فلسطين والنظام العربي.. والجرائم الصهيونية ..!!
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
مرة أخرى يستأنف العدو عربدته بحق أطفال فلسطين برعاية أمريكية غربية وبموافقة وتواطؤ النظام العربي الرسمي في مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب، هذه الأنظمة العربية للأسف هي شريكة في جرائم العدو الصهيوني التي يرتكبها بحق أبناء الشعب العربي في فلسطين، جرائم لا تقف في نطاق جغرافية قطاع غزة، بل تمتد لكل الجغرافية العربية الفلسطينية في الضفة والقدس وداخل الخط الأخضر، فيما يطلق عليهم بعرب 48، فالعربي الفلسطيني يتعرض للإبادة على يد الكيان العنصري الاستيطاني الصهيوني، هذا الكيان الذي يركز استهدافه على الأطفال والنساء لم يفعل ذلك كأخطاء جانبية أو حوادث عرضية، لكنه يتعمد استهداف إبادة الأطفال الذي يرى فيهم (مقاومي المستقبل)، وبالتالي يجب إبادتهم قبل أن يكبروا ويصبحوا مقاومين لوجوده، ويستهدف النساء حتى لا يلدن المزيد من الأطفال، هذه استراتيجية في العقيدة الصهيونية وبالتالي ليس غريبا أن يرتكب العدو كل هذه المجازر بحق أطفال ونساء فلسطين وبحق كل أبناء فلسطين، حيث يوجدون فهم هدف للآلة العسكرية الصهيونية، وأهداف مباحة الاستهداف لكل مستوطن صهيوني وافد من بلدان العالم ليحل في أرض فلسطين بديلا عن مواطن فلسطيني الذي يخير بين الموت أو التهجير.
في العدوان الحالي على الشعب العربي الفلسطيني، يبدو واضحا أن هناك شركاء عرب مع العدو الذي ما كان ليجرؤ وبهذه الوقاحة ليشن عدوانه الإجرامي وبهذه الصلافة والصفاقة والتوحش والإرهاب لو لم يكن هناك موافقة عربية مبطنة قد حصل عليها العدو من أنظمة ( العهر العربية) سالفة الذكر، هذه الأنظمة التي عجزت عن إدخال علب المياه لمواطني القطاع عبر ( معبر رفح)، الذي اتخذته دولة بحجم مصر نهاية لمفهوم ( أمنها القومي) في تدليل على أن النظام المصري الحالي هو أكثر جهالة من أسلافه في فهم حدود الأمن القومي لمصر، نظام لم يستوعب أن ما تتعرض له فلسطين يستهدف وجوده أيضا وأن ما يحدث في ليبيا والسودان يستهدفه وأن ما يجري في إثيوبيا وقصة سد النهضة يستهدفه، ولكنه مع كل هذا لا يستوعب أو لا يجرؤ أن يستوعب، ويتوهم أنه بهذا السلوك والموقف الذي يسلكه ويقفه من جرائم العدو بحق الشعب العربي في فلسطين يحمي نفسه ويحافظ على وجوده، إذا ما اعتبرنا أن بقية الأنظمة المذكورة سلفا هي أنظمة وظيفية مرتهنة وهي تمثل بوجودها جزءا من حراسة وحماية الوجود الصهيوني وهذا ليس كلاما تعبيراً عابرا بل تلكم هي الحقيقة التي يدركها كل مهتم بالقضايا العربية.
إن مصر بنظامها تقف اليوم تحديدا في الجانب الخطأ من التاريخ لأن الجرائم الصهيونية غير المسبوقة وغير المقبولة تقزم مصر وتجعلها محل سخرية المجتمع الدولي، إذ لا يمكن جعل مصر مجرد ( سوبرماركت) وإن أصبحت كما قال ذات يوم أحد أمراء آل سعود ( ترقص خليجي)، وهي رقصة الابتذال التي ما كان لمصر أن ترقصها لو تسلح قادتها بقدر من الوعي والإرادة، خاصة وهي تمتلك القدرة التي تجعلها بعيدة عن الحصار المضروب حولها بفعل المخطط الصهيوأمريكي الذي جرد مصر من دورها وقدرتها وتأثيرها وسلبها كل قدراتها الناعمة حتى غدت عاجزة عن التأثير بمحيطها ولم يعد تأثيرها الجيوسياسي يتجاوز دور قطر أو الإمارات فيما السعودية ترى نفسها اليوم قائدة لمصر وصاحبة القول الفصل في العديد من القضايا المصيرية..!
ما بجري في غزة وصمة عار في جبين أنظمة (العهر) المشار إليها وفي المقدمة النظام المصري الذي وضع مصر في مكان ليس مكانها وعار عليه أن يضع مصر وتاريخها في هذا الوضع المهين..؟!
