الحرة:
2024-07-04@11:11:36 GMT

أرضية مشتركة.. لماذا تتعاطف إيرلندا مع الفلسطينيين؟

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

أرضية مشتركة.. لماذا تتعاطف إيرلندا مع الفلسطينيين؟

يتعاطف الغالبية في إيرلندا مع المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف في غزة من قبل القوات الإسرائيلية التي تسعى للقضاء على حماس، كما ينددون بالهجوم الذي نفذته الحركة في السابع من أكتوبر الماضي.

وبدأت القوات الإسرائيلية بحملة تستهدف فيها حماس ردا على هجوم تعرضت له المستوطنات القريبة من غزة تسبب في سقوط نحو 1200 قتيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية، وأوقع القصف المكثف على غزة والذي ترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، أكثر من 15 ألف قتيل، معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس.

ومنذ هجمات حماس على إسرائيل برزت إيرلندا كدولة "شاذة" في أوروبا في موقفها من الصراع، رغم تنديدهم بما فعلته حماس، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

خلال الأيام الماضية أقام مجموعة من النشطاء في دبلن منصة أمام السفارة الأميركية، وعلى مدار 11 ساعة ونصف تناوبوا على قراءة آلاف الأسماء لفلسطينيين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة، والتي كانت قد نشرتها السلطات في القطاع.

وأشار التقرير إلى أن إيرلندا تعتبر من الداعمين للمدنيين الفلسطينيين بشكل "متجذر" وهو ما يعتبره الكثيرون نتاجا لتاريخ مشترك للاستعمار البريطاني، وتجربة صراع صادم وعصي على الحل، والذي انتهى في حالة إيرلندا مع اتفاق "الجمعة العظيمة"، عام 1998.

نددت إيرلندا بهجوم حماس، ونشط المشرعون الأيرلنديون في أوروبا للدعوة لحماية المدنيين الفلسطينيين وأدانوا حجم الرد الإسرائيلي.

ووصف رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارادكار، مطلع نوفمبر، تصرفات إسرائيل في غزة بأنها "شيء يقترب من الانتقام"، وقال للصحفيين خلال زيارة لكوريا الجنوبية، وفق تصريحات بثتها إذاعة "آر تي إي" الرسمية: "أعتقد اعتقادا راسخا بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولها الحق في ملاحقة حماس".

وأضاف "ما أراه يحدث في الوقت الحالي ليس مجرد دفاع عن النفس. يبدو أنه يشبه شيئا أقرب إلى الانتقام... ليس هذا هو الوضع الذي ينبغي أن نكون عليه".

وفي استطلاع للرأي في إيرلندا يرى 71 في المئة من المشاركين أن رد إسرائيل "شديد بشكل غير متناسب" بهجومها على غزة، وقال حوالي 65 في المئة إنه "يجب حظر حماس وتصنيفها كمنظمة إرهابية".

أستاذة التاريخ في دبلن، جين أولماير، قالت للصحيفة إن "وضع إيرلندا كمستعمرة بريطانية سابقة شكّل بلا شك كيفية تعامل الناس في البلاد مع صراعات ما بعد الاستعمار".

وأضافت أن هذا "التاريخ يميز إيرلندا عن عدد من الدول الأخرى في أوروبا الغربية، والتي كان العديد منها في حد ذاتها قوى استعمارية، بما يمنحها أرضية مشتركة مع الفلسطينيين".

وأعاد التقرير التذكير بتاريخ ما حدث بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، إذ منحت بريطانيا نفسها السيطرة الإدارية على فلسطين، وكان وزير الخارجية البريطاني آنذالك أرثر بلفور الذي كان معروفا بقمعه الوحشي لمطالب إيرلندا بالاستقلال.

وأعلن بلفور دعم بلاده لـ"إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين عام 1917" والذي يصبح يعرف باسم "وعد بلفور".

وبعد بضع سنوات منحت بريطانيا الاستقلال لجزء من جزيرة إيرلندا، لكنها احتفظت بالمقاطعات التي تشكل إيرلندا الشمالية.

