الحرة:
2025-03-10@02:53:37 GMT

لماذا يجند الجيش الإسرائيلي مصابين بالتوحد في صفوفه؟

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

لماذا يجند الجيش الإسرائيلي مصابين بالتوحد في صفوفه؟

سلط تقرير لصحيفة "تيليغراف" البريطانية الضوء على عمل اثنتين من أكثر وحدات الاستخبارات السرية التابعة للجيش الإسرائيلي أهمية وتضم في صفوفهما مجندين مراهقين مصابين بمرض التوحد.

الوحدتان هما "9900" المسؤولة عن تحليل وجمع المعلومات الاستخباراتية المرئية المأخوذة من الأقمار الصناعية وطائرات المراقبة وترسلها بعد ذلك إلى القوات في ساحة المعركة، والوحدة "8200" ومهمتها تقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء.

وفقا للصحيفة يبلغ عدد المجندين المصابين في التوحد الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي في مواقع غير قتالية نحو 400 شخص، جزء صغير منهم فقط يعمل في هاتين الوحدتين.

قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر كان المحللون يعتبرون هاتين الوحدتين من بين أقوى الوحدات من نوعها في العالم، حيث تحافظ على سلامة المدنيين من الهجمات الداخلية والتهديدات الخارجية.

تشير الصحيفة إلى أن الالتحاق بأي من الوحدتين كان منذ فترة طويلة مصدر فخر لأي إسرائيلي، لكن فقط أولئك الذين لديهم عقول حادة واهتمام جيد بالتفاصيل يتم الاستعانة بهم، ولهذا السبب غالبا ما يتأهل المراهقون المصابون بالتوحد.

يقول اللفتنانت كولونيل روتيم صباغ، رئيس دائرة "ميتاف" في الجيش الإسرائيلي، التي تتعامل مع المجندين الجدد إن "من الواضح أن لديهم (المصابون بالتوحد) تفوقا نوعيا على الجنود الآخرين، ولهذا السبب يجدون أنفسهم في وحدات الأمن الرقمي والاستخبارات".

ويضيف أن "القدرات التي ترتبط غالبا بالتوحد، كالتركيز وتذكر تفاصيل محددة بشكل جيد للغاية، كلها تساهم في تفوقهم."

من بين هؤلاء العريفة "إن" البالغة من العمر 19 عاما وفقدت شقيقتها في هجوم السابع من أكتوبر.

تقول الصحيفة إن العريفة "إن"، التي تخدم في وحدة استخبارات تابعة للقيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، هي واحدة من العديد من الإسرائيليين الذين أثبتت "قدراتهم المعرفية أنها لا تقدر بثمن".

تؤكد العريفة أن عبء العمل زاد عليها بشكل كبير منذ بداية الحرب. وتضيف "أنه عمل على مدار الساعة.. ولكي أقوم بعملي، يجب أن أكون أكثر انتباها، لأن الأشياء تحدث بسرعة".

يخضع المتقدمون للعمل من المصابين بالتوحد لعدة اختبارات قبل قبولهم حيث يجري اختيار المراهقين المستقلين للغاية والأقل احتياجا ويخضعون لاستبيانات ومقابلات مع خبراء التوحد وعلماء النفس لتقييم مدى ملاءمتهم في البداية.

بمجرد الموافقة على تعيين جندي مصاب بالتوحد في فريق استخبارات، وهي عملية يمكن أن تستغرق وقتا طويلا، يتم استخدام ذاكرته الفوتوغرافية ومهاراته المعرفية في مجموعة من الوظائف ومنها تحليل الصور الجوية وجمع البيانات الجغرافية ورسم الخرائط ثلاثية الأبعاد وغير ذلك، وفقا للصحيفة.

وبالنظر لأهمية الدور الذي يلعبونه عمد الجيش الإسرائيلي لإنشاء فريق كامل ضمن الوحدة 9900 من المجندين المصابين بالتوحد أطلق عليه اسم "برنامج رويم راشوك" ويعني بالعبرية "ما وراء الآفاق البعيدة".

يقول الجيش الإسرائيلي إن أعضاء الفريق يستخدمون صور الأقمار الصناعية والخرائط لفهم المشهد الجغرافي لإسرائيل والدفاع عن حدودها".

