بينما تستمر الحرب الشرسة على قطاع غزة لليوم السابع والخمسين، يستمر معها إصرار وتمسك الكثير من العائلات بأرضهم، رغم الحصار والدمار الذي يحيط بهم من كل جانب، رافعين شعار «عهد الله ما نرحل»، أملا في أن تضع الحرب أوزارها وتنفك الأزمة.

أهل غزة متمسكون بالأرض

مع تصاعد الحرب التي شنتها إسرائيل على أهالي غزة واستهداف المنازل والمدارس والمستشفيات ودور العبادة لم يعد هناك مكان آمن أو مأوى للمدنيين الفلسطينيين فأصبحت كل أنحاء غزة مستهدفة من قبل الجيش الإسرائيلي، فمنهم من لجأ إلى المخيمات، والتي يتم استهدافها هي الأخرى، ومنهم من ظل متمسكًا بمنزله حتى بعد أن أصبح مجرد أنقاض.

في صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والصفحة الرسمية للإعلام الفلسطيني، يظهر عدد من أبناء غزة في تمسك تام بما تبقى من منازلهم، منهم من يجلس على أريكه فوق أنقاض منزله، وكل ما حولهم مهدّم من قصف الاحتلال الإسرائيلي، يتبادلون الحديث سويا رافضين النزوح وترك منزلهم. 

صالون حلاقة على الأنقاض

وفي مشهد آخر للتمسك بالأرض، ظهر في إحدى الصور المتداولة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، رجلا يعمل حلاقا فوق أنقاض صالونه الذي هدمه القصف في غزة، مستمرًا في عمله فوق الأنقاض ولم يرحل عن مكانه.

في صورة أخرى من أحداث غزة الدامية، ظهر رجل يبدو عليه ملامح الشيب يجلس على كرسيه الذي نجى معه من القصف، وبجانبه أنقاض منزله، ويبدو عليه مظاهر الرضا بقضاء الله، ولكن عينيه تظهر ما به من حزن، رافعا إصبعه السبابة.

ضحك ولعب على الأنقاض

في غزة يولد الأطفال وتولد معهم المعاناة، هكذا أظهرت الصور المتداولة على مدار أيام الحرب الماضية، إلا أن هؤلاء الأطفال متمسكون بالأمل رغم المعاناة الكبيرة، وحاولوا اللعب والترفيه رفقة أمهاتهم على أنقاض المنازل المهدومة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة حرب غزة القضية الفلسطينية الهدنة

إقرأ أيضاً:

حركة نسائية إسرائيلية جديدة تناهض الحرب على غزة (شاهد)

أطلقت نساء إسرائيليات حملة للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، حيث بدأت النساء عبر مجموعة "واتساب" صغيرة قبل أن تتحول إلى مبادرة تطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوقف حرب الإبادة. 

وتحولت مجموعة الـ"واتساب" إلى حركة احتجاجية نسائية في تل أبيب، حاملةً صور ضحايا الغارات الإسرائيلية من الأطفال الفلسطينيين، ومتحدية الرواية الرسمية. 

وبحسب تقرير مفصل عن هذه الحركة نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد تشكلت نواة هذه الحركة من نساء إسرائيليات يعملن في مجالات المحاماة، والنشاط المجتمعي، وعلم النفس، وبدأن في التواصل عبر الإنترنت بعد معاودة إسرائيل قصف قطاع غزة عقب انتهاء الهدنة المؤقتة، ومع توالي صور الضحايا، وخصوصًا الأطفال، قرّرن أن يبدأن احتجاجًا أسبوعيًا صامتًا في قلب مدينة تل أبيب.

"الثمن الإنساني مغيّب".. لحظة انطلاق
ومع استئناف الحرب في شهر أذار / مارس، بدا أن الساحة الإسرائيلية تمضي في طريق تجاهل الخسائر البشرية في غزة، حيث تشير التقديرات إلى سقوط أكثر من 51 ألف شهيد فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال، في ظل صمت شبه تام داخل إسرائيل عن هذا الثمن الإنساني، وفي هذا المناخ، بدأت النساء يشعرن أن الوقت قد حان لرفع الصوت.

