اليمنيون يساهمون في صناعة النصر في غزة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
أرسلوا رسالة واضحة للعدو الصهيوني باستعدادهم التام لأي مواجهة يتطلبها الميدان
الثورة / محمد الروحاني
بقلب واحد جدد اليمنيون هتافاتهم بصوت الحق المتضامن مع غزة ، والمؤيد لصمود الشعب الفلسطيني خلال المسيرات الحاشدة التي خرجت عصر الجمعة في العاصمة صنعاء ، وعموم المحافظات اليمنية الحرة بدعوة من اللجنة العليا للحملة الوطنية لمناصرة الأقصى .
المحتشدون في المسيرات وفي تصريحات لصحيفة “الثورة” أكدوا الجهوزية الكاملة لتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في أي خيارات يتم اتخاذها بشأن القضية الفلسطينية.. مؤكدين استعدادهم للمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني الغاصب ، وخوض معركة مصيرية انتصاراً لغزة وكل الأراضي الفلسطينية.. مؤيدين بيان القوات المسلحة الذي أكدت فيه حوزيتها لاستئناف العمليات الصهيونية في حالة عودته للعدوان على غزة.
البداية كانت مع مفتي الديار اليمنية فضيلة العلامة شمس الدين شرف الدين الذي تحدث الينا قائلاً : الشعب اليمني يبعث رسالة تلو الأخرى منذ اليوم وهو الآن مستمر في بعث الرسائل في وقوفه مع إخوانه المجاهدين في فلسطين سيما في غزة بانهم ليسوا وحدهم وانه مؤزر لهم وان الشعب الفلسطيني بقضه وقضيضه على قلب رجل واحد ، وقد وفق الله قيادتنا وحكومتنا وجيشنا لتسطير أروع المواقف البطولية والإيمانية في سبيل نصرة المستضعفين ونصرة القضية الفلسطينية وهذا واجب علينا لا نمن به على أحد ولا نفاخر به على أحد بقدر ما نحمد الله تعالى على هذا الموقف العظيم الذي وفقنا الله سبحانه وتعالى وهدانا اليه وجعلنا من أهله في الوقت الذي انخذل الكثير من الناس ممن يملكون المال والرجال والعتاد والعدة والطائرات .. خذلهم الله ولم يفعلوا شيئاً في نصرة المستضعفين ونصرة الحق بينما وفق الله المستضعفين في الأرض لهذا الموقف العظيم وعما قريب سينتقل الأمر من أولياء الشيطان إلى أولياء الرحمن بأذن الله سبحانه وتعالى .
وأضاف : يأتي أهمية الخروج المستمر للشعب اليمني في نصرة اخوانه في فلسطين تعزيزاً للقضية الفلسطينية وتثبيتاً لأقدام المجاهدين الصابرين في غزة ، الذين يواجهون العدوان مباشرة وانهم ليسوا وحدهم وبالتالي هذا سيعطيهم دافعاً قوياً للثبات والصمود أمام أعداء الله وفي نفس الوقت يحرك مشاعر الأمة الإسلامية في أقطار الأرض ليروا أن الشعب اليمني لم يسكت ولم يتأخر ولم يتوان ولم يتأثر ، ولازال على زخمه المستمر بذلك الصمود الحضور من أول يوم ، من أجل أن يخرج الناس جميعاً في أرجاء الأرض ، إذا عرفوا على أن الشعب اليمني على هذا النحو ، من الثبات والاستمرار ، وكأن القضية وليدة اليوم ، يستمرون في الخروج في المظاهرات والتعبير وفي ذلك أجر كبير ، قال تعالى “ ولا يطئون موطئاً يغيض الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عملا صالح “ ، فهذا فضل من الله وفق الله الشعب اليمني قيادة وحكومة ، وشعباً ، ونحمد الله تعالى على هذا الموقف .
ثابتون ومناصرون
رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام تحدث الينا قائلاً “ إن اليمنيين بخروجهم الجماهيري الثامن منذ عملية إعلان عملية طوفان الأقصى انهم ثابتون في موقفهم مع القضية الفلسطينية ،وان موقفهم سيظل ثابتاً وداعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة والباسلة حتى تحقيق النصر وتحرير كافة الأراضي الفلسطينية من دنس اليهود المغتصبين .