وتشير الأبحاث إلى أن المصابين بالتوحد يمكن أن يكونوا مجهزين تجهيزا جيدا للتعامل مع متطلبات الخدمة في وحدة مثل 9900، وفقا للصحيفة.

وتنقل عن أستاذ الطب النفسي بجامعة مونتريال لوران موترون القول أن معظم الأشخاص المصابين بالتوحد "يتفوقون في المهام السمعية مثل تمييز درجات الصوت والكشف عن الهياكل البصرية والتلاعب العقلي بالأشكال المعقدة ثلاثية الأبعاد".

وشهدت إسرائيل، مثل العديد من الدول المتقدمة، ارتفاعا في حالات التوحد في العقود الأخيرة. ووفقا للجمعية الإسرائيلية للأطفال والبالغين المصابين بالتوحد، فإن تشخيصات مرض التوحد تتزايد بمعدل 13 في المائة سنويا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المصابین بالتوحد

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي في أزمة غير مسبوقة

كشف تقرير مطول نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن أزمة عميقة يعاني منها الجيش الإسرائيلي بسبب العبء المتزايد على قواته مع تعدد الجبهات والاستعدادات المحتملة لشن عدوان عسكري جديد على قطاع غزة.

وسلط تقرير المحلل العسكري للصحيفة يوآف زيتون الضوء على الصعوبات التي يواجهها الجيش، بما في ذلك نقص القوى البشرية، والضغوط التشغيلية والنفسية، والتحديات اللوجستية التي تهدد قدرته على الحفاظ على استقرار الجبهات المختلفة.

كما ناقش التقرير تأثير هذه الضغوط على احتمالية شن حرب جديدة على غزة، وما يعنيه ذلك من ضغوط إضافية على الجنود وعائلاتهم.

نقص القوى البشرية

وفقًا للتقرير، يواجه الجيش الإسرائيلي عبئًا تشغيليًا غير مسبوق منذ أيام حرب لبنان الثانية والانتفاضة الفلسطينية الثانية في مطلع الألفية.

وتشير التقديرات إلى أن القوات النظامية ستواصل تحمل العبء الأكبر في السنوات القادمة، مع توقعات بزيادة المهام وتقليل فترات الراحة.

فبدلًا من أن يحصل الجنود على إجازة قصيرة كل أسبوعين، كما كان الحال في السنوات الماضية، فإنهم الآن يُمنحون في أحسن الأحوال إجازة لمدة 3-4 أيام فقط بعد 17 يومًا متواصلًا من الخدمة، وهذا يعني أن الجنود لن يتمكنوا من رؤية أسرهم إلا مرة كل أسبوعين إلى مرة في الشهر.

إعلان

ويشير التقرير إلى أن هذه السياسة تأتي في إطار محاولة الجيش التكيف مع الواقع الجديد الذي فرضته المهمات المتعددة للجيش الإسرائيلي على الحدود، بما في ذلك المهمات في قطاع غزة ولبنان وسوريا، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد القوات المطلوبة للخدمة في المناطق الحدودية، حيث تم إنشاء نقاط عسكرية دائمة في لبنان وسوريا وحول قطاع غزة.

وينقل زيتون عن الجيش الإسرائيلي "نحن نبذل قصارى جهدنا لتسهيل الأمر على جنود الاحتياط الذين يتم حرقهم حتى النخاع، لكن الثمن سيدفعه المقاتلون النظاميون أولا. واليوم نحتاج إلى آلاف المقاتلين في المواقع الأمامية الجديدة التي أنشأناها داخل الأراضي اللبنانية، وعلى الجانب السوري من مرتفعات الجولان، وكذلك في مواقع المنطقة العازلة التي أنشأناها على جانب غزة من حدود غزة. ويضاف إلى ذلك ضعف إلى 3 أضعاف عدد الكتائب الدائمة في غلاف غزة وفي فرقة الجليل (الحدود مع لبنان)".

