الثورة نت:
2025-02-01@14:46:01 GMT

فلسطين والنظام العربي.. والجرائم الصهيونية ..!!

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

مرة أخرى يستأنف العدو عربدته بحق أطفال فلسطين برعاية أمريكية غربية وبموافقة وتواطؤ النظام العربي الرسمي في مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب، هذه الأنظمة العربية للأسف هي شريكة في جرائم العدو الصهيوني التي يرتكبها بحق أبناء الشعب العربي في فلسطين، جرائم لا تقف في نطاق جغرافية قطاع غزة، بل تمتد لكل الجغرافية العربية الفلسطينية في الضفة والقدس وداخل الخط الأخضر، فيما يطلق عليهم بعرب 48، فالعربي الفلسطيني يتعرض للإبادة على يد الكيان العنصري الاستيطاني الصهيوني، هذا الكيان الذي يركز استهدافه على الأطفال والنساء لم يفعل ذلك كأخطاء جانبية أو حوادث عرضية، لكنه يتعمد استهداف إبادة الأطفال الذي يرى فيهم (مقاومي المستقبل)، وبالتالي يجب إبادتهم قبل أن يكبروا ويصبحوا مقاومين لوجوده، ويستهدف النساء حتى لا يلدن المزيد من الأطفال، هذه استراتيجية في العقيدة الصهيونية وبالتالي ليس غريبا أن يرتكب العدو كل هذه المجازر بحق أطفال ونساء فلسطين وبحق كل أبناء فلسطين، حيث يوجدون فهم هدف للآلة العسكرية الصهيونية، وأهداف مباحة الاستهداف لكل مستوطن صهيوني وافد من بلدان العالم ليحل في أرض فلسطين بديلا عن مواطن فلسطيني الذي يخير بين الموت أو التهجير.

.!
في العدوان الحالي على الشعب العربي الفلسطيني، يبدو واضحا أن هناك شركاء عرب مع العدو الذي ما كان ليجرؤ وبهذه الوقاحة ليشن عدوانه الإجرامي وبهذه الصلافة والصفاقة والتوحش والإرهاب لو لم يكن هناك موافقة عربية مبطنة قد حصل عليها العدو من أنظمة ( العهر العربية) سالفة الذكر، هذه الأنظمة التي عجزت عن إدخال علب المياه لمواطني القطاع عبر ( معبر رفح)، الذي اتخذته دولة بحجم مصر نهاية لمفهوم ( أمنها القومي) في تدليل على أن النظام المصري الحالي هو أكثر جهالة من أسلافه في فهم حدود الأمن القومي لمصر، نظام لم يستوعب أن ما تتعرض له فلسطين يستهدف وجوده أيضا وأن ما يحدث في ليبيا والسودان يستهدفه وأن ما يجري في إثيوبيا وقصة سد النهضة يستهدفه، ولكنه مع كل هذا لا يستوعب أو لا يجرؤ أن يستوعب، ويتوهم أنه بهذا السلوك والموقف الذي يسلكه ويقفه من جرائم العدو بحق الشعب العربي في فلسطين يحمي نفسه ويحافظ على وجوده، إذا ما اعتبرنا أن بقية الأنظمة المذكورة سلفا هي أنظمة وظيفية مرتهنة وهي تمثل بوجودها جزءا من حراسة وحماية الوجود الصهيوني وهذا ليس كلاما تعبيراً عابرا بل تلكم هي الحقيقة التي يدركها كل مهتم بالقضايا العربية.
إن مصر بنظامها تقف اليوم تحديدا في الجانب الخطأ من التاريخ لأن الجرائم الصهيونية غير المسبوقة وغير المقبولة تقزم مصر وتجعلها محل سخرية المجتمع الدولي، إذ لا يمكن جعل مصر مجرد ( سوبرماركت) وإن أصبحت كما قال ذات يوم أحد أمراء آل سعود ( ترقص خليجي)، وهي رقصة الابتذال التي ما كان لمصر أن ترقصها لو تسلح قادتها بقدر من الوعي والإرادة، خاصة وهي تمتلك القدرة التي تجعلها بعيدة عن الحصار المضروب حولها بفعل المخطط الصهيوأمريكي الذي جرد مصر من دورها وقدرتها وتأثيرها وسلبها كل قدراتها الناعمة حتى غدت عاجزة عن التأثير بمحيطها ولم يعد تأثيرها الجيوسياسي يتجاوز دور قطر أو الإمارات فيما السعودية ترى نفسها اليوم قائدة لمصر وصاحبة القول الفصل في العديد من القضايا المصيرية..!
ما بجري في غزة وصمة عار في جبين أنظمة (العهر) المشار إليها وفي المقدمة النظام المصري الذي وضع مصر في مكان ليس مكانها وعار عليه أن يضع مصر وتاريخها في هذا الوضع المهين..؟!
إن أنظمة الخليج والأردن والمغرب، هم من حماة الصهاينة وبيادق أمريكا، وهم عار على الأمة منذ وجدت هذه الأنظمة وخاصة أنظمة الخليج، والسعودية على رأسهم، لكن كان يفترض أن يصحى نظام مصر من غفلته، ليس بحشد جيشه وتحريك معداته العسكرية فهذا موقف لا يقدم عليه إلا أبطال بحجم ومكانة ووعي الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، بل كان المطلوب – ومن باب أضعف الإيمان – أن تقوم القاهرة بتفعيل بعض من أدواتها الناعمة وإن بفتح معبر رفح بصورة دائمة واستغلال علاقتها مع العدو وأمريكا والغرب بوقف المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، نعم وقفت بصلابة في وجه التهجير لأبناء غرة إلى سيناء لكن هذا لا يعني أنها تصمت أمام إبادتهم داخل القطاع.
إن هذه الأنظمة تتحمل جزءا من المسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة لأنهم شركاء فيها ولم ترتكب بمعزل عن رغباتهم.
مع ذلك، ليكن الجميع على يقين أن النصر للمقاومة والمقاومة وحدها من ستحرر فلسطين وليس بمبادرات السلام والاستجداء والتوسل، وهذا ما سوف تثبته الأحداث.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: هذه الأنظمة