الشيخ رسام أكد أيضا أن هذا الخروج الحاشد هو تجديد لتفويض قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – والذي فوضوه سابقاً في أي خيارات يتخذها لمواجهة العدو الصهيوني ضمن عملية طوفان الأقصى .. مؤكداً التفاف القبائل اليمنية خلف القيادة الثورية ، والقيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط .. مطالباً الدول الحدودية مع فلسطين بفتح الحدود لقبائل اليمن للتحرك إلى أرض فلسطين للاشتباك المباشر مع جيش العدو الصهيوني أن كانت هذه الدول تخشى هذا العدو .
رسالة للعدو الصهيوني
مدير مكتب رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال طه السفياني أكد هو الآخر أن هذا الخروج المستمر والمتكرر لليمنيين وبهذا الشكل الكبير يؤكد مضيهم على درب النضال ومسار الكفاح والجهاد لدعم قضية فلسطين والعمل على ما يمكن من مواقف تعزز خيارات الصمود والنصر للأمة في هذه المعركة المصيرية والمفصلية في تاريخها.. مضيفاً أن هذا الخروج هو رسالة للكيان الصهيوني بجهوزية الشعب اليمني التامة وحضورهم الفاعل لأي مواجهة يتطلبها الميدان وفق ما تراه القيادة الثورية والسياسية .. وتأكيد على دعم كافة الخيارات التي تتبناها القيادة في مواجهة العدو الصهيوني ضد الكيان الصهيوني الذي يشن عدوان غاشم على غزة وكل الشعب الفلسطيني .
تأييد مطلق لخيارات القيادة
محمد أحمد الغليسي مدير مديرية آزال أمانة العاصمة قدم في بداية حديثه كل الشكر والتحية لإبطال المقاومة الفلسطينية الذين أحيوا القضية الفلسطينية التي حاول العدو الصهيوني وعملاؤه المطبعون إماتتها تماماً .. من خلال الارتماء في حضن كيان العدو وتطبيع العلاقات معه على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المستهدف بالقتل والتهجير إلى خارج أرضه .
وبخصوص الخروج الجماهيري الكبير قال الغليسي :إن اليمنيين يؤكدون بخروجهم المليوني التأييد المطلق للقرارات التي تتخذها القيادة الثورية ممثلة بقائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – ورئيس المجلس السياسي الأعلى ، وكذلك تأييدهم للعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة التي أعلنت مؤخراً استعدادها لاستئناف العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني وتوسيعها في حال عودة العدوان على غزة ، مشيراً إلى أن المجازر الصهيونية بحق المدنيين في غزة تحتم على الشعب اليمني وقواته المسلحة الوقوف إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين ونصرتهم وهو ما يفعله الشعب اليمني على كل المستويات .
كما وجه الغليسي دعوة إلى القوات المسلحة اليمنية بالاستمرار بهذه العمليات والتي هي استجابة لتوجيهات قائد الثورة ومطالب الشعب اليمني بأكمله وتوسيع العمليات وضرب كل الأهداف التي تستطيع القوات المسلحة الوصول اليها سواءً كانت في عمق الكيان أو في البحر الاحمر ، أو في أي مكان يتواجد فيه .
الغليسي أشار أيضا إلى أهميّة أن تتداعى العمليات البطولية الموازية لطوفان الأقصى من كُـلّ دول محور المقاومة حتى لا يستفرد العدو الصهيوني بغزة .. مؤيداً ومباركاً كل عمليات محور الجهاد والمقاومة ابتداءً من اليمن ووصولاً إلى لبنان والعراق وكل مكان يشارك الفلسطينيين معركتهم المقدسة ضد كيان العدو .. مشيداً بخروج الشعوب التي خرجت في مظاهرات دعم للشعب الفلسطيني .. داعياً الشعوب في الدول المطبعة إلى مواجهة أنظمتها العميلة التي تقف ضد الشعب الفلسطيني وتصطف إلى جانب العدو الصهيوني في عدوانه على غزة باعتبار أن قضية فلسطين هي قضية الأمة وليست قضية الفلسطينيين وحدهم .