ومن بين التحديات الرئيسية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي هو النقص الحاد في القوى البشرية، إذ يعترف زيتون بأن الجيش الإسرائيلي خسر أكثر من 12 ألف جندي منذ بداية الحرب الأخيرة، بين قتلى وجرحى.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الزيادة في عدد القوات المطلوبة للدفاع عن الحدود، وتوسيع الوحدات العسكرية مثل وحدات المدرعات والهندسة، أدت إلى عجز كبير في عدد الجنود المتاحين.

ويتعلق النقص، حسب التقرير، بالقرارات الأولى التي اتخذها رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي الفريق إيال زامير قبل 4 أيام بإنشاء لواء مشاة إضافي (أكبر من لواء مدرع من حيث عدد الجنود).

ويضيف المحلل العسكري "اليوم، هناك 5 ألوية مشاة في الجيش الإسرائيلي النظامي، وهي لواء كفير، وناحال، والمظليين، وغولاني وغفعاتي. كما سيتم إنشاء كتيبة هندسية واحدة على الأقل، وسيتم إعادة إنشاء سرايا استطلاع للألوية المدرعة التي تم إغلاقها في العقد الماضي".

إعلان

ويقول زيتون "إن هذه الإضافات سيتم الوصول لها من الصفر وتحتاج وقتا طويلا، مما سيزيد العبء على المقاتلين الحاليين، كذا سيلجأ الجيش الإسرائيلي إلى المقاتلين السابقين الأكبر سنا، ويحاول استخدامهم لإنشاء ألوية احتياطية جديدة تعتمد على جنود تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاما، وهذا سيعتمد على حالتهم الصحية، وغيرها من القيود".

ضغوط على الجنود والعائلات

وينقل المحلل العسكري عن قادة بجيش الاحتلال قولهم "نحن متوترون بجنون، وكل جندي في الجيش الإسرائيلي يشعر بذلك بالفعل في جسده، وبعد نحو شهرين من التدريب القتالي في المشاة، يطلب من سرايا ألوية المشاة القدوم إلى القطاعات والمساعدة والتعزيز لمدة أسبوع أو أسبوعين على حساب تدريبهم. إنها دائرة لا يمكن تربيعها، باستثناء إضافة قوات جديدة بحجم كبير لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي".

كما يتطرق التقرير للعبء المتزايد على الجنود، حيث لا تؤثر الحرب على أدائهم العسكري فقط، بل أيضًا على حياتهم الشخصية وعائلاتهم. فمع تقليل فترات الإجازة وزيادة المهام، أصبح الجنود يعانون من ضغوط نفسية وجسدية كبيرة. كما أن العائلات التي كانت تعتاد على رؤية أبنائها بشكل منتظم أصبحت الآن تواجه صعوبات في التواصل معهم.

ويشير التقرير إلى أن الجيش يحاول تخفيف العبء على قوات الاحتياط، التي عانت من ضغوط كبيرة خلال العام الماضي. ومع ذلك، فإن القوات النظامية هي التي تتحمل العبء الأكبر، مع توقعات بأن يستمر هذا الوضع في السنوات القادمة.

ولتوضيح مشكلة جنود الاحتياط يقول التقرير إن "50 إلى 70% من الجنود الذين تم استدعاؤهم يقدمون تقارير لمسؤوليهم بالإرهاق الطويل، الذي يضر بتقدمهم في حياتهم المهنية وأسرهم ودراساتهم الأكاديمية وأعمالهم، حيث لا يمكن تعويض كل شيء بالمال أو منحة أخرى أو قسيمة إجازة أو تدليك".

جبهات متعددة

ويسلط المراسل العسكري الضوء على التحديات المفروضة على الجيش الإسرائيلي في ظل قرارات المستوى السياسي، ومن أبرز التحديات الجديدة هي الجبهة الساخنة في الضفة الغربية وعلى حدود غور الأردن، حيث يعمل الجيش بالإضافة لمواجهة المقاومين هناك على إحباط تهريب الأسلحة من الأردن.

إعلان

أما التحدي الأكثر أهمية، فهو الخطة الهجومية الجديدة التي صاغها الجيش الإسرائيلي لاحتلال الأراضي في قطاع غزة والبقاء فيها، وذلك كبديل لطريقة الغارات المتكررة، والتي أثارت انتقادات لفعاليتها، خاصة من عناصر اليمين الإسرائيلي.