إن أنظمة الخليج والأردن والمغرب، هم من حماة الصهاينة وبيادق أمريكا، وهم عار على الأمة منذ وجدت هذه الأنظمة وخاصة أنظمة الخليج، والسعودية على رأسهم، لكن كان يفترض أن يصحى نظام مصر من غفلته، ليس بحشد جيشه وتحريك معداته العسكرية فهذا موقف لا يقدم عليه إلا أبطال بحجم ومكانة ووعي الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، بل كان المطلوب – ومن باب أضعف الإيمان – أن تقوم القاهرة بتفعيل بعض من أدواتها الناعمة وإن بفتح معبر رفح بصورة دائمة واستغلال علاقتها مع العدو وأمريكا والغرب بوقف المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، نعم وقفت بصلابة في وجه التهجير لأبناء غرة إلى سيناء لكن هذا لا يعني أنها تصمت أمام إبادتهم داخل القطاع.
إن هذه الأنظمة تتحمل جزءا من المسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة لأنهم شركاء فيها ولم ترتكب بمعزل عن رغباتهم.
مع ذلك، ليكن الجميع على يقين أن النصر للمقاومة والمقاومة وحدها من ستحرر فلسطين وليس بمبادرات السلام والاستجداء والتوسل، وهذا ما سوف تثبته الأحداث.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: هذه الأنظمة
إقرأ أيضاً:
تلازم الإجرام الفكري والإرهاب الفعلي
جرائم الإبادة والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها شذاذ الآفاق من جيش الاحتلال في فلسطين عامة وغزة خاصة، لا تمثل سلوكا فرديا، بل إنها سلوك كيان ونظام استعماري استيطاني يعتمد على أيديولوجية فكرية دينية وثقافية واقتصادية وسياسة وفي كل المجالات، وهي ذاتها منطلقات الاستعمار الاستيطاني الذي أباد الهنود الحمر في أمريكا واستولى على أرضهم واستعبدهم بقوة الحديد والسلاح .
الإجرام الصهيوني الصليبي (صهاينة العرب والغرب) وصل به الأمر إلى استحلال دماء الأبرياء والمُعتدى عليهم، فرئيس كيان الاحتلال يقول :ليس هناك مدنيون في غزة ؛ ووزير دفاعه يقول بأنهم حيوانات ؛ وفي تسريبات لسفير الاحتلال في النمسا يؤكد انه ليس هناك أبرياء أو غير متورطين في غزة ولا يعترف باتفاقيات حقوق الإنسان، بل يؤكد أنه واجب قتل كل من كان تحت سن (16)سنة من أجل تحقيق الهدف الذي يسعى إليه الصهاينة وهو إفراغ غزة وتسليمها للمستثمرين الأمريكيين والأوروبيين والسعوديين والإماراتيين لتنفيذ مشروع ما يسمى “ريفيرا الشرق الأوسط “، سواء بتنصيب قيادة فلسطينية شكلية أو غير ذلك (لأنه لن يكون هناك مكان يطلق عليه اسم فلسطين)، وذلك لإلغاء حق تقرير المصير فعليا وحق العودة للاجئين الفلسطينيين- وفقا للحقائق القائمة على الأرض لا عملا بنصوص القانون والعدالة والإنسانية التي يسخر منها ولا يعترف بها.
الأنظمة السعودية والإماراتية والمصرية وغيرها من الأنظمة العربية المطبعة تؤيد كل جرائم كيان الاحتلال ، فالمقترح المصري (لا مانع من نقل وتهجير الفلسطينيين إلى النقب أو أي منطقة أخرى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى تتم إبادة المقاومة ثم إعادتهم اليها؛ والآن أضافوا إليه نزع سلاح المقاومة) وذلك تسهيلا للمجرمين من شذاذ الآفاق، مع أن غزة محاصرة من جميع الاتجاهات لا يُسمح بدخول حليب الأطفال ولا حتى عكازات لمن قطعت أطرافهم القنابل والصواريخ، لأنها حسب تصنيف الإجرام الصهيوني مواد خطرة.
عندما تنحط الأخلاق وتفسد الطباع يتحول الإنسان إلى وحش لكن بصورة إنسان وهو ذاته الأمر الذي عاقب الله اليهود حينما خالفوا أوامره، قال تعالى “قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ وَٱلْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَ أُولَٰٓئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ “. المائدة-60-.
كل الكلمات لا تستطيع وصف إجرام التحالف الصهيوني الأمريكي على أرض غزة وفلسطين؛ ولا تستطيع وصف الخذلان والتعاون من قبل الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية مع الإجرام؛ رغم محاولة البعض وصفها بجرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم تهجير قسري، لكن كل ذلك لا يعني شيئا، لأن المجرمين بلا أخلاق ولا ضمائر ولا دين ولا مبادئ ولا قيم، بل أصبحوا حيوانات وأدنى من الحيوانات التي قد ترحم فريستها وتشفق عليها .