واجب ديني وأخلاقي
العميد عبدالله التركي يقول أن هذه أن الحشود اليمنية خرجت لتؤكد تأييدها للقيادة الثورية وتنفيذ أي توجيهات يصدرها لهم، والوقوف الكامل إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم ومساندة مقاومته الباسلة بكل الوسائل الممكنة لمواجهة صلف ووحشية الكيان الصهيوني البربري .. مضيفاً: انه في ظل ما يتعرض له شعب فلسطين من عدوان غاشم وجرائم حرب وإبادة جماعية، كان لزاماً على القوات المسلحة اليمنية أن تقوم بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني ، وان تكون في أتم الجهوزية لمواجهة تلك الأخطار والتحديات ومساندة المجاهدين في غزة الذين سطَّروا أروعَ الملاحم البطولية، ولقَّنوا العدوّ الصهيوني دورساً قاسية لن ينساها ابد الدهر .. مؤكداً ان هذا الخروج هو نابع من إحساس اليمنيين بواجبهم تجاه الشعب الفلسطيني والمقدسات المحتلة والتي تحتم على المسلمين تحريرها وإعلان الجهاد في سبيل تحريرها .
وبالنسية لإعلان القوات المسلحة اليمنية استئناف عملياتها ضد الكيان الصهيوني في حال عودته للعدوان على غزة قال العميد التركي أن القوات المسلحة بعثت من خلال هذا التأكيد رسالة للكيان الصهيوني أن أمنه مرهون بوقف عدوانه على غزة ، وان اليمن سيواصل وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى النهاية، وعلى العدو الصهيوني أن يعي هذه الرسالة وهو يعرف تماماً أن الشعب اليمني اذا قال فعل .
يساهمون في صناعة النصر
بدوره أشاد عضو رابطة علماء اليمن عبدالرحمن المتوكل بعمليات القوات المسلحة اليمنية التي تستهدف العدو الصهيوني في البر والبحر .. مؤكداً أن هذه العمليات ساهمت في صناعة النصر في غزة ولولاها لما أذعن العدو الصهيوني للقبول بالهدنة والدخول في صفقة تبادل للأسرى وفق شروط المقاومة الفلسطينية .. مشيراً إلى أن ما حققه أبطال المقاومة الفلسطينية من انتصارات وملاحم بطولية ومشرفة، كشفت وهن وهشاشة الكيان الصهيوني الذي تهرول الأنظمة العربية العميلة للتطبيع معه.
وأضاف أن هذا الخروج يؤكد التحام الشعب بالقيادة ووقوفه وراءها وتأييدها في كل الخيارات التي تتخذها لمواجهة العدو الصهيوني وعلى كل المستويات ، وهو موقف مشرف .. لافتاً الى أن العنفوان اليمني المتزايد يؤكد على أن الشعب اليمني هو شعب مؤمن شجاع لا تخيفه تهديدات أمريكا والغرب وكل من يقف مع العدو الصهيوني ، وهو مستعد للمواجهة وحمل السلاح والنفير إلى ساحات القتال ومواجهة العدو الصهيوني وحتى مواجهة أمريكا التي تدعم العدو الصهيوني بكل إمكانياتها العسكرية وتضعها تحت تصرفه .
كما يشير العلامة المتوكل إلى أن اليمنيين يؤكدون انهم على استعداد لخوض المعركة مع العدو الصهيوني الذي هو في الأساس مشارك في العدوان على اليمن وهذا واضح في تشابه العدوانين على اليمن وعلى غزة الذي تشابهت فصولهما وأحداثهما ما أكد واحدية العدو حتى وإن اختلف مكان ارتكاب الجرائم .