ويرى زيتون أنه "إذا انتهى الهجوم الجديد على قطاع غزة بوجود دائم للقوات داخل خان يونس أو على مشارف الشاطئ وحي الرمال، فضلا عن استمرار التمسك بمحور فيلادلفيا وعدم الانسحاب منه، فإن تكلفة العبء على المقاتلين ستزداد على حساب التدريب المطلوب لجميع الساحات. سيكون هناك آلاف المقاتلين "الجدد" الذين سيتعين على الجيش الإسرائيلي الاحتفاظ بهم داخل قطاع غزة".

وفي لبنان، يشكل حزب الله تهديدًا دائمًا، خاصة بعد التصعيد الأخير على الحدود الشمالية. كما أن الجبهة السورية لا تزال تشكل مصدر قلق، حيث يتمركز الجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتلة.

ويشير التقرير إلى أن "الجيش قام بإنشاء نقاط عسكرية دائمة في المناطق الحدودية مع لبنان وسوريا، بالإضافة إلى تعزيز القوات حول قطاع غزة، مما أدى لتضاعف عدد القوات في هذه المناطق مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتسبب في زيادة الضغط على الجنود".

تشكيك بفعالية شن الحرب على غزة

وجه التقرير انتقادات للقيادة السياسية في إسرائيل، متهمًا إياها بالتغاضي عن التحديات التي يواجهها الجيش. فبينما يواجه الجيش أزمة نقص في القوى البشرية وزيادة في المهام، فإن القيادة السياسية لم تتخذ الإجراءات الكافية لمعالجة هذه الأزمة.

ويشير التقرير إلى أن الجيش يحاول إقناع القيادة السياسية بضرورة زيادة الميزانيات وتعزيز القوات، ولكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراءات جذرية.

ويضيف زيتون "لقد أثبت المستوى السياسي بالفعل أنه يقع في حب هذه الطريقة (الاحتلال الدائم) دون أن يأخذ في الاعتبار تكاليفها ومخاطرها، فهناك في الجيش الإسرائيلي من يشكك في فعالية ترك الكتائب النظامية في مخيمات لاجئين فارغة، مثل جنين خلال الشهرين الماضيين. وعلى الرغم من الحرية العملياتية الكاملة التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، تظهر علامات استفهام في الجيش، خاصة عندما يكون هناك قصور عددي في الجيش لتلبية الحاجة إلى المزيد من المقاتلين لغزة أو الحدود اللبنانية، وحتى للجنود المرهقين في الجولان السوري".

إعلان

ويخلص المحلل العسكري من ذلك للتشكيك بقدرة الجيش الإسرائيلي على شن حرب جديدة على قطاع غزة. ويقول "من ناحية، فإن العبء التشغيلي ونقص القوى البشرية يحدان من قدرة الجيش على التحرك بشكل حاسم، ومن ناحية أخرى، فإن التهديدات الأمنية المستمرة من غزة تدفع القيادة السياسية إلى النظر في خيارات عسكرية أخرى".

ويختم التقرير بالإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرس خيارات مختلفة، بما في ذلك الاحتفاظ بأجزاء من قطاع غزة كمنطقة عازلة، أو شن عمليات عسكرية محدودة. ومع ذلك، فإنه يؤكد أن "أيا من هذه الخيارات سيتطلب تعبئة موارد بشرية ومادية كبيرة، مما سيزيد من الضغوط على الجنود وعائلاتهم".

مقالات مشابهة

  • عمليات سرقة ونهب لبيوت المواطنيين في المناطق التي حررها الجيش
  • لماذا يزداد خطر الإصابة بالسرطان لدى الرجال المصابين بالعقم؟
  • دراسة أميركية حول علاقة اللقاحات بالتوحد
  • البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة
  • يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي في أزمة غير مسبوقة
  • هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • هآرتس تكشف عدد الأسرى الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • جنوب لبنان: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر في حزب الله
  • بحماية الجيش الإسرائيلي.. مستوطنون يزورون قبر حاخام يهودي جنوبي لبنان
  • المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يستقيل احتجاجاً على رفض ترقيته