الإمارات: دعم جهود إنهاء الأزمة في السودان
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةجددت دولة الإمارات العربية المتحدة دعوتها إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في السودان، مطالبةً كافة الأطراف بالالتزام بما تم الاتفاق عليه في مفاوضات جدة، بما في ذلك تيسير وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، مؤكدةً دعم كافة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الأزمة.
وقالت الإمارات في بيان أمام مجلس الأمن الدولي ألقته معالي السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، عقب تصويت المجلس لصالح إنهاء مهمته السياسية في السودان: «اسمحوا لي التأكيد على حقيقة واضحة بأن الأمم المتحدة لن تتخلى عن السودان، حيث سيواصل المجلس متابعة عملية الانسحاب التدريجي للبعثة ونقل مهامها حتى نهايتها».
وأضافت: «نحن على يقين من أن نتائج وتوصيات المراجعة الاستراتيجية المستقلة ستساعد المجلس على فهم الاحتياجات والقدرات اللازمة لدعم الشعب السوداني في ظل هذه الظروف الاستثنائية».
وأردفت: «ندرك تماماً التعقيدات المصاحبة لانسحاب البعثات الأممية، بما في ذلك التحديات اللوجستية التي يجب التغلب عليها، ونأمل أن تأخذ عملية انسحاب البعثة بعين الاعتبار الدروس المستفادة من التجارب السابقة، وكذلك مسؤولية السلطات السودانية في ضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة، والانتقال السلس للمهام والخبرات إلى فريق الأمم المتحدة القطري».
وشددت معالي السفيرة على أن فعالية جهود الأمم المتحدة تتطلب تعاوناً وثيقاً مع الدولة المضيفة، مشيرةً إلى أن رسالة السودان المؤرخة في 16 نوفمبر قد عبرت عن هذا الالتزام.
وجددت الدعوة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في السودان والتزام الأطراف بما تم الاتفاق عليه في جدة في مايو 2023، بما في ذلك تيسير وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، مؤكدةً دعم الدولة كافة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الأزمة، مشيرةً إلى أنه لا يوجد حل عسكري سيوفر للشعب السوداني الأمن أو الاستقرار.
وقالت: «في هذه اللحظة التي يواجه فيها السودان تحديات كبيرة على الصعيدين الأمني والسياسي والإنساني، تظل غايتنا واضحة وهي تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للشعب السوداني».
ومساء أمس الأول، اعتمد مجلس الأمن الدولي قراراً يقضي بإنهاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس» اعتباراً من اليوم الأحد.
وحصل القرار رقم 2715 على أغلبية ساحقة من أصوات أعضاء المجلس بتأييد 14 عضواً مقابل امتناع روسيا عن التصويت.
ودعا القرار بعثة «يونيتامس» إلى البدء فوراً في الرابع من الشهر الجاري بوقف عملياتها ونقل مهامها وبرامجها إلى وكالات الأمم المتحدة بهدف إنهاء تلك العملية بحلول 29 فبراير 2024.
وقرر المجلس أن تبدأ تصفية البعثة من الأول من مارس المقبل كما دعاها إلى إنشاء تدابير مالية مع فريق الأمم المتحدة لتمكين المنظمة الأممية من الإشراف على الأنشطة المتبقية التي بدأتها البعثة. وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أكد استلام المنظمة خطاباً من الحكومة السودانية «يعلن قرار الحكومة إنهاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) على الفور».
وقال دوجاريك إن «الحكومة السودانية أعلنت أيضا التزامها بالانخراط بشكل بناء مع مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن صيغة جديدة متفق عليها».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات السودان مجلس الأمن الدولي الأمم المتحدة الأمم المتحدة فی السودان
إقرأ أيضاً:
قلق أممي إزاء نزوح المدنيين من الخرطوم بسبب العنف والقتل خارج القانون
الأمم المتحدة / أعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بنزوح المدنيين من العاصمة السودانية الخرطوم بسبب العنف والمخاوف من عمليات القتل خارج نطاق القانون، في أعقاب التغيرات التي طرأت مؤخرا بشأن السيطرة الفعلية على العاصمة، وشدد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك على ضرورة عدم استهداف المدنيين بأي حال من الأحوال. وأوضح – في المؤتمر الصحفي اليومي – أن العاملين في المجال الإنساني أفادوا بوصول نحو 5000 نازح، معظمهم من الخرطوم، إلى منطقة جبرة الشيخ في ولاية شمال كردفان خلال الأسبوع الماضي.
ويفيد الشركاء في المجال الإنساني بأن هذه العائلات بحاجة ماسة إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية المناسبة. كما أشارت التقارير إلى نزوح أشخاص آخرين من الخرطوم ومناطق أخرى نحو أم دخن وسط دارفور. وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين يعملون على التحقق من هذه التقارير.
ومع ذلك، أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن القيود المالية المستمرة أجبرت على تقليص بعض أنشطة جمع البيانات، مما تسبب في تأخيرات في الإبلاغ عن عمليات النزوح الجديدة وإصدار تنبيهات الإنذار المبكر.
وأكد دوجاريك أن هذه التحركات الأخيرة تأتي في سياق اتجاه أوسع نطاقا للنزوح الناجم عن الصراع، والذي يؤثر على مناطق متعددة في السودان، بما فيها النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وضع معقد وصعب
وأشار المتحدث إلى أن الوضع العام في السودان لا يزال معقدا وصعبا، حيث يفر المدنيون من أجل سلامتهم في بعض المواقع، ويحاولون العودة إلى ديارهم في مواقع أخرى، وغالبا إلى مناطق دمرت فيها الخدمات الأساسية بسبب الصراع، وحيث يواجهون أيضا خطر مخلفات المتفجرات والقذائف غير المنفجرة.