العلامة المتوكل اختتم كلامه برد التحية للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية التي بعثت التحية لليمن قيادة وشعباً على مواقفهم العملية في نصرة غزة والتي تفردت به دون شعوب العالم ويقول : يأهل غزة لستم وحدكم فها هو الشعب اليمني وقواته المسلحة تقف إلى جانبكم وتشارككم حربكم وستظل إلى جانبكم حتى تحقيق النصر وتحرير أرضكم وهو يوم آت بأذن الله تعالى .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة مواجهة العدو الصهیونی القضیة الفلسطینیة الکیان الصهیونی القیادة الثوریة الشعب الفلسطینی أن الشعب الیمنی إلى جانب على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
المشاط يرسم ملامح النصر من مجلس الدفاع ويكشف تحولات الردع اليمني
صنعاء – جميل القشم
في كلمة فارقة أمام مجلس الدفاع الوطني، رسم رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، ملامح المرحلة الراهنة بوضوح لا لبس فيه.. مؤكداً أن اليمن يخوض معركة مصيرية تتجاوز حدود الرد التقليدي، وتمتد في عمق المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة.
خطاب حمل نبرة المنتصر، وعبَّر عن ثقة عالية في النفس، ورسَّخ في الوعي الجمعي أن معركة البحر الأحمر ليست ملفاً منعزلاً، بل امتداد طبيعي لمعركة الوعي والسيادة والموقف الأخلاقي تجاه مظلومية فلسطين.
الرئيس المشاط لم يتحدث بلغة الدفاع، بل بلغة الفعل والمبادرة، معلناً أن كل رهانات الأعداء قد سقطت، وكل أسلحتهم الدعائية والعسكرية والسياسية ارتدت عليهم، مشيراً إلى أن الغارات والضربات الأمريكية لم تؤثر على الميدان بنسبة واحد بالمائة.
الرسالة الأولى كانت واضحة: اليمن لا يفاوض على الكرامة، ولا يخضع للابتزاز، وما دام العدوان مستمراً على غزة فالمعركة مفتوحة في البحر وكل الجبهات، لا هدنة قبل وقف العدوان، ولا تهدئة دون رفع الحصار عن شعب فلسطين.
كشف الرئيس المشاط عن نتائج عسكرية إستراتيجية تمثل نقطة تحول في ميزان الردع؛ أهمها إخراج حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” عن الجاهزية، وهو ما يؤكد نجاح الضربات اليمنية في تجاوز التهديد إلى التأثير العميق في عصب القوة الأمريكية.
اعتبر الرئيس المشاط أن التحرك الأمريكي في البحر الأحمر مجرد استعراض فاشل، ومحاولة لرفع معنويات الكيان الصهيوني المنهارة بعد فشله الذريع في غزة، مؤكداً أن واشنطن تقاتل بالنيابة عن “إسرائيل”، لكنها تغرق في الوحل نفسه.
المشاط أعاد التذكير بأن اليمن يخوض هذه المعركة دعماً لغزة، لا لغرض آخر، وأن من يظن أن صنعاء ستتراجع أو تساوم فهو لا يعرف طبيعة هذا الشعب، ولا يدرك أن البوصلة السياسية والعسكرية مرتبطة بأقدس قضية على وجه الأرض.
وبلهجة الواثق، وصف المشاط العدوان الأمريكي بأنه عبث لا طائل منه، مؤكداً أن اليمن ليس وحده، بل هو جزء من محور مقاومة يتنامى ويمتد، من البحر إلى البر، من صنعاء إلى غزة وطهران وبيروت وبغداد.
أكد أن اليمن يدير معركته بإمكاناته الذاتية وبعقيدته الصلبة، ولا يتلقى توجيهات من أحد، مشدداً على أن السيادة اليمنية غير قابلة للنقاش، وأن القرار السياسي والعسكري لا تصنعه غرف السفراء، بل قاعات العزة والصمود.
وأشار إلى أن كل ما يروج له إعلام العدوان بشأن خسائر اليمن عبارة عن تضليل لا يصمد أمام الواقع، موضحاً أن الجبهة الداخلية متماسكة، وأن الشعب اليمني أثبت مرة أخرى أنه عصي على الكسر، وغير قابل للاختراق.
