشحن الصينية استجابة لمطالب أصحاب السيارات الكهربائية
في خطوة هامة تهدف إلى معالجة أزمة توقف محطات شحن السيارات الكهربائية التي تعمل بالبروتوكول الصيني، عقدت الرابطة المصرية العربية لوسائل التنقل الذكية والمركبات الكهربائية اجتماعًا هامًا في وزارة الكهرباء المصرية، بحضور كبار المسئولين في الرابطة ووزارة الكهرباء.
ترأس الاجتماع الدكتور «علاء الفناجيلي» رئيس مجلس إدارة الرابطة، بحضور كل من المهندسة «إيمان خضر» نائبة مجلس الشعب، والدكتور عماد علاء، عضو مجلس إدارة الرابطة ومقرر لجنة الطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى المهندسة «صباح مشالي» نائب وزير الكهرباء.
مناقشة أزمة محطات الشحن الصينيةناقش الاجتماع مشكلة توقف محطات الشحن التي تعمل بالبروتوكول الصيني وتأثيرها الكبير على المستهلكين وأصحاب السيارات الكهربائية.
حيث تم التواصل مع كبار المسئولين في المرفق للتعرف على آخر القرارات التنفيذية بشأن الموضوع.
تقدمت الرابطة بطلب رسمي باسم مستهلكي وملاك السيارات الكهربائية الذين يعتمدون على الشحن بالبروتوكول الصيني، مطالبة بإعادة النظر في قرار إيقاف محطات الشحن التي تعمل بهذا النظام.
ويهدف الطلب إلى عدم توقف أصحاب السيارات عن شحن سياراتهم خارج منازلهم، مما قد يؤثر سلبًا على حركة التنقل ويُحدث خسائر اقتصادية للمستثمرين الذين قاموا بإنشاء محطات الشحن التي تستخدم هذا النظام.
كما أشار الطلب إلى الحاجة لاستخدام أنظمة تحويل (Adaptors) خاصة للمحطات التي تعمل بنظام الشحن الأوروبي، مما يزيد من تكلفة عمليات الشحن.
حقوق أصحاب السيارات الكهربائيةوأكد المسئولون أنه من حق أصحاب السيارات الكهربائية إقامة نقاط شحن في منازلهم بما يتوافق مع البروتوكول الخاص بكل سيارة.
وقد تم الاتفاق على مراجعة الطلب ودراسته والرد على ممثلي الرابطة قريبًا.
كما ناشدت الرابطة جميع أصحاب السيارات والملاك بالتواصل معها للحصول على المعلومات الرسمية حول هذا الموضوع.
وكجزء من جهودها لتسهيل الأمور على المستهلكين، أكدت الرابطة أنها ستقوم قريبًا بنشر قائمة تحتوي على أسماء ونوعيات أنظمة تحويل الشحن المتوافرة في السوق المصري، والتي تطابق المواصفات الفنية دون التأثير على حالة بطاريات السيارات.
وستنشر هذه المعلومات عبر الجروب الخاص بالرابطة على الفيس بوك، بالإضافة إلى خريطة محطات الشحن التي توفر أنظمة تحويل الشحن، مما يسهل على المستخدمين شحن سياراتهم خارج منازلهم.
وأكدت الرابطة أنها في تواصل مستمر مع المسئولين ولجنة الطاقة الجديدة والمتجددة في مجلس الشعب لتقييم الوضع، حيث يتوقع صدور قرار نهائي بشأن هذه القضية قريبًا.