هؤلاء المجرمون يقصفون المخيمات والمدارس والمستشفيات ويفجرون البيوت ويهدمونها على رؤوس ساكنيها ويستمتعون غارقين في نوبات من الضحك الهستيري عندما يرون أشلاء الضحايا تتطاير في الهواء ؛ يستهدفون الأطفال بأسلحة القنص لأكثر من مرة ؛ يقتلون الأطباء والمسعفين كي لا ينقذوا الضحايا، أمين عام الأمم المتحدة حاول أن يصف ما يجري فقال (الوضع فظيع للغاية ؛ الشعب الفلسطيني يتعرض للعقاب الجماعي؛ والمدنيون في غزة يعيشون في دوامة من الموت )، وأما منسقة الأمم المتحدة للسلام سيغريد كاغ فقالت (الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مستويات كارثية).
في العصور الماضية كان الاعتماد على المؤرخين والناجين من الفظائع والجرائم، أما اليوم فالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة لرصد ما حدث في غزة بعد أن ظهرت العمالة والخيانة والإجرام في كل مجالات الحياة -سياسة واقتصاداً واجتماعاً وإعلاماً-؛ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنهم يحاربون ويقتلون كل من يمكنه توصيل صورة الإجرام إلى العالم واستعانوا بمتخصصين في هذه المجالات سواء في ارتكاب الجرائم أو في المساعدة عليها وآخرها الاستعانة بشركة مايكروسوفت لارتكاب جرائم الإبادة، وحينما احتجت موظفتان حُرتان من المغرب والهند تم فصلهما من عملهما في الشركة.
الصراع اليوم يدور بين عقليتين الأولى: تملك المال والسلاح والنفوذ لكنها تستند إلى دينها المحرف الذي يصف الآخرين بأنهم ليسوا بشرا بل ادنى منهم وهو ما أكده البروفيسور الموسوعي د. عبدالوهاب المسيري -رحمه الله- أن اليهود والنصارى يريدون إبادة العرب والمسلمين لانهم يرونهم(متخلفين وهامشيين ولا علاقه لهم بالأرض؛ وانهم مخيفون)، وهذه بعض الأسباب، لكن أهمها انحرافاتهم الفكرية والعقدية وتحريف الكلم عن مواضعه وعصيان أوامر الله ومخالفته وتطاولهم عليه سبحانه ووصفه بما لا يليق به تعالى عما يقولون علوا كبيرا ((ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو اشد قسوة)) قلوب قاسية تتطاول على خالقها وتحل ما حرم من الربا وأكل أموال الناس بالباطل وكتمان الحق وقتل الأنبياء بغير حق والتعاون على الإجرام وعبادة المال .
لقد وصفوا ما يريدونه لغزة بالجحيم ومثل ذلك كل من يخالفهم، وشاهد العالم ذلك وتحرك أولو الضمائر الإنسانية والحية في كل أرجاء العالم ولم تتحرك ضمائر قادة الأنظمة العربية والإسلامية، لأنهم بلا ضمائر ولا إنسانية، بل وصل الارتكاس بهم إلى مناصرة وتأييد المجرمين ومحاربة المظلومين والمستضعفين.
يستطيع الإجرام الصهيوني الصليبي أن يُسكت الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، لكن هناك ضمائر حية تقدس الإنسان لإنسانيته لا لشيء آخر، فها هي مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية- فرنشيسكا البانيز- تقول(حكومة يقودها مجرمان متهمان بجرائم حرب وضد الإنسانية، مازالت مستمرة في إجرامها لأكثر من 16 شهر، وأبادت في غزة ما يزيد على خمسين الفا من النساء والأطفال وتهجر السكان من الشمال إلى الجنوب تطبيقا للاستراتيجية العسكرية لتنفيذ التطهير العرقي لمن تبقى من أهل غزة، ؛لقد فشلنا في منع الإبادة وهذا رأي المجتمع الحقوقي العالمي ورأي لجنه تحقيق منظمة العفو الدولية ومؤرخين إسرائيليين).
الإجرام الصهيوني يتواصل ولا مجال حتى للقتل الرحيم أو الرأفة بالضحايا لأن (صهاينة العرب والغرب) اتفقوا على ذلك، إسرائيل هي الواجهة وهم مساندون وداعمون ومشاركون في كل ذلك .
يحسب تحالف الإجرام أنه سيظل في منجاة من العقاب، لكن ذلك وهم، فهذه الدماء التي سالت لن تذهب هدرا، فقد كشفت حقيقة طالما حاولوا إخفاءها وتزييفها؛ وهذه الدماء هي الأساس في نيل الاستقلال والحرية والعزة والكرامة؛ الجزائر قدمت مليوناً ونصف المليون شهيد في حرب الاستقلال فقط وفيتنام قدمت خمسة ملايين ومثلهم من الجرحى والمعاقين، وكما هتف الشهيد البطل المقدام يحيى السنوار -رحمه الله- وكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل مظلومية فلسطين وأسكنهم فسيح جناته:
“وللحُرية الحمراء بابٌ بكل يدٍ مُضرّجةٍ يُدق” .