وأوضح دوجاريك أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يعمل على الوصول إلى السكان في مدينة كادقلي، عاصمة جنوب كردفان، من خلال تسهيل إرسال قافلة مساعدات إنسانية تحمل إمدادات التغذية والصحة وتطهير المياه. ولكن القافلة لا تزال متوقفة في الأبيض، عاصمة شمال كردفان، بسبب انعدام الأمن والعقبات البيروقراطية.
وقال دوجاريك إن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أعرب عن غضبه أمس إزاء التقارير التي تتحدث عن تصاعد الهجمات على المطابخ المجتمعية والمساحات الآمنة التي يديرها المتطوعون في السودان، وشدد على ضرورة حماية ودعم العاملين في المجال الإنساني.
وذكّر دوجاريك بأن القانون الدولي الإنساني يُلزم جميع الأطراف بالسماح وتسهيل الإغاثة الإنسانية، بسرعة، وبلا عوائق، وبحياد، للمدنيين المحتاجين، بغض النظر عن الموقع أو انتماء هؤلاء المدنيين.
مستوى دمار يفوق التصور
من ناحية أخرى قال محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان إن العاصمة الخرطوم تعيش وضعا كارثيا بعد عامين من الحرب، مسلطا الضوء على الأوضاع المروعة التي يواجهها المدنيون في المناطق المتضررة.
تحدث رفعت إلى الصحفيين في جنيف، اليوم الجمعة، عقب زيارة استغرقت أربعة أيام للعاصمة السودانية وضواحيها، مشيرا إلى أنه زار مناطق لم يكن الوصول إليها ممكنا من قبل، وشاهد بأم عينه حجم الدمار والمعاناة التي يعيشها الناس في هذه المناطق.
وأضاف قائلا: "أستطيع أن أقول لكم إن محطات الكهرباء نُهبت، وأنابيب المياه دُمرت. أنا لا أتحدث عن مناطق معينة، بل أتحدث عن كل مكان ذهبت إليه. لقد كنت في مناطق حروب في ليبيا واليمن والعديد من مناطق الصراع الأخرى. ومستوى الدمار الذي رأيته في بحري والخرطوم لا يمكن تصوره. لم يكن هناك استهداف لمنازل الناس فقط، ولا للمناطق الإدارية، ولا للمناطق العسكرية، بل لكل البنية التحتية الأساسية التي يمكن أن تحافظ على حياة الناس".
حاجة إلى التمويل
وأشار رفعت إلى الحاجة الملحة لتوفير التمويل الإنساني للأدوية والمأوى ومياه الشرب والتعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى ضمان وصول إنساني غير مقيد للمتضررين من الصراع. ونبه إلى أن محدودية الوصول الإنساني ونقص التمويل أدت إلى معاناة هائلة، خاصة بالنسبة للنساء.
وأشار إلى أن العديد من المنظمات غير الحكومية أوقفت أو قللت عملياتها بسبب نقص التمويل، وأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث يوجد أكثر من 11 مليون نازح داخلي.
ودعا رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة إلى التركيز على إعادة البناء، مشيرا إلى أن ترميم الخرطوم والمناطق الأخرى سيستغرق وقتا، لكن من الممكن توفير مأوى وسبل عيش كريمة بمجرد توفر الموارد اللازمة.
وأشار إلى أن خطة استجابة المنظمة الدولية للهجرة في السودان تسعى للحصول على 250 مليون دولار لمساعدة 1.7 مليون شخص، لكن لم تتم تغطية سوى 9% من الأموال المطلوبة حتى كانون الثاني/يناير 2025.
قصة سارة
المسؤول الأممي سلط الضوء على قصة سارة، المعلمة التي بقيت في منزلها في الخرطوم بحري طوال فترة الحرب، والتي لم تكن تملك أي وسيلة للمغادرة.
وقال رفعت: "كانت أيامها مليئة بالرعب، وشهدت فقدان أحبائها وتهديدا مستمرا بالعنف. لم تبق سارة باختيارها، بل كانت مضطرة إذ لم تكن لديها وسائل للمغادرة، ولا دعم لإخراجها من مكان الأذى، ولا أحد يساعدها. تُركت لتعاني دون مساعدة، غير قادرة على الهروب".
وأضاف أن مستقبل سارة كان شاغلها الرئيسي، مشيرا إلى أنها كانت تتوق إلى إعادة فتح المدارس ومستعدة للتدريس مجانا لضمان استمرار التعليم للأطفال.
كما تحدث عن قصة فتاة أخرى تدعى ترتيل، عبرت عن يأسها ورغبتها في مواصلة تعليمها والحصول على دعم نفسي. وقال إن هناك العديد من القصص المشابهة لقصتى سارة وترتيل.
مؤشرات أمل
وردا على أسئلة الصحفيين، أوضح رفعت أن عودة الناس إلى الخرطوم تتطلب توفير معلومات تساعدهم على فهم الوضع على الأرض واتخاذ قرارات مستنيرة، بالإضافة إلى استثمارات ضخمة لاستعادة الخدمات الأساسية مثل الصحة والمياه والكهرباء.
وأشار إلى أن هناك علامة أمل صغيرة مع عودة 400 ألف نازح داخليا إلى ديارهم مؤخرا، لكن معظمهم يعودون إلى منازل مدمرة ومنهوبة تفتقر إلى أي خدمات أساسية.