وقالت الأكاديمية أولماير إن التشريع البريطاني لإيرلندا استخدمته في التقسيمات للمستعمرات البريطانية الأخرى، بما في ذلك في الهند وباكستان والأراضي الفلسطينية.

رئيس المجلس اليهودي في إيرلندا، موريس كوهين، قال في تصريحات إن "المشاعر العامة في إيرلندا دعمت في البداية الجهود اليهودية لإنشاء دولة إسرائيل والنضال ضد الحكم البريطاني".

وأشار إلى أن هذا الأمر "حقيقة غالبا ما يتم تجاهلها في إيرلندا الحديثة"، مضيفا إلى أن الدعم تحول إلى القضية الفلسطينية وسط انتقادات متزايدة لتوسع الدولة الإسرائيلية عبر المستوطنات وتهجير المجتمعات الفلسطينية.

"ما بعرف وين أروح بعيلتي".. سكان جنوب غزة يرزحون تحت وطأة القصف الإسرائيلي تحت وطأة القصف الجوي الإسرائيلي، قال بعض من لاذوا بجنوب قطاع غزة بعد الفرار من منازلهم في وقت سابق من الحرب، إنهم لا يعرفون الآن مكانا آمنا ليذهبوا إليه.

وصارت خان يونس محورا للقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي بعد استئناف القتال، الجمعة، في أعقاب انهيار هدنة استمرت أسبوعا.

وشهدت المدينة قفزة في عدد قاطنيها خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن فر إلى الجنوب مئات الآلاف من سكان شمال القطاع الفلسطيني.

وتدعم إيرلندا مثل بقية أوروبا خيار حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وحثت قادة الجانبين لتبني هذا السيناريو، إلا أن علاقتها مع إسرائيل توترت في الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر، بحسب الصحيفة.

وأعلنت الحكومة الإيرلندية أكتوبر أنها ستقدم مساعدات إنسانية إضافية للفلسطينيين بقيمة 13 مليون يورو، مع تكرار مطالبتهم بوقف لإطلاق النار.

وتضاف هذه المساعدات إلى 16 مليون يورو مرصودة أساسا لإعانة الفلسطينيين خلال العام الجاري في إطار برنامج المساعدات الإيرلندي، ستصرف عبر وكالات الأمم المتحدة وفق وكالة فرانس برس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی إیرلندا

إقرأ أيضاً:

لماذا أحدث قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء جدلا واسعا داخل إسرائيل؟

أرجع محللان سياسيان أسباب الجدل الذي أعقب قرار إفراج إسرائيل عن مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية إلى محاولة إلقاء الشقين السياسي والعسكري تهمة الإخفاق على الآخر، فضلا عن الحساسية الكبيرة تجاه أي قرار يخص الحرب.

وفي هذا السياق، يقول الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إن هناك محاولة من حكومة بنيامين نتنياهو لإلقاء تهمة الإخفاق على الأجهزة الأمنية والعسكرية في كل ما يجري، مشيرا إلى أن الأخيرة كانت تحظى بمكانة عالية في إسرائيل ولكن الهجوم عليها صدمها وفاجأها.

ووصف مصطفى -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أداء حكومة نتنياهو بأنه ضعيف وفاشل وأنها تعيش تخبطا وفوضى بداخلها، مشيرا إلى أن كل وزير يعمل حسب مصالحه لا وفق المسؤولية الجماعية، لكنه استدرك بالقول إنها متماسكة خشية انهيارها.

وأضاف أن بعض المقدسات الأمنية الإسرائيلية التي كان لديها حصانة وقداسة عالية تفككت وتصدعت، وهو أمر غير مسبوق، في إشارة إلى جهاز الشاباك الذي كان يحظى بتقدير واسع في المؤسسات الإسرائيلية، لافتا إلى أن قرار الإفراج عن أبو سلمية يخص عادة الجهاز الأمني لا السياسي.

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد نقلت عن مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء غاضب لأنه علم هو ووزير الدفاع يوآف غالانت من وسائل الإعلام بإطلاق سراح أبو سلمية وغيره من الأسرى، في حين قالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو أمر بفتح تحقيق فوري في الإفراج عن سجناء فلسطينيين من غزة.