إقرأ أيضاً:

الهاربون أمام ترامب

دخل دونالد ترامب كالإعصار على مشهد عالمي مضطرب فزاده اضطرابا. نصره المؤزر على خصومه في الداخل أعطاه روحا عدوانية إضافية، فانطلق يهدد العالم كأن ليس هناك قوة في العالم يمكن أن تقف في طريقه، شملت تهديداته العرب منطلقا من فلسطين. لست معنيا كعربي بما يوجهه من تهديدات إلى أوروبا وكندا لكني انتبهت رغما عني إلى حالة الخوف التي استشرت في المنطقة العربية من الإعصار الترامبي، فالقوم عندنا وأعني الأنظمة وأجهزتها الإعلامية بالتحديد؛ سقطت قبل الضربة وانتقل الحديث إلى كيفية تخفيف أضرار الإعصار لا تحديه فهو قدر مقدور. هذا الخوف كاشف لأمور مهمة سنحاول مقاربتها.

عرب لم يقرؤوا الطوفان

قول ترامب بالتهجير لم يتجاوز حتى الآن التصريح العابث لشخص غير مسؤول (في باب طائرته)، فإدارته لم تصدر قراراتها التنفيذية بالتهجير. وهي ولو أصدرتها لا تعتبر ملزمة لأحد فهي ليست أقدارا إلهية، لكن الخوف غلب نفوسا مرعوبة جبلّة؛ سأقول أنفس مستعدة للخيانة.