وقالت المحامية أميت شيلو، عمرها 30 عاما، التي كانت من أوائل المشاركات، للصحيفة: "في الماضي، كان الحديث عن قمع الفلسطينيين يعتبر شيئًا غريبًا أو حتى خيانة لإسرائيل، لكن مع هذه الصور، بدأ الناس يشعرون للحظة أن هناك بشرًا على الجانب الآخر".

وأضافت أن المجموعة بدأت بنحو 10 نساء، ثم تزايد العدد ليصل إلى 50، ثم إلى 100، وفي أحد الاحتجاجات وصل إلى نحو 200 سيدة.

صور الضحايا.. شموع الحداد.. ومقاومة الصمت
واقترحت الناشطة ألما بيك، 36 عامًا، والتي كانت تنشر صور الضحايا عبر حسابها على "إنستغرام"، في أحد اللقاءات الأولى، أن يتم طباعة الصور واستخدامها في المظاهرات، وتعاونت مع آدي أرجوف، أخصائية نفسية متقاعدة، تدير موقعًا يوثق الضحايا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وتم جمع صور وأسماء الضحايا، وطبعها على أوراق كبيرة، كما تم شراء "شموع شيفا"، وهي شموع تُستخدم في طقوس الحداد اليهودية، ليحملها المحتجون في كل وقفة.

من بين الصور التي أثرت في المشاركين، صورة الطفلة نايا كريم أبو دف، ذات الخمس سنوات، التي كانت تملك رموشًا طويلة وعيونًا بنية، واستشهدت في غارة يوم 19 أذار / مارس.

كما ظهرت صورة الفتى عمر الجمصي (15 عامًا)، الذي استُشهد في غزة وعُثر في جيبه على وصية كتب فيها أنه مديون لفتى آخر بشيكل واحد، وصورة أخرى للطفلة مسك محمد ظاهر (12 عامًا) وهي ترفع علامة السلام مع شقيقتها، وقد استُشهدت في غارة على دير البلح في 19 مارس.

الاحتجاج في قلب تل أبيب
وتتزامن احتجاجات الحركة النسائية مع مظاهرات ضخمة تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، لكن ما يلفت النظر هو مجموعة الـ200 سيدة اللواتي يقفن بهدوء على أطراف الساحة، لا يهتفن، بل يحملن الصور والشموع، بينما البعض من المارة يبطئ خطواته وينظر بدهشة.

وقالت إحدى المشاركات إن هدفهن هو توسيع دائرة التعاطف الإنساني داخل إسرائيل، مع الأطفال الفلسطينيين، وتابعت: "أردنا أن يرى الناس وجوه الأطفال الذين يموتون. أن يعرفوا أن هؤلاء ليسوا مجرد أرقام".

ورغم أن النساء لا يرفعن شعارات سياسية صريحة، فإن نشاطهن يتحدى الخط السائد في الشارع الإسرائيلي، وقد تلقّت بعض المشاركات تهديدات عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، كما وصفهن بعض المنتقدين بـ"الخونة" أو "المتعاطفات مع العدو".

ومع ذلك، فإن عدد المنضمات إلى مجموعة "واتساب" التنظيمية للحركة في تزايد مستمر، والاحتجاجات باتت أكثر انتظامًا، ما يشير إلى أن هناك شرخًا بدأ يتسلل إلى الرواية الإسرائيلية الأحادية، وأن الصور قادرة، أحيانًا، على تجاوز كل الأسوار.

مقالات مشابهة

  • صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • القصف لا يقتل وحده .. الجوع أيضًا يفعل
  • حطام غزة في الزنازين.. كيف تعذب إسرائيل الأسرى بالصور؟
  • لبنانيون يحيون مناحلهم بعد أن أحرقتها إسرائيل
  • ما هي أسباب الحرب في السودان إذن؟
  • حركة نسائية إسرائيلية جديدة تناهض الحرب على غزة (شاهد)
  • غزة : تجمع عوائل الشهداء يدعو للتشبث بالأرض ويحذر من إشاعات التهجير
  • البابا فرنسيس.. الكاردينال الذي باع ثروته واشترى قلوب الفقراء
  • بالأرقام: 11 ألف مفقود لا يزالون تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة في غزة
  • رفع أنقاض الماضي