وفي خطاب تحذيري يحمل نبرة إيمانية عالية، وجَّه الرئيس المشاط رسائل قوية لكل من تسوّل له نفسه التخاذل أو الانزلاق في دروب الخيانة، قائلاً: “لكل من يستهويه الشيطان، أقول له نحن قادمون على نصر كبير، وسيميّز الله الخبيث من الطيب”.
ونصحهم بقوله: “أنصح كل من يغريه الشيطان أن يتمسك بالشرف، فهذه زلزلة ما قبل النصر، زلزلة ما قبل الفتح، والإنسان يدعو الله أن يثبته.”
كما أشاد بالدور الكبير الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في إفشال محاولات الاختراق والتجنيد التي تقودها أمريكا وأدواتها، مؤكداً أن كل من يثبت تورطه في الخيانة ستتم محاسبته بأقصى درجات الحزم.
ولفت إلى أن العدو يعاني أزمة استخباراتية حقيقية، وأنه لم يعد يمتلك القدرة على توقع الضربات اليمنية، حيث تتحرك القوات اليمنية وفق منطق المبادرة وليس رد الفعل، بما أربك حسابات واشنطن ولندن وتل أبيب.
وأثنى الرئيس على الإنجازات المتسارعة في مسار التصنيع العسكري، ونجاح القوات البحرية والجوية في توجيه ضربات دقيقة أثبتت أن اليمن لم يعد بلداً محاصراً، بل بات رقماً صعباً في معادلات البحر الأحمر وخليج عدن.
وأشار إلى أن المعركة ليست معركة موانئ وسفن فقط، بل معركة هوية واستقلال وقرار، وأن اليمن قرر أن يكون في طليعة الأحرار، مهما كانت التضحيات، ومهما بلغ حجم الاستهداف الإعلامي والعسكري والسياسي.
وفي لفتة تجسِّد الموقف الأخلاقي والشرعي، نوّه الرئيس المشاط إلى أن اليمن يقاتل بوعي أخلاقي، وأنه لم يستهدف أي سفينة مدنية، وأن كل عملياته محسوبة بدقة وفق القوانين الدولية، مما يكشف زيف الادعاءات الأمريكية التي تتاجر بـ”حرية الملاحة”.
تطرق إلى النموذج الإيراني في مقاومة الهيمنة، وأشاد بمواقف طهران المبدئية، معتبراً أن نجاحها السياسي يعزز من صمود محور المقاومة، ويوسّع من مساحة الضغط على العدو الصهيوني وحلفائه في المنطقة.
وأكد الرئيس أن زمن الهيمنة الأمريكية المطلقة قد انتهى، وأن من يراهن على بقاء واشنطن كقوة حاسمة في معادلات الشرق الأوسط فإنه يعيش خارج التاريخ، مشدداً على أن الوقائع الميدانية تكتب واقعاً جديداً كل يوم.
الخطاب تميز بتقدير عال لدور السيد القائد عبد الملك الحوثي، واصفاً إياه بصاحب الرؤية الثاقبة والقيادة المتزنة، التي استطاعت تحويل العدوان إلى فرصة بناء وتعزيز للجبهة الوطنية والقدرات الدفاعية.
كما عبَّر عن ثقته الكاملة في وعي الشعب اليمني، وقدرته على قراءة المعركة بمسؤولية، منوهاً بدور العلماء والمجتمع في تعزيز الصمود، وداعياً إلى رفع الجهوزية والاستعداد لأي تصعيد قادم.
أنهى الرئيس المشاط كلمته المفتوحة للداخل والخارج: “اليمن لم يبدأ هذه الحرب، لكنه سيحسمها، وصوت فلسطين لن يخفت، ما دام في هذا الشعب نفس يتردد، لا مساومة على المبدأ، ولا مساكنة مع المحتل، ولا تهدئة على حساب الدم الفلسطيني.”
هكذا تحدّث الرئيس من قلب صنعاء، لا بلغة المجاملة، بل بلغة الواثق الذي يرى النصر أقرب من أي وقت مضى، ويؤمن أن من يحمل قضية عادلة لا يهزم، حتى لو اجتمع عليه العالم.
سبأ