قول ترامب بالتهجير لم يتجاوز حتى الآن التصريح العابث لشخص غير مسؤول (في باب طائرته)، فإدارته لم تصدر قراراتها التنفيذية بالتهجير. وهي ولو أصدرتها لا تعتبر ملزمة لأحد فهي ليست أقدارا إلهية، لكن الخوف غلب نفوسا مرعوبة
نضع صورة الخوف الرسمي العربي من قول ترامب العابث في مقابل طوفان عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة وإلى حماسهم العجيب في إعادة ترميم حياتهم المدمرة. الاستنتاج الأول من الصورتين أن الأنظمة العربية لم تقرأ انتصار حرب الطوفان، بل هي تستهين بنتائجه وفي العمق تبني على الرواية الصهيونية عن انتصار مطلق، وأن ما يجري في غزة الآن هو شأن صغير لا يكشف تغييرا على الأرض.

إن عودة ترامب إلى مشروع التهجير هو استجابة للطلب الصهيوني الذي دخلت به الحرب بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ولم تفلح في تحقيق أي خطوة منه. يفترض أن هذا النصر الفلسطيني يتحول إلى ورقة بيد الأنظمة (لن نحاسبها هنا عن خذلان المعركة في حينها)، لكن النصر حاصل فعلا ويمكنه أن يتحول إلى ورقة تفاوض بيد الأنظمة المرعوبة، وهناك أوراق قوية يمكن تجميعها لرفض التهجير:

- الرفض الفلسطيني للتهجير الظاهر في طوفان العودة إلى الشمال والشروع بالأيدي العزلاء في الترميم والتعمير.

- الرفض الشعبي العربي للتهجير خاصة في الأردن ومصر.

- العجز الصهيوني غير الخفي عن مواصلة الحرب بنفس الطريقة التي خاضتها لمدة 15 شهرا.

- العجز الأمريكي عن تمويل الحرب بعد ما أنفقته في حرب الطوفان ولم يحقق نصرا ولا تهجيرا.

ماذا بقي بيد الأنظمة إذن؟ بقي لها أن تواصل تجارتها ببيع الفلسطيني كما دأبت دوما، ولا نراها تتوجس فعلا من نقل صعوبات إضافية لشعوبها بنقل سكان جدد مفقرين وعاطلين عن العمل ويحتاجون تعليما وسكنا وحياة كاملة، ويحملون فوق ذلك جروح الخذلان في أعماق نفوسهم.

الأنظمة العربية (دول الطوق بالتحديد) ما تنفك رغم حرب الطوفان تستجدي بقاءها في الحكم بترضية الكيان وحماته الغربيين. لقد كان التطبيع وسيلتها، لكن حرب الطوفان أفسدت كل خطط التطبيع رغم أن ملف التطبيع لم يغلق نهائيا، إلا أن هذه الأنظمة تغير تكتيكاتها الآن لمواصلة نفس المهمة. هنا نقول بيقين: لم تفهم الأنظمة حرب الطوفان ولم تستوعب نتائجها على الأرض، ولا نراها تستوعب الثبات الفلسطيني.

لقد تغيرت الوقائع على الأرض

الفلسطيني لم يمت، إنه هنا والآن ويصر على البقاء وقد زاد في أرصدته بمائة ألف شهيد، لا بل أثبت للعالم أن العدو انهزم ووصل إلى مرحلة العجز عن مواصلة الحرب مهما تسلح (لقد بقي له فقط أن يستعمل سلاحا نوويا في غزة).

هذه حقيقة تفقأ عين العالم فكيف لا تراها الأنظمة العربية؟ إنها لا تريد أن تراها لأنها مرابطة في موقعها قبل الطوفان، أي تقديم خدمة للكيان وحماته الغربيين بكسر إرادة الفلسطيني ومنعه من التحرر وصولا إلى منعه من الحياة ليبقى الكيان الحامي للأنظمة.

الوضع بعد حرب الطوفان ليس كما كان قبله، هذا قول نسمعه في التحليلات الغربية المتألمة لهزيمة الكيان والتي نظن يقينا أنها تناقش الآن في مراكزها الاستراتيجية السؤال المصيري: ما فائدة الكيان بعد حرب الطوفان فوظيفيته استنفدت، وصارت كلفته عالية ومن المستحيل إعادته إلى دوره قبل الطوفان؟

لقد استشرف عبد الوهاب المسيري رحمه الله هذا الاحتمال منذ زمن فقال إن رفع كلفة الكيان على مموليه تنهي دوره، وقد ارتفعت الأكلاف إلى حد العجز عن التمويل بالذخيرة، فضلا على أن أداته العسكرية (التي لا تهزم) انهزمت وأثبتت عجزها إلا بتعويضها بجندي غربي غير معني بحرب ليست له.