بدوره، أفاد جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" بأن الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء تم بسبب الاكتظاظ في السجون، مشيرا إلى أنه حذر من ذلك لفترة طويلة، بينما أكدت مصلحة السجون الإسرائيلية أن قرار الإفراج صدر عن الجيش والشاباك ولم يتم بسبب الاكتظاظ بالسجون.

ونبه مصطفى إلى أن حرب غزة أخرجت إلى السطح عمق الانقسام والشرخ داخل إسرائيل حول أهداف الحرب وغيرها، مستدلا بتصريحات غالانت الذي أشار إلى أن الجيش يحتاج إلى 10 آلاف جندي بشكل فوري، في رسالة إلى ضرورة تجنيد اليهود الحريديم.

حساسية كبيرة

بدوره، قال الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد إن إسرائيل باتت لديها حساسية كبيرة تجاه أي قرار مثل الهدنة التكتيكية التي أعلنها الجيش سابقا وقرار الإفراج عن أبو سلمية.

وبذلك فإن هذه القرارات تشكل حساسية كبرى داخل إسرائيل، وتضعها على صفيح ساخن بسبب حدة الاحتراب الداخلي -وفق زياد- الذى قال إن ذلك يدفع نتنياهو ووزيريه المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش لإغلاق كافة مسارات إنهاء الحرب.

وأشار إلى أن أي خلاف داخلي في صفوف إسرائيل يزيدها تشرذما ويشكل نقطة ارتياح للمقاومة، مضيفا أنه في حال فشل جيش نظامي في تحويل إنجازاته التكتيكية إلى مكاسب إستراتيجية أمام تنظيمات مسلحة فإن هذه الإنجازات مهددة بالتبدد وتحولها لهزيمة إستراتيجية.

وبشأن أوضاع الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، قال مصطفى إن النقاش غائب داخل إسرائيل حول الانتهاكات المروعة بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، مؤكدا أن ما يجري يمكن وصفه بـ"نزع أنسنة الإنسان الفلسطيني".

وحول توقعاته للمشهد السياسي في إسرائيل، يرى مصطفى أن المعارضة لن تستطيع إسقاط حكومة نتنياهو ولا مستقبل لأي تمرد داخل حزب الليكود، متوقعا أن يقدم نتنياهو على حل الكنيست وتقديم الانتخابات لمصلحته لأنه يمتلك قدرة كبيرة على المناورة السياسية.

من جانبه، وصف زياد إسرائيل بأنها مجتمع مرضي سادي، وتصريحات قادتها لا تخاطب أي منطق أو إنسانية في ظل ممارسة أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحق المعتقلين.

في الجهة المقابلة، يؤكد الباحث في الشأن الإستراتيجي أن أبرز ميزات المقاومة الفلسطينية قدرتها على التكيف وإعادة صفوفها بشكل خارق وفق معطيات الميدان ومسار القتال، "لذلك أي حرب استنزاف فإن الخسارة مؤكدة للجيش النظامي"، لكنه توقع في الوقت نفسه استمرار انغلاق الأفق السياسي بسبب تعنت نتنياهو، مؤكدا أن لا صفقة تبادل تلوح.

مقالات مشابهة

  • لماذا أعلنت واشنطن لاءاتها بشأن ترتيبات ما بعد حرب غزة وما مدى واقعيتها؟
  • مسؤول أمني إسرائيلي: حماس تصر على وجود بند يمنع تل أبيب من القتال بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة
  • إعلام عبري: حماس طالبت إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا لاستمرار المفاوضات
  • مسؤول إسرائيلي: حماس تواصل إصرارها على بند أساسي في مقترح الصفقة
  • لماذا أثار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء غضب الاحتلال؟
  • كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف حرب غزة حتى لو بقيت حماس
  • نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة
  • لماذا أحدث قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء جدلا واسعا داخل إسرائيل؟
  • "الأورومتوسطي لحقوق الإنسان": انتهاكات إسرائيل ضد الأسرى الفلسطينيين يندى لها جبين الإنسانية
  • سموتريتش: الحكم العسكري الحل الوحيد لاحتلال غزة ومنع عودة حماس