فإذا أضفنا إلى ذلك عناصر أخرى منها اتساع الرفض الشعبي العربي لكل محاولات التطبيع أكثر مما كان عليه الأمر قبل الطوفان، ومنها ارتفاع معنويات الفلسطيني نفسه وقد قبِل البقاء في خرابته على الهجرة و"تسليك أموره الفردية" دون أن نغفل التغيير العميق الذي حدث في سوريا وفقدان العدو لنظام "سفيه كان يحميه حماية مطلقة"، وإليها نضيف تحولا عميقا في أوساط الرأي العام الغربي الذي بدأ يتحرر من السردية الصهيونية ويرى الحقيقة.

لماذا تخاف الأنظمة من ترامب؟ لا نراها خائفة من ترامب فعلا بل إنها تخاف أولا من شعوبها، وهي إذ تراود ترامب وتتمسكن أمامه تقوم بآخر محاولة للبقاء على عروشها. إنها تقول كما قال عباس "احمونا، احسبونا كلابكم واحمونا" من الفلسطيني المنتصر ومن شعوبنا المتوثبة. فعدوى النصر تسري في عروق هذه الشعوب التي رفضت التطبيع منذ أول اتفاقية.

نعم لم تفلح الشعوب العربية في العبور إلى غزة زمن الحرب (لأن جيوش الأنظمة حمت المعابر من تدفق الشعوب)، لكن النصر عبر إليها ورفع معنوياتها فزادت يقينا بأن التحرير الشامل ممكن. هنا تتسع الفجوة بين الشعوب وأنظمتها، والفجوة التي وسعها الربيع العربي مزقها الطوفان.

هنا لا يمكننا أن نتوقع تراجعات شجاعة من الأنظمة نحو شعوبها لتقر بأن شرعية البقاء لا يمكن أن تكون بغير الديمقراطية في الداخل العربي، ولكن استحقاق النصر الذي تحتاجه غزة من العرب هو أن تتحول المشاعر الإيجابية للنصر إلى فعل شعبي تقوده قوى حية مؤمنة بالتحرير، وهي الإمكانية الوحيدة لتصل رسالة واضحة لترامب في عليائه. انسَ التهجير وفّكر أن تتحدث حديث الديمقراطية مع الشعوب، فالطوفان انتصر في غزة والثمن دُفع في غزة والصدى وصل إلى آخر الأرض. هل تلتقط إدارة ترامب الرسالة؟ إن ترامب تجسيد مطلق للقوة الغبية، وستنتظر حتى تبدأ إدارته حسابات خساراتها في الأقطار؟ العام 2025 هو عام التحولات الكبرى في الشرق العربي. هذا يقين لا نفلح في وضع خريطة له.

مقالات مشابهة

  • «العربي الناصري»: اجتماع وزراء الخارجية العرب بمصر يعزز دورها في الدفاع عن فلسطين
  • بيان مشترك للاجتماع العربي الوزاري بالقاهرة بشأن فلسطين ‏ورفض التهجير
  • القاهرة.. بدء الاجتماع الوزاري العربي بشأن فلسطين
  • محمد صبحي: «فارس يكشف المستور» كناية عن المؤامرات العالمية التي تُحاك ضد الأمة
  • أطباء أمريكيون: الدمار الذي شهدته غزة ليس له مثيل مطلقاً
  • بالأرقام والتفاصيل.. الكشف عن كافة العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني إسناداً لغزة
  • إعلام العدو يكشف عن تعيين رئيساً جديداً لأركان القوات الصهيونية
  • الهاربون أمام ترامب
  • «استشاري»: أنظمة المراقبة الذكية تُسهم في تعزيز الأمن القومي
  • استشاري: أنظمة المراقبة الذكية تُسهم في تعزيز الأمن القومي